مستقبل ضبابي.. لوفيغارو: الأسد يخضع لرقابة مشددة في منفاه بموسكو
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
منذ وصوله إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد إجلائه على يد القوات الخاصة الروسية اختفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عن الأنظار تماما، فلا ظهور علنيا ولا صور ولا تصريحات.
وقالت صحيفة لوفيغارو إن الأسد -الذي استقبلته روسيا مع أسرته "لأسباب إنسانية" عقب سيطرة قوات الرئيس الجديد أحمد الشرع على السلطة في دمشق- لا يزال وجوده عاملا مؤثرا فرضيا في العلاقات الروسية السورية التي تشهد إعادة تشكيل.
وتشير معلومات متقاطعة -حسب تقرير مراسل الصحيفة في موسكو ألان بارلويه- إلى أن الأسد الذي مُسح حرفيا من المشهد الإعلامي يعيش في موسكو حياة مغلقة تحت رقابة مشددة متنقلا بين شقق فاخرة في موسكو سيتي ومنزل ريفي محروس، مع تقييد كبير لتحركاته.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أن بشار الأسد ليس على الأرجح في ضائقة مالية، حيث يُعتقد أنه غادر سوريا ومعه ما يصل إلى 250 مليون دولار، استثمر بعضها في عقارات فاخرة بالعاصمة الروسية.
وذكرت الأسبوعية الألمانية دي تسايت أنه يشغل 3 شقق من بين نحو 20 يملكها في مبنى فاخر بالحي التجاري في موسكو.
مستقبل ضبابيولم يأت الأسد إلى موسكو وحيدا، فقد لحقته عائلته وعدد من المقربين ومسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون، من بينهم شخصيات مطلوبة دوليا مثل شقيقه ماهر الأسد المتهم في جرائم حرب، من بينها إصدار الأوامر بشن الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية عام 2013.
أما زوجة الأسد أسماء التي تبعته إلى روسيا فهي -حسب المراسل- تعيش هناك، وسط معلومات متناقضة بشأن وضعها الصحي ونيتها العلاج في بريطانيا، وهي روايات نفى الكرملين صحتها.
السلطات السورية الجديدة تطالب موسكو بتسليم بشار الأسد لمحاكمته، خاصة بعد صدور مذكرات توقيف سورية وفرنسية بحقه
وذكرت الصحيفة أن السلطات السورية الجديدة تطالب موسكو بتسليم بشار الأسد لمحاكمته، خاصة بعد صدور مذكرات توقيف سورية وفرنسية بحقه، وقال الشرع إن "سوريا الجديدة ستستخدم كل الوسائل القانونية الممكنة" لمحاكمة بشار.
إعلانورغم أن الشرع طرح هذا المطلب خلال اتصالاته وزيارته لموسكو فإن روسيا لم تبد أي استعداد لتسليم حليفها السابق، خاصة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من قرر إيواءه كما فعل سابقا مع رئيس أوكرانيا السابق فيكتور يانوكوفيتش.
وفي خلفية الأزمة، يلوّح الشرع بملف القواعد الروسية في سوريا كورقة ضغط، لكن موسكو ترفض الربط بين هذه القواعد ومصير الأسد، لكن الطرفين يحرصان على عدم قطع العلاقات، حيث أكد الشرع لبوتين التزامه بالاتفاقات السابقة، بما يشمل الحفاظ على الوجود الروسي في سوريا.
وتزداد ضبابية مستقبل الأسد مع الأنباء التي تحدثت عن محاولة اغتيال عبر التسميم في سبتمبر/أيلول 2025، وهي رواية نفتها موسكو، ولكنها تعكس هشاشة وضعه في المنفى، حيث يبدو أن حياته لن تكون هادئة كما قد يوحي صمته الطويل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات بشار الأسد فی موسکو
إقرأ أيضاً:
سوريا الجديدة.. نيويورك تايمز: الذي حدث يشبه المعجزة
اختارت مراسلة نيويورك تايمز في القدس رجا عبد الرحمن عنوانا لتقرير لها بمناسبة حلول الذكرى الأولى لسقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد: "ما حدث يشبه المعجزة".
وتصدر تقرير رجا صفحة الصحيفة "النشرة الإخبارية العالمية" التي تعدها الصحفية كاثرين بنهولد والتي اختارت لها هي الأخرى عنوان: "سوريا الجديدة"، موضحة أن هذا البلد لا يزال يواجه العديد من التحديات، "لكن هناك بعض الأمور التي تسير على ما يرام الآن، وهي تستحق اهتمامنا أيضا"، على حد تعبيرها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: هذه أهداف ضغط ترامب على نيجيرياlist 2 of 2بلومبيرغ: اليابان تخطو نحو عصر نووي جديدend of listتبدأ الكاتبة رحلتها في سوريا بزيارة خالتها في حلب، ملاحظة أن خالتها عند مرور طائرة فوق المنزل، تُصغي لثوانٍ قبل أن تقول إنها لم تتوقف عن الارتجاف من صوت الطائرات إلا منذ فترة وجيزة، مشيرة إلى أنه ارتبط لسنوات بالقصف والذعر، واليوم، قد تكون تلك الطائرات مجرد رحلات تقلّ عائدين من المنفى أو مستثمرين أو حتى سائحين.
وبعد عام على سقوط بشار الأسد وتشكيل حكومة جديدة بقيادة أحمد الشرع، وهو حدث تاريخي يأتي بعد أكثر من 13 عاما من الثورة التي انطلقت في 2011 وقُمعت بوحشية، ثم تحولت إلى حرب أهلية مروعة، تعيش البلاد مزيجا من الأمل والانتقادات.
وقد وثّقت تقارير الجزيرة نت ما تعرض له السوريون من حصار، وتهجير، وانقسام طائفي نتيجة تشبث الأسد بالحكم وقمعه لمعارضيه وكل من يمت لهم بصلة.
وأبرزت رجا أن الحكومة السورية الحالية تواجه مشكلات حقيقية من قبيل: ارتفاع أسعار الكهرباء، وضعف الأمن في ظل حوادث ثأر وخطف، ومخاوف الأقليات من صعود تيارات إسلامية.
لكنها توضح أنه وسط هذه التحديات ثمة مؤشرات لـ"معجزة صغيرة": لا جبهات قتال بعد اليوم، والتهجير الواسع بدأ في الانحسار، والخدمة العسكرية الإلزامية أُلغيت، مما سمح لآلاف السوريين بالعودة.
كما اختفت صور الأسد التي كانت تملأ الشوارع، وتلاشى الخوف المزمن من الاعتقال بسبب كلمة سياسية أو حتى ذكر اسم "الدولار"، وبات السوريون مندهشين من أنهم يُعاملون اليوم باحترام في الدوائر الحكومية، وتصدح في الاحتفالات أغنية "ارفع راسك.. أنت سوري حر".
إعلانورغم أن الطريق طويل لإعادة بناء دولة موحدة وتجاوز إرث الانقسام، فإن الانفتاح الدولي على الحكومة الجديدة ودعمها المشروط يعززان هذا الاتجاه.
وقد حاولت السلطات حتى استعادة رمزية السماء، وفقا لرجا، التي لاحظت أن المروحيات التي كانت تخيف خالتها تُلقي اليوم على السوريين الزهور في المناسبات الوطنية، في محاولة لتغيير ذاكرتهم وإعلان بداية زمن جديد.