الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات الواردة من الجهات والمنظمات العالمية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
المناطق_واس
فنّد المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور المنصور، عدداً من الادعاءات التي تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني.
واستعرض المنصور خلال مؤتمر صحفي عقده بنادي ضباط القوات المسلحة بالرياض اليوم، نتائج تقييم عددٍ من الحوادث تضمنتها تلك الادعاءات.
وفي بيانٍ صادر عن الفريق المشترك لتقييم الحوادث بشأن الادعاء بقيام قوات التحالف باستهداف (مركبة) تقل مدنيين بالقرب من قرية (الفرش) بمديرية (حرض) بمحافظة (حجة) بتاريخ (20/05/2019م)
فقد أوضح المستشار المنصور، أنه في صباح يوم (20 مايو 2019م) حلقت طائرة بدون طيار فوق قرية (الفرش)، ورغم ذلك تابع القرويون نشاطهم اليومي، حيث ركب مجموعة من القرويين على متن شاحنة صغيرة تستخدم عادة في المواصلات العامة بالمنطقة بغرض الذهاب إلى السوق في منطقة (الهيجة)، وبينما كانوا بطريقهم إلى السوق أصابت ضربة جوية المركبة التي كانت تسير بالقرب من عيادة طبية على بعد (2) كم من منطقة (الهيجة) في طريق (مثلث عاهم) الذي يصل قرية (الفرش) بمنطقة (الهيجة) (مرفق أحداثي).
وأضاف: “أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق بما في ذلك أمر المهام الجوية، وجدول حصر المهام اليومي، وإجراءات تنفيذ المهمة، وتقارير ما بعد المهمة، والصور الفضائية، وقواعد الاشتباك لقوات التحالف، ومبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وبعد تقييم الأدلة؛ تبين للفريق المشترك أن قرية (الفرش) تقع في الجزء الجنوبي من مديرية (حرض) بمحافظة (حجة).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بتاريخ (20/05/2019م) وهو التاريخ الوارد في الادعاء، تبين للفريق المشترك أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية في مديرية (حرض).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف لليوم السابق واليوم اللاحق للتاريخ الوارد بالادعاء، تبين للفريق المشترك الآتي:
1. بتاريخ (19 / 05 / 2019م) قبل التاريخ الوارد في الادعاء بيوم، لم تنفذ قوات التحالف أي مهام جوية في مديرية (حرض).
2. بتاريخ (21 / 05 / 2019م) بعد التاريخ الوارد في الادعاء بيوم، لم تنفذ قوات التحالف أي مهام جوية في مديرية (حرض).
وقام المختصون بالفريق المشترك بدراسة (الصور الفضائية) قبل وبعد تاريخ الادعاء لموقع الادعاء، وتبين الآتي:
1. يقع الإحداثي الوارد بالادعاء جنوب شرق قرية (الفرش) بمديرية (حرض) بمسافة (760) مترًا، وفي منطقة زراعية ولا توجد طرق معبدة بالقرب منه.
2. لا يوجد آثار استهداف جوي على موقع الادعاء أو بالقرب منه.
في ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك أن قوات التحالف لم تستهدف (مركبة) تقل مدنيين بمديرية (حرض) بمحافظة (حجة) بتاريخ (20 / 05 / 2019م) كما ورد بالادعاء.
وفيما يتعلق بالبيان الرسمي للمتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ (18 يناير 2022م) المتضمن أن الضربات الجوية التي شنها التحالف على العاصمة صنعاء في الليلة الماضية في حوالي الساعة (2125) عندما تعرض منزل للاستهداف في حي (معين) في مدينة (صنعاء).
والتـقـريـــر الــدوري العــاشــــر الصادر عن أعمال اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهــاكـات حـقــوق الإنـسـان فـي اليـمـن المتضمن أنه في الساعة 9:40 دقيقة من مساء يوم (17 يناير 2022م) تم سماع صوت تحليق للطيران تبعه مباشرة سقوط وانفجار صاروخ على منزل (ع. ق. ج) ومنزل (ف. ر) الكائن بمديرية الثورة في حي المدينة الليبية حارة طرابلس شارع الستين، نتج عن سقوط قتلى وجرحى.
