بوابة الوفد:
2025-06-27@12:59:05 GMT

الأدب والفن والثراء الروحى

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

يخطئ كثيرًا من يظن أن (الثراء) كلمة مقترنة بالمال فقط، بمعنى أنه ليس من الصحيح أن يقتصر مفهوم (الثراء) على الرجل الذى يمتلك الكثير من الأموال فحسب، ذلك أن (الثراء) فى ظنى مفردة يمتد معناها إلى مستويات أخرى، لعل أهمها مستوى (الثراء الروحي)، وهو ثراء لو تعلمون عظيم، حيث لا يشترط التمتع بهذا (الثراء الروحي) اكتناز المال، وإنما يتأتى من صفاء النفس، وتخففها من شوائب الكراهية والضغائن والأحقاد.

فى مسيرة الحياة، يلتقى المرء بشخصيات متنوعة، بعضها يتمتع بثراء روحى جميل، وبعضها منكمش فى سجن الفقر الروحى المرذول، فإذا حاولنا اكتشاف السبب وراء وجود هذا الثراء أو ذاك الفقر بعيدًا عن الدور الوراثى، وهو دور حاسم لا يمكن إنكاره، نصل إلى نتيجة أظنها صحيحة إلى حد بعيد، وتتلخص فى الآتي:

إن الثراء الروحى ينمو ويزدهر فى القلب والضمير باطراد من خلال إنشاء علاقة عميقة مع الأدب والفن وتعزيزها. ذلك أن الإنسان الذى (يستهلك) يوميًا، وأكرر يوميًا، الكثير من الآداب الرفيعة والفنون الجميلة بتنويعاتها المختلفة، هو الوحيد القادر على إثراء روحه بأسمى المشاعر وأعذبها. هذه المشاعر تتجلى فى خصال وسلوكيات متعددة أبرزها: الكرم والتسامح واستيعاب أخطاء الآخرين، علاوة على تمتعه بلسان حلو وصدر رحب قادر على التغافل عن حماقات الناس، والأهم القدرة على المنح والعطاء: منح الاهتمام والرعاية والحنان، وكذلك منح بعض المال للمحتاجين من الأقارب والأصدقاء، رغم الحب الشديد للمال كما نعلم جميعًا (وتحبون المال حبًا جمًا/ سورة الفجر/ الآية 20).

أما الفقير روحيًا، فهو ذلك الإنسان الذى لا تربطه علاقة ذات شأن مع الأدب والفن، فلا يغنى روحه بقراءة قصيدة لشوقى، أو رواية لمحفوظ، ولا يطرب وجدانه بسماع أم كلثوم وعبدالوهاب، ولا ينشغل كثيرًا بمشاهدة فيلم جميل أو مسرحية مميزة أو لوحة فاتنة.

كما أن الفقير روحيًا شخص ضائق الصدر دومًا بالآخرين وسلوكياتهم، غليظ القلب، خشن اللسان، بخيل المشاعر، بخيل الإنفاق، لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا، ولا يدرك حلاوة العطاء لمن هم فى حاجة إلى رعايته واهتمامه.

أما أبشع ما فى المرء المنكوب بالفقر الروحى، فيتمثل فى الغدر بالناس، وخيانة (العِشرة)، وإنكار الجميل، والنظر تحت قدميه فقط، فلا يعى المعنى النبيل لفضائل الوفاء والإخلاص والتضحية والصبر.

من حسن الحظ أن علاقة المصريين بالفن والأدب عميقة راسخة ضاربة فى عمق التاريخ، فأجدادنا الأوائل رسموا ونحتوا وعزفوا ورقصوا وكتبوا الشعر الجميل والقصص المعبرة على جدران المعابد والمقابر والأهرامات، أما أجدادنا الأقربون فعشقوا المسرح والسينما والكتب المطبوعة واللوحات والتماثيل والموسيقى والطرب، وتركوا لنا مئات آلاف من الأعمال الأدبية والفنية التى تثرى أرواحنا وتبهج وجدان الملايين.

