استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟| باحث سياسي يجيب
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد، في ظل حشود عسكرية أمريكية لافتة تشمل إرسال حاملات طائرات ومقاتلات حديثة وتعزيزات إلى القواعد الأمريكية في الخليج.
وهذا التحرك الكبير أثار تساؤلات كثيرة حول نوايا واشنطن هل تستعد الولايات المتحدة لحرب وشيكة مع إيران، أم أنها تقوم فقط بالضغط على طهران من أجل العودة إلى المفاوضات؟.
الولايات المتحدة حتى الآن لا تبدو راغبة في خوض حرب شاملة، لكنها تحاول استخدام الحشد العسكري كورقة ضغط على إيران، خاصة في ما يتعلق بملفها النووي وبرنامجها الصاروخي ونفوذها في المنطقة.
لكن في الوقت نفسه، تعرف واشنطن أن أي هجوم كبير على إيران قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، مثل غلق مضيق هرمز، وارتفاع أسعار النفط، وهجمات إيرانية ضد قواعد أمريكية في دول المنطقة.
وكانت قد طورت إيران قدرات عسكرية كبيرة، وخاصة في مجال الصواريخ الباليستية، التي يمكن أن تصل إلى القواعد الأمريكية في الخليج، كما تعتمد طهران على حلفائها في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله لتهديد مصالح واشنطن بشكل غير مباشر، ومع هذا التصعيد، يبقى الخطر قائماً من اندلاع مواجهة واسعة، قد تخرج عن السيطرة وتؤثر على أمن المنطقة والاقتصاد العالمي كله.
وقال محمد فوزي، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لصدى البلد، إن استعراض القوة الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وحالة الحشد التي تجري على مستويات متعددة، سواءً في القواعد العسكرية الأمريكية أو حاملات الطائرات والمقاتلات الأمريكية التي يتم جلبها إلى الشرق الأوسط، تُشير إلى أن المنطقة على أعتاب حدث جلل وكبير، قد يكون على غرار توجيه ضربة كبرى لإيران.
وأضاف فوزي أن الولايات المتحدة حتى اللحظة تلوح بهذا التصعيد دون نية حقيقية لاستخدامه، موضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذا الحشد إلى المزيد من الضغط على إيران، بهدف إجلاس طهران على طاولة التفاوض، وفقاً للشروط الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي، والأدوار الإقليمية لإيران.
وأكد الباحث أن الإدارة الأمريكية والدولة العميقة في الولايات المتحدة تدرك جيدًا خطورة توجيه ضربة مباشرة لإيران، مشيرًا إلى أن هذه الضربة ستمثل كارثة إشعاعية كبيرة، وقد تدفع إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على الداخل الأمريكي نتيجة الارتفاع المحتمل في أسعار الطاقة.
وتابع: “من المحتمل أيضاً أن تلجأ إيران إلى استهداف الوجود الأمريكي في دول الجوار ودول المنطقة، وهو ما يُثير تخوفًا حقيقيًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة مع عدم ضمان قدرة الضربة على الإطاحة بالنظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى زيادة شراسة طهران وتصعيدها العسكري، ويضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية”.
وأوضح فوزي أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها إيران عقب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، إلا أنها، وفق كافة المؤشرات الراهنة، استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة، وتخلق حالة من التوازن في هيكلها العسكري.
وأشار إلى أن إسرائيل، من جانبها، منيت بخسائر كبيرة رغم التعتيم الذي تمارسه سلطات الاحتلال، موضحًا أن هذه الخسائر لا تقتصر فقط على الجانب المادي والبشري، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، حيث خسرت إسرائيل فكرة الأمن الداخلي، ومنظومة الردع التي كانت تتفاخر بها طوال السنوات الماضية.
واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الداخل الإسرائيلي أصبح مهددًا في كل وقت، في ظل حالة الدمار التي طالت العديد من المدن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل نتيجة التصعيد الراهن، وعدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية رغم كل الدعم الذي تحصل عليه، وهو ما يعد خسارة كبرى لإسرائيل على أكثر من مستوى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القواعد الأمريكية إيران قواعد أمريكية مضيق هرمز واشنطن الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة ترصد 50 مليون دولار للقبض على الرئيس الفنزويلي
أعلنت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي عن جائزة بقيمة 50 مليون دولار مقابل معلومات للقبض على الرئيس الفنزويلي الحالي نيكولاس مادورو.
وقالت بوندي إن مادورو يشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي، وكشفت عن أن واشنطن صادرت أكثر من 700 مليون دولار من الأصول المرتبطة بمادورو بينها طائرتان و9 مركبات.
كما وصفت الوزيرة ، مادورو بأنه أحد أكبر تجار المخدرات في العالم وعهده الإرهابي مستمر، مؤكدة أنه لن يفلت من العدالة وسيحاسب على "جرائمه الدنيئة".
وقالت بوندي، في مقطع فيديو نُشر على منصة "إكس"، إن مادورو "يتعاون مع جماعات إجرامية" من بينها شبكة ترين دي أراغوا الفنزويلية وعصابة سينالوا المكسيكية، متهمة إياه بالضلوع في أنشطة تهريب المخدرات والجريمة المنظمة.
Today, @TheJusticeDept and @StateDept are announcing a $50 MILLION REWARD for information leading to the arrest of Nicolás Maduro. pic.twitter.com/D8LNqjS9yk — Attorney General Pamela Bondi (@AGPamBondi) August 7, 2025
ويُعد هذا أحدث تصعيد أمريكي ضد حكومة كراكاس، حيث كانت المكافأة المعروضة مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو 25 مليون دولار.
في المقابل نددت كراكاس بقرار واشنطن زيادة المكافأة المالية المرصودة لاعتقال الرئيس نيكولاس مادورو، معتبرة هذا القرار "مثيرا للشفقة" و"سخيفا".
وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل في بيان "هذه المكافأة المثيرة للشفقة هي أكثر غطاء دخاني سخيف رأيناه على الإطلاق".
وجاءت هذه الخطوة في سياق توتر ممتد بين الولايات المتحدة وفنزويلا منذ سنوات، إذ تتهم واشنطن مادورو بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان وقمع المعارضة، فيما تقول كراكاس إن العقوبات الأميركية تمثل "حربا اقتصادية" تهدف لإسقاط حكومتها.
وفي عام 2020 رصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة أولية قدرها 15 مليون دولار للإيقاع بمادورو، في إطار قضية تهريب مخدرات مرفوعة ضده، قبل أن ترفعها لاحقا إلى 25 مليون دولار، وصولا إلى الرقم الحالي الذي يُعد الأعلى في تاريخ الملاحقات الأميركية لرئيس دولة على رأس السلطة.
وتشهد فنزويلا، الغنية بالنفط، أزمة اقتصادية وسياسية خانقة منذ سنوات، أدت إلى نزوح ملايين المواطنين، وسط استمرار العقوبات الأميركية والدولية المفروضة على نظام مادورو.