أعلنت الأمم المتحدة أن وكالاتها العاملة في مدينة درنة بليبيا تعمل على "منع انتشار الأمراض وتجنب أزمة مدمرة ثانية في المنطقة"، بعد الإعصار والفيضانات التي ضربت المدينة قبل أكثر من أسبوع، وخلّفت آلاف القتلى والمفقودين ودمارا واسعا.

وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا جورجيت غانيون، وجود فِرق من 9 وكالات تابعة للأمم المتحدة على الأرض، لإيصال المساعدات إلى درنة.

وقالت غانيون في مؤتمر صحفي، إن فرص العثور على أشخاص ما زالوا على قيد الحياة في درنة ضئيلة للغاية، لكن انتشال الجثث لا يزال مستمرا.

وأشارت إلى أنه نظرا لطبيعة هذه المأساة وحجمها، فإن المنظمات الإغاثية تشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر الصحية والانتشار المحتمل للأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة؛ بسبب تعرض مصادر المياه، وشبكات الصرف الصحي في درنة لأضرار بالغة.

ومن جهته، أثنى رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، على التعبئة العامة لليبيين لتقديم الدعم للمتضررين من الكارثة، التي وصفها بغير المسبوقة في تاريخ البلاد.

وأضاف باتيلي في مقابلة مع الجزيرة، أن ما حلّ بمدينة درنة وسكانها كارثة طبيعية غير مسبوقة، لكن لا يمكن استبعاد مسؤولية الإنسان عما حدث.


مخاوف من أزمة صحية

وبدورها، حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية من حدوث أزمة صحية في المناطق التي ضربتها الفيضانات في شرق ليبيا، لا سيما مدينة درنة الأشد تضررا.

وأشارت اللجنة إلى أن الفيضانات الأخيرة لوّثت بشكل بالغ مصادر المياه، وخلطتها بمياه الصرف الصحي، وجعلتها غير صالحة للاستهلاك.

وأضافت لجنة الإنقاذ الدولية أن درنة سجلت بالفعل إصابة 55 طفلا على الأقل بأمراض نتيجة تلوث المياه. ونبهت إلى أن تلوث المياه قد يعرّض السكان الضعفاء -ولا سيما النساء والأطفال- إلى خطر متزايد، وفق بيان لجنة الإنقاذ.

في المقابل، قال وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبد الجليل، إنه لا داعي للخوف من انتشار الأوبئة في درنة، وأكد في مؤتمر صحفي عقده في درنة، أن فِرق الرصد لم تسجل حالات خارجة عن المعتاد، وأن الأرقام المسجلة عادية ويُنظر في أسبابها.

وصرح عثمان بارتفاع أعداد قتلى السيول والفيضانات إلى 3338، بزيادة 55 حالة وفاة أمس الاثنين.

جهود الإنقاذ

وتتواصل جهود أجهزة الإسعاف الليبية بمساندة فِرق أجنبية للبحث عن المفقودين، وجثث ضحايا السيول في مدينة درنة.

وقال الهلال الأحمر الليبي، إن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في انتشال جثث الضحايا من البحر.

وقد أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تضرر نحو 70% من البنية التحتية في المناطق المنكوبة.

وإزاء تفاقم الوضع الإنساني في درنة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن ستقدم 11 مليون دولار لمنظمات الإغاثة لتلبية الاحتياجات في ليبيا.


احتجاجات

من جهة أخرى، احتج المئات في درنة -أمس الاثنين- تعبيرا عن غضبهم من السلطات، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين بعد أسبوع من مقتل الآلاف من سكان المدينة، في سيول وفيضانات أتت على أحياء بأكملها.

وطالب المحتجون بمحاسبة مسؤولين؛ منهم: رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، خلال المظاهرة التي جرت أمام مسجد الصحابة، بينما كان بعض المحتجين واقفا أعلى المسجد أمام قبته الذهبية التي تعدّ أحد معالم درنة.

وفي وقت لاحق من مساء أمس الاثنين، أبلغ مدير مكتب العميد لبلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، رويترز بأن محتجين غاضبين أضرموا النار في منزل الغيثي، الذي كان يشغل المنصب حينما وقع الفيضان.

وقالت الحكومة في شرق ليبيا، إن رئيس الوزراء أسامة حماد أقال جميع أعضاء المجلس البلدي لدرنة، وأحالهم إلى التحقيق.

ويمثل احتجاج أمس الاثنين أول مظاهرة كبيرة منذ وقوع السيول الجارفة والفيضانات، التي اجتاحت درنة على أثر انهيار سدين خلال عاصفة قوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أمس الاثنین فی درنة

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة المنصورة يوقع البروتوكول التنفيذي لتحالف "تطوير صناعة الألبان والصناعات الغذائية" ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"

 

 

ويشارك في افتتاح الجمعية العامة لهيئة الشراكة بين الأكاديميات والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث

 

 

 شارك الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، في افتتاح فعاليات الجمعية العامة لهيئة الشراكة بين الأكاديميات 2025 والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO 2025)، الذي تستضيفه مصر خلال الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر 2025، بمشاركة واسعة من الأكاديميات الوطنية والدولية والمؤسسات العلمية الرائدة.

