هل تراجعت حظوظ فرنجية الرئاسية؟
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
من الواضح أن الحركة الإعلامية والسياسية التي تسيطر في الأيام الأخيرة على المشهد العام توحي بأن حظوظ رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بالوصول الى رئاسة الجمهورية تراجعت بشكل كبير لصالح مرشح التسوية أو لصالح قائد الجيش العماد جوزيف عون، في ظل زيادة حجم الحضور للدول المهتمة بالملف اللبناني، والتي تعارض بشكل أو بآخر وصول أي شخصية متحالفة مع "حزب الله" الى القصر الجمهوري.
في الواقع، خسر فرنجية بعض الأوراق الأساسية التي كانت تدعمه في معركته الرئاسية، أولها الدعم الفرنسي، اذ كانت باريس تشكل رافعة جدية للرجل وتخرجه من كونه مرشح "الثنائي الشيعي" للرئاسة، ليكون مرشحاً له إمتداد غربي. أما الخسارة الثانية فكانت خسارة الحياد السعودي الذي كاد يصبح حياداً إيجابيا خلال المرحلة الماضية، قبل أن يبدأ التصعيد مجدداً بعد اللقاء الشهير في الدوحة.
لكن هذه الخسائر هي كماليات سياسية بالنسبة لفرنجية، بمعنى آخر، إن الرافعة الاساسية للرجل هي دعم "حزب الله" له، ولولا هذا الدعم لما تعامل الفرنسيون بواقعية وأظهروا إيجابية مع "رئيس المردة" بل كانوا سيدعمون شخصية قريبة سياسيا منهم، وكذلك، فإن الموقف السعودي يستند في هذه المرحلة، وفي كل مرحلة، الى المعطيات الاقليمية، وهذا يعني ان الرياض قد تبدل موقفها وفقا لتطور الحوار والمفاوضات الاقليمية مع طهران، ان كان في ملف اليمن او في الملفات الاخرى.
ان الذي فرض فرنجية كمرشح قوي هو قدرة "حزب الله" على تعطيل أي خطوة مقابلة، وبما أن هذه القدرة لا تزال موجودة، ولا يزال الحزب مصراً على دعم فرنجية، فإن لعبة الوقت قد تصب، في لحظة سياسية ما، لصالح زعيم زغرتا ليعود مجددا المرشح الاوفر حظاً، لذلك فإن محاولة الإيحاء بأن تراجع التأييد الاقليمي والدولي يعني حتما خسارة رئاسية، ليس دقيقاً، خصوصا أن الخارج غير قادر وحده على فرض رئيس في ظل وجود قوة قادرة على التعطيل في الداخل.
لكن هل تنازل "حزب الله" عن فرنجية؟ لا يبدو الأمر كذلك، اذ ان التسوية لم تحصل بعد ولم تظهر لها أي مؤشرات حقيقية بالرغم من بعض الإيحاءات الاعلامية التي أظهرت الحزب متراجعاً عن حدته السابقة من خلال لقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقائد الجيش العماد جوزيف عون. في الواقع لا يزال الحزب متمسكا بفرنجية بشكل قاطع، ولا يبدو انه جاهز لتقديم هكذا تنازل في المرحلة الحالية، خصوصا أن لديه فرصا جدية للاتفاق مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل..
والسؤال الأهم، لماذا يذهب "حزب الله" للتسوية مع خصومه الاقليميين يتنازل من خلالها عن دعم فرنجية، ما دام قادراً من خلال هكذا تنازل، ضمان التسوية مع حليفه جبران باسيل وبالتالي ايصال مرشح رئاسي حليف بالكامل له؟ بمعنى آخر، في حال قرر الحزب التنازل عن رئيس "تيار المردة"، فالأولى هو الاتفاق مع باسيل على مرشح حليف بدل الاتفاق مع الخصوم على مرشح وسطي. من هنا يمكن التأكيد أن المراوحة لا تزال على حالها بالرغم من كل التحرك السياسي الحاصل حاليا.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
فوز باتريك هيرميني في جولة الإعادة بانتخابات سيشل الرئاسية
فاز زعيم المعارضة في سيشل، باتريك هيرميني، بالانتخابات الرئاسية في البلاد، متغلبًا على الرئيس الحالي ويفيل رامكالاوان في جولة الإعادة، وفقًا للجنة الانتخابات.
