بوابة الوفد:
2025-05-10@02:56:01 GMT

الأدب والفن والثراء الروحى

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

يخطئ كثيرًا من يظن أن (الثراء) كلمة مقترنة بالمال فقط، بمعنى أنه ليس من الصحيح أن يقتصر مفهوم (الثراء) على الرجل الذى يمتلك الكثير من الأموال فحسب، ذلك أن (الثراء) فى ظنى مفردة يمتد معناها إلى مستويات أخرى، لعل أهمها مستوى (الثراء الروحي)، وهو ثراء لو تعلمون عظيم، حيث لا يشترط التمتع بهذا (الثراء الروحي) اكتناز المال، وإنما يتأتى من صفاء النفس، وتخففها من شوائب الكراهية والضغائن والأحقاد.

فى مسيرة الحياة، يلتقى المرء بشخصيات متنوعة، بعضها يتمتع بثراء روحى جميل، وبعضها منكمش فى سجن الفقر الروحى المرذول، فإذا حاولنا اكتشاف السبب وراء وجود هذا الثراء أو ذاك الفقر بعيدًا عن الدور الوراثى، وهو دور حاسم لا يمكن إنكاره، نصل إلى نتيجة أظنها صحيحة إلى حد بعيد، وتتلخص فى الآتي:

إن الثراء الروحى ينمو ويزدهر فى القلب والضمير باطراد من خلال إنشاء علاقة عميقة مع الأدب والفن وتعزيزها. ذلك أن الإنسان الذى (يستهلك) يوميًا، وأكرر يوميًا، الكثير من الآداب الرفيعة والفنون الجميلة بتنويعاتها المختلفة، هو الوحيد القادر على إثراء روحه بأسمى المشاعر وأعذبها. هذه المشاعر تتجلى فى خصال وسلوكيات متعددة أبرزها: الكرم والتسامح واستيعاب أخطاء الآخرين، علاوة على تمتعه بلسان حلو وصدر رحب قادر على التغافل عن حماقات الناس، والأهم القدرة على المنح والعطاء: منح الاهتمام والرعاية والحنان، وكذلك منح بعض المال للمحتاجين من الأقارب والأصدقاء، رغم الحب الشديد للمال كما نعلم جميعًا (وتحبون المال حبًا جمًا/ سورة الفجر/ الآية 20).

أما الفقير روحيًا، فهو ذلك الإنسان الذى لا تربطه علاقة ذات شأن مع الأدب والفن، فلا يغنى روحه بقراءة قصيدة لشوقى، أو رواية لمحفوظ، ولا يطرب وجدانه بسماع أم كلثوم وعبدالوهاب، ولا ينشغل كثيرًا بمشاهدة فيلم جميل أو مسرحية مميزة أو لوحة فاتنة.

كما أن الفقير روحيًا شخص ضائق الصدر دومًا بالآخرين وسلوكياتهم، غليظ القلب، خشن اللسان، بخيل المشاعر، بخيل الإنفاق، لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا، ولا يدرك حلاوة العطاء لمن هم فى حاجة إلى رعايته واهتمامه.

أما أبشع ما فى المرء المنكوب بالفقر الروحى، فيتمثل فى الغدر بالناس، وخيانة (العِشرة)، وإنكار الجميل، والنظر تحت قدميه فقط، فلا يعى المعنى النبيل لفضائل الوفاء والإخلاص والتضحية والصبر.

من حسن الحظ أن علاقة المصريين بالفن والأدب عميقة راسخة ضاربة فى عمق التاريخ، فأجدادنا الأوائل رسموا ونحتوا وعزفوا ورقصوا وكتبوا الشعر الجميل والقصص المعبرة على جدران المعابد والمقابر والأهرامات، أما أجدادنا الأقربون فعشقوا المسرح والسينما والكتب المطبوعة واللوحات والتماثيل والموسيقى والطرب، وتركوا لنا مئات آلاف من الأعمال الأدبية والفنية التى تثرى أرواحنا وتبهج وجدان الملايين.