يأتي ذلك تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي،

 

 

 

وخلال مشاركته نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية، شهد رئيس الوزراء مراسم توقيع البروتوكولات التنفيذية للتحالفات التسعة المتأهلة للمرحلة النهائية من المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في 17 فبراير 2025 بهدف إنشاء وتفعيل تحالفات إقليمية تخصصية تضم الجامعات والمؤسسات البحثية والصناعة ورواد الأعمال والجهات الحكومية، بما يعزز منظومة الابتكار وريادة الأعمال ويربط البحث العلمي بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وجاءت هذه الخطوة تتويجًا لمراحل التقييم الثلاث التي خضعت لها التحالفات المتقدمة، وعددها 104 تحالفات، بمشاركة لجان متخصصة وخبراء دوليين، حيث اجتازت تسعة تحالفات – من بينها تحالف جامعة المنصورة – مراحل التقييم ووصلت إلى المرحلة النهائية تمهيدًا لاستكمال خطط التنفيذ.

وشهدت الفعاليات توقيع البروتوكول التنفيذي لتحالف "تطوير صناعة الألبان والصناعات الغذائية المصرية"، الذي تمثّله جامعة المنصورة ويضم 12 عضوًا من جهات أكاديمية وصناعية واستثمارية، ويعمل ضمن النطاق الجغرافي لإقليم الدلتا، بعد قبول التحالف مبدئيًا وتأهّله للمرحلة النهائية.

وفي تصريح صحفي، أكد رئيس جامعة المنصورة أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تُعد نقلة نوعية في المشهد العلمي والبحثي المصري، مشيرًا إلى أنها تضع التعليم العالي والبحث العلمي في صميم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر ربط مخرجات البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية والصناعية، وتعزيز منظومة الابتكار وريادة الأعمال على مستوى الأقاليم.

كما وجه شكره وتقديره لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه ورعايته الكريمة لمبادرة "تحالف وتنمية" في إطار قيادته الرشيدة والتحول نحو الجمهورية الجديدة، كما وجه الشكر والتقدير للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وللدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على الرعاية والدعم الاستراتيجي الذي يمكّن التحالفات من تحقيق أهدافها التنموية والابتكارية على أرض الواقع، معتبرًا ذلك دافعًا لتعزيز دور جامعة المنصورة كفاعل محوري في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن جامعة المنصورة تولي اهتمامًا بالغًا بدورها في هذه المبادرة من خلال التحالف الإقليمي الذي تقوده في قطاع الصناعات الغذائية والألبان، بما يسهم في تعزيز التكامل بين الجامعات وسوق العمل والصناعة، ويخدم أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 والسياسة الوطنية للابتكار المستدام.

وأكد أن تحالف جامعة المنصورة يمثل نموذجًا متقدمًا للتعاون بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي والقطاعين الصناعي والاستثماري، مشيرًا إلى أن التحالف يستهدف تحويل البحوث إلى تطبيقات صناعية منتجة تدعم الاقتصاد الوطني وترفع القدرة التنافسية لسلاسل القيمة الغذائية في مصر.

وطبقًا للبيان الصادر عن رئاسة الوزراء، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية" تمثل نموذجًا متقدمًا لتطبيق السياسة الوطنية للابتكار المستدام 2030، مشيرًا إلى أن التحالفات المتأهلة للمرحلة النهائية تعكس قدرة منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والصناعة والجهات الحكومية على تكوين شراكات قوية تستطيع قيادة التنمية الإقليمية، وأن كل تحالف يمثل محركًا حقيقيًا للتنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة، وتحويل البحث العلمي إلى شركات ناجحة وفرص عمل مستدامة.

تعد مشاركة جامعة المنصورة في هذا الحدث امتدادًا لدورها الوطني في دعم جهود الدولة للنهوض بالبحث العلمي، وتعزيز منظومة التعليم وربطها باحتياجات السوق، وتأكيد مكانتها بين المؤسسات التعليمية الرائدة في المبادرات الوطنية ذات الأثر الاقتصادي والاجتماعي، مع التركيز بشكل خاص على دعم قطاع صناعة الألبان وتحويله إلى نموذج متكامل للتنمية الصناعية والإبداع البحثي.

مقالات مشابهة

  • البحث عن مفقودين تحت أنقاض منزل انهار بفعل الأمطار في غزة
  • اتفاق أميركي–مكسيكي لإنهاء أزمة تقاسم المياه
  • رئيس لبنان: طبيق حصر السلاح بيد الدولة مستمر
  • وزير النفط والغاز: ليبيا تمتلك واحدا من أكبر مخزونات الغاز في المنطقة، وستكون جزءا من حل أزمة الطاقة الأوروبية
  • رئيس جامعة المنصورة يشارك في افتتاح الجمعية العامة لهيئة الشراكة بين الأكاديميات
  • افتتاح دولي رفيع المستوى لمعرض IRC EXPO 2025 برعاية الرئيس السيسى وحضور رئيس الوزراء
  • رئيس جامعة المنصورة يوقع البروتوكول التنفيذي لتحالف "تطوير صناعة الألبان والصناعات الغذائية" ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"
  • رئيس جامعة المنصورة يوقع البروتوكول التنفيذي لتحالف "تطوير صناعة الألبان والصناعات الغذائية"
  • رئيس الوزراء يشهد مراسم توقيع البروتوكولات التنفيذية للتحالفات التسعة
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع بروتوكولات 9 تحالفات تأهلت ضمن مبادرة تحالف وتنمية