عادت ظاهرة «البشعة» لتتصدر نقاشات مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، عقب انتشار مقطع فيديو لفتاة تتعرض لهذه الممارسة على يد أفراد من أسرتها، في محاولة للتحقق من صحة أقوالها. 

وبينما اشتعلت التعليقات بين من رأى في الأمر إساءة جسدية ونفسية، ومن اعتبره جزءًا من تراث قديم، خرج «شيخ البشعة» في تصريحات خاصة ليوضح حقيقة ما يجري ودوره في هذه العادة التي ارتبطت بالعرف الشعبي لعقود طويلة.

هذا الجدل المتجدد أعاد الضوء إلى عادة يتوارثها البعض حتى اليوم، رغم تراجعها أمام تطور مؤسسات الدولة ووسائل التقصي الحديثة.

شيخ البشعة.. نتلقى حالات يومية ومسلسلات ستتناول الظاهرة قريبًا
في حديث خاص لـ« صدى البلد»، أكد شيخ البشعة الذي انتشر له مقطع الفيديو وتصدر التريند أن هذه الممارسة لا تزال موجودة في بعض المناطق، وأنه يتلقى حالات بشكل شبه يومي لحل خصومات أو خلافات بين أفراد أو عائلات. وأشار إلى أن دورهم، كما يراه، يقتصر على المساعدة في حل المشكلات وفق العرف المتوارث.

وأضاف أن شهر رمضان المقبل سيشهد عرض مسلسلات تتناول ظاهرة البشعة، مشيرًا إلى مشاركتهم في هذه الأعمال بهدف توضيح طبيعة الممارسة والإجابة عن أسئلة الجمهور، معتبرًا أن الدراما قد تساهم في كشف ملابسات هذا العرف وإظهار سياقه الحقيقي.

فيديو يثير الغضب ويعيد البشعة للمشهد
الفيديو الذي انتشر على منصة «تيك توك» والذي ظهرت فيه فتاة تخضع للبشعة داخل منزلها، أثار حالة استنكار واسعة. رأى كثيرون أن ما جرى يعد إيذاءً وانتهاكًا لحقوق الفتاة تحت مسمى العرف، بينما ركّز آخرون على غرابة هذه الطقوس وكيف استطاعت الصمود رغم مرور الزمن. وفي خضم هذه الضجة، وجد كثيرون أن الوقت مناسب لفتح نقاش حقيقي حول هذه الممارسة وما تمثله في المجتمع.

ما البشعة؟ جذور وأصل الظاهرة
البشعة هي أحد أشكال العرف الشعبي الذي ظهر في بيئات بدوية وقبلية، خصوصًا في مصر وبعض الدول العربية، وكانت تُستخدم للفصل في النزاعات حين تغيب الأدلة أو يصعب الوصول إلى الحقيقة.
وتعتمد البشعة على تسخين قطعة معدنية كملعقة أو سكين ثم يُطلب من الشخص المتهم أن يلمسها بلسانه أو يلعقها أمام الحضور. ووفقًا لهذا العرف، إذا لم يتعرض للحرق يُعد صادقًا، وإذا احترق لسانه يعتبر كاذبًا.

ظهرت هذه الطريقة في فترات ماضية كانت فيها المؤسسات القضائية غائبة أو ضعيفة، واعتمد الناس على البشعة لتعويض غياب التحقيق العلمي. لكن مع مرور الزمن وتطور أساليب التقاضي، تراجعت هذه الممارسة حتى أصبحت جزءًا من القصص الشعبية أكثر منها عرفًا قائمًا.

زاوية علمية.. خرافة لا تكشف الحقيقة
علميًا، لا علاقة بين حرارة المعدن وقدرة الشخص على قول الحقيقة أو الكذب. فملامسة اللسان لمعدن ساخن تؤدي إلى الحرق للجميع بلا استثناء، ما يجعل الاعتماد على البشعة كأساس للعدالة أمرًا غير منطقي أو إنساني. ويرى مختصون أن استمرار تداولها هو انعكاس لثقافة الخوف والعرف القديم، وليس وسيلة يمكن الوثوق بها في كشف الحقائق.


