طريق الحرير التنموي.. فرص استثمارية واعدة ومنافع متبادلة للعراق وتركيا
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
ينظر رجال الأعمال وصناع القرار في العراق إلى مشروع طريق التنمية، الذي من المقرر أن يربط الخليج بأوروبا عبر تركيا، باعتباره فرصة واعدة لتعزيز وشائج العلاقات مع تركيا، وكذلك دعم المصالح المشتركة والمناطق النائية اقتصادياً.
وشغل مشروع طريق التنمية مكانة مهمة في جدول أعمال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارته إلى العراق بين 22 و24 آب الماضي، والمحادثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومي 9 و10 أيلول الجاري في قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي.
ويهدف العراق، من خلال المشروع الذي يضم مجموعة طرق وسكك حديدية وموانئ ومدن جديدة، إلى اختصار مدة السفر بين آسيا وأوروبا عبر تركيا، والتحول إلى مركز للعبور من خلال ميناء الفاو الذي يعد المحطة الأولى في المشروع.
طريق الحرير العراقي.. ما أهدافه؟المشروع المعروف باسم طريق الحرير العراقي يهدف أيضاً إلى تسهيل إجراء الأنشطة التجارية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، عبر إنشاء طريق منافس لقناة السويس المصرية.
ومن المتوقع أن يبلغ طول السكك الحديدية والطرق السريعة التي ستربط ميناء الفاو بالحدود التركية ألفاً و200 كيلومتر، بتكلفة 17 مليار دولار، ومن المقرر أن يكون الميناء المذكور أكبر ميناء في الشرق الأوسط وأن تكتمل أعمال البناء فيه عام 2025.
المشروع الذي أطلق عليه بداية اسم القناة الجافة، قبل أن يغيّر إلى مشروع طريق التنمية في مارس/ آذار الماضي، بالتزامن مع لقاء في أنقرة جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع الرئيس التركي، يوصف بأنه "أساس مشروع اقتصادي مستدام غير نفطي".
وفي كلمته خلال مؤتمر طريق التنمية الذي نظمته الحكومة العراقية في العاصمة بغداد في 27 مايو/ أيار الماضي، بمشاركة ممثلين عن دول الجوار بما في ذلك تركيا ومنطقة الخليج، قال السوداني إنّ المشروع يعكس واقع تأسيس اقتصاد قوي من خلال زيادة التوظيف وقيمة الناتج القومي الإجمالي.
ووصف رجال أعمال وصناع قرار عراقيون المشروع، الذي من المقرر أن يُنجز على ثلاث مراحل في 2028 و2033 و2050، بـ"بوابة العراق الاقتصادية المنفتحة على العالم عبر تركيا".
شراكة تنمويةومن المزمع أن يربط المشروع، الذي تكون نقطة نهاية الخط فيه هي تركيا، منطقة اقتصادية واسعة من أوروبا إلى دول الخليج.
وفي هذا الإطار، أشاد السوداني بدور الشركات التركية في أعمال البنية التحتية في العراق، وذكر أن الشركات التركية تستحوذ على إمكانات وخبرات مهمة تخولها العمل في تطوير مشروع طريق التنمية.
وأوضح ناصر الأسدي، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون النقل، في تصريح للصحيفة الرسمية، أنّ تركيا والعراق يقفان على أعتاب توقيع مجموعة من الاتفاقيات الخاصة بمشروع طريق التنمية.
ويدعم رجال الأعمال في العراق أن تلعب تركيا دورًا نشطًا في إطار المشروع، وذلك بالنظر إلى حجم التجارة الثنائية بين البلدين التي تتجاوز قيمتها 24 مليار دولار، فضلًا عن أن الإمكانات التي سوف يوفرها المشروع ترسم مستقبلًا واعدًا لقطاع الأعمال في البلدين.
شريك استراتيجي
وقال رئيس غرفة تجارة بغداد فراس الحمداني، إنّ "تركيا تعتبر شريكنا الاستراتيجي الأهم في مشروع طريق التنمية، فضلًا عن أن أنقرة شريك استراتيجي مهم في تنمية جمهورية العراق".