باختصار... علينا العمل على إثراء أرواحنا بالتعاطى يوميًا مع الأدب والفن، أما الفقير روحيًا، فلا نملك له سوى الشفقة، عسى أن ينضم يومًا ما إلى قبيلة الأثرياء روحيًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحيح الأموال روحی ا

إقرأ أيضاً:

هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق برنامج التدريب الدولي للوكلاء الأدبيين والوكالات الأدبية

المناطق_واس

أطلقت هيئة الأدب والنشر والترجمة، برنامج التدريب الدولي للوكلاء الأدبيين والوكالات الأدبية 2025، الذي يمتد لمدة 5 أيام في المملكة المتحدة، متضمنًا تدريبًا تطويريًا نظريًا يغطي أحدث إستراتيجيات المجال، وساعات استشارية مباشرة مع خبراء عالميين في النشر، وزيارات ميدانية لعدد من أبرز الوكالات الأدبية في المملكة المتحدة.

وفي أجواء تفاعلية تقدم المعرفة وتشرح التجربة؛ انطلق البرنامج في يومه الأول لتأهيل الوكلاء والوكالات الأدبية السعودية، وتمكينهم من الاطلاع على أفضل الخبرات العالمية في هذا المجال، حيث يعد البرنامج فرصة استثنائية للوكلاء والوكالات الأدبية في المملكة للارتقاء بمستوى أعمالهم والاستفادة من الخبرات العالمية.

أخبار قد تهمك هيئة الأدب والنشر والترجمة تدشن جناح المملكة في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 24 أبريل 2025 - 3:35 مساءً هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم مشاركة السعودية في معرض لندن الدولي للكتاب 2025 14 مارس 2025 - 2:16 صباحًا

ويأتي البرنامج ضمن سعي هيئة الأدب والنشر والترجمة إلى دعم أعمال الوكلاء والوكالات الأدبية في المملكة، وذلك من خلال تدريب نوعي مكثف، يتضمن ورش عمل وجلسات استشارية وإرشادية مع عدد من الخبراء في هذا المجال، وزيارات ميدانية لأبرز الوكالات الأدبية العاليمة، وذلك بهدف تحفيز الوكلاء والوكالات الأدبية، وتهيئتهم لمزاولة نشاطهم وفق مقاييس عالمية، وتطوير مهاراتهم ومعارفهم بمواكبة أفضل الحلول الإبداعية العالمية في صناعة النشر وأدواتها المبتكرة.

يُذكر أنّ مبادرة “الوكيل الأدبي”، التي سبق وأطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، تعدّ الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، وتسعى من خلالها إلى الارتقاء بصناعة النشر المحلية، ورفع مستوى الإنتاج الأدبي وتنوعه، حيث يعمل الوكيل الأدبي “سواء كان فردًا أو مؤسسة” على تمثيل المؤلف أمام الجهات المستفيدة من نتاجه الفكري والأدبي مثل دور النشر وشركات الإنتاج، وذلك بهدف تمكينه من الحصول على أفضل عائد من مؤلفاته، وفقًا لأفضل الممارسات القانونية والتعاقدية والتسويقية التي تحفظ حقوقه.

مقالات مشابهة

  • إبداعات يدوية تزيّن معرض التقنية والفن الحرفي بعبري
  • ذاكرة الألم والإبداع في أدب أفريقيا المدهشة بعين كتّابها
  • بحضور نجوم والفن والإعلام.. بدء عزاء الكاتب الصحفي محمد عبد المنعم بمسجد عمر مكرم
  • مكتب المنشآت البابوية بالإسكندرية ينظم يومًا روحيًا للمرحلة الابتدائية
  • حلم الثراء السريع.. سقوط عصابة التنقيب عن الآثار بالقاهرة
  • اعترافات المتهمين بالتنقيب عن الأثار بمنزل أوسيم: هدفنا تحقيق الثراء السريع
  • افتتاح فعاليات معرض التقنية والفن الحرفي بمحافظة الظاهرة
  • طلاب الثانوية الأزهرية بالفيوم: امتحان الأدب والنصوص مباشر ويعتمد على الحفظ
  • طلاب الثانوية الأزهرية يؤدون اليوم امتحان مادة الأدب والنصوص
  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تطلق برنامج التدريب الدولي للوكلاء الأدبيين والوكالات الأدبية