رأي الوطن : ربط إلكتروني يصنع الفارق فـي المستقبل
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
أصبح الربط الإلكترونيُّ بَيْنَ مؤسَّسات الدَّولة ضرورةً وحاجةً لمواكبة التطوُّر التكنولوجيِّ السَّريع في هذا العصر. فالعالَم يشهد تطوُّرات سريعة في تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى مختلف الدوَل الطَّامحة إلى تطوير أدائها إلى ربط أنظمة جميع الجهات التَّابعة لها بشكلٍ متكامل ومترابط لبناء قاعدة بيانات موَحَّدة، توفِّر جميع البيانات بسهولة دُونَ الاضطرار إلى الانتقال من جهة حكوميَّة إلى أخرى، ما يُسهم في القضاء على البيروقراطيَّة وتعطيل مصالح المتعاملين مع تلك الجهات، ويعمل على تبادل البيانات بانسيابيَّة بَيْنَ أنظمة تلك الجهات، كما يوفِّر ذلك الأرقام والبيانات التي تدعم التخطيط الحكوميَّ واتِّخاذ القرار بشكلٍ سريع وفعَّال، ويوفِّر الجهد والوقت والمال، ويكُونُ صديقًا للبيئة.
وبجانب القدرة على اتِّخاذ القرار عَبْرَ تعظيم الاستفادة من البنية المعلوماتيَّة والرقميَّة داخل الدَّولة والوصول لمستوى مثاليٍّ من الربط الحكوميِّ الذي يتيح تلك الميزات، تسعى معظم الدوَل إلى إقامة منظومة إلكترونيَّة تُحقِّق الشفافيَّة والإتاحة الفوريَّة لجميع المؤشِّرات الاقتصاديَّة المساندة للقرارات الاقتصاديَّة والتجاريَّة والماليَّة في الدَّولة، حيث يشهد الاقتصاد العالَميُّ تحوُّلًا وتغيُّرا في أنماط الأداء الاقتصاديِّ في المال والأعمال والتجارة والاستثمار من الشَّكل التقليديِّ إلى الشَّكل الفوريِّ، ما يزيد من وتيرة سرعة اندماج اقتصاد الدَّولة في الاقتصاد العالَميِّ، وزيادة فرص التجارة العالَميَّة والوصول إلى الأسواق العالَميَّة والقِطاعات السوقيَّة التي كان من الصعب الوصول إليها في الماضي، خصوصًا مع تنامي التجارة الإلكترونيَّة على الصعيدَيْنِ المحلِّيِّ والدوليِّ.
وتُعدُّ سلطنة عُمان من أوائل الدوَل في الإقليم التي أدركت أهمِّية هذا الربط الإلكترونيِّ وعملت على إقامة منظومة إلكترونيَّة موَحَّدة، قادرة على تحقيق الأهداف المرجوَّة المُنطلِقة من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، حيث كشفت وزارة النَّقل والاتِّصالات وتقنيَّة المعلومات أنَّ إجماليَّ عدد المواقع الحكوميَّة التي تمَّ ربطها عَبْرَ الشَّبكة الحكوميَّة الموَحَّدة بلغ (1233) موقعًا حكوميًّا حتَّى نهاية النِّصف الأوَّل من العام الجاري، مِنْها (23) موقعًا حكوميًّا جديدًا، و(63) موقعًا حكوميًّا تمَّ ربطه في الشَّبكة الحكوميَّة الموَحَّدة عالية السرعة؛ وذلك بهدف تحقيق التواصُل بَيْنَ المؤسَّسات الحكوميَّة بصورة آمنة ورفع مستوى الخدمات الإلكترونيَّة، حيث بلغ عددُ جهات الجهاز الإداريِّ للدَّولة التي توفِّر خدماتها عَبْرَ منصَّة التكامل الحكومي (32) جهة حتَّى النِّصف الأوَّل من العام الجاري، وعدد الجهات المستفيدة من الخدمات (64) جهة، مِنْها (60) جهة من وحدات الجهاز الإداريِّ للدَّولة و(4) جهات من مؤسَّسات القِطاع الخاصِّ.
