دراسة تكشف سرعة تطور فيروس "كوفيد-19" في حيوان محدد
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
لم يختف الفيروس التاجي الذي يقف وراء جائحة "كوفيد-19" بعد، ولا يقتصر خطره على أنه ما زال يصيب البشر على نطاق واسع.
ولكن، وفقا لدراسة جديدة، ينتقل الفيروس عادة منا إلى الغزلان ذات الذيل الأبيض، حيث يبدو أنه يتطور بسرعة أكبر.
لا تزال أصول SARS-CoV-2 غامضة، ولكن بصرف النظر عن احتمالية انتقاله من نوع آخر إلينا، فقد أثبت الفيروس أيضا قدرته على الانتقال منا إلى مجموعة متنوعة من الثدييات الأخرى.
ووفقا لأبحاث سابقة، قد يكون الفيروس الآن شائعا بين الغزلان ذات الذيل الأبيض (Odocoileus virginianus) في بعض أجزاء الولايات المتحدة.
وفي الدراسة الجديدة، بحث الباحثون عن عدوى SARS-CoV-2 عن طريق مسح أنوف الغزلان التي ترعى بحرية في جميع أنحاء ولاية أوهايو. بين نوفمبر 2021 ومارس 2022، استخدموا مسحات الأنف لأخذ عينات من 1522 غزالا تم العثور عليها في 83 مقاطعة من مقاطعات الولاية البالغ عددها 88 مقاطعة.
وأظهر التحليل الجيني للمسحات وجود عدوى نشطة بـ SARS-CoV-2 في 10% من الغزلان، مع العثور على حالة إيجابية واحدة على الأقل في 59% من المقاطعات التي تم اختبارها.
كما قام الباحثون بجمع عينات دم من عدد من الغزلان للبحث عن أدلة على إصابات سابقة، دلت على وجود أجسام مضادة محددة. وبناء على نتائجهم، يقدرون أن ما يقرب من 24% من الغزلان في ولاية أوهايو قد أصيبت بفيروس SARS-CoV-2 في مرحلة ما.
علاوة على ذلك، يشير التحليل الجيني إلى أن ما لا يقل عن 30 حالة من حالات العدوى النشطة الموجودة في الغزلان قد أدخلها البشر.
ويقول المعد المشارك في الدراسة أندرو أندرو بومان، عالم الأوبئة البيطرية في جامعة ولاية أوهايو: "نتحدث عموما عن انتقال العدوى بين الأنواع كحدث نادر، لكن هذه لم تكن عينة ضخمة، ونحن قادرون على توثيق 30 تأثيرا غير مباشر. ويبدو أنه ينتقل بين الناس والحيوانات بسهولة تامة".
إقرأ المزيدويشير الباحثون إلى أن الغزلان ذات الذيل الأبيض قد تكون بمثابة مستودع للفيروس، ما قد يؤدي إلى نشره إلى الحيوانات البرية الأخرى والماشية والبشر.
واكتشف بومان وزملاؤه فيروس كورونا في غزلان أوهايو في تسعة مواقع في ديسمبر 2021، ووجدوا أنه كان أكثر انتشارا بالقرب من التجمعات البشرية الكثيفة. ومع ذلك، فمن دون مراقبة أوسع، ظلت الصورة الأكبر غامضة.
وأظهر العديد من الغزلان دليلا على التعرض لسلالة دلتا شديدة العدوى، والتي كانت السلالة الأكثر انتشارا بين البشر في الولايات المتحدة خلال فترة الدراسة. وكانت هناك أيضا علامات على متغير ألفا، الذي بلغ ذروته بين البشر في وقت سابق من عام 2021.
وأفاد الباحثون أن التركيب الجيني لمتغيرات الدلتا في الغزلان يطابق تلك المنتشرة بين البشر في ذلك الوقت. ويشير هذا إلى حدوث أحداث غير مباشرة، حيث "انتشر" الفيروس من جنسنا البشري إلى جنسه.
ووجدت الدراسة أنه بعد أن التقط غزال فيروس كورونا بطريقة ما من إنسان، بدأ الفيروس على ما يبدو في الانتشار بين الغزلان البرية في مجموعات، مع توسع بعض المجموعات خارج مقاطعة واحدة.
ويتطور SARS-CoV-2 في الغزلان بسرعة أكبر مما يحدث في البشر، وفقا لفحص الطفرات في العينات الفيروسية، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ينطوي عليه ذلك بالضبط بالنسبة لنا. ومن المعقول أن يتطور الفيروس بشكل أكبر في الغزلان وينتشر إلينا مرة أخرى، ولكن حتى لو حدث ذلك، فإن الدراسة تشير إلى أن التطعيم ضد فيروس كورونا يوفر الحماية.
وحتى لو كانت متغيرات فيروس كورونا المأخوذة من الغزلان لا تشكل تهديدا مباشرا لنا، إلا أنها لا تزال قادرة على إحداث دمار في الحيوانات الأليفة أو الحياة البرية. ووفقا للبيانات حتى الآن، يشير بومان، إلى أن حوالي 70% من الغزلان ذات الذيل الأبيض التي تتجول بحرية في ولاية أوهايو لم تتعرض بعد لـ SARS-CoV-2.
نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا البحوث الطبية بحوث عالم الحيوانات فيروس كورونا كوفيد 19 ولایة أوهایو فیروس کورونا إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة: الوقت الذي تستخدم فيه هاتفك قد يفضح حالتك النفسية
كشفت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يستعملون الهواتف خلال الساعات المتأخرة من الليل غالبا ما تكون صحتهم النفسية هشة.
وأبرزت الدراسة المنشورة في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس"، والتي حللت بيانات استخدام 310 بالغين لمنصة "إكس"، أن الأشخاص الذين ينشرون، أو ينشطون على المنصة بين الساعة 11 مساء و الـ5 صباحا أظهروا هشاشة نفسية، مقارنة بالأشخاص الذين يستخدمون المنصة خلال النهار.
وقال دانيال جونسون، من جامعة "بريستول" البريطانية، الذي أجرى الدراسة بمعية باحثين من نفس الجامعة، إن هذه النتائج "تتحدى الهوس السياسي الذي يسعى إلى تقليص وقت الشاشة، وتقرب من فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية.
وأوضح جونسون في مقال منشور على منصة "ذا كونفرسيشن"، أن مشكلة الدراسات السابقة أنها تركز على مدة الاستعمال فقط، مشيرا إلى أن سلوك المستخدم، والمنصة التي يستخدمها عاملان مهمان لتحديد النتائج.
واعتمد جونسون وزملاؤه على "مقياس الرفاهية النفسية" المكون من 14 بندا، ويستخدم لقياس شعور الشخص وأدائه.
ووجد الباحثون أن توقيت النشر على "تويتر" يرتبط بالرفاهية النفسية، كما وجدوا أن الرفاهية النفسية لدى الأشخاص الناشطين في الليل أقل، مقارنة بمن ينشرون في ساعات النهار.
وأظهرت الدراسة أيضا، أن العلاقة بين وقت النشر، وأعراض القلق والاكتئاب كانت أقوى خصوصا لدى المشاركين الأكبر سنا.