مسؤول إسرائيلي يحذر من تقديم تنازلات أمنية مقابل التطبيع مع السعودية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
استبعد مسؤول أمني إسرائيلي كبير، قرب "التطبيع الكامل" بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، محذرا "الحكومة الإسرائيلية من تقديم تنازلات أمنية حيوية" لتحقيق هذا الاتفاق.
وأوضح إيال هولتا، وهو مستشار الأمن القومي في "إسرائيل" ورئيس هيئة الأمن القومي سابقا، وباحث كبير في معهد "FDD" في واشنطن، في مقاله الافتتاحي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعنوان " السعودية وإسرائيل: ثلاث زوايا"، أن "التطبيع مع السعودية من الزاوية الإسرائيلية، يعد حق الكأس المقدس في تثبيت مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، فالإمكانيات الاقتصادية حيال السعودية وفتح الأفق السياسي مع باقي العالم الإسلامي ستكون غير مسبوقة، وهذه الحوافز أدت لجهد طويل السنين للحوار في قنوات سرية مختلفة".
وقال: "على مدى فترة طويلة، كان السبب الأساس للتأخر في التقدم نحو التطبيع هو غياب التقدم الموازي في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، فالسعودية التي أطلقت مبادرة السلام العربية في 2002، عرضت على مدى السنين تقدمها كشرط للتطبيع مع إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة، هناك فهم في العالم العربي، أن العلاقات العلنية مع إسرائيل تخدم مصالح أمنية واقتصادية هامة، ساهم في ذلك خيبة أمل عربية عميقة من سلوك القيادة الفلسطينية وتبادل الأجيال في القيادات السياسية".
ولفت إلى أن "اتفاقات إبراهيم (التطبيع) وقعت في ظل تنازل عن مطلب هام في الساحة الفلسطينية وفي أعقابها طلت بوادر أولية لتسخين متجدد لمنظومات العلاقات مع مصر والأردن".
بدوره، وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، "التطبيع مع السعودية كأحد الأهداف المركزية لحكومته، وذلك في ضوء الفهم بأنه توجد وحدة مصالح بين إسرائيل، السعودية والولايات المتحدة".
وتساءل هولتا: "ماذا يريد السعوديون؟؛ أولا وقبل كل شيء يريدون تحسين مكانتهم في الولايات المتحدة والتي ضعفت عقب خلافات على سياسة تصدير النفط والتعاون مع الصين وبخاصة في أعقاب قتل الكاتب جمال خاشقجي في 2018، كما أن السعودية معنية بسلاح متطور وبحلف دفاع مع واشنطن، كما تتطلع لتطوير برنامج نووي مدني مع دائرة وقود كاملة تتضمن التنقيب عن اليورانيوم، تحويله، تخصيبه وتشغيل المفاعلات، وتحذر، أنها في حال لم تحصل على ذلك من الولايات المتحدة، ستحصل عليه من الصين".
ولفت مستشار الأمن القومي، إلى أنه "إذا ما حصلت السعودية على دائرة وقود كاملة، معنى الأمر أنها ستكون قادرة على أن تبني برنامجا سريا يقوم على أساس التكنولوجيا التي حصلت عليها وتطوير سلاح نووي، فضلا عن ذلك، فإن دولا عديدة أخرى ستطالب بالسير في أعقابها، وهذا سيجر الشرق الأوسط لسباق تسلح نووي".
وحذر أن "تتشوش إسرائيل في سلم أولوياتها؛ مؤكدا أن التطبيع مع السعودية لا يمكنه أن يأتي على حساب منع التحول النووي العسكري لدول المنطقة، فحاجة رئيس الوزراء إلى إنجاز سياسي وتطلعه لزيارة واشنطن لا يمكنهما أن يأتيا على حساب المصالح الأمنية بعيدة المدى لإسرائيل".
ورأى الكاتب أن معظم أعضاء الكونغرس، من الحزبين لا يعتبرون التطبيع مع السعودية أمرا ملحا على الإطلاق، لأن الرياض ليست جديرة بسلاح متطور وتكنولوجيات نووية.
وأضاف: "الخصومة مع الصين والغضب على السعودية التي تلعب بين القوى العظمى، سيجعلان من الصعب مع الوقت أن يدعم الكونغرس مثل هذه الخطوة".
