قصف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية وتهديدات متبادلة بين طهران وواشنطن| تفاصيل
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
في تصعيد غير مسبوق للأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، أعلنت واشنطن عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية، مما أثار ردود فعل غاضبة من طهران، التي وصفت القصف بأنه دليل على تواطؤ أمريكي إسرائيلي.
ويأتي ذلك وسط تبادل واسع للضربات بين إيران وإسرائيل، مما يفاقم من احتمالات اندلاع مواجهة إقليمية واسعة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السلوك الإسرائيلي يعد سلوكا إجراميا بامتياز، وأقصى ما قد تقدِم عليه إسرائيل في هذا السياق هو السعي لإسقاط النظام الإيراني، إلا أن مدى قدرة النظام الإيراني على الصمود والاستمرار سيكون مرهونا بتماسك الجبهة الداخلية الإيرانية.
وأضاف طارق فهمى خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في حال شعرت إيران بأن خياراتها تضيق، فقد تلجأ إلى ما يمكن اعتباره "الملاذ الأخير" أو "الخيار الصفري"، من خلال إغلاق مضيق هرمز، وهو ما يعد خطوة تصعيدية خطيرة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات داخلية تتعلق بعمليات التجارة الدولية، وفرض تفتيشات على حركة الشحن، مما قد يعطل الإمدادات العالمية للطاقة والتجارة.
وأشار فهمى، إلى أن قد تحرك طهران أحد أبرز أذرعها في المنطقة، والمقصود هنا جماعة الحوثيين، لدفعهم مجددا نحو استهداف السفن الأمريكية، ما يشكل تهديدا مباشرا للملاحة الدولية ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن القصف الأمريكي لمنشآتها النووية يؤكد ما وصفته بـ"تواطؤ واشنطن الكامل مع إسرائيل"، وذلك وفق ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية".
التهديد النووي الإيرانيوفي السياق نفسه، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض مساء الأحد، بأن القوات الأمريكية نفذت هجمات مباشرة على منشآت نووية داخل إيران.
وأوضح أن الهدف من هذه الضربات هو تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف ما وصفه بـ"التهديد النووي الإيراني".
وأكد ترامب أن المنشآت المستهدفة "دمرت بالكامل"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هناك أهدافا أخرى داخل إيران لم تهاجم بعد، وأضاف محذرا: "أي هجمات مستقبلية ستكون أكبر بكثير ما لم يتم تحقيق السلام"، داعيا إيران إلى الاختيار بين "السلام أو المأساة".
الدور الإسرائيلي في التصعيد
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين عن تنفيذ غارات جوية استهدفت مقرات قيادة ومصالح تابعة لقوات الأمن الداخلي والحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران.
وقال الجيش في بيان رسمي: "قبل قليل، أغارت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه دقيق من هيئة الاستخبارات، على مقرات قيادة ومصالح تابعة لقوات الأمن الداخلي والحرس الثوري الإيراني".
ويأتي هذا الإعلان بعد هجمات إسرائيلية موسعة نفذت في 13 يونيو الجاري ضد أهداف إيرانية، حيث بررت تل أبيب عملياتها بأنها تهدف إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران بشكل متكرر.
الرد الإيرانيفي المقابل، ردت إيران بسلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة استهدفت مواقع داخل إسرائيل، في إشارة واضحة إلى أن طهران لن تظل مكتوفة الأيدي أمام التصعيد العسكري ضدها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل إيران ترامب الولايات المتحدة أمريكا
إقرأ أيضاً:
أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية
في ظل تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، وعودة الحديث مجددًا عن الملف النووي الإيراني، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مفتوحة تتجاوز حدود الحرب بالوكالة إلى صدام مباشر بين قوى إقليمية ودولية.
وفي هذا السياق، علق أستاذ السياسة أحمد فؤاد أنور على تطورات المشهد الإيراني، متناولًا أبعاد الردع المتبادل بين إسرائيل وإيران، ودلالات فشل الضربات العسكرية السابقة في كبح الطموح النووي الإيراني، إلى جانب ما يمثله التوازن الدولي الجديد من تعقيد إضافي لأي عمل عسكري محتمل.
أحمد فؤاد أنور: اكتمال المشروع النووي الإيراني يمنح طهران حصانة وردعًا يصعب كسرهقال أحمد فؤاد أنور في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الحديث عن إكمال المشروع النووي الإيراني يختلف تمامًا عن مجرد السعي أو محاولات الإحياء، وأضاف أن تحول البرنامج إلى قدرة نووية مكتملة يمنح طهران «حصانة» ورافدًا من الردع يصعب على أي طرف توجيه ضربة حاسمة ضدها.
أوضح أنور أن استمرار قدرة إيران على التحرك في هذا الملف يشير إلى أن الضربات التي نسبت للولايات المتحدة أو لإسرائيل لم تكن فعالة بما يكفي لوقف تطور القدرات الإيرانية، مضيفًا أن مجرد النقاش الحالي عن إحياء البرنامج دليل على محدودية أثر هذه العمليات.
نوه إلى أن المواجهة شملت ضربات متبادلة استهدفت مراكز وأهدافًا حساسة في الطرفين من عمليات اغتيال لعلماء إلى هجمات على منشآت استراتيجية ما يعكس منطق الردع المتبادل وتصاعد وتيرته في المنطقة.
لفت إلى أن عملية استهداف أهداف داخل إيران أو وصول ضربات من اليمن رغم بساطة وسائلها أثارت تساؤلات عن فعالية منظومات الدفاع الجوي المتفوّق عليها إعلاميًا، بما في ذلك منظومات متقدمة لطالما تم الترويج لقدراتها.
شدد أنور على أن توجيه ضربات واسعة لإيران لن يكون ممكنًا من دون موافقة أو مشاركة أميركية فعلية، وأن ذلك يزيد من تعقيد أي مسار عسكري محتمل ويجعل الخيارات السياسية والدبلوماسية أكثر أهمية.
وأكد أنور أن التعاون التقني والاقتصادي والاستخباراتي بين إيران وقوى كبرى قد يغير موازين القوة ويطيل أمد المواجهة إلى حرب استنزاف، وهو ما قد لا يخدم مصالح تل أبيب في سيناريو تصعيد طويل الأمد.
ختامًا قال أحمد فؤاد أنور إن المشهد الراهن يؤكد أن المنطقة أمام لعبة معقدة من الردع المتبادل والتحالفات المتعددة الأبعاد، وأن الحلول القصيرة النافذة العسكرية وحدها لن تكون كافية لاحتواء الأزمة.