وذكر الحمداني أن المشروع سيوفر دفعة مهمة للعلاقات التجارية بين العراق وتركيا، وقال: "سيكون هناك حضور حقيقي للأتراك عند تنفيذ المشروع، خاصة أن تركيا تتمتع بسوق واعدة والحكومة ورجال الأعمال العراقيين يودون الاستفادة من الخبرات التركية لتطوير هذا المشروع".
بدوره، شدد حسن الصباري، عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في البرلمان العراقي، على أن تركيا شريك استراتيجي مهم للعراق، وقال: "نشترك مع تركيا بحدود طويلة وتاريخ عميق وحتى وحدة في الدم".
وأكّد الصباري أن تركيا بلد محوري في تنمية الاقتصاد العراقي، مشيداً بتصريحات سابقة لرئيس الوزراء العراقي قال فيها إن "تركيا شريك استراتيجي للعراق".
ميزات تفضيلية لتركياوتتواصل أعمال إنشاء ميناء الفاو الكبير في مدينة البصرة جنوبي العراق، والذي يعتبر المحطة الأولى من مشروع طريق التنمية، ويقع الميناء عند شط العرب حيث يلتقي نهري دجلة والفرات قبل أن يصبا في الخليج العربي.
المشروع المشتمل على خطوط سكك حديدية وطرق برية تبدأ من منطقة الميناء، مروراً بالديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل إلى الحدود التركية، من المتوقع أن يوفر إمكانية الوصول إلى ميناء مرسين التركي.
وجرى تصميم المشروع بواسطة شركة "PEG Infrastructure" الإيطالية، وبعد مروره بالموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، والعاصمة بغداد، يدخل طريق التنمية تركيا اعتباراً من قرية أوواكوي بولاية شرناق (جنوب شرق).
وكانت تركيا، الدولة التي قدمت أكبر التزام لإعادة إعمار العراق واستقراره، تعهدت بتقديم قرض بقيمة 5 مليارات دولار في المؤتمر الذي عقد في الكويت عام 2018 لصالح إعادة إعمار العراق.
وقال معاون محافظ نينوى رفعت سمو إن خط السكك الحديدية الذي يجرى بناؤه في إطار المشروع سيمر على بعد حوالي 8 كيلومترات من وسط مدينة الموصل.
وأضاف: "فضلنا الشركات التركية على الشركات الأجنبية الأخرى في أعمال الاستثمار والبنية التحتية في الموصل. الشركات التركية من أفضل الشركات الأجنبية العاملة في العراق".
وذكر سمو أنّ الشركات التركية لعبت دوراً كبيراً في بناء مطار الموصل والطرق والجسور في المدينة، وقال: "الشركات التركية لها حصة الأسد في المشاريع المُقامة في الموصل التي يشعر أهلها بالارتياح عندما يرون الشركات التركية في المدينة".
وأشار إلى أنهم يتوقعون أن تقدم تركيا مساهمة مهمة في مشروع "طريق التنمية"، موضحا: "لا تستطيع الشركات العراقية إدارة هذا المشروع الضخم بمفردها. العراق يحتاج إلى شركات أجنبية للمساعدة في إنجاز وإدارة هذا المشروع، وتركيا الجارة هي البلد الأقرب إلى الموصل".
وتابع المسؤول العراقي: "يجب أن تشارك تركيا في مشروع طريق التنمية من خلال شركاتها الكبيرة التي أنجزت مشاريع مهمة وتركت بصمتها في عالم الأعمال".
مشروع الخيارات البديلةومن المقرر أن تكتمل أعمال البناء في ميناء الفاو الكبير عام 2025، كما من المتوقع أن تبلغ قدرته الاستيعابية 90 رصيفاً، متفوقًا بذلك على ميناء جبل علي في دبي، الذي يضم 67 رصيفاً، والمعروف بأكبر ميناء للحاويات في الشرق الأوسط.
ويعد مشروع طريق التنمية أحد الخيارات البديلة في حالة نشوب صراعات أو حروب محتملة، حيث إنّ طريق الحرير الصيني لا يمر عبر العراق بشكل مباشر.
ومن المتوقع أن يختصر المشروع الوقت والتكاليف من خلال اختصاره المسافة بين الصين وأوروبا، مقارنة بالطريق البحري الذي يمر عبر قناة السويس.