باختصار... علينا العمل على إثراء أرواحنا بالتعاطى يوميًا مع الأدب والفن، أما الفقير روحيًا، فلا نملك له سوى الشفقة، عسى أن ينضم يومًا ما إلى قبيلة الأثرياء روحيًا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصحيح الأموال روحی ا

إقرأ أيضاً:

مايان السيد تكشف عن قصة حب مع شاب هندي: المسافة قتلت المشاعر .. فيديو

خاص

كشفت الفنانة المصرية مايان السيد عن تفاصيل تجربة عاطفية قصيرة جمعتها بشاب من الهند، مؤكدة أن العلاقة لم تدم طويلاً بسبب بعد المسافة، رغم بدايتها الساحرة.

وأوضحت مايان أن اللقاء الأول كان في سريلانكا، حيث نشأت شرارة الإعجاب، وسرعان ما تحولت تلك المشاعر إلى علاقة رومانسية استمرت لعشرة أيام فقط.

وقالت: “كانت أيامًا مليئة بالمشاعر، لكن رجوعي إلى القاهرة وعودته هو إلى مومباي وضعا نهاية سريعة لكل شيء، فالواقع أقوى من العاطفة أحيانًا”.

وأكدت أن المسافة لم تكن مجرد جغرافيا، بل حاجز نفسي وعاطفي حال دون استمرار العلاقة، مضيفة أنها تحدثت مع والديها عن الموضوع بعفوية، لكنها فوجئت برد فعل ساخر ممزوج بالدهشة والقلق.

ونقلت عن والديها قولهم: “أكيد بتهزري.. هتزهقي بسرعة.. الناس دول هيعانوا معاكي”، في إشارة إلى طبيعتها الصعبة وتقلباتها الشخصية.

وعلى الصعيد الفني، شاركت مايان مؤخرًا في فيلم “نجوم الساحل”، من تأليف محمد جلال وكريم يوسف، وإخراج رؤوف السيد. الفيلم جمع عددًا من الوجوه الشابة، منهم أحمد داش، علي صبحي، وأحمد عبد الحميد، إلى جانب مغني الراب فليكس الذي خاض أولى تجاربه التمثيلية.

وتدور أحداث الفيلم في أجواء صاخبة خلال حفلة في الساحل الشمالي، حيث تنشأ قصة حب معقدة بين مايان وداش، تتخللها مفاجآت ومواقف مشحونة بالموسيقى والإثارة.

كما أطلت مايان في الموسم الرمضاني الماضي من خلال مسلسل “نص الشعب اسمه محمد”، وهو عمل اجتماعي درامي شارك في بطولته عصام عمر، رانيا يوسف، شيرين، ومحمد محمود، من تأليف محمد رجاء وإخراج عبد العزيز النجار.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/AQMMiDrB781pnqLnHCaQAk0EYMFVpjDpQp1_jh9Dy3E8HiY4uQJWC7VnEkVYgHHnsf-Ku6VeXS9hEsY7SxMNilsr.mp4

مقالات مشابهة

  • وحدات الأمراض المعدية المتنقلة تصل إلى المشاعر المقدسة
  • مايان السيد تكشف عن قصة حب مع شاب هندي: المسافة قتلت المشاعر .. فيديو
  • وهم الثراء السريع.. حيلة جديدة للنصب على المواطنين بقطع أثرية
  • 3 نصائح ضرورية.. كيف تتفادى ارتفاع درجات الحرارة في موسم الحج؟
  • محافظ الفيوم: أنشطة ثقافية مكثفة في أبريل لتعزيز الوعي والفن
  • راجح داوود: المهرجانات تعبير عن الغضب وثورة فنية على الواقع.. والفن يحتاج للتجديد
  • مكتبة مصر العامة بأسيوط تنظم سلسلة من الفعاليات احتفالا بذكرى نجيب محفوظ
  • “جمعية الأدب” تطلق جائزتها السنوية: صالح زياد لـ”الجزيرة الثقافية”: الجوائز تمثل حافزًا قويًا للإبداع ومنصة قيمة للتعريف بالتجارب الأدبية المتميزة
  • جولات "تروية" تنطلق في المشاعر المقدسة لتعزيز الوعي الثقافي للطلاب
  • كيف ينال الفقير أجر الحج دون أن يؤديه؟.. الإفتاء توضح