وحصل هيرميني على 52.7% من الأصوات، بينما نال رامكالاوان 47.3%، بحسب النتائج الرسمية التي أُعلنت صباح الأحد.
وفي خطاب النصر، تعهد هيرميني بخفض تكاليف المعيشة، وإنعاش الخدمات العامة، وتوحيد الأمة.
وقال هيرميني البالغ من العمر 62 عامًا من مقر لجنة الانتخابات "لقد قال الشعب كلمته… أشعر بتواضع عميق أمام الثقة التي منحني إياها الشعب. سأكون رئيسا لكل مواطني سيشل، وسأنهي الانقسامات بوقف التفضيلات، ومنح الجميع فرصة للنجاح".
فوز هيرميني يمنح حزبه "سيشل المتحدة" السيطرة الكاملة على الحكومة، بعد أن استعاد أيضًا الأغلبية في البرلمان خلال الجولة الأولى من الانتخابات العامة الشهر الماضي.
ويُعد هذا الانتصار تحولًا كاملًا لهيرميني، الذي اعتُقل في عام 2023 بتهم تتعلق بالسحر، قبل أن تُسقط لاحقًا.
وكان هيرميني قد شغل سابقًا منصب رئيس البرلمان من 2007 إلى 2016.
رامكالاوان، الذي حضر إعلان النتائج، هنّأ هيرميني الذي أصبح سادس رئيس لسيشل.
وقال "أغادر وأنا أحمل إرثًا يجعل كثيرًا من الرؤساء يشعرون بالخجل… وآمل أن يحافظ الرئيس هيرميني على هذا المستوى".
وأظهرت صور نشرتها صحيفة "سيشل نيشن" الزعيمين وهما يتصافحان بعد الإعلان.
وخارج مقر لجنة الانتخابات، احتشد آلاف من مؤيدي هيرميني، مهللين ورافعين أعلام البلاد ولافتات الحزب، احتفالًا بإعلان فوزه، وفقًا لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد حُسم السباق بين المرشحين الرئيسيين في جولة الإعادة بعد عدم حصول أي منهما على الأغلبية في التصويت الرئاسي قبل أسبوعين.
إعلانوبدأ التصويت المبكر يوم الخميس، لكن معظم المواطنين أدلوا بأصواتهم يوم السبت.
وقاد هيرميني ورامكالاوان حملتين نشطتين سعيا من خلالهما لمعالجة قضايا رئيسية تهم الناخبين، من بينها الأضرار البيئية وأزمة الإدمان على المخدرات في بلد طالما اعتُبر ملاذًا سياحيًا.
وركز رامكالاوان في حملته لإعادة انتخابه على إدارته لتعافي اقتصاد سيشل من جائحة كوفيد-19 وتوسيع الحماية الاجتماعية.
لكن الناخبين اختاروا هيرميني، الذي اتهم رامكالاوان بالتغاضي عن تفشي الفساد، وتعهد بإلغاء مشروع فندق أقرته حكومته، يقول نشطاء البيئة إنه يهدد شعابًا مرجانية مدرجة ضمن قائمة اليونسكو.
كما وعد هيرميني بخفض سن التقاعد من 65 إلى 63 عامًا، وتنفيذ توصيات لجنة الحقيقة والمصالحة التي بحثت في انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بانقلاب عام 1977 وتبعاته.
هيرميني، وهو طبيب في الأصل، ترأس سابقا وكالة مكافحة المخدرات الحكومية، وتعهد بمواجهة الإدمان المرتفع على الهيروين في البلاد، الذي يُعزى جزئيًا إلى موقع الجزر على طريق تهريب المخدرات بين أفريقيا وآسيا.
وتقول وكالة الوقاية من تعاطي المخدرات وإعادة التأهيل في سيشل إن ما بين 5 آلاف 6 آلاف شخص يستخدمون الهيروين من أصل عدد سكان يبلغ نحو 120 ألفا، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن العدد قد يصل إلى 10 آلاف.
وتُعد سيشل، التي تضم 115 جزيرة، أغنى دولة في أفريقيا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي، وتقع على مساحة 455 كيلومترا مربعا في المحيط الهندي الغربي، وتُعد وجهة سياحية رئيسية، وهدفا للاستثمار والتعاون الأمني من الصين ودول الخليج والهند.