«ليه شغال مكوجى رجل!»، جملة استنكارية يستخدمها الكثيرون إذا اشتكى أحدهم من مجهود بذله فى عمله، رغم أن الجيل الحالى من الشباب والمراهقين لا يعرفون ماهية تلك المهنة، التى تحارب لأجل الصمود، فأصحابها يسيرون مع تيار «المكواة البخار» مع الاحتفاظ التام بمهنتهم الأم وممارستها، بل انتشارها فى محافظة مثل المنوفية، بسبب تمسك الكثير من الزبائن ما جعل أصحاب هذه المهن يستخدمون النوعين معاً فى محاولة لنيل ثقة الزبون.

عرق كثيف ناتج عن مجهود بدنى شديد يمارسه «مكوجية الرجل»، يومياً، فى مواجهة لهيب النار، أثناء استخدامهم هذه الآلة الحديدية التى مر عليها عشرات السنين، لكنها تنتشر فى القرى الريفية بسبب تعود الزبائن على كى «الجلاليب»، بهذه الآلة وتفضيلها على المكواة الحديثة.

محمد أبورخية، أحد أقدم ممارسى «مكوة الرجل»، بدأها فى عمر 13 سنة بعد أن تعلمها على يد صديق والده، وعلى مدار 50 سنة، لم يفكر يوماً فى تركها، بل أصبحت مصدر دخل الأسرة الأساسى الذى استطاع من خلاله تعليم وتربية أبنائه الأربعة، عدّد «أبورخية» مميزات مكوة الرجل، من بينها الجودة العالية فى الكى، خاصة مع الأقمشة الثقيلة والصوف والجينز، والوصول بالقماش إلى أفضل شكل فى صورته الأصلية: «وبعدين بنستخدمها رياضة، لأن وزنها تقريباً 25 كيلو فحركتها بطرق مختلفة واستخدام القدم واليدين تعتبر رياضة لكل أعضاء الجسم».

لم يتوقع أحد أقدم المكوجية فى محافظة المنوفية إقبال الزبائن: «من ساعة ما فتحت المحل سنة 1990، والزباين بتيجى عشان أكوى الهدوم بمكواة الرجل مش البخار، والمكوة دى كنت شاريها من وقت ما فتحت بـ180 جنيه»، ورغم مجهودها إلا أنها لا تختلف فى سعرها عن كى الملابس باستخدام المكواة البخار، وفى النهاية «على حسب مزاج الزبون».

علّم «أبورخية» ابنه عيد، 28 عاماً، مهنته ليستكمل المسيرة فى المستقبل ويساعده فى عمله ويحكى الابن: «الشغلانة بتكسّب كويس وقدرت أجهز نفسى وفرحى قريب كمان، ومش هسيب شغلانتى دى لأنها مطلوبة جداً».

أحمد الرقيق، يعمل منذ 50 عاماً فى «مكواة الرجل»، فهى مهنة عمره التى لا ينوى تغييرها: «طول ما فيه جلاليب بلدى عمر مكوة الرجل ما هتنقرض، الجلابية الواحدة تكلفتها تزيد على 5 آلاف جنيه ولازم تتكوى بمكوة رجل، بالرغم إن محدش بقى يعمل دلوقتى، بس الشغلانة هتستمر والناس هتتعلم لأنها مطلوبة وفيه مكسب كويس».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنوفية

إقرأ أيضاً:

قبل اختفائها.. سباق مع الزمن لاستكشاف حطام سفينة حربية عمرها 300 عام

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يواجه علماء الآثار سباقًا مع الزمن لاستكشاف حطام سفينة حربية إنجليزية غرقت خلال عاصفة شديدة قبل أكثر من 300 عام.

السفينة، التي تحمل اسم "نورثمبرلاند"، كانت مزوّدة بـ70 مدفعًا.

وبُنيت في مدينة برستل الإنجليزية في العام 1679، في إطار جهود تحويل البحرية البريطانية، بقيادة صامويل بيبس، من مؤسسة فاسدة إلى قوة لا يُستهان بها.

كانت "نورثمبرلاند" واحدة من أربع سفن حربية غرقت خلال "العاصفة العظمى" في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 1703. Credit: Historic England

تحطمت السفينة على ضفة رملية قبالة سواحل مقاطعة "كنت" جنوب شرق إنجلترا، خلال "العاصفة العظمى" التي ضربت البلاد في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1703، إلى جانب ثلاث سفن حربية أخرى، وهي "ريستورايشن"، و"ستيرلينغ كاسل"، و"ماري".

وتشير الروايات التاريخية إلى أنّ نحو 250 فردًا من طاقم "نورثمبرلاند" لقوا حتفهم في الحادث.

وتم اكتشاف بقايا السفينة لأول مرة في العام 1979، عندما علقت شباك أحد الصيادين بالحطام تحت الماء.

ويؤكد الخبراء أنّ الحطام الذي يغطي مساحة واسعة من قاع البحر على عمق يتراوح بين 15 و20 مترًا، محفوظ بحالة جيدة بفضل الرمال والرواسب التي غطته لقرون عدّة.

مقالات مشابهة

  • انجازات نقابة الصحفيين خلال المرحلة الأولى منذ انتخابها
  • قبل اختفائها.. سباق مع الزمن لاستكشاف حطام سفينة حربية عمرها 300 عام
  • رغم التحديات الجيوسياسية.. دعم القطاع السياحي سبب رئيسي في حجم الإقبال على مصر
  • مدبولي: الإقبال على العملية الانتخابية حجر أساس لتعزيز المسار الديمقراطي
  • الأقصر التي لا تعرفها.. مدن صناعية وحرفيون مجهولون بنوا المجد من الطوب والنار| صور
  • مدبولي: زيادة عدد دور الإيواء وتدريب الكوادر لحماية ضحايا الاتجار بالبشر
  • بعد زلزال كامتشاتكا.. ماذا نعرف عن أرض الجمال والنار
  • زوجان لامرأة واحدة.. تقليد هندي يتحدى الزمن ويستغل القانون لحماية الأرض
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