وأوضح المستشار المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق بما في ذلك أمر المهام الجوية، وجدول حصر المهام اليومي، وإجراءات تنفيذ المهمة، وتقارير ما بعد المهمة، وتسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة، والصور الفضائية، والمصادر المفتوحة، وقائمة المواقع المحظور استهدافها لدى قوات التحالف (NSL)، وقواعد الاشتباك لقوات التحالف، ومبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وبعد تقييم الأدلة؛ تبين للفريق المشترك أن الموقع الوارد في الادعاء عبارة عن (مبنيين) متظاهرين يقعان في (الحي الليبي) بالجزء الشرقي من مديرية (الثورة)في (مدينة صنعاء).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بتاريخ (17 / 01 / 2022م) تبين للفريق المشترك أنه وردت لقوات التحالف معلومات استخبارية تفيد بوجود قيادات بارزة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة في موقع محدد يضم (مبنيين) يتم استخدامهما بصفة متكررة لعقد اجتماعات بمديرية (الثورة) بمدينة (صنعاء)، وهو ما يعد هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق استهدافه ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة وأكيدة، وبالتالي فقد سقطت عنه الحماية القانونية المقررة، نظراً لاستخدامه في الإسهامات الفعالة في الأعمال العسكرية استناداً للمادة الـ(52) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقاعدة (8) من القانون الدولي الإنساني العرفي.
وتوافرت درجات التحقق من خلال منظومة الاستطلاع والمراقبة وتأكيدات المصادر الأرضية حول وصول ووجود قيادات بارزة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة في موقع محدد يضم (مبنيين) بمديرية (الثورة) بمدينة (صنعاء) من ضمنهم المدعو (ع. ق. ج)، وهو من أهم القيادات التي تعتمد عليها الميليشيا في صناعة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، استناداً إلى القاعدة الـ(16) من القانون الدولي الإنساني العرفي.
وعليه؛ قامت قوات التحالف بتاريخ (17 / 01 / 2022م) بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري مشروع عبارة عن (وجود قيادات لميليشيا الحوثي المسلحة داخل مبنيين) بمديرية (الثورة) بمدينة (صنعاء)، باستخدام قنبلتين موجهتين أصابت أهدافهما.
واتخذت قوات التحالف الاحتياطات الممكنة لتجنب إيقاع خسائر أو أضرار بصورة عارضة بالمدنيين والأعيان المدنية أو تقليلها على أي حال إلى الحد الأدنى، وذلك من خلال الآتي:
1. خلو المنطقة من المدنيين.
2. استخدام قنبلتين موجهتين، ومتناسبتين مع حجم الهدف العسكري.
3. الأخذ بالاعتبار وجود المباني المجاورة للموقع وأيضاً وجود مسجد وكلية علوم طبية يبعدان مسافة (480م) تقريباً عن موقع الهدف العسكري، وهي مدرجة ضمن قائمة المواقع المحظور استهدافها لدى قوات التحالف (NSL) وذلك استناداً للمادة (57) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقواعد (15) و(17) من القانون الدولي الإنساني العرفي.
وقام المختصون بالفريق المشترك بدراسة (الصور الفضائية) لموقع الهدف العسكري، بعد التاريخ الوارد بالادعاء، وتبين الآتي:
1. الموقع عبارة عن مبنيين متظاهرين مكون من طابقين.
2. وجود آثار استهداف جوي على المبنيين المستهدفين.
3. وجود أضرار محدودة على المباني المجاورة للهدف العسكري.
4. تأثر السور الفاصل بين الهدف العسكري والمباني المجاورة.
وبدراسة تقرير ما بعد المهمة تبين للفريق المشترك أن القنبلتين أصابتا الهدف وكانت دقيقة ومباشرة.
وبدراسة تسجيلات الفيديو للمهمة المنفذة تبين للفريق المشترك التالي:
1. خلو المنطقة حول المبنى من أي تحركات مدنية قبل وأثناء الاستهداف.
2. أصابت القنبلتان أهدافهما وكانت إصابة دقيقة ومباشرة.
وبدراسة ما ورد بالادعاء والمصادر المفتوحة تبين للفريق المشترك الآتي:
1. توضح مقاطع الفيديو والصورة المنشورة وجود آثار استهداف جوي على مبنيين.
2. أحد المبنيين ترجع ملكيته للقيادي الحوثي (ع. ق. ج).
3. ورد في العديد من المصادر المفتوحة مصرع القيادي الحوثي (ع. ق. ج.) بغارة جوية للتحالف أثناء انعقاد اجتماع لقيادات ميليشيا الحوثي المسلحة شمالي العاصمة (صنعاء)، والذي يُعد من قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي المسلحة.
4. المدعو (ف. ر) قائد عسكري في القوات الشرعية، وتم اعتقاله من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة في شهر مارس عام (2015م)، والاستيلاء على منزله في (الحي الليبي) وهو ذات المنزل الذي تم استهدافه.
في ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى الآتي:
1. صحة الإجراءات المتخذة من قبل قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري المشروع (قيادات بارزة في ميليشيا الحوثي المسلحة) توجد في موقع على إحداثي محدد بمديرية (الثورة) في مدينة (صنعاء)، وأنها تتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
2. مناسبة قيام دول التحالف بتقديم مساعدات عن الأضرار الجانبية التي لحقت بالمباني المجاورة للهدف العسكري.
وفيما يتعلق بما ورد من اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، أنه في الساعة (10:00) مساءً بتاريخ (18 /07/ 2015 م) قام طيران التحالف باستهداف منزل الضحية (و. م. ج) الكائن في منطقة (اللحوم) جوار مدرسة (اللحوم) الابتدائية مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص وتدمير المنزل بالكامل (مرفق إحداثي).
أوضح المستشار المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق بما في ذلك أمر المهام الجوية، وجدول حصر المهام اليومي، وإجراءات تنفيذ المهمة، وتقارير ما بعد المهمة، وتقرير الزيارة الميدانية لأعضاء الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى الجمهورية اليمنية، والصور الفضائية، والمصادر المفتوحة، وقواعد الاشتباك لقوات التحالف، ومبادئ وأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، وبعد تقييم الأدلة؛ تبين للفريق المشترك أن الإحداثي الوارد في الادعاء يقع داخل منطقة سكنية في حي (اللحوم) بمديرية (دار سعد) في الجزء الشمالي من محافظة (عدن).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بتاريخ (18 /07/ 2015 م) وهو التاريخ الوارد في الادعاء، تبين للفريق المشترك أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية بمديرية (دار سعد) في محافظة (عدن)، وأن أقرب مهمة جوية نفذتها قوات التحالف كانت عند الساعة (5:25) صباحاً على هدف عسكري خارج مديرية (دار سعد).
وبدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف لليوم السابق واليوم اللاحق للتاريخ الوارد بالادعاء، تبين للفريق المشترك الآتي:
1. بتاريخ (17 / 07 / 2015م) قبل تاريخ الادعاء بيوم، نفذت قوات التحالف مهمة جوية على هدف عسكري في منطقة خالية من الأعيان المدنية، يبعد مسافة (1700) متر عن موقع الادعاء.
2. بتاريخ (19 / 07 / 2015م) بعد التاريخ الوارد في الادعاء بيوم، نفذت قوات التحالف مهمة جوية على هدف عسكري في منطقة خالية من الأعيان المدنية، يبعد مسافة (3200) متر عن موقع الادعاء.
كما قام المختصون بالفريق المشترك بدراسة (الصور الفضائية) لموقع (المنزل) محل الادعاء، وتبين وجود أضرار على (المنزل).
ومن خلال الزيارة الميدانية لأعضاء الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى موقع الادعاء لم يتبين وجود آثار استهداف جوي في الموقع محل الادعاء.