ولعلَّ ما يؤكِّد أنَّ سلطنة عُمان تَسِير في الاتِّجاه الصَّحيح لتحقيق هذا الربط الإلكترونيِّ الضروريِّ والمُلِحِّ والذي باتَ من أبجديَّات العصر الحديث، هو وصول إجماليِّ طلبات تبادل البيانات عَبْرَ المنصَّة الموَحَّدة منذ إنشائها لحواليِّ (800) مليون طلب، مِنْها (100) مليون طلب حتَّى نهاية النِّصف الأوَّل من عام 2023، ما يؤكِّد أنَّ هذه المنصَّة تخدم رؤية الوزارة في تطوير الخدمات الحكوميَّة، حيث تُعدُّ منصَّة التكامل الحكوميِّ إحدى البنى الأساسيَّة للتحوُّل الرَّقميِّ الحكوميِّ، وهي نظام مركزيٌّ يُتيح تبادل مجموعات البيانات بَيْنَ الأنظمة الإلكترونيَّة لوحدات الجهاز الإداريِّ بشكلٍ آليٍّ، وتعمل على تقليص وقت إنجاز المعاملات وتقليل المتطلبات الورقيَّة، ما يُسهم في إقامة منظومة إلكترونيَّة مترابطة تعمل على تحقيق الأهداف الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة المنشودة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
اختراق أديداس.. هاكرز يسرقون بيانات العملاء في هجوم إلكتروني
كشفت شركة أديداس Adidas، عملاق صناعة الملابس الرياضية، عن تعرضها لـ هجوم إلكتروني أدى إلى سرقة بيانات شخصية تخص عددا من عملائها.
وأوضحت الشركة أن القراصنة تمكنوا من الوصول إلى "بيانات معينة للمستهلكين"، مشيرة إلى أن هذه البيانات تتعلق في الغالب بمعلومات الاتصال الخاصة بالأشخاص الذين تواصلوا مع مركز خدمة العملاء التابع لها.
وأكدت أديداس في بيان نشرته على موقعها الرسمي أن كلمات المرور، وبيانات بطاقات الائتمان، والمعلومات المالية الأخرى لم تتعرض للاختراق.
وقالت الشركة: “نحن ملتزمون بالكامل بحماية خصوصية وأمان عملائنا، ونعرب عن أسفنا الشديد لأي إزعاج أو قلق قد تسببت فيه هذه الحادثة”.
قلق المستهلكين وتحذيرات الخبراءمن جانبها، حذرت ليزا باربر من منظمة حماية المستهلك البريطانية "Which?"، من أن العملاء قد يشعرون بقلق مشروع نتيجة تسرب بياناتهم، مما يجعل من الضروري أن تتواصل أديداس مع المتضررين بسرعة وشفافية، وتقدم لهم الدعم اللازم لحماية أنفسهم.
ونصحت باربر العملاء المتأثرين بما يلي:
- متابعة الحسابات البنكية والتقارير الائتمانية لرصد أي نشاط مشبوه
- الحذر من المكالمات أو الرسائل غير المتوقعة التي قد تكون محاولات احتيال باسم الهجوم
الهجوم لم يؤثر على العمليات التجاريةأشارت أديداس إلى أن الهجوم استهدف مزود خدمة خارجي مسؤول عن مركز خدمة العملاء، وأنها تحركت فورا لاحتواء الحادث وبدأت تحقيقا شاملا بالتعاون مع خبراء أمن معلومات مستقلين.
وقالت الشركة: “نعمل حاليا على إخطار المستهلكين المتضررين، إضافة إلى السلطات المعنية بحماية البيانات، والجهات الأمنية، وفقا لما يفرضه القانون”.
يأتي هذا الحادث في ظل موجة من الهجمات الإلكترونية التي طالت عددا من متاجر التجزئة الكبرى مؤخرا، من بينها Marks & Spencer وCo-op، والتي أثرت بشكل كبير على عملياتها التشغيلية.
لكن حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن الهجوم على أديداس تسبب في تعطيل أنظمتها أو أعمالها التجارية.
مجموعة قرصنة مشتبه بها في هجمات أخرىتشير تقارير إلى أن الشرطة البريطانية تحقق في دور مجموعة قرصنة تعرف باسم "العنكبوت المتناثر" Scattered Spider، والتي يعتقد أنها كانت وراء هجمات على علامات تجارية كبرى، مثل Harrods وCo-op، إلا أنه لا توجد أدلة حتى اللحظة تربط هذه المجموعة بالهجوم على أديداس.
كما اعترفت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر بأنها واجهت خروقات أمنية في فروعها الدولية، بما في ذلك فرعي تركيا وكوريا الجنوبية.