لكن بالتوازي، "إدارة بايدن معنية بأن توقف ميل تسلل الصين إلى الشرق الأوسط وإبعادها عن السعودية، كما أن أمن إسرائيل هام لها، وتثبيت إرثها كمن نجحت في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، إضافة إلى ذلك، في داخل الحزب الديمقراطي لن يروا بعين العطف اتفاق تطبيع دون عنصر فلسطيني هام، لا يريده الائتلاف الحالي في إسرائيل ولا يمكن أن يوفره، وعليه، من الصعب أن نعرف إذا كانت الولايات المتحدة ستنجح في أن ترتب كل هذه العناصر في الزمن القصير حتى الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2024".
وأضاف هولتا: "في الزاوية الشخصية، كمن شارك على مدى السنين في تقريب العلاقات بين إسرائيل والسعودية، كان يسرني جدا أن أرى تحقق خطوة التطبيع، إلى جانب ذلك، محظور السماح بتخصيب ذاتي من أي من الدول في منطقتنا وينبغي الالتصاق بحلول تضمن عدم تسرب تكنولوجيات نووية حساسة إليها، كما يصعب علي أن أرى كيف يمكن لصفقة كهذه أن تتحقق دون رزمة فلسطينية ذات مغزى؛ سواء بسبب الطلب الأمريكي أو الطلب السعودي".
وبناء على ما سبق، خلص الباحث والمسؤول الإسرائيلي السابق، إلى أن "فرص الوصول إلى اتفاق متدنية جدا، إضافة إلى ذلك، تقلقني إمكانية أننا لا نسير فقط نحو تفويت فرصة تاريخية للتطبيع بل ومن شأننا أيضا في إطار ذلك، أن نتنازل عن مصالح أمنية حيوية ونثبت هذا كموقف بدء في كل مفاوضات مستقبلية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة السعودية الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين فلسطين السعودية الاحتلال الإسرائيلي اتفاقيات التطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التطبیع مع السعودیة
إقرأ أيضاً:
بحث ملفات أمنية وتجارية حساسة.. المستشار الألماني يزور الولايات المتحدة للمرة الأولى
قال رامي جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة الأمريكية واشنطن، إن زيارة المستشار الألماني فريدريك ميرتس للولايات المتحدة تُعد الأولى له منذ توليه منصبه في مايو الماضي، وتشمل لقاءه الأول أيضًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح جبر، خلال مداخلة مع الإعلامية رغدة أبو ليلة، أن الزيارة الرسمية تتناول عددًا من الملفات الحيوية، حيث استهل الرئيس ترامب كلمته بالإشارة إلى تطورات الملف الأوكراني، مشيرًا إلى أن "أمورًا حدثت من جانب أوكرانيا لم تعجبه، كما لم تعجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، في إشارة إلى مكالمة هاتفية جمعته مؤخرًا ببوتين، ناقشا خلالها الهجمات الأوكرانية الأخيرة على مواقع روسية.
وأشار جبر إلى أن المستشار الألماني عبّر عن سعادته بزيارة الولايات المتحدة، مؤكدًا رغبته في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وخلال المؤتمر الصحفي، تطرق ترامب إلى مكالمة هاتفية أجراها صباح اليوم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، معلنًا عن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد، ومؤكدًا أن المفاوضات التجارية بين الجانبين لم تنحرف عن مسارها.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا، قال ترامب إنه سيناقش هذا الملف مع المستشار ميرتس، مشيدًا بزيادة الإنفاق الدفاعي الألماني، وهو أحد المطالب الأساسية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفًا مازحًا: "ربما في المستقبل سنطلب من ألمانيا تقليل تسليحها بسبب تقدمها الكبير في هذا المجال"، في إشارة إلى توقعه التزام برلين بنسبة 5% من ناتجها القومي للإنفاق الدفاعي.
كما تطرق الرئيس الأمريكي إلى قضايا داخلية، منها مشروع تخفيضات ضريبية جديد تتم مناقشته حاليًا في الكونجرس، واصفًا إياه بأنه "الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة"، منتقدًا أسلوب التوقيع الإلكتروني الذي استخدمه الرئيس السابق جو بايدن، معتبراً أنه "غير محترم" لأن أحدًا لا يعرف من يستخدم هذا القلم، قبل أن يضيف أن بايدن لم يكن يعلم كثيرًا عمّا كان يجري في ولايته، في إشارة لحالته الصحية.
وأكد جبر أن الجلسة الثنائية العلنية لم تتناول بشكل مباشر القضايا التجارية أو مسألة التعريفات الجمركية، مرجحًا أن المستشار الألماني فضل مناقشة هذه الملفات الحساسة خلف الأبواب المغلقة، لتجنب التصعيد أو ردود فعل علنية من ترامب، الذي سبق أن هاجم الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة، متهمًا إياه بأنه "تأسس للنيل من الولايات المتحدة".