وبمراجعة ما ورد بالمصادر المفتوحة حيال موقع الادعاء، تبين للفريق المشترك أن مديرية (دار سعد) تعرضت لقصف شديد من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة والحرس الجمهوري التابع لقوات الرئيس السابق في تلك الفترة للمحافظة على سيطرتهم على محافظة عدن.
وبمقارنة ما ورد بالادعاء مع المهمة المنفذة بتاريخ الادعاء تبين للفريق المشترك الآتي:
1. عدم توافق الموقع الوارد بالادعاء مع موقع المهمة الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف حيث لم تنفذ قوات التحالف أي مهام جوية في مديرية (دار سعد) في تاريخ الادعاء.
2. اختلاف توقيت المهمة الجوية عن التوقيت الوارد بالادعاء حيث نفذت المهمة الساعة (5:25) صباحاً، بينما ورد في الادعاء أن الاستهداف حدث عند الساعة (10:00) مساءً.
وفي ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى أن قوات التحالف لم تستهدف منزل (و. م. ج) بمديرية (دار سعد) بمحافظة (عدن) بتاريخ (18 /07/ 2015م) كما ورد في الادعاء.
7 سبتمبر 2023 - 12:29 صباحًا شاركها فيسبوك تويتر لينكدإن ماسنجر ماسنجر طباعة أقرأ التالي أبرز المواد6 سبتمبر 2023 - 11:48 مساءًرئيس الغابون الانتقالي: علي بونغو لديه حرية السفر للخارج أبرز المواد6 سبتمبر 2023 - 11:27 مساءًأمير القصيم يدشّن الإهداء المقدم من موسم عنيزة الدولي للتمور لأبطال الحد الجنوبي الرياضة6 سبتمبر 2023 - 10:55 مساءًالشباب يعلن التعاقد مع عبدالله رديف مهاجم الهلال أبرز المواد6 سبتمبر 2023 - 10:53 مساءًمدني رفحاء يباشر حادث سقوط شخص في بئر ارتوازية أبرز المواد6 سبتمبر 2023 - 10:45 مساءً«جمعية إيتاء ببيشة» تستعرض تقرير دار الإيواء ولائحة صرف الإعانات6 سبتمبر 2023 - 11:48 مساءًرئيس الغابون الانتقالي: علي بونغو لديه حرية السفر للخارج6 سبتمبر 2023 - 11:27 مساءًأمير القصيم يدشّن الإهداء المقدم من موسم عنيزة الدولي للتمور لأبطال الحد الجنوبي6 سبتمبر 2023 - 10:55 مساءًالشباب يعلن التعاقد مع عبدالله رديف مهاجم الهلال6 سبتمبر 2023 - 10:53 مساءًمدني رفحاء يباشر حادث سقوط شخص في بئر ارتوازية6 سبتمبر 2023 - 10:45 مساءً«جمعية إيتاء ببيشة» تستعرض تقرير دار الإيواء ولائحة صرف الإعانات إحباط تهريب 23 كيلوغراماً من «الحشيش» بعسير تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًامحول العملات
| تحويل عملات السعودية |
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أبرز المواد6 سبتمبر 2023 لقوات التحالف على هدف عسکری بالقرب من فی منطقة فی الیمن من خلال لم تنفذ دار سعد الآتی 1 ما ورد
إقرأ أيضاً:
ما دوافع سحب الرياض قوات درع الوطن الموالية لها من جنوب اليمن؟
أثارت عملية سحب قوات "درع الوطن" المدعومة من السعودية، من جميع معسكراتها في محافظة لحج والعاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، بعد أيام من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على حضرموت، شرقا، أسئلة عدة عن دوافع هذا الإجراء المثير.
ومنذ أيام، بدأت قوات "درع الوطن" التي تشكلت بمرسوم رئاسي من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، في يناير/ كانون الثاني 2023، والذي تشرف عليها المملكة، بسحب وإخلاء جميع معسكراتها في مديرية المضاربة بمحافظة لحج وعدن، واتجهت نحو منطقة العبر التابعة لمحافظة حضرموت، قرب الحدود مع السعودية.
