بعد كارثة الزلزال.. شبح الركود يخيم على مدينة مراكش
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
لا يزال المغرب تحت الصدمة، اليوم الأحد، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة مراكش ليل الجمعة السبت، موقعاً أكثر من ألفي قتيل.
وتضررت مدينة مراكش، الوجهة التي يقصدها عدد كبير من السياح الأجانب، وانهارت بعض المباني في المدينة القديمة، المصنفة منذ 1985 على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وانهارت جزئياً أسوار تاريخية تعود الى القرن الثاني عشر.
وهناك سياح لا يزالون في مراكش رغم الزلزال، لكن شبح الركود يخيم على المدينة التي كانت تعج بالنشاط قبل حدوث الزلزال.
سياح لا يزالون في المدينةفقد فضلت السائحة الألمانية كيرين فيشر البقاء في مراكش رغم الزلزال الذي دمر محيطها وأيضا مباني في المدينة العتيقة، لكن العاصمة السياحية للمملكة فقدت الكثيرين من زوارها وسط مخاوف من أزمة تضرب هذا النشاط الرئيسي لاقتصادها.
وقالت الشابة الألمانية (35 عاماً) "لن نجعل الزلزال يفسد كل شيء. لم نتلق إنذارات باحتمال خطر كبير ففضلنا بالتالي الاستمرار في برنامجنا"، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكانت كيرين بصدد القيام بجولة سياحية برفقة مجموعة من أربعة مسافرين. وقد تم إجلاؤهم جميعا من الفندق الذي كانوا فيه عندما اهتزت الأرض تحت أقدامهم ليل الجمعة في أعنف زلزال يضرب المغرب.
فيما لا يزال ركام أجزاء مبان تهدمت متناثرا في أزقة المدينة العتيقة، التي تعد محطة رئيسية في الجولات السياحية بمراكش، كما تضم العديد من النزل.
من جهته قال السائح دومينيك أوبير (26 عاماً) "لا نزال مترددين هل نغادر أم لا، لكن الأمور تبدو نسبيا آمنة. إذا بقينا فسنساهم بكل تواضع في دعم المغاربة".
دمار بعض المباني الأثريةوقبالة الموقع الذي كانوا يتجولون به تنتصب الأبواب الخشبية العالية لقصر الباهية لكنها مغلقة في وجه الزوار، فيما تظهر قطع قرميد ملقاة على الأرض بعدما تحطمت من وقع الزلزال. وقد بني هذا المعلم السياحي في القرن التاسع عشر.
وعلى طول العديد من الأزقة الضيقة تتخلل الشقوق الكثير من جدران البيوت المصبوغة باللون الأحمر المميز للمدينة، فيما هدم بعضها تماما.
بدوره، أشار المرشد السياحي الذي يرافق كيرين ومجموعتها إلى أن القيام بجولة كاملة حول المدينة العتيقة يبدو غير مؤكد، "لكن المرور عبر جل محطاتها ممكن".
وغير بعيد من المكان يطلب ثلاثة سياح إيطاليين معلومات من رجال الأمن حول المواقع التي لا تزال مفتوحة أمام الزوار.
وفضل هؤلاء الزوار عدم تقصير مدة رحلتهم، تماما كما هو الشأن بالنسبة لزوجين يحتسيان الشاي في شرفة مقهى تزين جدرانه قطع رخام، أو أيضا بالنسبة إلى سائحة تفاوض بائعا في أحد المتاجر السياحية القليلة حول سعر حقيبة جلدية، مغطية رأسها بقبعة نسجت من خصلات القش.
في موازاة ذلك وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة وسط المدينة اتخذ باعة العطور والمرطبات أماكنهم المعتادة بعدما احتلها سكان من الأحياء المجاورة اضطروا لقضاء الليل تحت العراء، بسبب تهدم بيوتهم أو إصابتها بأضرار.
وقد أكدت نقابة تضم نحو 70 من وكالات السفر الفرنسية السبت أن أيا من زبائنها الذين كانوا موجودين في مراكش لحظة الزلزال "لم يصب بضرر بحسب معلوماتنا".
