بقلم/ نادية عبدالرزاق
تعبّر الهوية الرقمية عن الشخصية القانونية في البيئة الرقمية، والمظهر التقني للشخص المعبر عن أفعاله في البيئة الافتراضية، وتتألف من عنصرين، الأول: معلومات الاتصال بالمستخدم، كالحساب الشخصي وكلمة المرور ورقم الهاتف والبريد الإلكتروني، والثاني : كل ما يضعه المستخدم من بيانات ومعلومات تدل على شخصيته، وتمتلك الهوية الرقمية العديد من المميزات، مثل: إمكانية إتمام المعاملات عبر القنوات الرقمية، ويمكنها أيضاً السماح للأشخاص الوصول إلى الخدمات الحكومية.
ونظراً للأهمية القصوى التي تشكلها الهوية الرقمية في الوقت الحاضر، لجأت العديد من الدول إلى صور متعددة لحماية الحياة الخاصة للأفراد في نظام معالجة المعلومات آلياً، ومن ذلك ضرورة إخضاع هذه النظم الآلية لإشراف الدولة، ويحظر تخزين معلومات معينة عن الأفراد، وإخضاع ما يجوز تخزينه لضوابط معينة، ويمكن لصاحب الشأن الاطلاع على المعلومات الخاصة به، للتأكد من سلامتها، ولتصحيح ما قد يكون بها من أخطاء.
خدمات
وتعد الهوية الرقمية في الإمارات، أول هوية وطنية رقمية لجميع المواطنين والمقيمين والزوار، وتسمح بوصول المستخدمين إلى خدمات الهيئات الحكومية المحلية والاتحادية، ومزودي الخدمات الآخرين، وتقدم حلولاً سهلة للدخول إلى الخدمات عبر الهواتف الذكية، دون الحاجة إلى كلمة سر واسم مستخدم، فضلاً عن إمكانية التوقيع على المستندات رقمياً، والتحقق من صحتها.
ويحتوى تطبيق الهوية الرقمية على محفظة رقمية لحفظ وتبادل المستندات الرقمية مع الدوائر الحكومية، واستخدامها في تخليص المعاملات، دون الحاجة إلى تقديم مستندات ورقية، وتتيح أيضاً لمستخدميها إمكانية طلب نسخة إلكترونية من المستندات الرسمية، واستعمالها بأمان في إجراء المعاملات، وطلب الخدمة من مزوديها، كما يمكن التوقيع رقمياً على الوثائق والمعاملات الرسمية.
آلية
وتناول المشرع الإماراتي تقنين استخدام الهوية الرقمية، وطرق حمايتها، من خلال المرسوم بقانون اتحادي رقم «46» لسنة 2021، بشأن المعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة، فنص بالمادة «28» على أنه: تعتمد الهوية الرقمية الصادرة وفق متطلبات منظومة التعريف الإلكترونية المعتمدة من الهيئة، بالتنسيق مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، كوسيلة للنفاذ إلى الخدمات والتعاملات الإلكترونية التي تقدمها للجهات الحكومية، ويعد استخدام الشخص للهوية الرقمية الصادرة من خلال منظومة التعريف الإلكترونية للدخول إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية، مستوفياً متطلبات إثبات الشخصية، والحضور الشخصي، متى كانت الهوية الرقمية توفر مستوى الثقة والأمان المطلوب للتعامل مع تلك الخدمات، وعلى الجهات الحكومية قبول استخدام التوقيعات الإلكترونية والأختام الإلكترونية والهوية الرقمية للأشخاص، والمستندات الإلكترونية في الخدمات الإلكترونية المقدمة من تلك الجهات، أو من الجهات الحكومية الأخرى، أو من تفوضه عنها، وفقاً للشكل والمعايير ومستويات الثقة والأمان التي تحددها الهيئة».
ونصت المادة «31» من ذات المرسوم بقانون، على: «يعد صاحب الهوية الرقمية مسؤولاً عن نتائج إخفاقه في حال عدم اتخاذ الإجراءات الآتية: بذل العناية اللازمة لتفادي استخدام الهوية الرقمية استخداماً غير مصرح به، إخطار الجهات والأشخاص المعنيين بشكل فوري إذا علم بأن الهوية الرقمية التي استخدمت في إحدى الخدمات أو التعاملات الإلكترونية قد تعرضت لما يثير الشك في درجة أمانها، ضمان دقة واكتمال ما يقدمه من بيانات جوهرية ذات صلة بالهوية الرقمية طوال مدة سريانها».
غرامة
وفي شأن التعدي على الهوية الرقمية وخدمات الثقة، ذهب المشرع إلى النص في المادة «39» من القانون سالف الذكر إلى أنه: "يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن 100 ألف درهم، ولا تزيد على 300 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من زور أو اشترك في تزوير المستند الإلكتروني أو التوقيع الإلكتروني أو الختم الإلكتروني، أو شهادة المصادقة أو خدمات الثقة المعتمدة الأخرى، ويعاقب بالسجن المؤقت والغرامة التي لا تقل عن 150 ألف درهم، ولا تجاوز 750 ألف درهم، كل من زور أو اشترك في تزوير المستند الإلكتروني أو التوقيع الإلكتروني أو الختم الإلكتروني، أو شهادة المصادقة أو خدمات الثقة وخدمات الثقة المعتمدة الأخرى الخاصة بالحكومة الاتحادية أو المحلية، أو الهيئات أو المؤسسات العامة الاتحادية أو المحلية، ويعاقب بذات العقوبة المقررة لجريمة التزوير، بحسب الأحوال، من استعمل المستند الإلكتروني المزور، مع علمه بالتزوير.
