رأس الخيمة: عدنان عكاشة

أكدت شخصيات مُجتمعية، في قراءة لواقع ومُعطيات العملية الانتخابية، أن توجهات الناخبين في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي تشهد تغييرات ملموسة، فيما تنصب أهم مطالبهم من المُرشحين على مواجهة الغلاء، وتطوير التعليم، ومُعالجة الضعف باللغة العربية والتربية الإسلامية، وتعزيز الذكاء الاصطناعي في المناهج والتعليم، وتوطين القطاع الخاص، وتعزيز دور المجلس ومؤهلات الأعضاء، وتعديل شروط القبول في الجامعات، ودعم التكافل المُجتمعي والوطني، بجانب فتح الباب واسعاً أمام النُخب العلمية والأكاديمية والمهنية المُواطنة، والاستفادة من قُدراتها وتسخيرها في خدمة التنمية والاستدامة بالدولة، وإحلالها محل الخبير الأجنبي.

3

المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي، عضو المجلس التنفيذي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، قال: إن دولة الإمارات تشهد عرساً انتخابياً يُعزز مسيرة الديمقراطية ونهج الشورى، ويفسح المجال لكي يساهم كل عضو في البرلمان الإماراتي بجهوده المخلصة في خدمة قضايا الوطن، وأن يكون نافذة عاكسة لتطلعات الناخبين. ولا شك أن كل دورة تشهد مُتغيرات مُتعددة، سواء في الاقتصاد أو المسارات المجتمعية والثقافية، وغيرها من مجالات التنمية.

وأوضح أن التغيير سنّة الحياة، ودولة الإمارات، بفضل الله تعالى، ثم بفضل قيادتها الرشيدة، لم تتوان عن مجاراة التطورات العالمية التنموية، حتى باتت دولة ريادية على مستوى المنطقة والعالم، وهو ما يضع المسؤولية على عاتق المرشحين لعضوية المجلس الوطني، بأن يجعلوا مصلحة الدولة فوق أي اعتبار وأي مصالح أو رغبات ذاتية في الحصول على عضوية المجلس، لاعتبارات الوجاهة أو المكانة الاجتماعية.

وأضاف أن مسؤولية الناخبين أنفسهم تتجسد في أن تتوافق توقعاتهم ومُتطلباتهم من المرشحين مع رؤى التنمية في الدولة، وفهم ما حققته دولتنا من تطورات متسارعة، مُعتبراً أن تحديد توقعات الناخبين بدقة تبدو عملية معقدة أو صعب الجزم بها، مضيفاً: نستطيع القول إن الدورات السابقة لانتخابات المجلس شهدت تفاعلات وقضايا وطروحات أثارها أعضاء المجلس، وكان لها بصمة في تطوير مسيرة العمل الديمقراطي في الدولة.

كما يرى ضرورة طرح قضايا تعد ذات أولوية لدى قيادتنا الرشيدة، والتي تتبنى أفضل الممارسات التنموية العالمية، لذا فإن أي قضايا مطروحة لا بد أن تتوافق وفلسفة دولتنا في أن تظل الإمارات في ريادة مسارات التنمية الدولية والإقليمية، ومن أبرزها ملف تعميم مسارات تعليم الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية بالمدارس، لتشكل مسارات موازية لجهود ورؤية قيادة الدولة وحكومة الإمارات لتطوير قدراتنا الوطنية العلمية.

الصورة

مسؤولية وطنية

بيّن الكاتب والباحث الإماراتي د. عبدالله الطابور، أن المشاركة في العملية الانتخابية مسؤولية وطنية، تقع على عاتق الناخب، الذي لا بد أن يتحلى بقدر كبير من المسؤولية في اختيار من هُم أصلح لتمثيل الشعب الإماراتي تحت قبة المجلس، لكن لا بد من أن يكون الاختيار مبنياً على أسس المصلحة العامة، لا المصلحة الخاصة أو الفئوية، ولا على أساس درجة القُرب، من قريب أو صديق أو زميل، فالإمارات هي الأقرب لنا جميعاً.

وأكد أن الغاية من أي عملية انتخابية هي الوصول إلى حياة برلمانية ناضجة، تعتمد على الأخلاق والقيم والمبادئ، التي تأسس عليها مجتمع الإمارات، أهمها الوحدة الوطنية، وروح التكاتف والتكافل والتعاون والإخلاص في خدمة الوطن، والعمل على إدراك مدى حاجة الناس إلى عُضو فاعل، يستطيع نقل هموم عامة الشعب والقضايا العامة إلى المجلس.

مطالب خدمية

توقع د. سعيد بن حجر وكيل وزارة مساعد سابقاً، أن تنصب توجهات الناخبين على المطالب الخدمية، من خدمات عامة وخاصة وبُنى تحتية، وهي تعد عملياً وواقعياً هاجس الناخبين والمواطنين عامةً في حياتهم اليومية، الأمر، الذي تجسد في الدورات السابقة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.

فيما قرأ د. يوسف القصير أستاذ القانون، المشهد الانتخابي من زاوية أخرى، قائلاً: «لا شك أن العملية الانتخابية في الدولة في طريقها إلى النضج، وهي على درجة كبيرة من الوعي، الذي سيلعب دوراً واسعاً في هذه الانتخابات حسب اعتقادي، في حين أن المُشاركة الواسعة للمرأة وتمكينها هما من مراحل التغيير الملموس في المشهد الانتخابي والتجربة البرلمانية والديمقراطية الإماراتية.

ونوّه بأن غاية الانتخابات والمشاركة الفاعلة فيها هي مصلحة الوطن وأداء الواجب البرلماني بكفاءة عالية، واختيار الناخبين سيقع في المقام الأول على الأنسب في تسليط الضوء على هموم المواطنين وطرح قضايا الوطن، والتركيز علي ملفات مُلحة، تشمل تحصين الوطن من الداخل، ومواجهة التحديات وتخطي الصعاب، في ظل التفاف المواطنين والاختيار الصائب للمرشحين، لتُمثل جميعاً القاطرة التي تأخذ البلاد نحو الأمام.

تنوُّع ديمغرافي

يقول د. يحيي زكريا الشحي باحث اقتصادي، إن أهم مطالب الناخبين من المرشحين تتجسد في أهم القضايا في الوقت الراهن، والتي تتركز على الملفات الاجتماعية المُؤثرة في حياة واهتمامات وتحديات المجتمع الإماراتي، ومنها تعزيز الهوية الوطنية والتوطين، ضمن التنوع الديمغرافي الكبير، الذي يُميز هذا المجتمع، وتعزيز الفرص المتاحة في ضوء التنافسية الواسعة، وفي إطار التنوع العلمي والثقافي والمعرفي، وتنوع المهارات والتخصصات المهنية الحديثة.

وأوضح أن من أبرز المحاور التي يتحتم على المُرشحين وضعها في أجنداتهم الانتخابية، هي التحديات التي يواجهها المواطنون، خاصةً الجيل الجديد في القطاع الخاص، ومدى قدرة الأجور في هذا القطاع على توفير مستوى معيشي مرتفع للمواطنين، والتكاليف المرتبطة بذلك، والتعليم والرعاية الصحية والاستفادة من الخبرات الوطنية، وعبء ارتفاع تكاليف المعيشة.

توسيع آفاق

في سياق المراحل والإنجازات، التي تحققت في الحملات الانتخابية السابقة، كما يقول يحيي الشحي، وتجارب الناخبين مع مُرشحيهم، الآن نحن في المرحلة الخامسة من العملية الديمقراطية وتمكين مشاركة المواطنين في صنع القرار السياسي، ما يُفسح لاقتراح تعزيز الدور العام لأعضاء المجلس الوطني، وضمان مناقشة أوسع للقضايا الاجتماعية والتنموية والوطنية، وتوسيع آفاق العضو المنتخب من حيث مؤهلاته العلمية والبحثية والمتخصصة، لرفع قدراته على أداء مهامه التشريعية والرقابية والبرلمانية، بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية التنموية للخمسين عاماً القادمة، بجانب مشاركة المجلس على نطاق أوسع في الأنشطة العامة.

2

الغلاء والتعليم أولاً

توقّع العقيد متقاعد فهد خصيف النقبي، أن تنصبّ أهم مطالب الناخبين من المُرشحين حالياً وأعضاء المجلس الوطني لاحقاً، أولاً على ملف غلاء المعيشة، وثانياً التركيز على التعليم والمناهج الدراسية، وتعديل شروط القبول في الجامعات، ومعالجة الضعف العام في اللغة العربية والتربية الإسلامية، أما ثالثاً، من وجهة نظر النقبي، سيأتي الاهتمام بتطوير البنية التحتية، والصحة، وإنشاء نوادٍ صحية في القُرى والمناطق البعيدة عن المدن.

وذهبت نجلاء أحمد المطوع، ماجستير قيادة وتخطيط استراتيجي، من جامعة كرانفيلد بالمملكة المتحدة، عضوة مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، إلى أن أبرز توجهات الناخبين يجب أن تدور حول تمكين النُخب المواطنة المعطلة، كما وصفتها، ورفع كفاءة مؤسسات النفع العام والمُؤسسات الأهلية.

وأوضحت أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة في سلّم السلطات الاتحادية الخمس، ولديه كل المقومات والصلاحيات التي تمكنه من أداء دور أكبر من أدواره التقليدية، والمطلوب من المجلس الجديد تفعيل أُطر وأنظمة تُمكن النخب المواطنة المعطلة، من حملة الدكتوراه والمتقاعدين من ذوي الخبرات المهنية المتخصصة، من المساهمة في التنمية بمجالاتها المختلفة، واقتراح وتنفيذ أُطر وبرامج لتفعيل مشاركتهم في الأجهزة الحكومية المعنية بالقضايا، التي تهم المجتمع، مثل التعليم والصحة والاقتصاد والثقافة، عوضاً عن الاعتماد على الخبير الأجنبي.

وشددت على أن البرلمان الجديد مُطالب بالنظر في مسيرة عطاء المؤسسات الأهلية وأجهزة النفع العام في المجتمع، والتحقق من شموليتها في تغطية جميع المجالات والقضايا، التي تهم هذا المجتمع، وقياس كفاءتها في استيعاب النخب المواطنة المعطلة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المجلس الوطني الاتحادي انتخابات المجلس الوطني الاتحادي المجلس الوطنی من الم

إقرأ أيضاً:

بعد نقل المصري المريض من الكويت.. رعاية الوطن تمتد لأبنائه في الداخل والخارج

أكد مسؤول الملف السياسي بالاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج نصر مطر، أن الموقف الإنساني العظيم الذي قدمته الدولة المصرية تجاه أحد أبناء الجالية المصرية في الكويت يعكس جوهر القيادة الوطنية التي لا تتردد في حماية أبنائها وتقديم كل أشكال الرعاية لهم في الداخل والخارج.

ونوه نصر مطر إلى أن الاستجابة السريعة لتوجيهات رئيس الجمهورية تعبر عن رؤية إنسانية راسخة ترى أن المواطن المصري قيمة عليا وأن كرامته خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ويضيف نصر مطر أن متابعة القيادة السياسية لحالة المواطن المصاب وإصدار تكليف عاجل بتجهيز طائرة حربية لنقله إلى أرض الوطن لتلقي العلاج المناسب يعكس حرص الدولة على إنقاذ حياة أبنائها مهما كانت التحديات ومهما بعدت المسافات.

وأضاف نصر مطر أن هذا التحرك الرئاسي السريع يجسد ما تعيشه مصر من مرحلة جديدة تتعامل فيها القيادة مع كل مواطن باعتباره أمانة ومسؤولية، وأن الوطن لم يعد حدودًا جغرافية ضيقة بل أصبح امتدادًا يشمل كل مصري يعمل ويعيش خارج البلاد، ويشدد نصر مطر على أن هذا الموقف لا يعد استثناءً وإنما هو نهج ثابت تتبعه الدولة المصرية في كل الحالات التي تستدعي التدخل السريع لإنقاذ المصريين في الخارج سواء كانت حالات إنسانية أو طبية أو أزمات طارئة.

وأشار نصر مطر إلى أن التعاون الذي جرى بين القنصلية العامة في الكويت ومكتب الدفاع والملحق العسكري والسفارة المصرية يعكس مستوى عاليًا من التنسيق بين مؤسسات الدولة ويثبت أن العمل الوطني بالخارج يعمل بروح الفريق الواحد من أجل خدمة المواطنين، ويؤكد نصر مطر أن هذا التحرك المنظم من أجهزة الدولة المختلفة يجسد صورة مشرفة للدبلوماسية المصرية التي تعمل بصمت من أجل حماية كل مصري في أي مكان.

وأعرب نصر مطر عن تقديره العميق لرئيس الجمهورية على هذه اللفتة الإنسانية التي أعادت الطمأنينة إلى أسرة المواطن المصاب وللمصريين في الخارج جميعًا، كما يعبر عن شكر الاتحاد العالمي للمواطن المصري بالخارج للقوات المسلحة وللسفارة المصرية وللقنصلية العامة وللملحق العسكري على هذا الجهد الوطني الذي عكس صورة مضيئة عن مصر الدولة والقيادة والإنسانية.

وأكد نصر مطر أن هذا الموقف بعث برسالة واضحة لكل مصري في الخارج مفادها أن الوطن لا يغفل عن أبنائه ولا يتردد في مد يد العون لهم متى احتاجوا إليه، وأن المواطن المصري يظل في حماية دولته التي تعرف قيمته جيدًا، ويرى نصر مطر أن هذه المواقف تزيد من ارتباط المصريين بالخارج بوطنهم وتدفعهم إلى مزيد من الدعم للدولة المصرية في كل القضايا الوطنية.

واختتم نصر مطر بالتأكيد أن مصر دولة عظيمة تقف خلف أبنائها بكل قوتها، وأن القيادة السياسية تقدم نموذجًا إنسانيًا فريدًا يؤكد أن الإنسان هو أول أولويات الدولة المصرية.

 

IMG-20251209-WA0054 IMG-20251209-WA0055 IMG-20251209-WA0053

مقالات مشابهة

  • المنتخب الوطني يقصى من منافسة كأس العرب
  • الدبيبة: «المتحف الوطني» يمثل ذاكرة الوطن الكامل عبر العصور
  • المجلس الوطني: المصادقة على 19 مستوطنة انتهاك مضاعف للقانون الدولي
  • الوطني للأرصاد: تأثر الدولة بمنخفض جوي
  • بالصور.. المنتخب الوطني يختتم تحضيراته لموقعة الإمارات في كأس العرب
  • اكتمال ترتيبات مؤتمر المجلس الوطني الإرتري في استوكهولم
  • خطوات الوطن الاقتصادية فوق صخب الظنون
  • نائب: كل صوت انتخابي يدعم مسيرة التنمية والديمقراطية
  • بعد نقل المصري المريض من الكويت.. رعاية الوطن تمتد لأبنائه في الداخل والخارج
  • ما دوافع سحب الرياض قوات درع الوطن الموالية لها من جنوب اليمن؟