لكن الأجواء أكثر من هادئة عموما في أزقة المدينة العتيقة، بعيدا عن الصخب المعتاد.
يذكر أن مراكش تحتض تراثا عريقا منذ تشييدها بحدود العام 1070 حيث كانت لقرون طويلة عاصمة الدولة المغربية بدءا من عهد المرابطين، ومركزا ثقافيا واقتصاديا. وهي مصنفة تراثا إنسانيا من منظمة اليونسكو.
وإذا كانت الغالبية العظمى للضحايا (2012 حتى حدود ليل السبت) قد سقطوا في القرى والبلدات المجاورة لمراكش، فإن الكارثة ولدت مخاوف من تداعياتها على اقتصاد المدينة القائم أساسا على السياحة.
وكان القطاع استعاد عافيته هذا العام في المغرب عموما ومراكش خصوصا، بحيث زار المملكة نحو 6,5 مليون سائح معظمهم أوروبيون خلال النصف الأول من 2023، ما يمثل ارتفاعا بمعدل 92 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي.
وقد استأثرت مراكش بحصة كبيرة من هذا النشاط بحيث استقبلت أكثر من 4,3 ملايين سائح، بحسب معطيات مرصد السياحة، وهو هيئة غير رسمية متخصصة في رصد القطاع بالمغرب.
لكن الكارثة بدأت تتسبب بإلغاء حجوزات بعضها مبرمج حتى تشرين الأول/ أكتوبر، وفق ما ذكر مهنيون وتجار لوكالة فرانس برس الأحد.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News مراكشالمصدر: العربية
كلمات دلالية: مراكش المدینة العتیقة
إقرأ أيضاً:
كارثة الزلازل تدفع تركيا للتحرك.. 1.5 مليون مبنى خطير في إسطنبول
في ظل تزايد المخاوف من الزلازل في إسطنبول، أطلقت وزارة البيئة والتحضر التركية حملة “نصفها علينا” لتحفيز السكان على إعادة بناء منازلهم الخطرة، مع دعم مالي يصل إلى 1.875.000 ليرة تركية لكل وحدة سكنية.
1.5 مليون مبنى خطير في إسطنبول
بحسب التقديرات الرسمية، يوجد نحو 1.5 مليون مبنى معرض للخطر في مدينة إسطنبول. ولمواجهة هذا الواقع المقلق، بدأت الوزارة في تنفيذ الحملة التي توفر دعماً كبيراً للأهالي، وتشمل تمويلاً مباشراً وتسهيلات في السداد.
أكثر من 41 ألف وحدة في مرحلة المشروع
حتى الآن، تم الانتهاء من أعمال بناء 21 ألف وحدة سكنية وتجارية، بينما تستمر الإجراءات لـ 41 ألف وحدة أخرى ضمن نفس الحملة.
تفاصيل الدعم: ما يصل إلى 1.875.000 ليرة
في نموذج التحول بالتعاون مع شركات الإنشاء:
875 ألف ليرة منحة مباشرة
875 ألف ليرة قرض ميسّر
125 ألف ليرة بدل انتقال
أما في حال التحول الجماعي على مستوى الأراضي أو الأبنية الكبيرة، فتُدار العملية عبر هيئة التحول الحضري بالشراكة مع TOKİ أو شركة Emlak Konut، حيث يتم خصم قيمة المنحة من كلفة البناء وتقسيط الباقي على المدى الطويل.
كيف يتم التقديم؟
إجراء اختبار الخطر الزلزالي (كاروت) عن طريق جهة مرخصة.
تثبيت “شراكة الأرض” بين المالكين.
تقديم الطلب عبر البلدية المحلية، دون الحاجة إلى e-Devlet.
توقيع اتفاقية الدعم في الموعد الذي تحدده الوزارة.
هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط؟ “الشؤون الدينية”…
الأحد 18 مايو 2025مراحل الدفع لشركات الإنشاء:
يتم الدفع على 4 مراحل: