أكد الناقد والأكاديمي في اللغة العربية الدكتور شعبان بدير على وجود مسؤولية ضخمة تقع على عاتق مجامع اللغة العربية في ظل الثورة الرقمية والتقدم التكنولوجي، من حيث مواكبتها للتطورات اللغوية والمفردات الجديدة التي تتردد يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي.

 وتساءل: "هل هذه المجامع المنتشرة في ربوع العالم العربي قادرة على توفير الألفاظ الملائمة عن المنتج الرقمي، وكذلك توفير البدائل العربية للمفردات الأجنبية المستخدمة على الفضاء الرقمي، مثل: (هاشتاغ – شير – لينك – فولو - ترند.

..) والتي غزت عقول أجيال اليوم وألسنتهم؛ لدرجة أنهم استساغوها ولم يعد عندهم قبول لأي بديل غير مناسب أو معبر لا يتلاءم مع التواصل اللحظي فيما بينهم لدرجة أنهم اختاروا لأنفسهم لغة خاصة بهم مثل العربيزية؟".
وكان مجمع اللغة العربية في القاهرة، قد اعتمد استخدام كلمة "ترند" بعد مناقشة طويلة بين أعضاء لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع وكذلك بين أعضاء مجلس المجمع، ما بين موافق ومعارض، ثم كان رأي الأغلبية بالموافقة على تقبلّها، موضحين أنه لا توجد كلمة في اللغة العربية تعبر عن مضمون هذه الظاهرة التي انبثقت مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، واشتهرت وتم تداولها كثيرا.

 وقال لـ24 معلقاً على ذلك: "ينبغي التفريق بين الترجمة والتعريب، فالترجمة هي عملية تحويل النصوص أو الكلمات من لغة إلى أخرى بحيث يبقى المعنى الأساسي للنص محتفظًا به، وتهدف إلى توفير الوصول إلى المحتوى بلغة مختلفة دون تغيير كبير في معناه، أما التعريب فهو عملية نقل أو صبغ كلمة أجنبية بصبغة عربية بحيث تحتفظ الكلمة بلفظها الأجنبي ولكن تأخذ الطابع العربي في ترددها واستخدامها، وقد تضطر المجامع اللغوية إلى تعريب بعض الألفاظ والمصطلحات في المجالات العلمية والتكنولوجية، بدعوى عدم القدرة على توفير الألفاظ العربية المعبرة عن معنى المصطلحات المعربة؛ ولضمان استمرار التفاعل مع الإبداعات الثقافية العالمية وترجمتها بشكل دقيق، وهذا نفسه ينسحب على الكلمات الأكثر شيوعا في الفضاء الرقمي مثل مصطلح (ترند) وهو المصطلح الأكثر شيوعا في ظل ثورة التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة".

خطر على اللغة العربية

ورأى الدكتور بدير: "أن قبول التعريب بصور مطلقة، وعدم كبح جماحه بالترجمة وتوفير البدائل من المصطلحات العربية التي تحتوي على 6 ملايين جذر لغوي، و20 مليون مفردة، ولم تعجز يوما عن مواكبة كل جديد في العلوم بكافة أنواعها، يمثل خطراً على بقاء اللغة العربية، نتيجة التآكل التدريجي لوظائفها في المجتمع لمصلحة اللغات الأجنبية التي صارت اللغة العربية مروجة لها ولألفاظها حتى ولو بحروف عربية، حتى صرنا لا نملك -بعد- مصطلحات واضحة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتخصصات ومصطلحات التكنولوجيا الجديدة، وهذا لا يعني أن المجامع العربية الرسمية لا تقوم بدورها كما ينبغي في مواجهة هذه الظاهرة، ولكنها تحتاج إلى التكاتف فيما بينها لتعزيز الجهود في توفير المعاجم والمسارب اللغوية العصرية التي تتيح للغة العربية اللحاق بالإنترنت والمصطلحات التقنية، وتضع بين يدي الشباب العربي المستخدم للتكنولوجيا وكذلك شباب الباحثين العرب قوائم لبدائل عربية مقبولة للمصطلحات الأجنبية التي يستخدمونها يوميا على تلك المنصات الرقمية، وأن تتواصل مع المؤسسات العالمية التي صارت تهتم باللغة العربية ومعالجة الكلام العربي على مواقع الشبكة العنكبوتية، محاولة منها ومن قوى السوق الاقتصادي العالمي التأثير على المستهلك العربي بلغته وثقافته وفكره".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مجمع اللغة العربية اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

الدار للتعليم تتصدر جهود تعزيز تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والمفاهيم الاجتماعية في مرحلة رياض الأطفال

 

أكدت مجموعة الدار للتعليم التزامها التام بتطبيق قرار وزارة التربية والتعليم، والذي يلزم المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية والمفاهيم الاجتماعية في مرحلة رياض الأطفال ابتداءً من العام الدراسي 2025/2026. ويأتي هذا القرار في إطار حرص الوزارة على تعزيز منظومة القيم الوطنية في نفوس الأطفال منذ السنوات الأولى.
وبادرت الدار للتعليم إلى وضع خطة شاملة لضمان تطبيق القرار بفعالية في جميع مدارسها، حيث خصصت 200 دقيقة أسبوعياً لتدريس اللغة العربية بدءاً من العام الدراسي 2025/2026، على أن يتم رفعها إلى 300 دقيقة في 2026/2027. إضافة إلى تخصيص 90 دقيقة أسبوعياً لتدريس التربية الإسلامية للطلبة المسلمين. وتشمل الخطة كذلك إعداد مناهج تعليمية متطورة، وتدريب المعلمين، وإشراك أولياء الأمور في دعم رحلة أبنائهم التعليمية.
وأكدت سحر كوبر، الرئيس التنفيذي للدار للتعليم: “نضع اللغة العربية والتربية الإسلامية، وقيم ومفاهيم المجتمع الإماراتي في صميم استراتيجيتنا التعليمية، ونلتزم التزاماً كاملاً بتطبيق قرار وزارة التربية والتعليم بأعلى مستويات الجودة. إن تعزيز تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية في السنوات المبكرة يعتبر أفضل استثمار نشارك من خلاله في بناء مستقبل أبنائنا وهويتنا الوطنية.”
وأضافت: “لا نعتبر هذا القرار مجرد التزام تنظيمي، بل هو رسالة تربوية وثقافية تعكس رؤيتنا وإيماننا العميقين بأن لغتنا العربية والتربية الإسلامية هي الركيزة الأساسية لهويتنا وتراثنا.”
وتماشياً مع هذه الرؤية، أطلقت الدار للتعليم سلسلة من المبادرات الي تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية والتربية الإسلامية وترسيخ الهوية الوطنية لدى الطلاب. ومن أبرز هذه المبادرات مسابقة “شاعر الدار” التي احتفلت بنسختها الثانية هذا العام بهدف غرس حب الشعر العربي الفصيح والنبطي في نفوس الطلبة، وتوفير منصة لإبراز مواهبهم في فن الإلقاء الشعري. كما أطلقت الدار النسخة الخامسة من مسابقة الكتابة الإبداعية تحت عنوان “السرد الإماراتي”، بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية، وتنمية روح الانتماء للوطن، وصقل مواهب وقدرات الشباب الإماراتي.
ويظهر التزام الدار للتعليم بتعزيز الهوية الوطنية أيضاً من خلال بناء شراكات استراتيجية مع عدد من الجهات الوطنية، حيث تنظم رحلات مدرسية إلى الأرشيف الوطني لتمكين الطلاب من التعرف على تراثهم الوطني، إضافة إلى تنظيم الأرشيف الوطني بدوره ورش عمل تعليمية متخصصة في مدارس الدار. كما تتعاون الدار مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في تقديم ورش عمل للمعلمين الإماراتيين حول الهوية الوطنية في متحف اللوفر أبوظبي، إلى جانب دعم فعاليات “السرد الإماراتي”. ومن جهة أخرى، يدعم صندوق الوطن جهود الدار للتعليم من خلال الأنشطة اللاصفية والنوادي التي تحتفي بالهوية الوطنية، فضلاً عن تنظيم المخيمات الصيفية للقرآن الكريم واللغة العربية ضمن برنامج “رواد القرآن”. وفي عام 2024، حازت مؤسسة الدار للتعليم على جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد للغة العربية، ضمن فئة “أفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية في التعليم المدرسي (الصفوف 1 إلى 12)”، وهو إنجاز يؤكد ريادتها في تطوير تعليم اللغة العربية وتعزيز الهوية الثقافية بين الطلبة.
وتسعى الدار للتعليم، من خلال هذه المبادرة، إلى تمكين الطلبة في مرحلة الطفولة المبكرة من ترسيخ هويتهم الوطنية وتعزيز مهاراتهم اللغوية والاجتماعية، وذلك عبر دعم المعلمين وتوفير موارد تعليمية تفاعلية وإشراك أولياء الأمور، بما يجعلها نموذجاً متكاملاً في تطبيق قرارات وزارة التربية والتعليم، ودعم توجهات الدولة في ترسيخ الهوية الثقافية.


مقالات مشابهة

  • «الثقافي العربي» في الشارقة يستضيف جورج غريغوري
  • جامعة الأمير مقرن توقِّع اتفاقية لتعليم العربية للناطقين بغيرها واستقطاب الطلاب الدوليين
  • الدار للتعليم تتصدر جهود تعزيز تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والمفاهيم الاجتماعية في مرحلة رياض الأطفال
  • عبد النباوي يُنتخب رئيسًا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم ‏استعمال اللغة الفرنسية
  • منتصر الحمد: كيف نعيد تموضع اللغة العربية كفاعل ثقافي عالمي؟
  • اختتام الاجتماع العربي الإقليمي في تونس.. إعلان الأولويات العربية لمؤتمر القمة العالمي الثاني
  • أبوظبي للغة العربية يطلق صيفنا بالعربية
  • افتتاح فعاليات ليالى اللغة العربية بجامعة الإسكندرية
  • إجابات امتحان اللغة العربية تخصص الورقة الثانية 2025 في الأردن
  • جامعة الإسكندرية تحتفي بالليلة الخامسة عشرة من «ليالي اللغة العربية» بعرض فني عن كليوباترا