صفاقس: تنظيف ساحات باب الجبلي بعد اخلائها من المهاجرين غير النظاميين (فيديو)
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
تواصلت عمليات اخلاء وسط منطقة باب الجبلي بصفاقس من المهاجرين غير النظاميين من دول افريقيا جنوب الصحراء الذين كانوا اتخذوا منذ جويلية الماضي من فضاء رباط المدينة وفضاء الام والطفل مقرا لهم وباعداد غفيرة مما أثار موجة من الاستياء لدى عدد من ابناء الجهة ومن أصحاب المكاتب والمحلات.
وبعد الاخلاء قامت كل السلط الجهوية والمحلية والامنية وادارات البلدية والصحة والتجهيز والفلاحة والديوان الوطني للتطهير والهلال الأحمر والكشافة التونسية وشركات خاصة بتنظيف وتعقيم المنطقة ورفع النفايات.
وفي تصريح لمراسل موزاييك بالجهة قال الحبيب البلغوثي المعتمد الاول المكلف بتسيير شؤون ولاية صفاقس ان" قرار اخلاء الساحات العامة بباب الجبلي تزامنا مع انطلاق السنة الدراسية والجامعية كان بهدف استعادة تلك المنطقة لنسقها العادي بعيدا عن الاخلال بالذوق العام وحفاظا على حقوق متساكني الجهة في العيش في بيئة سليمة وتوفيرا لراحة الجميع."
واكد الحبيب البلغوثي ان عملية الاخلاء تمت بسلاسة وبحضور امني وتمت اتاحة الخيارات في المغادرة امام المهاجرين من دول جنوب الصحراء حيث هناك من غادر الى ولايات اخرى طوعيا وهناك من تم نقلهم الى الوجهات التي يرغبون فيها، وسيتم العمل على تفادي عودة استغلال هذه الساحات للانتصاب حسب قوله.
وشدد على ان التعامل مع المهاجرين غير النظاميين يراعي الوضع الانساني منسجما مع توجهات الدولة. وأضاف ان المنظمات الدولية لم تقم بدورها.
ومن ناحيته قال حاتم الشريف المدير الجهوي للصحة في تصريح لمراسل موزاييك بصفاقس فتحي بوجناح ان الادارة الجهوية للصحة سخرت فريق حفظ الصحة بالادارة للقيام بعملية تعقيم الفضاءات التي كان يتجمع بها المهاجرون غير النظاميين.
تجدر الاشارة الى انه تمت اليوم الاحد عمليات نقل مهاجرين غير نظاميين من دول افريقيا جنوب الصحراء عبر حافلات من منطقة باب الجبلي الى وجهات اخرى بحضور امني وتتواصل الى حد الان عمليات التنظيف بمنطقة باب الجبلي.
فتحي بوجناح
المصدر: موزاييك أف.أم
إقرأ أيضاً:
مشهد مزدوج: اللاجئين الصوماليين يغادرون اليمن وسط استمرار تدفق المهاجرين
اليمن يشهد في الوقت الراهن مشهداً مزدوجاً، بين عودة اللاجئين الطوعية إلى بلادهم وبين استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة نحو أراضيه، وهو ما يعكس تعقيدات الوضع الإنساني والهجرات غير النظامية في منطقة القرن الأفريقي واليمن. فبينما يسعى برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين لتأمين العودة الآمنة لمئات العائدين، يواصل آلاف المهاجرين المغامرة بحياتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر للوصول إلى اليمن.
أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنها أعادت 957 لاجئاً صومالياً من اليمن إلى بلادهم خلال العام 2025، عبر رحلات بحرية إلى بربرة ورحلات جوية إلى مقديشو، ضمن برنامج العودة الطوعية للاجئين الصوماليين (ASR) الممول من الحكومة السويدية.
وأشارت المفوضية إلى أن العائدين سيحصلون على دعم إضافي عند وصولهم لتسهيل إعادة بناء حياتهم وبدء حياة جديدة. ومنذ انطلاق البرنامج في سبتمبر 2017 وحتى نهاية 2024، ساعد البرنامج 8,555 لاجئاً صومالياً على العودة الآمنة، بما في ذلك 1,115 لاجئاً خلال العام الماضي وحده. ويبلغ إجمالي اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في اليمن أكثر من 62 ألف شخص، أغلبهم من الصومال وإثيوبيا.
في المقابل، كشف تقرير حديث لمنظمة الهجرة الدولية عن دخول أكثر من 17 ألف مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وهو ما يعكس استمرار التدفق الهجري من بلدان القرن الأفريقي إلى البلاد. ووفق مصفوفة النزوح (DTM)، بلغ عدد الوافدين 17,659 شخصاً، بانخفاض طفيف عن أكتوبر، وشكّل الإثيوبيون الغالبية العظمى بنسبة 95.8%، فيما بلغ عدد الصوماليين 552 مهاجراً، و110 آخرين من جنسيات مختلفة. وشكّل الرجال 84% من الوافدين، مقابل 11% نساء و5% أطفال.
وجاءت جيبوتي كنقطة الانطلاق الرئيسية للوافدين بنسبة 67%، تلتها الصومال بنسبة 31% وسلطنة عُمان بنسبة 2%. وتوزع وصولهم على مديريات مختلفة في الجنوب، حيث توجه أغلب القادم من جيبوتي إلى ذو باب في تعز وأحور في أبين، بينما استقر الوافدون من الصومال بشكل رئيسي في رضوم بمحافظة شبوة. من جانب آخر، أعادت سلطات عمان 402 مهاجراً إلى المهرة، فيما لم تسجل سواحل لحج أي وصولات جديدة نتيجة الإجراءات الحكومية المكثفة لمكافحة التهريب منذ أغسطس 2023.
وعلى صعيد المغادرة، رصدت المصفوفة خروج 1,580 مهاجراً إثيوبياً من اليمن خلال نوفمبر، أغلبهم عبر رحلات بحرية إلى جيبوتي، فيما توجّه 71 آخرون إلى سلطنة عُمان، في مؤشر على استمرار التنقلات الهجرية المعقدة والحرجة، والتي تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان الحماية الإنسانية وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون على طرقهم نحو اليمن أو عند العودة إلى ديارهم.
هذا المشهد يعكس التحديات الإنسانية المتعددة في اليمن، بين توفير العودة الآمنة للاجئين وتخفيف المخاطر التي تواجه المهاجرين الأفارقة، إضافة إلى الحاجة المستمرة لتعزيز التدابير الأمنية والمساندة الإنسانية لضمان سلامة هذه الفئات الأكثر هشاشة.