إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أقلعت طائرة قطرية وعلى متنها خمسة سجناء أمريكيين سابقين من إيران باتجاه الدوحة، وفق ما قال مصدر مطّلع على الملف في قطر الإثنين، ضمن صفقة لتبادل محتجزين بين طهران وواشنطن.

وقال المصدر إن "طائرة قطرية أقلعت وعلى متنها السجناء الخمسة واثنين من أقربائهم برفقة السفير القطري" لدى طهران، متجهة نحو الدوحة التي تقود وساطة بين الطرفين.

وكان نفس المصدر قال في وقت سابق إن "هناك طائرة قطرية على أهبة الاستعداد في إيران لنقل المواطنين الأمريكيين الخمسة واثنين من أقربائهم إلى الدوحة". مؤكدا بأن قطر أبلغت "المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين بأن مبلغ الستة مليارات دولار قد تم تحويله من سويسرا إلى حسابات مصرفية في قطر".

تحويل ستة مليارات دولار مجمدة إلى قطر

وفي طهران، أكد محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين: "تلقينا بالأمس رسالة رسمية من السلطات القطرية تشير إلى تفعيل حسابات ستة بنوك إيرانية"، مضيفا: "تم اليوم إيداع ما يعادل 5,573,492,000 يورو في حسابات المصارف الإيرانية لدى مصرفين قطريين". كما قال فرزين إن هناك "دعوى من إيران ضد كوريا الجنوبية لعدم إتاحة الوصول إلى هذه الأموال وانخفاض قيمتها (...)، من أجل الحصول على تعويضات".

وسبق أن تمّ الإعلان عن هذا الاتفاق في 10 أغسطس/آب وبموجبه قامت إيران بنقل خمسة أمريكيين من السجن إلى الإقامة الجبرية في فندق خاضع للحراسة قبل نقلهم إلى قطر للإفراج عنهم. في المقابل، ينبغي على الولايات المتحدة بدورها إطلاق سراح خمسة سجناء إيرانيين.

وكانت الجمهورية الإسلامية أعربت في وقت سابق عن أملها في أن يتم الإثنين تنفيذ الصفقة. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي: "نأمل في أن نلحظ اليوم (الإثنين) الاستحواذ الكامل على الأصول الإيرانية"، مشيرا إلى أن "تبادل السجناء سيتم في اليوم نفسه. وأوضح كنعاني أنه "سيتم الإفراج عن خمسة مواطنين إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه من بين مواطني طهران الخمسة "سيعود اثنان إلى إيران، وآخر سيذهب إلى بلد ثالث بسبب وجود عائلته فيه، وسيبقى اثنان" في الولايات المتحدة.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: ممتلكاتنا ومواردنا في #كوريا_الجنوبية أصبحت تحت تصرفنا بالكامل#قناhttps://t.co/emkn4tTLFc pic.twitter.com/rJdqhmizDq

— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) September 18, 2023

وفي الدوحة، قالت مصادر مطلعة على عملية التبادل إن المواطنين الأمريكيين سيخضعون لفحص طبي في العاصمة القطرية قبل مغادرتهم قطر. ومن المقرر أن يسافر أربعة من المفرج عنهم إلى واشنطن، بينما سيتوجه الخامس إلى دولة خليجية أخرى.

ولم يصدر تعليق فوري من واشنطن.

وفي حال تمّ تنفيذه اليوم، سيتزامن تطبيق الاتفاق مع الوصول المرتقب للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.

من هم السجناء المفرج عنهم؟

ومن المفرج عنهم، رجل الأعمال سياماك نمازي الذي يمضي منذ 2016 عقوبة بالسجن عشر سنوات لإدانته بتهمة "التجسس" لحساب الولايات المتحدة. وتشمل القائمة كذلك رجل الأعمال عماد شرقي المدان بالسجن عشرة أعوام لإدانته بتهمة التجسس، ومراد طهباز الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية وحكم عليه بالسجن 10 أعوام أيضا بتهمة "التآمر مع الولايات المتحدة".