كما سحبت المملكة في الأيام الماضية أيضا، قواتها المتمركزة في قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، ومطارها ومن معسكر البريقة التي كانت تتمركز فيه رفقة القوات السودانية، غربي عدن.
وكانت السعودية قد دفعت بقوات من "درع الوطن" كانت متمركزة في منطقة الوديعة حيث المنفذ البري الحدودي مع المملكة، نحو وادي حضرموت، للانتشار في المعسكرات والمواقع التابعة للجيش اليمني التي سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، الأسبوع الماضي، دون قتال، إلا أن المجلس رفض ذلك.
واتهم رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العليمي الاثنين، المجلس الانتقالي ، بـ"اتخاذ إجراءات أحادية تشكل تهديدا مباشرا لوحدة القرار الأمني والعسكري"، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية" سبأ".
وشدد العليمي على "خروج جميع القوات القادمة من خارج حضرموت" في إشارة إلى قوات المجلس التي تم الدفع بها الأسبوع الماضي، نحو محافظات شرق اليمن.
خيارات الرياض محدودة
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الكاتب والصحفي اليمني، أحمد الشلفي إن هناك ارتباكا في المواقف وغياب للمعلومات الدقيقة لا يسمحان حتى الآن بتشخيص واضح لما يجري في اليمن، وبالتحديد ما حدث في حضرموت والمهرة من استيلاء وسيطرة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات على حضرموت ساحلًا وصحراء، وعلى محافظة المهرة؛ وهما محافظتان ترتبطان بحدود مباشرة مع المملكة العربية السعودية وتعدّان من أهم وأدقّ الحدود الاستثنائية بالنسبة لها.
وأضاف الشلفي في حديث خاص لـ"عربي21" إن الإجراءات السعودية الأخيرة – من إغلاق مطار عدن ثم إعادة فتحه، وسحب قواتها من المطار ومن قصر معاشيق – تمثّل رسالة مباشرة إلى الإمارات، لكن هذه الإجراءات تظلّ بحاجة إلى أدلة أقوى.
وكذلك الحال مع الحديث عن منع قوات الانتقالي الوفد السعودي من دخول سيئون ( ثاني كبرى مدن حضرموت التي وقعت مؤخرا تحت سيطرته) أو مغادرته حضرموت إلى الرياض، أو سحب قوات "درع الوطن" من مواقع تموضعها في حضرموت أو المهرة أو عدن أو لحج، وهي – كما نعلم – قوات ممولة سعوديًا وتدين بولائها للرياض.
وأشار "كل هذه الإجراءات المتداولة تحتاج إلى تثبّت قبل بناء استنتاجات نهائية من نوع أن السعودية تقف اليوم على مفترق طرق مع شريكتها الإمارات"، أو أن "الخلاف الواضح بينهما في السودان ينعكس بالضرورة على الساحة اليمنية، وأن الطرفين يتبادلان رسائل مشفّرة عبر تحريك الوكلاء المحليين هنا وهناك".
وقال الكاتب اليمني إنه منذ دخول التحالف إلى الحرب عام 2015، أستطيع القول إن توترات وأزمات عديدة سبقت بين السعودية والإمارات، وربما كانت في بعض الحالات أعمق مما نراه اليوم، لكن الرياض كانت في الغالب تمتصّ هذه الصدمات.
وفي أحسن الأحوال تخرج منها باتفاق سياسي جديد، على شاكلة "اتفاق الرياض" الأول في 2019، أكثر من ذهابها إلى قطيعة كاملة أو مواجهة مفتوحة مع أبوظبي، حسبما ذكره المتحدث ذاته
وتساءل الشلفي قائلا : هل يمكن أن يتجه الأمر إلى مواجهة مفتوحة بين السعودية والإمارات على الملعب اليمني؟
وتابع بأنه المشهد قد يتطور، لكن ما أقدّره هو أن الأجواء وإن كانت معكّرة بين الحليفين في اليمن، إلا أن هناك حسابات دقيقة لكل طرف تجعله يتراجع عن خطواته قبل الوصول إلى صدام مباشر.
