السومرية نيوز – محليات

اجتاح داء الليشمانيات الجلدي والمعروف محليًا باسم "دملة بغداد"، أجزاء كثيرة من العراق لعقود من الزمن مما شكل تهديدًا مستمرًا لسكانها، ويترك هذا المرض الذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل ندوبًا دائمة على أجساد المصابين به مدى الحياة، بحسب تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية. وذكر التقرير انه "بحلول عام 2022 كان هناك 8000 شخص في العراق، معظمهم من المناطق الريفية النائية، قد أصيبوا بهذا المرض، وفي عام 2023 وفي تحول غير متوقع للأحداث ظهرت الحالة الأولى في محافظة دهوك الخالية تقليديًا من ذبابة الرمل في إقليم كردستان شمال العراق، وقد يكون هذا التطور المفاجئ مرتبطا بآثار تغير المناخ والتصحر ويسلط الضوء على إمكانية توسع انتشار هذا المرض".



وأضاف، أن "عوامل كثيرة بما في ذلك عدم كفاية فرص الحصول على العلاج الطبي في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها أدت إلى تفاقم انتشار داء الليشمانيات الجلدي في العراق".

ومع ذلك، كانت الجهود التعاونية التي بذلتها وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية في العراق متميزة في الحد من العدوى فقد تم تنظيم حملات رش موسمية في المناطق الموبوءة وتقديم الدعم لعلاج المرضى في الوقت المناسب، وفق التقرير.

وأوضح، أن "عباس، البالغ من العمر 5 سنوات، فتى مفعم بالحيوية من محافظة الديوانية، الواقعة على بعد 130 كم جنوب بغداد، أصيب عباس بداء الليشمانيات الجلدي الذي ترك ندبة ملحوظة على وجهه الصغير، كان والده، الذي كان في حاجة ماسة إلى العلاج لابنه، يقود سيارته مسافة تزيد عن 40 كيلومتراً للوصول إلى أقرب مركز للرعاية الصحية الأولية، لكن هذه الرحلة كانت تستحق العناء لشفاء الجرح الذي في وجه عباس والذي استغرق علاجه 4 أشهر طويلة ومؤلمة تاركا وراءه بصمة دائمة".

وتابع التقرير، في هذه الأثناء أصيبت أفين، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عاماً من محافظة السليمانية في إقليم كردستان، بالصدمة عندما وجدت آفة صغيرة يبلغ حجمها حوالي 1.5 سم في قدمها – وهي علامة واضحة على وجود دملة بغداد، وبما أنها كانت حاملاً في ذلك الوقت فقد اعتقدت أنها لن تكون قادرة على تناول أي دواء.

لم يمضِ شهر على الولادة حتى قامت أفين أخيرًا بزيارة مستشفى المدينة لطلب المساعدة، ومع ذلك، لم تكن العلاجات الموصوفة متاحة دائمًا، وكان عليها في بعض الأحيان الاعتماد على الرعاية الذاتية حتى تشفى آفتها.

وأكد القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق وائل حتاحت، أن "داء الليشمانيات في العراق يتطلب اهتماماً كبيراً ويتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة وضمان الوصول إلى الخدمات الطبية الجيدة في البلدان الموبوءة في إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط، من خلال توحيد الجهود، يمكننا أن نحدث فرقًا ونضمن العلاج والدعم للمحتاجين في الوقت المناسب."

واستطرد التقرير، إن "قصص عباس وأفين ليست سوى اثنتين من روايات عديدة عن المرض، لقد سلطوا الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة هذا الوباء الصامت وتلبية احتياجات جميع أولئك الذين يعانون من الندبات التي خلفتها دملة بغداد، إذ تشكل قصصهم دعوة للرعاية والتعاون والعمل الجماعي لخلق مستقبل أكثر صحة للعراق وشعبه وهو ما يتجلى من خلال التعاون الإيجابي بين وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية اذ يعمل الطرفان معًا بلا كلل لمكافحة داء الليشمانيات الجلدي وتوفير الأمل والشفاء للمتضررين".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الصحة العالمیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية تعلن خروج آخر مستشفى لعلاج السرطان بغزة من الخدمة

أعلنت منظمة الصحة العالمية خروج آخر مستشفى يوفر الرعاية الطبية المصابين بأمراض القلب ولمرضى السرطان في قطاع غزة من الخدمة إثر هجوم إسرائيلي.

وجاء في منشور المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة "إكس" أن الهجوم الذي وقع الثلاثاء الماضي "أصاب المستشفى الأوروبي في خان يونس بأضرار بالغة وجعل الوصول إليه متعذرا".

وتابع "أصبح المستشفى خارج الخدمة"، موضحا أن فريقا من منظمة الصحة العالمية أجلى الطواقم الطبية على نحو عاجل خلال الهجوم.

ولفت المدير العام للمنظمة إلى أن "إغلاق المستشفى أدى إلى توقف خدمات حيوية، بما في ذلك جراحة الأعصاب والرعاية القلبية وعلاج السرطان، وهي خدمات غير متوفرة بأنحاء أخرى في قطاع غزة".

واستشهد 27 فلسطينيا في غارات إسرائيلية شنها جيش الاحتلال الثلاثاء الماضي على مختلف مناطق قطاع غزة، بينهم 16 شهيدا في قصف على المستشفى الأوروبي ومحيطه بخان يونس.

وزعم إعلام إسرائيلي أن القصف استهدف اغتيال محمد السنوار القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وحسب آخر بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة والذي صدر في 8 مايو/أيار الجاري، فإن 38 مستشفى و81 مركزا صحيا و164 مؤسسة صحية تعرضت للتدمير أو الحرق أو الخروج من الخدمة خلال حرب الإبادة.

إعلان

وتواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية واسعة ضد قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، مخلفة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية تفتتح جمعيتها السنوية في جنيف
  • تعاون بين وزارة الشباب ومنظمة الصحة العالمية
  • منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل من دون أميركا
  • منظمة الصحة العالمية تبحث مستقبل العمل بدون أمريكا
  • نقيب الصحفيين العراقيين يؤكد موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • نقيب الصحفيين العراقيين يشيد بالتغطية الإعلامية للقمة العربية
  • نقيب الصحفيين العراقيين: القمة العربية تؤكد استعادة بغداد لدورها القيادي
  • قطر ومنظمة الصحة العالمية تعقدان الحوار الاستراتيجي الثاني
  • الصحة العالمية تعلن خروج آخر مستشفى لعلاج السرطان بغزة من الخدمة
  • الصحة العالمية: الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في غزة