كما نصت المادة رقم «18» من المرسوم بقانون اتحادي رقم «34» لسنة 2021، في شأن مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، والغرامة التي لا تقل عن 200 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل مسؤول عن إدارة موقع أو حساب على شبكة معلوماتية أو بريد إلكتروني، أو نظام معلوماتي أخفى أو عبث بالأدلة الرقمية، بقصد إعاقة عمل جهات البحث والتحري أو التحقيق، أو الجهات المختصة الأخرى.
نقلاً عن البيان
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الهویة الرقمیة إلى الخدمات لا تقل عن ألف درهم
إقرأ أيضاً:
ضد الاختراق | خطوات إنشاء هويتك الرقمية ببصمة الوجه من البنك المركزي.. موعد الإطلاق والفوائد
يستعد البنك المركزي لتفعيل رابط منصة هوية قريبًا، كتطبيق مالي حكومي ينجز جميع الخدمات البنكية والمالية عبر الانترنت ودون الحاجة إلى الانتظار لساعات داخل المؤسسات أو فروع البنوك العاملة في مصر، حيث يأتي رابط منصة هوية بديلا للمعاملات الورقية التي لا تتم إلا داخل فروع البنك والمؤسسات الحكومية، مع إجراءات حماية لضمان السلامة المالية.
أطلق البنك المركزي رابط منصة هوية عبر الموقع الخاص بالمنصة، كخطوة تهدف إلى تعزيز التحول نحو الاقتصاد الرقمي، وتمكين المواطنين من إجراء معاملاتهم البنكية والحكومية إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة الفروع أو استخدام المعاملات الورقية التقليدية.
ويعد إطلاق الموقع الرسمي لمنصة هوية الرقمية الخطوة الأولى لإطلاق التطبيق الإلكتروني الجديد خلال الفترة المقبلة، ومن ثم إتاحة رابط منصة هوية، والذي يهدف إلى إنشاء هوية رقمية موحدة لكل مواطن، تُمكّنه من إجراء معاملاته البنكية والمالية بسهولة وأمان عبر الهاتف المحمول.
ومن المقرر أن يتم تفعيل رابط منصة هوية الذي يمكن الدخول عليه بسهولة من هـــنــــــا لبدء السماح بإنشاء الهويات الرقمية للمستخدمين، ليكون بديلا آمنًا للمعاملات الحكومية التي تتطلب الانتظار لساعات طويلة.
منصة هوية هي منصة يشرف عليها البنك المركزي، ويتم تدشينها برأسمال مبدئي يقدر بنحو 275 مليون جنيه، يمتلك المركزي 55% منه، ويستهدف منها أن تكون الجهة المركزية المسؤولة عن إدارة وتشغيل البنية التحتية للهوية الرقمية في مصر.
ومن المقرر أن يطلق البنك المركزي المصري منصة هوية رسميًا قبل نهاية العام الجاري، من أجل إتاحة الدخول عليها وتفعيل رابط منصة هوية لبدء دمجها تدريجيًا في أنظمة البنوك وشركات الدفع الإلكتروني وشركات الاتصالات، فضلًا عن الربط مع الشبكات العالمية مثل "فيزا" و"ماستركارد".
جاءت التحركات في اصدار واطلاق تلك المنصة، ضمن اجراءات الدولة المصرية تنفيذا لاستراتيجيية مصر 2030 نحو تعزيز الشمول المالي وتفعيل الخدمات البنكية الرقمية الموثقة والمؤمنة، وهو ما يعني تحول الدولة رسميا لمجتمع رقمي لا نقدي يعتمد بصورة أساسية على الخدمات الرقمية ويعزز من تسريع وتيرة الانتقال للاقتصاد غير الرسمي ودمجه في المنظومة الرسمية رقميًا.
وشدد البنك المركزي في بيان رسمي له، على أن المنصة تخضع لنظام يعتمد على أحدث تقنيات التشفير والتحقق البيومتري لضمان حماية بيانات المستخدمين من أي اختراق، ما يعزز الثقة في استخدام الخدمات الرقمية، حيث تتميز المنصة بأنها مؤمنة ضد الاختراق أو انتحال الصفة ومشفرة ضد أي محاولات لتسريب البيانات.
يستهدف رابط منصة هوية، إنشاء هوية رقمية موثوقة للمواطن توفر له إجراء العديد من المعاملات والخدمات المالية والحكومية التالية:
ـ توثيق البيانات والمستندات إلكترونيًا.
ـ تنفيذ المعاملات الحكومية إلكترونيًا.
ـ فتح حساب بنكي عن بعد.
ـ التعامل مع شركات الاتصالات ومزودي الخدمات بسهولة وأمان.
ـ الاشتراك في المحافظ الإلكترونية
ـ إدارة خطوط الهاتف المحمول
ـ الوصول إلى الخدمات الرقمية الحكومية والخاصة دون الحاجة إلى أي أوراق أو معاملات معقدة.
عقب تفعيل رابط منصة هوية، يتبع المواطن الخطوات التالية لتحميل التطبيق وتفعيله وإنشاء هويته الرقمية الخاصة به:
ـ تحميل تطبيق هوية الرقمي من هـــنـــــا
ـ التسجيل على منصة هوية مرة واحدة
ـ تتبع تعليمات إنشاء هويته الرقمية عبر تقنية اعرف عميلك الإلكترونية E-KYC للتحقق من الشخصية والتي تشمل فتح الكاميرا لتسجيل الوجه والبصمة والتوقيع الالكتروني.
ـ فور تفعيل الحساب على منصة تطبيق هوية يمكن للمستخدم إجراء معاملاته من المنزل.