حظر العباءة بالمدارس يشعل حربا ثقافية في فرنسا
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، منعت فرنسا طلاب المدارس العامة من ارتداء أي رمز ديني يعتبره المسؤولون "موضع تفاخر"، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها.
ويشمل ذلك ارتداء الصليب المسيحي، أو الكيباه التي يرتديها اليهود على الرأس، وحجاب الرأس الذي تستخدمه النساء المسلمات لتغطية شعرهن، إلا أن العباءة شكلت "منطقة رمادية" حتى وقت قريب، في المدارس الفرنسية، كونها لا تغطي الوجه أو الرأس.
وترتدي طالبات مسلمات في فرنسا العباءة - دون حجاب في المدارس – لتوفير طبقة إضافية من الملابس، لتغطية أذرعهن وأرجلهن امتثالا لتعاليم الإسلام.
لكن فرنسا، وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، تعمل على "توسيع نطاق تعريف أنواع الملابس غير المقبولة، بموجب قواعد العلمانية"، أي الفصل الصارم بين الدين والدولة في البلاد.
وفي أغسطس الماضي، أعلن وزير التربية الوطنية الفرنسي، غابرييل أتال، حظر ارتداء العباءة في المدارس والمعاهد الحكومية، وهو ما صادق عليه مجلس الدولة، أعلى سلطة إدارية في البلاد.
وجاء تأييد مجلس الدولة الفرنسي لقرار الحكومة بمنع ارتداء العباءة في المدارس العامة الرسمية، "دفاعا عن المبادئ العلمانية"، مما أثار جدلا واسعا في بلد يعيش فيه أكثر من 6 ملايين مسلم.
وتقول حكومة الرئيس، إيمانيول ماكرون، إنها تستجيب لما تعتبره "زيادة مثيرة للقلق في عدد المراهقين الذين يرتدون ملابس دينية بالمدارس الإعدادية والثانوية، بعد مشاهدة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تشجعهم على تحدي قواعد العلمانية".
وقال ماكرون الأسبوع الماضي: "نحن لا نمنعهم من الإيمان بدين ما، لكن لا مكان لهذه الرموز في المدرسة".
وفي الأسبوع الماضي أيضا، انتقدت لجنة أميركية قرار حظر ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية، معتبرة أن هذا الإجراء يهدف إلى "ترهيب" المسلمين في البلاد.
وفي بيان، قال أبراهام كوبر، الذي يرأس اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، وهي هيئة استشارية حكومية مفوضة من الكونغرس الأميركي، إنه "ضمن جهد في غير محله لتعزيز القيمة الفرنسية المتمثلة بالعلمانية، تتعدى الحكومة على الحرية الدينية".
وأضاف: "فرنسا تواصل استخدام تفسير محدد للعلمانية من أجل استهداف المجموعات الدينية وترهيبها، خصوصا المسلمين".
"حرب ثقافية"من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن قرار وزير التربية الوطنية الفرنسي "أدى لتصعيد الحرب الثقافية طويلة الأمد في فرنسا، حول المدى الذي يجب أن تذهب إليه الحكومة في تطبيق قواعد العلمانية".
ونشأت العلمانية من المعركة التي استمرت لقرون مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، حول التأثير الذي كانت تمارسه ذات يوم في الحياة العامة، وخاصة نظام المدارس العامة.
وفي وقت أقرب إلى الزمن الحاضر، اصطدمت العلمانية الفرنسية بالممارسات الدينية لأجيال من المسلمين، الذين ولد العديد منهم في فرنسا أو بمستعمراتها السابقة في شمال أفريقيا.
في المقابل، قال زعماء مسلمون إن تعريف العباءة في حد ذاته غامض، مما يفتح الباب أمام "التمييز ضد الطلاب المسلمين".
وقال المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إن "العباءة ليست رمزا دينيا"، مشيرا إلى أنه "من الصعب تمييز الثوب عن الفستان الطويل".
وفي الربيع الماضي، منعت الطالبة، نوال مؤمن، وهي مسلمة فرنسية تبلغ من العمر 13 عاما، من ارتداء فستان قال عنه مسؤولو المدرسة إنه "يشبه الروب". وحذرها عميد المدرسة من أنها ستواجه الاعتقال إذا ارتدت هذا الفستان مرة أخرى.
وأصبح اختيار ما ترتديه في الصباح للذهاب إلى المدرسة بمثابة صداع مزمن في رأس مؤمن، وهي مثل العديد من الطالبات المسلمات الأخريات اللواتي يخلعن حجابهن قبل دخول بوابات المدرسة.
ولم تعتبر مؤمن أن الفستان الذي يشبه الرداء، الذي أثار التحذير، هو عباءة حقيقية ترتديها خارج المدرسة، مما جعلها تشعر بالقلق من أن تفضيلها لأي ملابس فضفاضة سيؤدي إلى توبيخها.
وأضافت الطالبة مؤمن: "لم أعد أشعر بالرغبة في الذهاب إلى المدرسة".
من جانبها، قالت والدتها في حديثها للصحيفة الأميركية: "لا أفهم كيف يمكن منع الفتيات من ارتداء الحجاب والعباءة، والسماح للجينز الممزق والتنانير القصيرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ارتداء العباءة فی المدارس حظر ارتداء فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
روبيو: رفع العقوبات سيمنع حربا أهلية شاملة في سوريا
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن رفع العقوبات سيساعد سوريا في مواجهة حرب أهلية شاملة وفوضى، في حين أكدت مصادر دبلوماسية للجزيرة أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وافقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
وأضاف روبيو أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ "نريد مساعدة حكومة سوريا على النجاح، لأن تقييمنا هو أن السلطة الانتقالية وبصراحة في ضوء التحديات التي تواجهها قد تكون على بعد أسابيع وليس عدة أشهر من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة تؤدي فعليا إلى تقسيم البلاد".
وشدد على أن رفع العقوبات سيسمح للدول المجاورة بالبدء في مساعدة السلطة الانتقالية بسوريا، خاصة أن النتيجة في سوريا سيكون لها تأثير عميق على ما يحدث داخل لبنان.
وأضاف أن "السلطة الانتقالية بسوريا قالت إنها مشروع وطني لبناء دولة، لا منصة لانطلاق الثورة أو شن هجمات على إسرائيل"، مشيرا إلى أن هناك تهديدين رئيسيين يواجهان السلطة الانتقالية في سوريا هما تنظيم الدولة الإسلامية وإيران.
ودعا روبيو الكونغرس إلى اتخاذ إجراء أشمل لتنمية القطاع الخاص وتوفير فرص اقتصادية للشعب السوري.
وردا على سؤال بشأن سبب تأخر واشنطن في فتح سفارتها بسوريا، أرجع روبيو السبب إلى المخاوف الأمنية، لافتا إلى أن موظفي السفارة الأميركية بسوريا سيعملون من تركيا على مساعدة المسؤولين في سوريا لتحديد نوع المساعدات التي يحتاجونها.
إعلانوفي 16 مايو/أيار الجاري قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات الرئيس دونالد ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا التي بدأت في عام 1979 وأصبحت أكثر شمولا مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي أعلنت الإدارة السورية تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد بالمرحلة الانتقالية، إلى جانب قرارات أخرى، منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، ومجلس الشعب (البرلمان)، وحزب البعث، وإلغاء العمل بالدستور.