وأردف قائلا : ومن واقع قراءة للمسرح اليمني، نرى أن الإمارات إذا تقدمت نحو هدف ما أو نحو السيطرة على منطقة أو سلطة، فهي لا تتوقف بسهولة.
وبناء على ما سبق، وفق الكاتب والصحفي اليمني فإن السعودية أمام خيارات محدودة ومعقدة في اليمن، أهمها: "الخروج من المشهد اليمني كليًا، وترك الأمر لليمنيين..".
أما الخيار الثاني فيتمثل في "التفكير بجدية في احتواء جبهة الحوثي وإنجاز تسوية سياسية"، لكن هذا الطريق أيضًا صعب ومعقد.
وبشأن الخيار الأخير أمام الرياض، فيكمن في "ترك المشهد لليمنيين، ودعم الطرف القادر على تحقيق سلام حقيقي — سواء عبر الحرب أو عبر السلم — بشرط ألا يصل البلد إلى التقسيم؛ لأن أول من سيدفع ثمن التقسيم هي الرياض قبل أي طرف آخر".
ونوه الصحفي اليمني إلى أن التشكيلات التي تدعمها الإمارات أصبحت تسيطر على أكثر من منفذ حدودي مع السعودية، فقوات طارق صالح على البحر الأحمر وباب المندب وميون.
فيما قوات المجلس الانتقالي في حضرموت تسيطر على المنفذ الحدودي البري مع السعودية، وعلى حدود المملكة مع محافظة المهرة، أقصى شرق البلاد.
مواقف متأخرة
وفيما يتعلق بمواقف الحكومة المعترف بها دوليًا، سواء من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أو عضو المجلس سلطان العرادة، فقال الشلفي إنها جاءت هذه المواقف متأخرة.
وأكد على أن رشاد العليمي حمّل المجلس الانتقالي مسؤولية ما حدث وطالب بعودة المقاتلين الوافدين إلى حضرموت والمهرة، لكن ذلك جاء بعد أن تم مضايقته وإخراجه وفريقه الأمني من عدن.. رغم أن المجلس الانتقالي كما تشير مصادر عديدة إلى أنه كان يجهز لهذه الخطوة منذ فترة طويلة، بينما كان العليمي على علم بما يجري لكنه لم يتحرك في الوقت المناسب.
ومضى قائلا :وفي ظل انقسام المجلس الرئاسي بين مؤيد وصامت ومعارض، كانت الكتلة التابعة للإمارات "فرج البحسني، وأبو زرعة المحرمي، وعيدروس الزبيدي" تقف بشكل كامل مع ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي، وأعلنت تأييدها الصريح له. إضافة إلى طارق صالح الذي يتلقى هو الآخر دعمًا إماراتيًا ويعتبر ما جرى في حضرموت والمهرة جزءًا من إعادة ترتيب مسرح العمليات.
ولفت إلى أن هذه التطورات كشفت واحدًا من أكبر الاختلالات في بنية المجلس الرئاسي، وأظهرت مدى العجز الذي يواجهه اليمنيون في ظل مجلس منقسم على ذاته، لا يملك موقفًا موحدًا تجاه أخطر الأحداث.
وقال أيضا "والآن، ورغم وجود محاولات للخروج من هذا المأزق، فإن كل ما يُطرح على الطاولة لا يبدو قادرًا على معالجة الإشكالية الأساسية، خاصة أن الميدان هو الذي يحكم، وأن الوقائع التي فرضت بقوة السلاح لا يمكن تغييرها بسهولة عبر بيانات أو مواقف سياسية".
الرياض تدفع الثمن
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أحمد الزرقة إن الرياض يبدو أنها باتت معنية بالحفاظ على حدودها بهذه القوات بعد أن فقدت حلفائها على الأرض لصالح أبوظبي التي لديها أهداف واضحة ومحددة وحلفاء تعمل معهم على الأرض منذ 2015.
