جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-09@09:38:32 GMT

أطياف رفيق العمر

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

أطياف رفيق العمر

 

لينا الموسوي

 

"ويضيع العمر منِّا يا رفيق الدرب تاه الدرب منِّا في الضباب" فاروق جويدة.

بعد انشغال الإنسان في دوامة الحياة منذ أن يشتد عوده إلى مرحلة الكبر يلتقي خلال مراحله العمرية شخصيات متعددة منها القريب ومنها الغريب ومن خلال تجاربه معهم قد تتقارب أرواحهم فتلتصق أو تتنافر فتبتعد، لكن يبقى الإنسان دائما بحاجة إلى رفيق يرافق دربه قد يكون صديق عمر مقرب أو شريك حياة محبب له.

في يوم من الأيام وأنا جالسة على ضفاف نهر الراين، لفت انتباهي زوجان يتجاوز عمرهما الثمانين عامًا يتهامسان كطيور حب جميلة.. امرأة تجلس على كرسي متحرك محاطة بأجهزة تنفس يحملها رجل كبير في السن يجلس بالقرب منها. منظر جميل طبع صورة في ذهني، وأخذني فكري نحو قصة المسيرة الطويلة التي سلكها هؤلاء الذين ما زالت قلوبهم متحابة وأرواحهم متلاصقة إلى هذه المرحلة العمرية متخطين معًا كل ما قد مرَّ عليهم من صعاب مترابطين متعانقين بين الضباب.

من المعروف بعد أن يكمل الآباء مسيرتهم التربوية ويصلون إلى مرحلة متقدمة من العمر تتحول حياتهم إلى فراغ كبير، تسكن أجسادهم الآلام وتُعانقها حسرات الماضي والذكريات وقلة الأحلام؛ حيث تتحول حياة بعض منهم إلى روتين مليء بالحيرة والجفاء بعد متغيرات الحياة و انشغال الأبناء والأحفاد، فنجد أن القليل منهم من أدرك وجود أهمية من حوله مثلاً شريك حياته الذي قد يكون ما زال يرافقه ويهتم به فيستفيد من وجوده مغذيًا مشاعره بمودة ورحمة وعشرة وهدوء ونعمة، ونجد أن هناك من يتيه عميقًا في مشاكل الأبناء والأحفاد مرهقًا نفسه حاملًا أثقالا على ظهره متناسيًا غير مدرك أنه قد أدى دوره وكل ما عليه فعله هو الاهتمام بنفسه ليخفف عليهم حمله ويسعد قلوب من أحبه، ونجد أن من يحاول أن يتأقلم مع واقعه ويجدد نفسه وتطوير ذاته على قدر استطاعته بما ينفع محيطه من خبرات وتجارب وأفكار تسعد روحه وتشعره بوجود ذاته وأهميتها وإيمانه بأنه قدم كل ما يملك فيستحق أن يقدم له.

فما أجمل أن يقيم كل شخص أهمية ذاته ونعم الله عليه بوجود رفقاء له؛ سواءً كانوا أزواجا حميمين أم أولادا صالحين أم أصدقاء محبين، فيستفيدوا من وجودهم حوله وينعمون بحبهم وتسامحهم له وإدراك أنه لا يوجد في الحياة ما يستحق إبعادهم عنه لأنه يستحق أن ينعم بهم وينيروا ما تبقى من طريقه بسلام وصفاء وراحة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بنك الخرطوم أهم من بنك السودان نفسه في حياة المواطن اليومية

قال ليك “عاوزين يوقفوا التعامل مع بنك الخرطوم”!
والله غالبًا الزول البقول الكلام ده بيكون علاقته كلها بالتطبيق و النظام المصرفي كله انه يشحن رصيد وبيدفع كهرباء من تطببق بنكك .

يا جماعة الخير، بنك الخرطوم اليوم ليس مجرد بنك تجاري صغير أو متوسط يمكن محاربته ، بل هو شبكة خدمات حيوية تعتمد عليها مئات الآلاف من الأسر السودانية في الداخل والخارج.
ولنُكن واقعيين: بنك الخرطوم أهم من بنك السودان نفسه في حياة المواطن اليومية—من التحويلات، للمدفوعات، للمرتبات، وحتى الخدمات الإلكترونية.

إدخال مؤسسة بهذا الثقل في تصفية الحسابات السياسية أو القرارات العشوائية هو كارثة اقتصادية بكل المعايير.

رجاءً، طلعوا العوام من السياسة الخارجية، وطلعوا جيب المواطن من مزاجكم السياسي.
لأن كل قرار متهور، كل شطحة انفعالية، يدفع ثمنها الناس الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في هذا البلد.

عاوز تقفل بنك الخرطوم أعمل بدائل توفر نفس الخدمات ، خليها تقيف على حيلها ، بعد داك العاوزه سويه !
#السودان

عبد الرحمن عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صيحة مفضّلة عند مؤثّرات الموضة موجودة في خزانة كل منّا
  • الإمارات: لا علاقة لنا بوجود أنظمة مدفع هاوتزر في السودان
  • والدة وشقيقة طالبة علوم الزقازيق يعترفن بوجود خلافات أسرية
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • بنك الخرطوم أهم من بنك السودان نفسه في حياة المواطن اليومية
  • اول طائرة اماراتية تصل الى مطار رفيق الحريري الدولي
  • أزمة منتصف العمر
  • الحوثيون يُقرون بوجود تفاهمات مع واشنطن وتلقيهم طلبات من أمريكا عبر عمان
  • “حزب الله” أبلغ تركيا بوجود شحنة “بيجر” مفخخة في مطار إسطنبول 
  • وهبي يقر بوجود معارضة كبيرة للقانون الجنائي ويؤكد أنه متشائم بعدم اعتماده