عام على الفاجعة.. الأردنيون يستذكرون لحظات عمارة اللويبدة الأليمة
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
يستذكر الأردنيون الأربعاء الذكرى الأولى لفاجعة اللويبدة الأليمة، التي حدثت في 13 أيلول/ سبتمبر 2022، وراح ضحيتها 14 شخصا وإصابة 9 آخرون.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى اليوم المشؤوم الذي انهارت فيه بناية سكنية مكونة من عدة طوابق بشكل مفاجئ، وسقطت على منزل مستقل يقع بجوارها.
اقرأ أيضاً : القضاء يقرر العقوبة الأشد بحق اثنين من المتهمين بانهيار بناية اللويبدة
وبذلت الجهات المختصة على مدى أيام جهودا مضنية في إخراج الضحايا، والبحث عن ناجين من تحت الأنقاض.
الحادثة تركت أثرًا عميقًا في قلوب الأردنيين، مما دفع الجهات المختصة إلى تكثيف جهودها لتعزيز إجراءات السلامة والرقابة في مجال البناء والتشييد، بهدف تجنب وقوع مثل هذه الكوارث المؤلمة في المستقبل.
جمع الأدلةوتحركت النيابة العامة عبر مدعيها العامين، وبدأت بجمع الأدلة من الموقع والاستماع لشهود العيان، وذوي الضحايا، وشكلت لجنة فنية من عدد من الخبراء والمتخصصين لتحديد الأسباب الفنية التي أدت إلى سقوط البناية الرئيسة لتحديد المسؤولية القانونية والجزائية، قبل أن تسدل محكمة صلح جزاء عمان الستار على قضية انهيار بنايتين في منطقة اللويبدة.
وقررت النيابة العامة بعد تحقيقات واسعة وشاملة توقيف ثلاثة أشخاص على ذمة القضية، وهم مالك البناء والمشرف عليه، ومتعهد الصيانة، وفني الصيانة، وأسندت لهم تهمة التسبب بالوفاة مكرر 14 مرة، والتسبب بالإيذاء مكرر 9 مرات، وحولت القضية إلى محكمة صلح جزاء عمان.
أولى جلسات المحكمةوبدأت الهيئة القضائية المختصة في القضية عقد أولى جلساتها يوم 25 من شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي بمعدل جلستين أسبوعيا، وسألت المشتكى عليهم الثلاثة عن التهم المسندة إليهم، وأجابوا بأنهم غير مذنبين.
وقررت المحكمة تمديد توقيف المشتكى عليهم حتى شهر في مراكز الإصلاح والتأهيل، وقررت الإفراج عنهم بعد انقضاء مدة التوقيف قانونا والذي يمنع توقيف المتهمين في الجنح لأكثر من شهر.
واستمعت المحكمة خلال جلسات المحاكمة البالغة 44 جلسة، عدا عن جلسة النطق بالحكم، إلى شهود وبينات النيابة العامة الذين بلغ عددهم 31 بينة، من بينهم أطباء شرعيون وخبراء ومتخصصون، وذوي الضحايا، وقدم وكلاء الدفاع عن المشتكى عليهم بيناتهم وشهودهم.
أعمال الصيانةوقال تقرير الخبراء المتخصصين للمحكمة إن سبب انهيار البناية الرئيسة هو أعمال الصيانة التي كانت تجري ذلك اليوم في طابق التسوية، وإزالة عمود الوسط منها، وكشف عن مخالفات عديدة رافقت بناء التسوية.
وأسقط ذوو 8 أشخاص متوفين حقهم الشخصي عن المشتكى عليهم الثلاثة، فيما لم يسقط بقية ذوي المتوفين حقهم الشخصي في القضية، بالإضافة إلى المصابين التسعة في الحادثة.
وتنازل ذوو 8 متوفين في الحادثة عن حقهم الشخصي بحق المشتكى عليهم في القضية وهم مالك البناية الرئيسية المنهارة ومتعهد وفني الصيانة، حيث استقبلت محكمة صلح جزاء عمان طلبات تنازل ذوي 8 متوفين في الحادثة من أصل 14 وفاة.
الحكم بالقضيةوأسدلت محكمة صلح جزاء عمان الستار على قضية انهيار بنايتين في منطقة اللويبدة، وأعلنت اختتام إجراءات المحاكمة بعد 45 جلسة علنية، برئاسة القاضي شرف أبو لطيفة، وقررت تنفيذ العقوبة الأشد والحكم بالحد الأعلى للعقوبة التي وضعها القانون بحق اثنين من المتهمين في القضية وحبسهم ثلاث سنوات.
ودانت المحكمة خلال جلسة النطق بالحكم العلنية، مالك البناء ومتعهد الصيانة بجريمة التسبب بالوفاة مكرر 14 مرة وحبسهم لمدة ثلاث سنوات.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: عمارة اللويبدة اللويبدة فی القضیة
إقرأ أيضاً:
باحثة سياسية: هناك محاولة لدمج الحوثيين سياسيا وإضفاء الشرعية عليهم
انتقدت باحثة سياسية -في مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية- المحاولات الرامية لدمج جماعة أنصار الله (الحوثيين) في المشهد السياسي العالمي.
واعتبرت فاطمة أبو الأسرار -وهي محللة أولى للسياسات في مركز واشنطن للدراسات اليمنية- في مقالها أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، في السادس من مايو/أيار الجاري، منحهم نصرا دبلوماسيا نادرا وغير مستحق واعترافا، وهو الشيء الوحيد الذي كانوا يتوقون إليه، حسب تعبيرها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: جولة ترامب الإقليمية لم تقدم جديدا لحل أزمة غزةlist 2 of 2محللون إسرائيليون: هذه أسباب تراجع الآمال بإبرام صفقة في غزةend of listوحذرت الكاتبة من أن حصول حملة الحوثيين على شرعية دولية يهدد بإضفاء طابع مؤسسي على الجماعة بصفتها امتدادا دائما للقوة التي تحاول إيران فرضها في شبه الجزيرة العربية.
ومن شأن ذلك أن يغيّر حسابات ميزان القوى الإقليمي بشكل أساسي، مما يقوّض الشراكات الأمنية الأميركية في الخليج، ويوسّع في الوقت نفسه العمق الإستراتيجي لإيران، وهو أمر مقلق بشكل خاص مع استمرار طهران في طموحاتها النووية.
وتطرقت المحللة السياسية إلى الدور الإيراني في تقديم الدعم لجماعة أنصار الله، وقالت إنه يجعل منها قوة هجينة بالوكالة ويوفر لها الحماية الدبلوماسية والعتاد العسكري والاستثمار الإستراتيجي طويل الأمد.
إعلانبيد أن الأمر الأهم من الناحية الإستراتيجية -كما ورد في مقال فورين بوليسي- يكمن في برنامج التلقين العقائدي للأجيال الجاري تنفيذه في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، وهي حملة لخلق قاعدة سكانية ملتزمة أيديولوجيا باستغلال القضايا الإسلامية مثل فلسطين.
تبييض ودعايةوزعمت الباحثة السياسية أن وسائل الإعلام الحكومية الروسية والأيديولوجيين المناهضين للغرب والمؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي شنوا حملة لتجميل صورة الحوثيين بنشرهم معلومات وسرديات مضللة، مما فتح المجال أمام واشنطن للتعامل مع الحوثيين ليس بوصفهم إرهابيين، بل بوصفهم شركاء تفاوض معقولين.
ومن الأمثلة التي أوردتها الكاتبة لتبييض صورتهم مقال نشرته قناة "روسيا اليوم" في مارس/آذار الماضي للمعلق الروسي سيرغي ستروكان ادعى فيه أن الضربات الجوية الأميركية على اليمن رسمت صورة مصطنعة للحوثيين باعتبارهم عدوا.
ولم يصف ستروكان الحوثيين بالجماعة الإرهابية، بل اعتبرهم قوة سياسية تتفاعل مع القوى المحركة الإقليمية. وفي حين أن حملة التبييض هذه جرى تأطيرها في إطار نقد للسياسة الأميركية، فإنها تعكس -حسب الباحثة السياسية- نمطا أوسع نطاقا الهدف منه تطبيع علاقة جماعة أنصار الله مع المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، تقول الكاتبة إن الحملة الإعلامية للحوثيين تنطوي على 3 أهداف إستراتيجية، فهي توفر مبررا بأثر رجعي لهجماتهم على الملاحة الدولية، وتصنع شرعية دولية رغم عدم اعترافهم السيادي بها، وعلى الصعيد المحلي، تعزل المعارضين للحوثيين من خلال الإشارة إلى أن القوى العالمية قد قبلت فعليا حكمهم في اليمن كأمر واقع.
اهتمام دوليوأشارت الكاتبة إلى أن المؤتمر، الذي نظمه الحوثيون في العاصمة صنعاء يوم 22 مارس/آذار الماضي، استقطب عددا كبيرا من الشخصيات الدولية، وذلك لإبراز قدرتهم على التواصل مع العالم.
إعلانوتعتقد الباحثة السياسية -في مقالها- أن قدرة الحوثيين على تنظيم ذلك المؤتمر بعناية هو ما يميزهم عن الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية. وبينما تتبنى تلك الجماعات أيديولوجية متصلبة من العداء للأجانب، فإن الحوثيين يحاولون ترويج صورة مختلفة عن أنفسهم -خاصة للجمهور الغربي- تصورهم على أنهم أناس ودودون، بل ومحبوبون.
ونصحت صناع السياسة في واشنطن بتوسيع جهودهم في الدعاية المضادة، وتحديدا استهداف الشبكات التي تضخم الرسائل الحوثية، بما في ذلك تحديد وفضح السلوك غير الأصيل المنسق عبر المنصات. واقترحت عليهم فرض عقوبات على الأفراد الذين يسهلون التواصل الدولي للحوثيين، وليس فقط قيادتهم العسكرية.
وعلى النقيض من الحركات الجهادية، فإن الكاتبة تصف الحوثيين بأنهم انتهازيون سياسيون، ويتقبلون المساعدة من أي شخص يعرضها عليهم.
وتمضي فاطمة أبو الأسرار في تحليلها إلى أن محاولات قناة "روسيا اليوم" تبرئة ساحة الحوثيين مما ينسب إليهم، ليس من قبيل الصدفة، ذلك أن علاقات الجماعة اليمنية مع موسكو تطورت في الآونة الأخيرة إلى شراكة متعددة الأبعاد.
وتضيف أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن الجماعة تفاوضت ليس فقط مع روسيا، ولكن أيضًا مع الصين لتوفير ممر آمن لسفن تلك الدول عبر البحر الأحمر مقابل الدعم السياسي، مع الاستفادة من مكونات الأسلحة التي تحصل عليها من الصين، ومعلومات استخباراتية من الأقمار الصناعية الروسية للاستهداف البحري، والغطاء الدبلوماسي في مجلس الأمن الدولي.
وترى أبو الأسرار أن هذا تكتيك كلاسيكي للحرب الهجينة يجمع بين العمليات الحركية وحملات التأثير لتحقيق نتائج إستراتيجية لا يمكن للقوة العسكرية وحدها تأمينها.