إعادة ظهور «البشعة» في السوشيال ميديا والدراما أثار نقاشًا ضروريًا حول تراث ما بين الماضي والحاضر، بين ما يجب الحفاظ عليه وما يتوجب تجاوزه. فبينما تمثل البشعة جزءًا من الذاكرة الشعبية، إلا أنها ممارسة تحمل قدرًا كبيرًا من الخطر والإساءة ولا تستند إلى أي أسلوب علمي أو قانوني. ويبقى الأهم اليوم هو تعزيز الوعي وحماية الأفراد، خاصة الفتيات والأطفال، من أي ممارسة تُلحق بهم أذى تحت ذريعة العرف أو التراث، وترسيخ ثقافة العدالة المبنية على الأدلة والإنسانية.

طباعة شارك تيك توك البشعة التريند وسائل الإعلام

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تيك توك البشعة التريند وسائل الإعلام هذه الممارسة

إقرأ أيضاً:

الديهي ينتقد مؤثري الغذاء على السوشيال ميديا: يسرقون دور الدولة

علّق الإعلامي نشأت الديهي، على الجدل الذي أثاره بعض المؤثّرين المتخصصين في الغذاء، بعد نشرهم مقاطع تحذّر من منتجات غذائية أساسية مثل العسل والمياه وزيت الزيتون، مؤكدًا أن ما يحدث يدخل ضمن دائرة "التريند"، وليس له أساس علمي أو مسؤول.

نشأت الديهي: الصناعات العسكرية المصرية تدخل من الباب الملكينشأت الديهي يوجه التحية لوزير التعليم بعد قراره بشأن واقعة معلمة الإسكندريةنشأت الديهي يكشف تفاصيل عملية إسرائيلية في قرية بيت جن بريف دمشقالديهي: لم أكن أتخيل ما يحدث الآن في سوريا


وقال "الديهي" خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "Ten"، مساء الاثنين، إنه لا يلاحق التريندات ولا يسعى إليها، مضيفًا: "الفترة الأخيرة شهدت جدلًا واسعًا بسبب هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم خبراء في الغذاء، مرة يحذرون من العسل، ومرة من زيت الزيتون، ومرة من المياه".


وأشار إلى أن بعض هؤلاء المؤثرين تم القبض عليهم ثم الإفراج عنهم بكفالة، متسائلًا عن كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات في ظل تأثيرهم الكبير على الجمهور. 


وأوضح: "الناس بدأت تخاف، وأنا متابع للقضية، تمامًا كما فعلت من قبل عندما تحدثت عن الأدوية المصرية"، متسائلًا عمّا إذا كان من حق هؤلاء الشباب إصدار أحكام قطعية على منتجات غذائية دون الرجوع إلى الجهات المسؤولة.


وقال متسائلًا "هل من حق أي حد ينصّب نفسه حَكمًا ويصدر قرارات؟ هل أنا بدور حماية المستهلك؟ لو شايف منتج فيه مشكلة، أقدمه للجهات المعنية، مش أطلع أعلن نتائج وأرعب الناس".


وشدد الديهي على أن ما قام به هؤلاء المؤثرون خطأ 100%، مؤكدًا أن إصدار أحكام أو نتائج حول سلامة المنتجات ليس من اختصاص الأفراد، بل هي مهمة الجهات الرقابية والطبية المختصة لأنهم يسرقون بذلك دور الدولة، قائلًا "أنا لا أدافع عن أحد، لكن هذا ليس شغلتهم ولا شغلتي".

طباعة شارك الديهي نشات الديهي مصر السوشيال ميديا اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • بعد اتهام زوجها.. فتاة تثير تعاطف رواد السوشيال ميديا بواقعة البشعة
  • ضبط سيدة تستغل طفلة فى التسول بعد انتشار صورتها على السوشيال ميديا
  • صورة وغزل وأكاذيب.. كيف تحوّل منشور الدكتور محمد المغربي إلى جدل على السوشيال ميديا؟
  • بعد فيديو صادم على السوشيال ميديا.. ضبط المتهم بإلقاء قطة فى الشرابية
  • الانفلات الرقمي وسوء استخدام "السوشيال ميديا"
  • أدلة السوشيال ميديا في قضايا الأسرة.. بين الواقع القانوني وتغيّر العلاقات في العصر الرقمي
  • فيديو مشوه يسيء للمطربة ميادة الحناوي ويصدم الجمهور.. أول تعليق لها يكشف التفاصيل
  • يسرقون دور الدولة.. نشأت الديهي ينتقد تحذيرات "مؤثّري الغذاء" على السوشيال ميديا
  • الديهي ينتقد مؤثري الغذاء على السوشيال ميديا: يسرقون دور الدولة