الحرب اللعينة قضت علي كل شيء ، لم يبق إلا التفاؤل والأمل
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
الحرب اللعينة قضت علي كل شيء ، لم يبق إلا التفاؤل والأمل ، الكورة الآن في ملعب المواطن ، واجبك قضيه وحقك ما تخليه وتاني مافي زول يضحك عليك بمعسول الكلام , ولازم يكون عندك راي تجاهر بيهو في أعلي المنابر وانت خائف ليه مادام طرحك وجيه ، ليه تخلي ناس قريعتي راحت
هذه الحرب اللعينة العبثية التي لم ينتصر فيها طرف وخرج منها المواطن مثخن بالجراح لكنه حتما لم يخرج مهزوما كما خططوا له ، كل الضربات التي كالوها له بالراجمات والصواريخ والقنابل الغبية نأمل أن تقويه وتجعل عينه بصيرة ولا نريده بعد اليوم أن يقول إن يده قصيرة ، لقد ولي الي الأبد عهد العجز والكسل ، ولا بد للشعب أن يفهم أنه لن تكون هنالك حكومة في هذه السنة أو التي تليها ولا في الخمسين سنة القادمة لأننا بلد لايختار حكامه بل هم الذين يختاروننا ويفكرون نيابة عنا علي أساس أننا رعايا يجوز في حقنا الوصاية ويعاملوننا مثل عبيد الأرض نزرع ونفلح والغلة لهم ولنا السياط تلهب ظهورنا والدماء منها تخر مثل شلالات نياجارا ونحصد في آخر المطاف العرق والدموع وربما تكرموا علينا بغرفة في دار العجزة أو عنبر لذوي الاحتياجات الخاصة !!.
ايها الأخوة الاشاوس كل فرد منكم ان تقاعس بعد اليوم ونام في الظهرية منتظرا عربة المحلية لتحمل النفايات التي تراكمت وأصبحت تلالا وهي حتما لن تأتي حتي لو حال عليها الحول لانه ببساطة لا يوجد مسؤول في هذا المرفق المعطل بفعل فاعل والعربة نفسها بيعت من زمان أو تم تشليعها اسبيرات فبركت في الحوش وتحتها تكاثرت الطحالب وأشجار الصبار وكافة أنواع الحشرات والزواحف !!..
كلنا تفاؤل بوقف هذه الحرب اللعينة العبثية وان شاء الله تعالى سنعود للعاصمة الوطنية لكن هذه المرة كلنا لا بد أن نشارك في النظافة ومافي تاني أولاد مصارين بيض أو مصارين ملونة الكل لازم يحمل القفاف والمكانس وننسي الشؤون الهندسية وهذا الكلام الفارغ والوالي عنده اجتماع وهو لايفهم في الإدارة ولا الحكومات المحلية ولا يعرف حاجيات الناس من ماء نظيف وكهرباء وتصريف صحي وتشجير ولا مدارس ولا مشافي هو فاكر انو عينوه علشان يركب عربية آخر موديل معه حارسه الخاص كأننا نعيش في تكساس أو في كولومبيا !!..
ايها المواطن قبل الحرب كانت حالك كرب لا طرق مسفلتة ولا دواء ولا مواصلات مشرفة وكل الكماسرة من الجنجويد أتوا من بعيد لا يلفظون إلا النابي من الكلام ولايردون السلام ورغم ذلك فالاجرة مبالغ فيها تزيد في اليوم أكثر من مرة مثل بقية السلع والخدمات وكل هذا الانفلات صار عادي لايلفت النظر ولا يشكل اي خطر فاهلنا أصبحوا من الزهاد لايهمهم إن ناموا علي الحرير أو الرماد !!..
بلادنا بعد أن يزول منها هذا الهم الماحق والبلاء المتلاحق نريد اصطفاف كل الجمهور في الطابور للقيام بأعمال البلدية وضمان إن الخدمات اليومية للمواطنين تسير مثل ما نري في لندن وباريس وكوبنهاجن وهنالك العمدة الذي يتم اختياره بالمنافسة الشرسة بين كل الأحزاب التي لها برامج ورؤية وخطط مستقبلية تريد تنفيذها بالطرق الصحيحة والقانون وكل همهم ان تكون المدينة اجمل مايكون مثل زيورخ وطوكيو وامستردام وبغداد بلد الرشيد ايام زمان !!..
لو ان الخرطوم بعد الحرب عاد إليها السماسرة والشماشة وستات الشاي وغاسلو العربات حيثما اتفق والهرجلة في المرور والمركبات المهلهلة والرقشات والمدارس والجامعات العشوائية وسط الأحياء والكثير الكثير من المسالب نكون يازيد لا رحنا ولا جينا !!..
أيها الشعب احموا بلدكم وعاصمتكم وعواصم المديريات ومن اليوم ماعاوزين ولايات ولا محليات ولا شرطة خاصة ابو طيرة ولا جهاز أمن ولا جمارك ولا جوازات ولا ديوان ضرائب !!..
كل هذه الأجسام عندما يصبح الشعب حرا مستقلا من جديد وكل فرد يعرف حدود إمكانياته وموهبته ومجال إبداعه يمكن بالتراضي وبنفس هادئة مطمئنة أن يوضع الشخص المناسب في المكان المناسب !!..
علي شرط أن تكون الرقابة حاضرة ومافيش حد فوق القانون وان يكون الجهاز القضائي فوق الشبهات والمعلم يتم تكريمه في كل يوم وليلة ولا تهان كرامته وتقلل هيبته والجيش الأبيض دائما في المقدمة فهم أكثر من يضحي خاصة في الحروب وعندما تندلع الأوبئة !!..
المصالحة والعفو والعافية ولا داعي للانانية وحب النفس فحب لأخيك ماتحبه لنفسك وهذه هي السعادة الحقة في الدارين باذن الله تعالى !!..
وأي حاكم تفرعن نلفت نظره لما حاق بزمالاء له لفهم النسيان بعد زوال الكرسي بواسطة فرعون آخر لم يتعظ بغيره وظن أن الأمر فلاحة وأنه وان كان الاخير زمانه لات بما لم تستطعه الاوائل !!..
ياله من مسكين ياله من غافل شال الحبل ودرعو في رقبتو !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجيء بمصر .
[email protected]
///////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإدارة التي تقيس كل شيء.. ولا تُدرك شيئًا
خالد بن حمد الرواحي
حين يصبح القياس هدفًا لا وسيلة أمام لوحةٍ إلكترونية مزدحمة بالأرقام والألوان، يقف مديرٌ يراقب مؤشرات خضراء ونسب إنجاز مرتفعة وتقارير أسبوعية محكمة. كل شيء يبدو متقنًا على الشاشة، فتعلو ابتسامة اطمئنان على وجهه. لكن حين يغادر مكتبه إلى الميدان، يكتشف صورةً أخرى: معاملات متأخرة، موظفين مرهقين، ومراجعين ينتظرون أكثر مما ينبغي. هناك فجوة صامتة بين ما تعرضه المؤشرات وما يعيشه الواقع؛ فجوة تختبئ خلف الأرقام وتُخفي الحقيقة بدلًا من أن تكشفها.
لم تكن المشكلة في الأرقام، بل في الطريقة التي صارت تُستخدم بها. فالمؤشرات التي صُمِّمت لتكون بوصلةً للتطوير تحوّلت تدريجيًا إلى غايةٍ في ذاتها. صار همُّ بعض المؤسسات أن ترفع النسب وتُحسّن الرسوم البيانية، لا أن تُصلح المسار أو تُشخِّص الخلل. وهكذا، تزداد الأشرطة الخضراء بينما تتراكم الشكاوى، وتُكتب تقارير النجاح في الوقت الذي يشعر فيه الناس أن شيئًا لم يتغيّر.
وفي أحد الاجتماعات، عُرض تقريرٌ يوضح أن المؤسسة عقدت خلال شهرٍ واحد 42 اجتماعًا مقارنةً بـ18 في الشهر الذي سبقه، فصفّق الحاضرون. لكن السؤال الذي لم يُطرح كان: ماذا تغيّر بعد كل تلك الاجتماعات؟ فزيادة اللقاءات لا تعني زيادة الفهم، وكثرة المؤشرات لا تعني تحسّن الأداء. ما يُقاس غالبًا ليس النتائج، بل النشاط؛ لا الأثر، بل الجهد المبذول.
السبب في هذا الانفصال بين الصورة الرقمية والواقع العملي أننا نقيس ما هو سهل لا ما هو مهم. فعدد الاجتماعات أسهل من قياس جودة القرار، وعدد المعاملات أسهل من فهم تجربة المستفيد. ولأن الأسهل يتغلب على الأهم، تمتلئ التقارير بالأرقام التي يمكن جمعها بسرعة، لكنها لا تشرح شيئًا عمّا يجري حقًا. إنها أرقام بلا روح؛ تصف النشاط بحماس، لكنها تصمت حين يُسأل عن المعنى والغاية.
ومع مرور الوقت، تنشأ حالة من الرضا الزائف، فيظن المسؤول أن الإنجاز متحقق لأن المؤشرات خضراء، بينما يشعر الموظف والمستفيد أن الواقع لا يتحرك. وهنا تكمن أخطر مشكلة: فالفجوة بين الشعور بالنجاح وتحقيقه فعليًا قد تبتلع أعوامًا من الجهد دون نتيجة، لأننا اكتفينا بقراءة الأرقام دون قراءة الحياة داخلها.
الحل لا يحتاج إلى ثورة في الأنظمة، بل إلى مراجعة في الفهم. فالمؤشرات ليست خصمًا، بل أداة حين تُستخدم بحكمة. المطلوب العودة إلى السؤال الجوهري: ماذا نريد أن نفهم؟ هل نبحث عن زيادة الأرقام أم عن تحسين الواقع؟ حين يكون الهدف واضحًا، يصبح القياس تابعًا له لا متقدمًا عليه.
ولعل الخطوة الأولى تبدأ بتقليل الأرقام لا زيادتها. فبدل عشرات المؤشرات التي تشتت الانتباه، يكفي اختيار خمسة مؤشرات تمسّ جوهر الأداء، مثل رضا المستفيد، ووقت إنجاز الخدمة، وجودة القرار، ومستوى التعاون بين فرق العمل. ومع الوقت، يتحوّل القياس من سباقٍ لملء الجداول إلى ممارسةٍ للتعلّم والتحسين، تُحرّر المؤسسة من عبء الشكل وتعيدها إلى روح العمل.
وفي سياق التحول الرقمي الذي تتبناه «رؤية عُمان 2040»، لا تكفي الشاشات الذكية ما لم تُترجم بياناتها إلى قرارات تُحسّن تجربة المواطن وترفع كفاءة الجهاز الإداري. فالرؤية لا تدعو إلى مزيدٍ من المؤشرات بقدر ما تدعو إلى حوكمةٍ أفضل للبيانات وربطها بما يعيشه الناس، حتى يصبح كل رقم خطوةً ملموسة على طريق التغيير، لا مجرد قيمة تُضاف إلى ملف العرض.
في نهاية المطاف، لا تُقاس المؤسسات بعدد الشرائح في العروض، ولا بكثرة المؤشرات التي تتلوّن بالأخضر، بل بما يتغيّر في حياة الناس. فالأرقام قد تمنح شعورًا بالنجاح، لكنها لا تصنع النجاح ذاته إلا إذا رافقها فهمٌ لما وراءها. وحين نضع الواقع قبل الرسم البياني، ونبحث عن الأثر قبل النسبة، يصبح القياس أداةً للتطوير لا غايةً للتزيين. وعندها فقط، تصبح المؤشرات شاهدةً على التقدم لا ستارًا يخفي هشاشة الإنجاز.