الإعلان الجديد بشأن سد النهضة.. ماذا تعني إثيوبيا بعبارة الملء الأخير؟
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الأحد، إتمام الملء الرابع من سد النهضة، وأوضح في بيانه المنشور على حسابه على منصة "إكس" وعلى وكالة الأنباء الإثيوبية، أن هذا الملء هو "الأخير"، دون توضيح أكثر من ذلك، مما أثار التكهنات حول المقصود بها.
وكتب أحمد: "بجهودنا وتعاوننا تم الملء الرابع والأخير من سد النهضة.
كما دعا جميع المواطنين في بلاده إلى مواصلة "دعمهم حتى اكتمال السد".
የሕዳሴው ግድብን አራተኛና የመጨረሻ ሙሌት በተሳካ ሁኔታ መጠናቀቁን ሳበሥር በታላቅ ደስታ ነው። ኢትዮጵያውያን ተባብረን በመሥራታችን ፈጣሪ ረድቶናል። በገንዘባቸው፣ በዕውቀታቸው፣ በጉልበታቸውና በጸሎታቸው በሥራው ውስጥ የተሳተፋችሁ ሁሉ… pic.twitter.com/Z6MISpmFIQ
— Abiy Ahmed Ali ???????? (@AbiyAhmedAli) September 10, 2023ومن خلال هذا السد الذي يبلغ طوله 1,8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا، تعتزم إثيوبيا مضاعفة إنتاجها من الكهرباء، التي لا تصل سوى لنصف سكّانها، البالغ عددهم نحو 120 مليون نسمة.
دلالات الإعلانشهد أغسطس الماضي استئناف المفاوضات في القاهرة، بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن السد، والتي أكدت خلالها مصر على ضرورة "عدم اتخاذ خطوات أحادية" من جانب أديس أبابا.
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، في تصريحات لموقع "الحرة"، إن "التخزين الرابع انتهى بالفعل منذ أمس (السبت)، وأصبح إجمالي المياه في بحيرة السد حوالي 41 مليار متر مكعب، ومن المفترض أن يشهد السد تعلية العام المقبل بحوالي 20 مترًا، لاستيعاب مخزون جديد من المياه".
وتسعى أديس أبابا إلى أن يصل إجمالي حجم المياه المخزنة في بحيرة السد إلى نحو 74 مليار متر مكعب.
ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق بشأن ملء السد وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض بين الدول الثلاث، لم تثمر حتى الآن عن اتفاق.
من جانبه، رأى الباحث الإثيوبي في الشؤون الأفريقية، نور الدين عبده، أن "الملء الرابع من أهم المراحل النهائية لسد النهضة، حيث تم خلال موسم الأمطار المنصرم من يونيو إلى أغسطس، تخزين ضعف كمية ما تم تخزينه من المياه خلال السنوات الماضية".
وأضاف: "يأتي هذا الملء بعد لقاء مهم بين رئيس الوزراء الإثيوبي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في يوليو الماضي، واتفاقهما على استعادة مسار المفاوضات، إضافة لتطمينات إثيوبيا على مستوى القيادة، بتنفيذ الملء الرابع بجدولة لا تضر بمصر".
وكان السيسي قد اتفق في 13 يوليو الماضي مع أحمد على "الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد".
وأعرب خبير الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، عطية عيسوي، عن اعتقاده بأن "إعلان الملء الرابع بمثابة رسالة داخلية، بأنه (أحمد) لم يتأثر بالضغوط لوقف بناء السد، بجانب رسالة لدولتي المصب بأن الملء لم يضر بمصالح مصر والسودان في مياه النيل".
كلمة "مربكة"ولم يتضح في البيان الإثيوبي المقصود بكلمة "الأخير" في عبارة "الملء الرابع والأخير". وفي هذا الصدد، قال عيسوي إن الكلمة "لفتت نظره" في البيانات الإثيوبية.
وأضاف للحرة: "قد تكون كلمة عابرة غير مقصودة، أما لو كان لها دلالة، فهي قد تعني أن إثيوبيا قد تكتفي في المرحلة الحالية بالملء الرابع، حتى يتم التأكد من أن تخزين المزيد من المياه لن يلحق أضرارا بالسد، مثل شروخ أو انهيارات أرضية، مما قد يهدد بفشل المشروع بالكامل".
وتابع: "لا أظن أنها تعني أن إثيوبيا ستتوقف عن الملء الرابع بصفة نهائية، لأن ذلك يعني أنها لن تستطيع تشغيل معظم توربينات السد، وهم 12 لم يتم تشغيل سوى اثنين منهم حتى الآن".
ومن المقرر أن تبدأ إثيوبيا في تعلية الجزء الأوسط من السد لحوالي 20 مترًا قبل موسم الفيضان المقبل الذي يبدأ في يونيو.