ويحمل هؤلاء الثلاثة الجنسية المزدوجة. لكن الاثنان الآخران فضلا عدم الكشف عن هويتهما.

من جانبه، أكد القضاء الإيراني في أغسطس/آب 2022 أن "عشرات" الإيرانيين محتجزون في الولايات المتحدة. ومعظم هؤلاء مزدوجو الجنسية ومتّهمون بمخالفة عقوبات واشنطن على طهران. وتشمل قائمة الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة كامبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور المتهمين بمخالفة العقوبات الاقتصادية.

أما الأصول المفرج عنها فهي أموال مستحقة لإيران بموجب بيع النفط إلى كوريا الجنوبية. لكنّ سول جمّدتها مذ انسحبت الولايات المتحدة أحاديا عام 2018 من الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي وأعادت فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وتشدد إدارة الرئيس جو بايدن على أنه يمكن لإيران استخدام هذه الأموال حصرا لشراء الأغذية والأدوية والسلع الإنسانية الأخرى التي لا تشملها العقوبات الأمريكية. إلا أن بعض المسؤولين في طهران ألمحوا إلى عدم وجود قيود على إنفاق هذه الأرصدة. لكن واشنطن حذّرت من أنها قد تعيد تجميد الأصول في حال استخدمتها طهران لغير الغايات الإنسانية المحدّدة.

وسبق للطرفين أن أبرما اتفاقات لتبادل السجناء آخرها في يونيو/حزيران 2020 على رغم التوتر بينهما والخلافات بشأن ملفات متشعبة.

لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.. ماذا عن الاتفاق النووي؟

ورأى محللون أن الاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه بعد أشهر طويلة من المفاوضات خلف الكواليس، يؤذن بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين وقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للتعامل مع مخاوف منها ما يتعلق ببرنامج إيران النووي وتسارع وتيرته منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015.

لكنهم استبعدوا أن يمهّد الاتفاق لتفاهمات أكبر خصوصا بشأن النووي، لا سيما مع اقتراب ولاية بايدن من نهايتها واستعداد واشنطن للدخول في أجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

هذا، ويأتي اتفاق تبادل السجناء والإفراج عن الأصول بعد زهاء عام من انهيار مباحثات هدفت لإحياء الاتفاق النووي. وأتاح الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى تقييد الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها. لكن واشنطن انسحبت أحاديا منه في 2018 وأعادت فرض العقوبات، ما دفع طهران للتراجع تدريجيا عن التزاماتها النووية، خصوصا في مجال تخصيب اليورانيوم.

وأجرت إيران والقوى الكبرى، بتسهيل من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات اعتبارا من أبريل/نيسان 2021 لإحياء الاتفاق، من دون أن تؤدي إلى نتيجة.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: زلزال المغرب فيضانات ليبيا وفاة مهسا أميني ريبورتاج إيران الولايات المتحدة قطر الدوحة بنوك مصارف عقوبات أسرى فی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد، في ظل حشود عسكرية أمريكية لافتة تشمل إرسال حاملات طائرات ومقاتلات حديثة وتعزيزات إلى القواعد الأمريكية في الخليج. 


وهذا التحرك الكبير أثار تساؤلات كثيرة حول نوايا واشنطن هل تستعد الولايات المتحدة لحرب وشيكة مع إيران، أم أنها تقوم فقط بالضغط على طهران من أجل العودة إلى المفاوضات؟.

الولايات المتحدة حتى الآن لا تبدو راغبة في خوض حرب شاملة، لكنها تحاول استخدام الحشد العسكري كورقة ضغط على إيران، خاصة في ما يتعلق بملفها النووي وبرنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة. 


لكن في الوقت نفسه، تعرف واشنطن أن أي هجوم كبير على إيران قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل غلق مضيق هرمز، وارتفاع أسعار النفط، وهجمات إيرانية ضد قواعد أمريكية في دول المنطقة.