وبالمقابل، فالمشروع الذي يهدف إلى أن يكون "طريق حرير جديداً" بين تركيا والعراق، يعتبر من المشاريع ذات التكلفة الباهظة التي لا تستطيع الحكومة العراقية تحملها بمفردها، لذلك من المتوقع أن تساهم تركيا ودول الخليج والصين في تمويل المشروع واستكماله.
وفي 13 سبتمبر/ أيلول الجاري، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده تجري مفاوضات مكثّفة مع العراق والإمارات وقطر بشأن مشروع طريق التنمية.
وذكر فيدان أن المشروع جرى طرحه على جدول الأعمال خلال الاجتماعات التي حضرها الرئيس أردوغان في قمة قادة مجموعة العشرين، مشيراً إلى أن أردوغان وافق على وضع المشروع موضع التنفيذ في وقت قصير، خاصة خلال لقائه مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقالت النائبة العراقية السابقة وسيدة الأعمال صونغول جابوك إن العراق "يقع في قلب طريق الحرير بسبب موقعه، فضلًا عن أن تركيا عاقدة العزم على ربط الدول الأوروبية بالدول الآسيوية عبر العراق".
ووفق جابوك، "بفضل هذا المشروع، سوف تتاح الفرصة أمام العراق للوصول إلى آسيا والخليج وحتى أوروبا".
وأشارت إلى أن تركيا التي كانت حاضرة في العراق بشركاتها المهمة خلال العشرين عامًا الماضية "أثبتت رغبتها الجادة بالمشاركة ودعم المشروع عبر اجتماعات عقدتها مع العراق وعدة دول، معربة عن أملها بمساهمة الدول الأخرى في هذا المشروع لتعزيز قطاع النقل بين آسيا وأوروبا.
المصدر: العربي الجديد
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: مشروع طریق التنمیة الشرکات الترکیة من المتوقع أن هذا المشروع میناء الفاو طریق الحریر فی العراق أن ترکیا من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
شركة «VOYA development» تطلق مشروع «COY» بغرب القاهرة خلال احتفالية ضخمة باستثمارات ملياري جنيه
أطلقت شركة VOYA development ثاني مشروعاتها بمدينة الشيخ زايد وهو مشروعها الرائد COY، بإجمالي استثمارات تصل إلى 2 مليار جنيه، وذلك خلال احتفالية ضخمة أقامتها الشركة للإعلان عن تفاصيل المشروع ومزاياه التنافسية.
وأقامت VOYA development احتفالية ضخمة لإطلاق المشروع، وذلك بحضور نخبة من رجال الأعمال وقيادات القطاع العقاري وشركاء النجاح ورموز المجتمع، بالإضافة لعدد من الصحفيين والإعلاميين البارزين، وقام بإحياء الاحتفالية الفنان وائل جسار.
من جانبه أكد المهندس عصام النجار، رئيس مجلس إدارة شركة VOYA development، أن نجاح الشركة في أول مشروعاتها بمنطقة غرب القاهرة يعزز خطة الشركة بإطلاق مشروع COY، موضحًا أن المشروع الجديد يعكس رؤية الشركة لتقديم مشروعات سكنية متطورة تواكب تطلعات السوق وتلبي احتياجات العملاء المتنوعة، مشيرا إلى أن المشروع سكني متكامل يتواجد في موقع استراتيجي ذكي ومميز في مدينة الشيخ زايد.
وأضاف: نؤمن بأن التميز يبدأ بفكرة غير تقليدية، وهو ما نفذناه بالفعل في مشروعنا الرائد COY، فقد صممنا مشروع يلبي تطلعات عملائنا الحاليين والمستقبليين من حيث اختيار الموقع الذكي والتصميم المميز وتكامل الخدمات بالمشروع، كما أننا نستهدف أن يكون COY نموذجًا يُحتذى به في تطوير المجتمعات الذكية في السوق العقاري المصري، وخاصة في ظل ما تشهده منطقة غرب القاهرة من طلب متزايد وفرص واعدة.
وأوضح أن مشروع COY سكني متكامل يقع في مدينة الشيخ زايد على مساحة 42 ألف متر مربع، ويتواجد المشروع في موقع مميز بالشيخ زايد، فهو على بعد دقائق من جميع الخدمات الرئيسية التجارية والترفيهية والتعليمية والطبية، ويبعد المشروع دقائق من مول العرب وجامعة مصر والنادي الأهلي، فضلًا عن وجودة وسط مجموعة من المحاور والطرق الرئيسية، مشيرا إلى أنه تم تصميم المشروع بطراز "ألترا مودرن".