وقال شراقي في هذا الشأن: "نتمنى أن تقود المفاوضات إلى أن يكون هذا التخزين هو النهائي بالفعل، وألا تزيد المياه في أي سنة من السنين عن 41 مليار متر مكعب".
وأضاف: "أعتقد أنه من المستحيل أن تقول إثيوبيا من تلقاء نفسها، إن الأمر انتهى عند هذا الحد".
وتخشى مصر من تأثير السد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، كونها تعتمد على نهر النيل في تأمين 97 بالمئة من احتياجاتها المائية.
"تفاهم استراتيجي مطلوب"وقال الباحث الإثيوبي، إن "المخاوف المصرية تتعلق بحالات الجفاف، والجفاف الممتد، أكثر من قلقها من عمليات الملء المجدولة خلال مواسم الأمطار. ولتفادي مشاكل الجفاف لا بد من وجود تفاهم استراتيجي بين مصر وإثيوبيا".
وأوضح: "لا يوجد ما يشير إلى أن الملء الرابع قد يكون الأخير، فتقنيًا الارتفاع النهائي لجسم السد يتبقى له 20 مترًا، والقدرة الاستيعابية لبحيرة السد تصل إلى أكثر من 70 مترًا".
ودشنت إثيوبيا رسميًا في فبراير 2022 إنتاج الكهرباء من السد، الذي تُقدمه على أنه من بين الأكبر في إفريقيا.
وتم تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الإنتاجية عام 2024.
واختتم شراقي حديثه بالقول، إنه "سيكون من الجيد حال إتمام تعلية السد العام المقبل، أن تكون هناك مفاوضات لإتمام التخزين في بحيرة السد خلال عامين أو 3 أعوام".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الوزراء الإثیوبی مصر والسودان الملء الرابع أدیس أبابا سد النهضة
إقرأ أيضاً:
لتطوير منظومة محولات القدرة.. تنفيذ مشروع إحلال محولات القدرة بمحطة السد العالي وخزان أسوان
تشهد محطة كهرباء السد العالى ومحطتى كهرباء خزان أسوان الأولى والثانية تنفيذ مشروع إحلال محولات القدرة الرئيسية ، والذى يعتبر أحد المشروعات الحيوية الداعمة لإستقرار الشبكة الكهربائية القومية فى مصر .
وقد قام وفداً رفيع المستوى من شركة سيمنز إنرجى مصر يرافقهم عدد من مديري مصانع الشركة بالصين بزيارة ميدانية لمتابعة الأعمال بالمشروع حيث كان فى إستقبالهم المهندس خالد عابدين زكى رئيس قطاعات الشئون الفنية والقائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب ، والمهندس إبراهيم عبيد رئيس قطاعات الإنتاج.
وتفقد الوفد الأعمال الجارية بمحطة كهرباء السد العالي، واطلع على مراحل الإحلال لمحولات القدرة ، ثم انتقل إلى محطتي كهرباء خزان أسوان الأولى والثانية، حيث اطلع على الوضع التنفيذي وخطط العمل التفصيلية، وناقش الاحتياجات الخاصة بكل محطة لضمان سير الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد.
إحلال محولاتوضم الوفد كل من المهندس محمد عبد النبي، نائب رئيس سيمنز إنرجي مصر، والمهندس محمد صبري مدير المشروعات، والمهندس صالح سمير مدير المشروع، ووائل صفي مدير الحسابات، ومصطفى عجور محاسب المشروع، والمهندس محمد سلامة مهندس الموقع.
واستعرض الوفد أحدث التقنيات في تصنيع محولات القدرة، مؤكدين التزام الشركة بتوفير الحلول الفنية لرفع كفاءة التشغيل بالمحطات الثلاث وفق أعلى معايير الجودة العالمية.
حضر اللقاء عدد من قيادات الشركة المعنية بأعمال التطوير، وعلى رأسهم المهندس حسين لطفي، رئيس قطاع المشروعات، والمهندس خالد يحيى، رئيس قطاع محطة السد العالي، والمهندس عز حفني، مدير عام التركيبات الميكانيكية، بالإضافة إلى مهندسي التشغيل والإدارة الفنية، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون الفني والتكاملي لضمان تنفيذ المشروع بكفاءة ودقة.
فيما أشاد المهندس محمد عبد النبي، نائب رئيس سيمنز إنرجي مصر، بالتعاون المثمر مع قطاعات الشركة المختلفة، مؤكدًا أن الالتزام والكفاءة في مواقع العمل يعكس قوة الشراكة بين الجانبين.
وأضاف بأن الجهود الكبيرة والدقة فى تنفيذ المشروع تؤكد أننا نسير بخطوات ثابتة نحو تطوير منظومة محولات القدرة وفق أعلى معايير الجودة ، ونؤكد التزام سيمنز بتقديم الدعم الفني والتقنى لضمان نجاح هذا المشروع الإستراتيجى وتعزيز إستقرار الشبكة الكهربائية فى مصرى .