البوابة نيوز:
2025-12-14@11:11:05 GMT

كنوز خالدة.. الأدب والحياة (1)

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

تطغى على العالم موجة مادية تجتاحه أصولًا وفروعا، وتريده على أن يحمل تراث الإنسانية الأدبي، منذ فجرها حتى اليوم الراهن، فيأخذ سمته نحو أليم، فيلقي بذلك التراث في لجة مالها من قرار، ثم يعود وقد أزاح عن كاهله ذلك العبء المضني من دموع الشعراء وأنينهم وهزّات نشوتهم وسرورهم، وغير ذلك من نزوات الطفولة التي لا تدعو إليها ضرورة ولا شبه ضرورة في هذا العصر الحديث، وأن يتوفر على أزيز المعامل ومقارع الآلات، التي لا ينبغي أن يطرب لسواها، أو ينصت لصوت غير صوتها!! وماذا يغني دانتي وشكسبير بجانب علوم الطبيعة والكيمياء، التي على أساسها تعمل المطارق وتدور الأرجاء!! وفي ذلك يقول الكاتب الإنجليزي توماس بيكوك: (الشاعر في عصرنا هذا نصف همجي يعيش في عصر المدنية، لأنه يقيم في الزمن الخالي، ويرجع بخواطره وأفكاره وخوالجه وجوانحه إلى الأطوار الهمجية، والعادات المهجورة، والأساطير الأولى، ويسير بذهنه كالسرطان زحفًا إلى الوراء.

. لقد كان الشعر نقرة تنبه الذهن في طفولة الهيئة الاجتماعية، ولكن من المضحك في عصر النضج العقلي أن نعني بألاعيب طفولتنا، ونفسح لها موضعًا من شواغلنا، فإن هذا سخف يشبه سخف الرجل الذي يشتغل بألاعيب الصبيان، ويبكي لينام على رنة الأجراس الفضية).

هكذا يقال عن الأدب الآن، كأنه عرض من أعراض الحياة، لا يمسها في الجوهر والصميم، والواقع أننا حين ننزل عن الأدب وسائر الفنون، فأننا إنما ننزل عن نفوسنا، لأن هذه وتلك شيء واحد اختلفت أوضاعه.

وللشاعر الفيلسوف طاغور تحليل يبين به موضع الفن من أساس الحياة، وأنه ضرورة لازمة لا مناص منها، ونحن نورد للقارئ خلاصة موجزة لذلك البحث الجليل: من الحقائق البديهية، ان الإنسان مرتبط بهذا العالم بصلات شتى، فهو يعيش في مضطرب الحياة مدفوعًا بطائفة من الحاجات التي يتحتم عليه قضاؤها وهو في تلك المحاولة مضطر إلى أن يتصل بالعالم اتصالًا ليس له عنه منصرف ولا محيد.

فالحاجة الجسمية تملي عليه أن يفلح الأرض ويتعهد الزرع حتى يثمر له القوت، وأن يلتمس من الطبيعة مسكنًا وملبسًا يدفعان عنه الفقر والهجير.

والحاجة العقلية تريده على أن يمعن النظر ويستقصي البحث في مظاهر الكون، لان العقل لا يقنع بالنظر إلى الأشياء الخارجية دون أن يتتبع العلل ويكتشف القوانين العامة التي تنتظم جميع الجزئيات، فهو مطبوع على هذا البحث ليخفف عن نفسه أعباء الحقائق الكثيرة التي تصادفه في حياته، باختزالها في عدد قليل من القوانين، أو في قانون واحد شامل إن استطاع إلى ذلك سبيلا.

وليست حاجة الإنسان تقتصر على العقل والجسد، بل هو يحمل بين جنبيه نفسًا لها مطمح تنشده وتسعى إليه، فهي بدورها مضطرة إلى أن تتصل بالكون كي تلتمس عند مظاهره ما تصبو إليه، وهي بحكم وجودها تعالج ضروبًا من المشاعر، فهي تموج بالأمل واليأس والسرور والغضب وغير ذلك من ألوان الشعور.

... ونستكمل غدًا الأحدمجلة “الرسالة” - العدد ١١ فى ١٥ - ٠٦ - ١٩٣٣

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

إصدارات 104 دور نشر إماراتية في «جدة للكتاب»

الشارقة (الاتحاد)
تشارك «شركة منصة للتوزيع» في «معرض جدّة الدولي للكتاب»، الذي تنظّمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في المملكة العربية السعودية في الفترة من 11 ديسمبر الجاري وحتى العشرين منه، وتأتي المشاركة في إطار جهود نشر الأدب والثقافة الإماراتية في المنطقة العربية من خلال توفير منافذ بيع وتوزيع أوسع لإنتاجات الناشرين الإماراتيين، فضلاً عن حرص «منصة للتوزيع» على توطيد التعاون الثقافي، مؤكِّدة دور الكتاب الفاعل في تعزيز التواصل الحضاري والمعرفي.
تحمل الشركة إلى جناحها في المعرض أحدث الإبداعات التي تشارك بها 104 دور نشر إماراتية، مقدِّمةً 3743 كتاباً تعكس الجودة العالية والرؤية المتجددة التي تتمتع بها الإصدارات المحلية.
وتتوزع هذه الكتب على 725 عنواناً تغطي طيفاً واسعاً من الحقول المعرفية والأدبية التي تناسب مختلف توجّهات جمهور القرّاء واهتماماتهم.
وأكّد راشد الكوس، مدير عام شركة منصة للتوزيع، أن «معرض جدة الدولي للكتاب»، الذي يرسخ مكانة المدينة مركزاً ديناميكياً للأدب والإبداع والحوار، يمثّل منصة مهمة لعرض الإنتاج الأدبي والثقافي الإماراتي أمام جمهور واسع من شتى دول المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن حضور الشركة في هذا الحدث البارز يعكس التزامها بدعم صناعة النشر الإماراتية، وإثراء الحراك الثقافي العربي.
وقال: «نلتزم في «شركة منصة» بتوفير المحتوى المعرفي العربي من مصادره المتنوعة، وضمان وصوله إلى القرّاء والمهتمين عبر شبكة واسعة وحلول مبتكرة تلبّي احتياجات الناشرين والكتّاب الإماراتيين، ويسعدنا أن نكون جزءاً من هذا المحفل الثقافي المهم لتعزيز شراكاتنا، وتوسيع آفاق التعاون، ومواصلة دورنا في دعم الكتاب العربي وصُنّاعه، وخدمة مسارات الإبداع في الإمارات، واضعين بين يدّي زوار المعرض عوالم فريدة تستحق الاكتشاف».

أخبار ذات صلة «منصة للتوزيع» تشارك في «مهرجان العين للكتاب»

مقالات مشابهة

  •  خبيرة اقتصادية: 70% من قراراتنا الشرائية تعتمد على العاطفة وليس العقل
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • سباق نحو ثروة السماء.. من يملك كنوز القمر في عصر التعدين الفضائي؟
  • من البردية الأطول في العالم إلى مقبرة صمّمها الأطفال… متحف شرم الشيخ يحتفل بخمس سنوات من الإبداع والحياة
  • نجل خالدة ضياء يستعد للعودة من المنفى لخوض انتخابات بنغلاديش
  • إيطاليا تعتقل 34 من لصوص المقابر وتصادر كنوزًا أثرية
  • حين يسقط العالِم في فخ التبسيط .. خطيئة جمال حمدان حين أفتى في الأدب
  • إصدارات 104 دور نشر إماراتية في «جدة للكتاب»
  • منة شلبي تبحث عن كنوز «نورماندي»
  • رحلة العمر