وتابع الزرقة حديثه لـ"عربي21" بأن أبوظبي قد تمكنت من بناء قوتين عسكريتين بحوامل سياسية والمقصود هنا "المجلس الانتقالي والمقاومة الوطنية التابعة لطارق صالح" وتمكنت من تعزيز سيطرتها على مجلس القيادة الرئاسي الذي ابتكرته هي وباركته الرياض وتمتلك فيه نصابا كبيرا يتمثل بنصف المجلس ولدى كل منهم كيان مليشياوي مسلح.
فيما أضعفت الرياض حلفائها داخل المجلس الرئاسي ولم تساعدهم على بناء مكوناتهم السياسية أو تشكيلاتهم العسكرية ولم تفي بتعهداتها تجاه دعم الشرعية بل على العكس قامت بتفكيك معسكر الشرعية دون أن تخلق قوى بديلة مكافئة لتلك التي تتبع الإمارات.
وأضاف الكاتب اليمني أن المملكة قامت أيضا "بإعلان الحرب على حزب الإصلاح حليفها القوي في الأرض والذي التزم ويلتزم بالرؤية السعودية والتوجيهات القادمة من الرياض بحذافيرها بل وغالبية قياداته موجود في السعودية، أضعفت الإصلاح خدمة للإمارات وللحوثيين".
وبحسب المتحدث ذاته فإن السعودية اليوم تدفع ثمن العشوائية والتخبط في الملف اليمني وستدفعه مستقبلا في امنها وعمقها الاستراتيجي جراء السماح للإمارات في مجالها الحيوي المتمثل باليمن والبحر الأحمر وبحر العرب .
حصان طراودة
وأكد المحلل السياسي اليمني أن رشاد العليمي كان حصان طروادة للانتقالي والإمارات في المجلس الرئاسي فبسبب ضعفه وعدم قدرته على رفض إملاءات الانتقالي والإمارات اسهم في إضعاف مجلس القيادة وتعطيل فاعليته جراء محاولته اللعب على التوازنات وانتهاج سياسة الترضيات ومحاولة استثمار منصبة في شراء ولاءات شخصية وإعادة جزء من رجالات صالح للمشهد من جديد، وإصراره على تعطيل دور الحكومة والبرلمان وبقاءه في الخارج لفترات طويلة، والسماح بتجاوزات الانتقالي وطارق صالح في الملفات الأمنية والسياسية والعسكرية.
ووفق الزرقة فإن العليمي ترك فراغا في قيادة الدولة والمجلس الرئاسي قامت الأطراف الموالية للإمارات بملئه واليوم يبكي على اللبن المسكوب وهو من لم يعمل على مأسسة مجلس الرئاسة والمؤسسات التي تم إنشائها وفق اتفاق نقل السلطة وبالتالي فتحركه الأخير ليس إلا محاولة للعب دور الضحية ومحاولة تبني موقف السعودية التي تلقت ضربة مؤلمة لم تتوقعها من قبل حليفها الإماراتي وأدواته.
الكاتب والمحلل السياسي اليمني، أوضح أن الكرة اليوم هي في الملعب السعودي بعد أن عطلت الشرعية وجلبت ممثلين هامشيين لإدارة المشهد اليمني واللعب على التناقضات وإضعاف الشرعية وعدم حلحة الملف اليمني.
والثلاثاء، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الساعي للانفصال في اليمن،، استكمال سيطرة قواته على محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان شرقي البلاد، إلى جانب بسط نفوذه على وادي حضرموت.
جاء ذلك في حديث لرئيس المجلس عيدروس الزبيدي، خلال اجتماع موسع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، ضم أعضاء هيئة رئاسة المجلس، ورؤساء هيئات الأمانة العامة، ورؤساء لجان الجمعية الوطنية، ومجلس المستشارين، حسب الموقع الإلكتروني للمجلس.
وقال الزبيدي: "الجنوب اليوم يقف أمام مرحلة مصيرية ووجودية فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، وشعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة"، لافتا إلى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة بناء مؤسسات ما أسماها "دولة الجنوب العربي القادمة".