الجفاف يُعدم بساتين كربلاء على منصة الإستيراد الخارجي: أين الحلول الحكومية؟- عاجل
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بغداد اليوم- كربلاء
على جبلٍ من ذكريات الطفولة، وبحسرةٍ كادت أن تكسر قفص صدره، يقفُ عباس كاظم أمام شجرة نخل يتذكر اللحظات الأولى لزراعتها على يد والده عندما كان في الثامنة من عمره، لكنه يشهد اليوم على "شيخوختها" مُبكرًا دون جدوى: "وصلنا إلى حال حتى صرنا نخاف على أنفسنا من الجفاف..".
ليست هذه حال كاظم فحسب، بل يبدو الواقع متكررًا مع الكثيرين غيره، بعد أن احتل الجفاف مساحة واسعة من الأراضي الزراعية في العراق، وبات يُهدد وبشكل علني الانتاج الداخلي وأمام أنظار الجهات المعنية التي تظهرُ "في الغالب" مكتوفة الأيدي بدون أي حلول آنية أو مستقبلية.
ووفقًا لتقارير سابقة، فإن العراق نجح في استغلال ما يقدر بنحو 18 مليون دونم من أصل 32 مليون دونم من الأراضي الزراعية. في حين أن النسبة كانت أكبر قبل عام 2003.
هذه الأسباب، دفعت عباس كاظم والعشرات من أمثاله سواء في كربلاء أو المحافظات العراقية الأخرى إلى فقدانهم لبساتينهم وأراضيهم الزراعية بسبب ظاهرة تجريف البساتين وهجرة المناطق الزراعية. وهذا ما يعني -بحسب مراقبين- زيادة المخاطر البيئية بسبب قلة المساحات الخضراء.
تراجع الانتاج وزيادة الاستيراد
ويقول رئيس إتحاد الجمعيات الفلاحية في كربلاء، جواد كاظم الكَريطي لـ"بغداد اليوم": إن شح المياه بالأنهر تسبب بالجفاف في المناطق الزراعية بعموم المحافظة، ما تسبب بمشاكل كثيرة في القطاع الزراعي من حيث الإنتاج وأصبح الإعتماد بشكل كبير على المحاصيل المستوردة وهذه طامّة كبرى". على حدّ قوله.
ونتج عن الجفاف "إرباك للمزارعين والفلاحين وخلف ظاهرة تجريف وتفتيت البساتين وبيعها من أجل المعيشة، فضلاً عن الهجرة من الأرياف إلى المدن، وهذا هدم للزراعة وإقتصاد البلد". هذا ما يراه الكريطي.
ويضيف: إن "التصحر بدأ يظهر في المناطق الزراعية وسيخلف آثار سلبية كثيرة في جانب البيئة وستنسحب على المدن، لكن هناك فلاحين ما زالوا متمسكين بأراضيهم ما لم يسوء الحال بشكل أكبر"، مطالبًا الحكومة المركزية بـ"وضع خطط لمعالجة هذا الملف وحل أزمة المياه".
تهديدات مادية واجتماعية
من جانبه يشير عضو مجلس النواب عن محافظة كربلاء جواد اليساري في حديث لـ"بغداد اليوم" إلى إن شح المياه هو "مشكلة على مستوى العراق، وفي كربلاء وصل تأثيره إلى عدم توفر الماء الصالح للشرب في كثير من مناطق المحافظة، وأصبح تجهيزها بالماء وفق نظام المراشنة وإنعدم توفره للزراعة بشكل كبير". على حدّ قوله.
ويكشف عن وجود توجيه من قبل وزارة الزراعة بعدم وضع أي خطة زراعية في كربلاء مستقبلاً. ويؤكد "عدم توفر المياه لزراعة البساتين خلف الكثير من المشاكل المادية والإجتماعية لأبناء المناطق الريفية الذين يعتاشون على الزراعة وهي مصدرهم الوحيد لتوفير متطلباتهم وقد أصبحت معدومة الآن". بحسب رأيه.
ويقول إن البساتين "باتت لا تدر الأموال على مالكيها وبالتالي أصبحت تُجرّف نتيجة الطلب على شرائها لا سيما القريبة من مركز المدينة لتحويلها إلى أراضِ سكنية كون أسعارها مرتفعة وأكثر من ما تدره الزراعة"، مستدركا "لكن ما زال هناك جزء من البساتين قائمة وأصحابها متمسكون بها أملاً بإحيائها".
وأعرب النائب عن محافظة كربلاء، عن أمله بزيادة الإطلاقات المائية للأنهر العراقية من تركيا لحل مشكلة توقف الزراعة وإنتعاشها من جديد.
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم فی کربلاء
إقرأ أيضاً:
وزير المياه: خطة جادة وصارمة لتحقيق عدالة التوزيع في جميع مناطق المملكة
صراحة نيوز ـ بمتابعة وتوجيه من رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان أوضح وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود ان الوزارة/ سلطة المياه وشركاتها وفي اطار الجهود الحكومية لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي وتنفيذ استراتيجية قطاع المياه ومواجهة التحديات المائية التي تشهدها المملكة خلال العام الحالي فأن الوزارة بصدد البدء بتنفيذ خطتها التي أقرتها لتحسين التزويد المائي في كافة مناطق المملكة وتحقيق العدالة واعاده توزيع كميات المياه على عدد من المناطق خاصة خلال الصيف الحالي بهدف رفع كفاءة التزويد وزيادة كميات المياه المخصصة لجميع مناطق المملكة تحقيقا للعدالة بين المواطنين في جميع مناطقهم .
وبين الوزير أبو السعود ان رئيس الوزراء يتابع هذه الاجراءات أولا بأول لضمان عدالة التوزيع في جميع المناطق و التي تأتي ضمن الجهود العاجلة و المتواصلة لوزارة المياه والري/ سلطة المياه وشركاتها بهدف تحسين الواقع المائي في جميع مناطق المملكة وبالأخص في المحافظات التي تعاني عجزا في مصادرها المائية حتى تتمكن من مواجهة التحديات المائية التي تعانيها وتأمين احتياجات المواطنين .
واكد الوزير أبو السعود ان طواقم فنية وبرامج وخطط للتعامل مع أي طارئ تعمل على مدار الساعة بكل جد وبشكل متواصل على مدار الساعة لتتمكن من سرعة الوفاء بترجمة الاهتمام الحكومي بالتزويد المائي بالرغم من الظروف المائية التي عكسها ضعف الموسم المطري وتراجع تخزين السدود الى أقل من 30% وأثر ذلك على تراجع عدد من المصادر المائية في مختلف مناطق المملكة.
وزاد الوزير ان هذه الخطة تتركز على تحسين التزويد وعكس كميات من مناطق الى أخرى وتكثيف حملات الرقابة والتفتيش والحملات الأمنية المشددة لضبط أي اعتداء او عبث في أي مصدر من مصادر المياه والخطوط والحفر المخالف بالتعاون مع وزارة الداخلية ونشامى الامن العام والمجلس القضائي في مختلف المناطق وأخذ عينات عشوائية من المناطق للتأكد من انتظام عمليات التزويد.
واكد وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود ان الحكومة ومن خلال وزارته تولي موضوع التزويد المائي لكل مناطق المملكة كل الاهتمام حيث تعمل الطواقم الفنية في مختلف المواقع وخاصة في الرقابة الداخلية والاحواض المائية والحفر على متابعة هذه الخطة لضمان انجاز وتأهيل عدد من المصادر وحفر ابار جديدة مبينا ان الكميات الجديدة من المياه بعد اعادة بعد الانتهاء من تنظيفها وتعقيمها والتأكد من مطابقتها للمواصفة الاردنية لمياه الشرب بجهود مكثفة ومتواصلة لفرق الصيانة والطوارىء في سلطة المياه والشركات ليصار توزيعها الى المناطق وضمان الالتزام بأنظمة الدور ، مشددا على انه سيتم متابعة كافة هذه الجهود للإسهام في احداث نقلة نوعية ومستدامة للتزويد المائي داعيا جميع المواطنين الى التعاون مع كوادر سلطة المياه والشركات الذين يعملون لخدمتهم