وتابع أن نسبة الإنشاءات بالمشروع تبلغ 20% فقط من إجمالي مساحة المشروع والباقي مسطحات خضراء وعناصر مائية، ومن المخطط تسليم المشروع خلال 4 سنوات، وتم التعاقد مع شركة فودافون لتقديم خدمات التكنولوجيا الذكية لإدارة الكومباوند وتوفير حلول ذكية ووحدات ذكية، ليكون المشروع نموذج للكومباوند السكني المتكامل والذكي.
وأشار إلى أنه تم التعاقد مع مكتب حافظ للاستشارات الهندسية ليتولى تصميم المشروع، بالإضافة للتعاقد مع شركة المهندس الاستشارى حسين صبور ليكون الاستشاري التنفيذي للمشروع، مما يعكس التعاون مع أسماء لامعة وكيانات قوية في تنفيذ المشروع بأعلى معايير الجودة والدقة والتميز.
ولفت إلى أن الشركة تقدم أنظمة سداد متنوعة لعملائها بمقدم يبدأ من 5% والباقي على فترات سداد تصل إلى 10 سنوات، ومن المخطط بدء تسليم المشروع خلال 4 سنوات، حيث نجحت الشركة في وضع نموذج متكامل لأنظمة السداد التي تتناسب مع القدرة الشرائية للعميل وفي نفس الوقت تحافظ على تدفقات نقدية مستمرة توجه لتنفيذ المشروع.
وفي سياق متصل، أكد شحاته السيد، الرئيس التنفيذي لشركة VOYA development، أن الشركة تمتلك خبرة واعدة وسابقة أعمال تصل إلى 15 عاما في مجال التطوير العقاري والإنشاءات في منطقة غرب القاهرة، وأطلقت الشركة أول مشروعاتها ZAT community والذي حقق نجاحًا قويًا منذ اللحظات الأولى لإطلاقه، وهو ما دعم استراتيجية الشركة التوسعية بإطلاق ثاني مشروعاتها.
وأوضح أن مشروع ZAT community عبارة عن كومباوند سكني متكامل، يقع على مساحة 10 أفدنة، ويتم تنفيذه خلال 3 سنوات، وتم الانتهاء من بيع المرحلة الأولى بالمشروع وجاري التجهيز تمهيدًا لطرح المرحلة الثانية بالمشروع، كما تم البدء بالفعل في إنشاءات المشروع، مما يعكس خطة واضحة تعمل الشركة على تنفيذها من خلال إطلاق فرص استثمارية جديدة بالتوازي مع الالتزام بالتنفيذ في مشروعاتها القائمة.
وأشار إلى أن شركته تتطلع للتوسع بمشروعاتها في منطقة غرب القاهرة، ومن المخطط تنفيذ مشروع سكني سياحي في منطقة الساحل الشمالي، وجاري البحث عن فرص استثمارية متاحة في هذه المنطقة لتحقيق تنوع كبير في محفظة مشروعات الشركة وتلبية متطلبات عملائها.
وأضاف أن إطلاق مشروع الشركة الجديد COY يرفع مستهدفات الشركة البيعية للعام الجاري لتصل إلى 4 مليارات جنيه مبيعات مستهدفة في مشروعي COY و ZAT community، حيث يمكن للمشروعات المميزة والقوية ذات الجودة أن تصل للعميل المستهدف، وخاصة مع وجود سابقة أعمال وسمعة قوية للشركة المطورة لهذه المشروعات.
وأكد أن السوق العقاري المصري مستمر في إثبات قوته كأحد أكثر القطاعات جذبًا للاستثمار، وذلك بفضل الطلب الحقيقي المتزايد، والنمو السكاني، والتوسع العمراني الذي تقوده الدولة من خلال مشروعات قومية كبرى، لافتا إلى أن العقار يظل ملاذا آمنا للاستثمار، مما يعزز من ثقة المطورين في التوسع وطرح مشروعات جديدة تلبي احتياجات السوق المتنوعة.