وكانت قد طورت إيران قدرات عسكرية كبيرة، وخاصة في مجال الصواريخ الباليستية، التي يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية في الخليج، كما تعتمد طهران على حلفائها في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله لتهديد مصالح واشنطن بشكل غير مباشر، ومع هذا التصعيد، يبقى الخطر قائماً من اندلاع مواجهة واسعة، قد تخرج عن السيطرة وتؤثر على أمن المنطقة والاقتصاد العالمي كله.


وقال محمد فوزي، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لصدى البلد، إن استعراض القوة الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وحالة الحشد التي تجري على مستويات متعددة، سواءً في القواعد العسكرية الأمريكية أو حاملات الطائرات والمقاتلات الأمريكية التي يتم جلبها إلى الشرق الأوسط، تُشير إلى أن المنطقة على أعتاب حدث جلل وكبير، قد يكون على غرار توجيه ضربة كبرى لإيران.

وأضاف فوزي أن الولايات المتحدة حتى اللحظة تلوح بهذا التصعيد دون نية حقيقية لاستخدامه، موضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذا الحشد إلى المزيد من الضغط على إيران، بهدف إجلاس طهران على طاولة التفاوض، وفقاً للشروط الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي، والأدوار الإقليمية لإيران.

وأكد الباحث أن الإدارة الأمريكية والدولة العميقة في الولايات المتحدة تدرك جيدًا خطورة توجيه ضربة مباشرة لإيران، مشيرًا إلى أن هذه الضربة ستمثل كارثة إشعاعية كبيرة، وقد تدفع إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على الداخل الأمريكي نتيجة الارتفاع المحتمل في أسعار الطاقة.

وتابع: “من المحتمل أيضاً أن تلجأ إيران إلى استهداف الوجود الأمريكي في دول الجوار ودول المنطقة، وهو ما يُثير تخوفًا حقيقيًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة مع عدم ضمان قدرة الضربة على الإطاحة بالنظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى زيادة شراسة طهران وتصعيدها العسكري، ويضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية”.

وأوضح فوزي أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها إيران عقب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، إلا أنها، وفق كافة المؤشرات الراهنة، استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة، وتخلق حالة من التوازن في هيكلها العسكري.

وأشار إلى أن إسرائيل، من جانبها، منيت بخسائر كبيرة رغم التعتيم الذي تمارسه سلطات الاحتلال، موضحًا أن هذه الخسائر لا تقتصر فقط على الجانب المادي والبشري، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، حيث خسرت إسرائيل فكرة الأمن الداخلي، ومنظومة الردع التي كانت تتفاخر بها طوال السنوات الماضية.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الداخل الإسرائيلي أصبح مهددًا في كل وقت، في ظل حالة الدمار التي طالت العديد من المدن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل نتيجة التصعيد الراهن، وعدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية رغم كل الدعم الذي تحصل عليه، وهو ما يعد خسارة كبرى لإسرائيل على أكثر من مستوى.

طباعة شارك القواعد الأمريكية إيران قواعد أمريكية مضيق هرمز واشنطن

مقالات مشابهة

  • بعد لحظات من بدء وقف إطلاق النار.. تبادل قصف صاروخي عنيف بين طهران وتل أبيب (فيديو)
  • قصف غير مسبوق على عدة مدن إيرانية بينها العاصمة طهران.. واغتيال عالم نووي
  • أوامر إخلاء وقصف غير مسبوق على عدة مدن إيرانية بينها العاصمة طهران
  • دبلوماسى لبنانى سابق: إيران حاولت توجيه رسالة دون جر الولايات المتحدة إلى معركة شاملة
  • أميركا أطاحت بحكومة إيرانية من قبل.. هل يفعلها ترامب مجددا؟
  • الولايات المتحدة تكشف عن تكتيك جديد في ضرب المنشآت النووية الإيرانية
  • قصف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية وتهديدات متبادلة بين طهران وواشنطن| تفاصيل
  • إيران تتوعد الولايات المتحدة : مهاجمة المنشآت النووية جريمة لا تغتفر ولن تمر بدون رد (تفاصيل)
  • ستارمر: واشنطن اتخذت إجراءات لاحتواء تهديد البرنامج النووي الإيراني وندعو طهران للمفاوضات
  • استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب