مدير الجامع الأزهر يستعرض جهود الرواق في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
شارك د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر اليوم، بورقة بحثية عنوانها: "جهود الرواق الأزهري في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية في الواقع المعاصر"، وذلك في المؤتمر الثالث لكلية أصول الدين بطنطا الذي يُعقد تحت عنوان: "جهود المؤسسات الإسلامية في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية في الواقع المعاصر.. التحديات والآمال"، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.
واستعرض مدير الجامع الأزهر ، خلال ورقته البحثية التي ألقاها في المؤتمر، جهود أروقة الجامع الأزهر في معالجة القضايا الفكرية والاجتماعية بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي ينظمها الجامع الأزهر وملتقياته الفكرية والعلمية والتوعوية.
وشدد د.هاني عودة، أن الجامع الأزهر يبذل جهودا كبيرة في محاربة ومواجهة الأفكار الهدامة من خلال ملتقاه الأسبوعي "شبهات وردود"، والذي يحاضر فيه كل أسبوع كوكبة من كبار العلماء والمتخصصين في مختلف المجالات العلمية والفكرية ، مضيفا: كما يستهدف الرواق الأزهر توعية المواطنين بقضايا المرأة والأسرة من خلال تدشين الجامع الأزهر عدد من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة "ملتقى المرأة والأسرة" والذي يعقد الأربعاء من كل أسبوع بالجامع، ويحاضر فيها عدد من أساتذة الأزهر من السيدات من مختلف التخصصات أسبوعيا .
وأضاف أن من بين جهود الرواق الازهري في معالجة القضايا الفكرية ، ما يقوم به الجامع الأزهر تجاه توعية النشء وتدريبهم على آداء العبادات والمعاملات بصورة صحيحة وتربيتهم على الأخلاق السليمة والمنهج المنهج الازهري الوسطي النابع من وسطية وسماحة الإسلام الحنيف والشريعة الغراء، وذلك من خلال تنظيم "ملتقى الطفل " والذي يعقد السبت من كل أسبوع ، ويحاضر فيه عدد من شباب العلماء و الباحثين بالجامع الازهر الشريف، كما يعقد ملتقى الطفل والاسرة للذي يجوب من خلاله جميع المحافظات بواقع ٥٤ ملتقى أسبوعيا بجميع المحافظات، ويهدف لتوعية الطفل والأسرة بقضاياهم، وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تعالج القضايا الفكرية والمجتمعية، بالإضافة لانتشار الاروقة في جميع المحافظات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر من خلال
إقرأ أيضاً:
مدير فتوى الأزهر يخطب من لندن عن دور الشريعة في استقرار المجتمعات
ألقى الدكتور أسامة هاشم الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خطبة الجمعة أمس ، من المركز الإسلامي بلندن، تناول فيها عددًا من القضايا الكبرى التي ترتبط بتعزيز القيم، وتحقيق التماسك المجتمعي، والتكامل الإنساني، في ضوء التعاليم الإسلامية السمحة، بحضور نخبة كبيرة من علماء المسلمين ومسؤلي المؤسسات الدينية في الشرق والغرب.
واستهل الحديدي خطبته، بالتأكيد على أن الإسلام ليس شعائر منعزلة عن واقع الإنسان، بل هو بناء تعبدي وقيمي وأخلاقي شامل يُعد أساسًا لتحقيق الاستخلاف والعمران الحضاري في الأرض، مشددًا على أن الأسرة هي لبنة بناء الإنسان الأولى وفق تعاليم الإسلام الشاملة، ومتى صلحت صلح المجتمع، وأن القرآن والسنة وضعا قواعد متينة لصيانة الأسرة وحمايتها.
وأكد أن تحقيق العبادة الحقيقية لا يكون إلا من خلال قيم تحكم السلوك وتضبط المعاملات، وأن الشريعة الإسلامية لا تنفصل عن الحياة، بل تتكامل مع الواقع في ضوء مقاصد سامية، على رأسها العدل، والرحمة، والكرامة، والعمران.
وتطرق الحديدي، إلى أهمية التكامل الإنساني والتعارف بين الشعوب، معتبرًا أن الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13] تشكل خطابًا عامًّا موجّهًا إلى البشرية جمعاء، وترسم أفقًا واسعًا للتواصل بين الحضارات، والتفاهم بين الثقافات، مضيفًا أن التفاضل الحقيقي إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، لا بالجنس أو العرق أو اللون.
وتابع: إن التمكين في الأرض وعد إلهي لا يتحقق إلا بالجمع بين الإيمان والعمل الصالح، كما جاء في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55]، مشيرًا إلى أن أصل التمكين نابع من العبادة الخالصة، والعمل الجاد المستند للقيم.
وفي سياق متصل، أوضح أن الإسلام لا يفصل بين الأخوة الدينية والأخوة الإنسانية، بل يجمع بينهما في تناغم فريد، وأن "وثيقة المدينة" التي أسسها سيدنا رسول الله في المدينة المنورة كانت أنموذجًا واقعيًّا متقدمًا للتعايش المشترك بين مختلف الأديان والأعراق داخل وطن واحد، وضمَّنها بنودًا حضارية تكفل الحقوق، وتعامل الجميع كأمة واحدة إلا من ظلم وغدر.
وعن الوحدة الإسلامية، أكد الدكتور الحديدي أنها ليست شعارًا سياسيًّا، بل أصل شرعي، ومبدأ قيمي، يجب أن يُبنى على العلم والتواصل والرحمة، مستدلًا بقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، مشيرًا إلى أن الفرقة والتمزق لا يخدمان إلا أعداء الأمة.
واختتم مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خطبته بالتأكيد على أن "الوحدة العلمائية" بين علماء المسلمين من شتى البقاع، هي أساس الوصول إلى وحدة الأمة، وأن اجتماع العلماء اليوم في لندن لمناقشة قضايا الأسرة والتماسك المجتمعي في أجواء تسودها المحبة والتآخي، هو تجسيد عملي لمبدأ الوحدة العلمائية التي يسعى لها الأزهر الشريف عبر بعثاته وبرامجه العالمية.
بعد صلاة الجمعة، دار نقاش مثمر وحوار مفتوح بين الدكتور أسامة الحديدي وعدد من المصلين، الذين حرصوا على طرح تساؤلاتهم حول موضوع الخطبة وغيره من الموضوعات والقضايا التي تهم المسلمين في أوروبا عمومًا وبريطانيا خصوصًا، في أجواء تسودها المحبة والاحترام، وقد أبدى كثير من الحضور ثناءً عطرًا على جهود الأزهر الشريف في نشر الفكر الوسطي، وتصحيح المفاهيم، وتعزيز التواصل الحضاري، مؤكدين أن دور علماء الأزهر في المجتمعات الغربية ترك أثرًا إيجابيًّا كبيرًا في نفوس المسلمين، وعزز ثقتهم بهويتهم الدينية والثقافية.
وتأتي هذه الخطبة ضمن سلسلة أنشطة الأزهر الشريف في مختلف البلدان؛ اضطلاعا بأدواره العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز الخطاب الديني المعتدل، ونشر القيم الإسلامية الأصيلة، وترسيخ التعايش السلمي بين أفراد المجتمعات.