لقاءات ومناقشات لـ 13 شاعرا مصريا بالأقصر على مدى 3 أيام
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يستعد بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، اعتبارا من اليوم السبت وعلى مدار ثلاثة أيام، استضافه 13 شاعرا مصريا في معايشات ولقاءات شعرية ونقاشات تستهدف تبادل الاطلاع على التجربة الإبداعية لكل شاعر.
يأتي ذلك في إطار الموسم الثقافي السنوي للبيت المطل على طريق المواكب الأثري المعروف باسم طريق لكباش الفرعوني.
وقال مدير البيت، الشاعر المصري حسين القباحي، إن الشعراء المشاركين "سيعيشون ثلاثة أيام تحت سقف واحد، يأكلون ويشربون ويتسامرون ويتحاورون ويعيشون للشعر ومع الشعر وفي معية الشعر، بوعي ينفتح على عوالم مغايرة ومتجددة وبقناعات قابلة للنمو ومستعدة لانطلاقة نحو عوالم حالمة ربما تفارق ما ترسخ لديها من قناعات أو العبور إلى فضاءات أكثر رحابة".
ولفت القباحي إلى أن تلك التجربة "تهدف لأن يقترب الشعراء أكثر فيما بينهم، إنسانياً وإبداعياً ويعيشون الشعر كما ينبغي أن يكون".
يّذكر أن بيت الشعر بالأقصر أقيم ضمن مبادرة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء بيوت للشعر في أقطار الوطن العربي، لتخدم الشعر العربي.
ويُعنى البيت بقضايا الشعر والشعراء في مجالات الكتابة والتوثيق والإعلام، والنهوض بالهمم عبر الإنتاج والتبادل الثقافي العربي والإنساني، وتأصيل دور الشعر والشعراء في الحركة الثقافية والمجتمع، وإيصال صوت الشعر إلى قطاعات المجتمع كافة، بجانب البحث في جماليات روح اللغة العربية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اليوم السبت انطلاق صعيد مصر
إقرأ أيضاً:
شعر التفعيلة والنثر في النص الشعبي
(1)
قديما كان الشاعر هو كل شخص «مفوّه» يلتزم بعمود القصيدة، وبحرها، ووزنها، وقافـيتها. كان تعريف الشعر محددا، وواضحا، ومقيّدا، وغير قابل للتأويل. ثم جاءت القصيدة الحرة، أو قصيدة التفعيلة، فتخففت من القافـية، وحافظت على تفعيلة النص، وأبحر الشعراء فـيها ضمن قوانين، وشروط جديدة، لم تكن قائمة ذات يوم. ثم جاءت قصيدة النثر، فأصبح تعريف الشاعر، والنص، أكثر صعوبة، ومسؤولية، غير أن ذلك أتاح لكل ناثر أن يكون شاعرا، وفاتحا لقلعة الشعر، فضاعت ملامح القصيدة والشاعر معا، واختلطت الخاطرة بالشعر، واستحال التفريق بينهما؛ لأنك لا تملك مفاتيح خاصة لمعرفة ماهية ما تكتبه، أو يكتبه غيرك..فساح الماء على الماء.
(2)
ولذلك تجد اليوم من يلتزم بالعمود التقليدي للقصيدة الفصحى، ولكنه لا يقدم شيئا يُذكر، وقد تجد من يلتزم بالتفعيلة، ولكنه لا يأتي بما تعتقد أنه فضاء فسيح من الخيال، وقد يأتي كاتب جيد، أو ناثر سيء، يكتب قصيدة النثر، ويعرّف نفسه باسم «شاعر»، ولا تستطيع أن تسلبه حقه فـي ذلك؛ لأنه يلعب فـي نفس مساحة التعريف الهلامية، والواسعة التي لا يمكن إدراكها، ولكنه يفتقر لأبسط قواعد اللغة، أو النحو، أو حتى الشعرية المتدفقة فـي النص، وهذا يحتاج إلى ناقد مثقف، واعٍ، ذي حساسية مفرطة لمعرفة الشاعر من المتطفل على الشعر.
(3)
ولم تسلم القصيدة الشعبية من عبث النثر، ولكنها ظلت ـ رغم كل شيء ـ متمسكة بتقليديتها، وكينونتها، وشكلها المستقل. ولم يعترف بقصيدة النثر كنص حقيقي إلا القليل من الشعراء ذوي الخيالات الخصبة، والتجارب العميقة، والثقافة البعيدة. وفـي كل الأحوال لم يُتقبّل هذا النوع من الشعر فـي البيئات المختلفة؛ بسبب تمسك أفراد هذه المجتمعات بالتقاليد الشعرية المتوارثة، والتي لا يمكن أن تتجاهلها، أو تغض الطرف عنها، فحافظت القصيدة على تلك الملامح القديمة، وظل التجديد محصورا، وضيقا إلى حد بعيد، إلا فـي إطار المحيط التقليدي العمودي القديم، أو إلى درجة ما فـي نصوص التفعيلة التي دخلت بطريقة قيصرية صعبة على يد بعض الشعراء المجددين، وفـي مقدمتهم الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن.
(4)
إن محاولات بعض الأشخاص - سواء شعراء، أو أشباه الشعراء - كسر حدة التقاليد الشعرية فـي الشعر العمودي الشعبي لن يكون سهلا بالمرة، ولن يمر دون تضحيات كبيرة، ودروب حياتية كثيرة، وطويلة. وستبقى القصيدة الكلاسيكية هي القصيدة المهيمنة لفترات أبعد من النظر، والخيال؛ لذلك يبقى المدخل الوحيد للتجديد فـي القصيدة النبطية سواء ذلك المرتبط بالصورة الشعرية، أو الشكل التقليدي يمر عبر القصيدة العمودية، وقبل ذلك عبر الذائقة الشعبية العامة، وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمخاطرة.