داليا عبدالرحيم في «الضفة الأخرى»
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
أن يضيء نجم داليا عبدالرحيم قناة القاهرة الإخبارية، فهذا معناه أنه مازال لدينا أمل في بلادنا، وسوف ندافع عن هذا الأمل ونحميه، ولكن لماذا داليا تحديدا التي احتفل بها؟ الإجابة بسيطة.. لأن داليا هي واحدة من الجيل الذي ذاق مرارة الحلم وحلاوة الثورة، تأسست وطنيا ومهنيا وأخلاقيا على مبادئ راسخة تجعلنا نحن الأجيال التي سبقتها نطمئن على مستقبل طموحاتنا التي طالما اجتهدنا لتحقيقها، أصبنا مرة وأخفقنا مرة.
لذلك تصعد داليا عبدالرحيم مع أبناء جيلها في ظل الجمهورية الجديدة وهم يملكون أدوات مختلفة عن ما امتلكناه ونحن نصارع من أجل إيصال كلمتنا التي كانت واضحة ومحددة وهي أننا نريد مصر مدنية ديمقراطية حديثة، لا مكان فيها لتجار الدين ولا يعرف الإرهاب طريقها.
ولأن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تمتلك رؤية واسعة لهموم الوطن وتمتلك روشتة العلاج فكان طبيبعا أن تختار داليا عبدالرحيم في موقع تنظيمي مهم وهو موقع مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية لملف الإسلام السياسي.
الإهتمام بهذا الملف ليس من قبيل المصادفة لدى المتحدة ولكنه إهتمام أصيل يدرك المخاطر التي قد تصيب أي بلد في العالم إذا ما تمكن منها فيروس خلط الدين بالسياسة، ولنا في سنة الإخوان السوداء دليلا محليا على ذلك، لمسه كل صاحب ضمير في مصر حتى بات التخلص من هذا الفيروس في مصر هدفا وطنيا.
في تلك الأثناء وقبل ثورة 30 يونيه كانت ابنتنا الشابة داليا عبدالرحيم في قلب العاصفة، حيث أعلنت التحدي في ميدان التحرير لمواجهة الإخوان، وبينما كان قصر رئاسة الجمهورية مزدحما بالجلاليب واللحى والانتهازيين أصحاب شعار "أنا مش إخوان بس بحترمهم" كانت داليا رفقة والدها وأسرتها بالكامل في ميدان التحرير يتعهدون أمام الشعب المصري بعودة الإخوان إلى السجون، وبالفعل يتقدم والدها الصحفي الموهوب والخبير المخضرم عبدالرحيم علي ببلاغ إلى النائب العام ضد محمد مرسي يتهمه بالتخابر، وقد تأكد صحة البلاغ فيما بعد.. في هذه اللحظة عرفت داليا وأسرتها طريقها نحو أروقة وطرقات وغرف التحقيق في دار القضاء العالي الذي كان يسكنه في حينها نائب عام ملاكي، فرض على مقدم البلاغ إما دفع كفالة مالية أو حبسه.
هذه المحنة الكبرى شدت من عزم داليا عبدالرحيم وزادت عودها صلابة وأشارت لها البوصلة بوضوح نحو طريق استعادة البلاد من أيدي الإرهاب المتأسلم مهما كان الثمن، لذلك احتفل في هذا المقال بالشركة المتحدة التي تمشي في ذات الطريق فكريا ومهنيا واحتفل باختيارها لاسم داليا كي تقدم برنامجا متخصصا عن الإسلام السياسي باسم "الضفة الأخرى".
البرنامج الذي يتم بثه في الحادية عشر مساء الأحد جاءت حلقته الأولى كما توقعنا، حلقة معلوماتيه بامتياز تحذر من المخططات الحالية للاخوان والتي تسعى بكل جهد للعودة إلى الواجهة من جديد وجاء بالبرنامج أن الجماعة تُغير جلدها تمامًا وتتحول من الشكل الهرمى القديم إلى تنظيم أخطبوطي مُتعدد الأذرع، هذا التحذير يدفعنا للانتباه ويدعونا إلى ابتكار أساليب جديدة في طرق مواجهة هذا التيار الغاشم.
ولعل ما أشارت إليه داليا في هذه الحلقة عن التحقيقات الفرنسية مع 27 إخوانيًا بتهم غسيل الأموال بينهم أئمة وأساتذة بمعهد الدراسات والعلوم الإنسانية يجعلنا في وضع الانتباه والحذر، ويجدد فينا الهمة من أجل مواصلة المقاومة والانتصار.
ربما يقول المتابع إن هواجسنا تجاه الإخوان وتنظيمهم ليست في محلها وذلك على ضوء ما يراه من هدوء نسبي في القاهرة والمحافظات، ولكن عندما يعرف المتابع أن هناك جهودا متواصلة من بقايا ذلك التنظيم تسعى نحو الانتشار في أوربا وقتها سوف يتأكد أن الجائزة الكبرى لهذا التيار هي القاهرة، وهو ما لن نسمح به أبدا.
كل التحية للشركة المتحدة التي أحسنت الإختيار بتكليف الإعلامية داليا عبدالرحيم بهذا البرنامج المهم، كل الأمنيات الطيبة لابنتنا وزميلتنا الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم رئيس تحرير «البوابة» بالنجاح والتفوق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى قناة القاهرة الإخبارية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية دالیا عبدالرحیم
إقرأ أيضاً:
ما هو “مشروع إستير” الخطير الذي تبناه ترامب؟ وما علاقته بحماس؟
#سواليف
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بعد مرور عام كامل على #الإبادة_الجماعية التي تنفذها #إسرائيل في قطاع #غزة بدعم من الولايات المتحدة، والتي أودت بحياة أكثر من 53.000 فلسطيني، أصدرت مؤسسة “هيريتيج فاونديشن” (Heritage Foundation) ومقرها #واشنطن، ورقة سياسية بعنوان ” #مشروع_إستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية”.
هذه المؤسّسة الفكرية المحافظة هي الجهة ذاتها التي تقف خلف “مشروع 2025″، وهو خُطة لإحكام السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، ولبناء ما قد يكون أكثر نماذج الديستوبيا اليمينية تطرفًا على الإطلاق.
أما “الإستراتيجية الوطنية” التي يقترحها “مشروع إستير” المسمى نسبةً إلى الملكة التوراتية التي يُنسب إليها إنقاذ اليهود من الإبادة في فارس القديمة، فهي في جوهرها تتلخص في تجريم المعارضة للإبادة الجماعية الحالية التي تنفذها إسرائيل، والقضاء على حرية التعبير والتفكير، إلى جانب العديد من الحقوق الأخرى.
مقالات ذات صلة انفجار الأزمة بين الجيش وحكومة نتنياهو 2025/05/20أوّل “خلاصة رئيسية” وردت في التقرير تنصّ على أن “الحركة المؤيدة لفلسطين في #أميركا، والتي تتسم بالعداء الشديد لإسرائيل والصهيونية والولايات المتحدة، هي جزء من شبكة دعم عالمية لحماس (HSN)”.
ولا يهم أن هذه “الشبكة العالمية لدعم حماس” لا وجود لها فعليًا – تمامًا كما لا وجود لما يُسمى بـ”المنظمات الداعمة لحماس” (HSOs) التي زعمت المؤسسة وجودها. ومن بين تلك “المنظّمات” المزعومة منظمات يهودية أميركية بارزة مثل “صوت اليهود من أجل السلام” (Jewish Voice for Peace).
أما “الخلاصة الرئيسية” الثانية في التقرير فتدّعي أن هذه الشبكة “تتلقى الدعم من نشطاء وممولين ملتزمين بتدمير الرأسمالية والديمقراطية”- وهي مفارقة لغوية لافتة، بالنظر إلى أن هذه المؤسسة نفسها تسعى في الواقع إلى تقويض ما تبقى من ديمقراطية في الولايات المتحدة.
عبارة “الرأسمالية والديمقراطية”، تتكرر ما لا يقل عن خمس مرات في التقرير، رغم أنه ليس واضحًا تمامًا ما علاقة حركة حماس بالرأسمالية، باستثناء أنها تحكم منطقة فلسطينية خضعت لما يزيد عن 19 شهرًا للتدمير العسكري الممول أميركيًا. ومن منظور صناعة الأسلحة، فإن الإبادة الجماعية تمثل أبهى تجليات الرأسماليّة.
وبحسب منطق “مشروع إستير” القائم على الإبادة، فإنّ الاحتجاج على المذبحة الجماعية للفلسطينيين، يُعد معاداة للسامية، ومن هنا جاءت الدعوة إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية المقترحة التي تهدف إلى “اقتلاع تأثير شبكة دعم حماس من مجتمعنا”.
نُشر تقرير مؤسسة “هيريتيج” في أكتوبر/ تشرين الأول، في عهد إدارة الرئيس جو بايدن، والتي وصفتها المؤسسة بأنها “معادية لإسرائيل بشكل واضح”، رغم تورّطها الكامل والفاضح في الإبادة الجارية في غزة. وقد تضمّن التقرير عددًا كبيرًا من المقترحات لـ”مكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة، عندما تكون الإدارة المتعاونة في البيت الأبيض”.
وبعد سبعة أشهر، تُظهر تحليلات نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” أن إدارة الرئيس دونالد ترامب -منذ تنصيبه في يناير/ كانون الثاني- تبنّت سياسات تعكس أكثر من نصف مقترحات “مشروع إستير”. من بينها التهديد بحرمان الجامعات الأميركية من تمويل فدرالي ضخم في حال رفضت قمع المقاومة لعمليات الإبادة، بالإضافة إلى مساعٍ لترحيل المقيمين الشرعيين في الولايات المتحدة فقط لأنهم عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
علاوة على اتهام الجامعات الأميركية بأنها مخترقة من قبل “شبكة دعم حماس”، وبترويج “خطابات مناهضة للصهيونية في الجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية، غالبًا تحت مظلة أو من خلال مفاهيم مثل التنوع والعدالة والشمول (DEI) وأيديولوجيات ماركسية مشابهة”، يدّعي مؤلفو “مشروع إستير” أن هذه الشبكة والمنظمات التابعة لها “أتقنت استخدام البيئة الإعلامية الليبرالية في أميركا، وهي بارعة في لفت الانتباه إلى أي تظاهرة، مهما كانت صغيرة، على مستوى جميع الشبكات الإعلامية في البلاد”.
ليس هذا كل شيء: “فشبكة دعم حماس والمنظمات التابعة لها قامت باستخدام واسع وغير خاضع للرقابة لمنصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، ضمن البيئة الرقمية الكاملة، لبث دعاية معادية للسامية”، وفقاً لما ورد في التقرير.
وفي هذا السياق، تقدم الورقة السياسية مجموعة كبيرة من التوصيات لكيفية القضاء على الحركة المؤيدة لفلسطين داخل الولايات المتحدة، وكذلك على المواقف الإنسانية والأخلاقية عمومًا: من تطهير المؤسسات التعليمية من الموظفين الداعمين لما يسمى بمنظمات دعم حماس، إلى تخويف المحتجين المحتملين من الانتماء إليها، وصولًا إلى حظر “المحتوى المعادي للسامية” على وسائل التواصل، والذي يعني في قاموس مؤسسة “هيريتيج” ببساطة المحتوى المناهض للإبادة الجماعية.
ومع كل هذه الضجة التي أثارها “مشروع إستير” حول التهديد الوجودي المزعوم الذي تمثله شبكة دعم حماس، تبين – وفقًا لمقال نُشر في ديسمبر/ كانون الأول في صحيفة The Forward- أنَّ “أيَّ منظمات يهودية كبرى لم تُشارك في صياغة المشروع، أو أن أيًّا منها أيدته علنًا منذ صدوره”.
وقد ذكرت الصحيفة، التي تستهدف اليهود الأميركيين، أن مؤسسة “هيريتيج” “كافحت للحصول على دعم اليهود لخطة مكافحة معاداة السامية، والتي يبدو أنها صيغت من قبل عدة مجموعات إنجيلية مسيحية”، وأن “مشروع إستير” يركز حصريًا على منتقدي إسرائيل من اليسار، متجاهلًا تمامًا مشكلة معاداة السامية الحقيقية القادمة من جماعات تفوّق البيض والتيارات اليمينية المتطرفة.
وفي الوقت نفسه، حذر قادة يهود أميركيون بارزون -في رسالة مفتوحة نُشرت هذا الشهر- من أن “عددًا من الجهات” في الولايات المتحدة “يستخدمون الادعاء بحماية اليهود ذريعةً لتقويض التعليم العالي، والإجراءات القضائية، والفصل بين السلطات، وحرية التعبير والصحافة”.
وإذا كانت إدارة ترامب تبدو اليوم وكأنها تتبنى “مشروع إستير” وتدفعه قدمًا، فإن ذلك ليس بدافع القلق الحقيقي من معاداة السامية، بل في إطار خطة قومية مسيحية بيضاء تستخدم الصهيونية واتهامات معاداة السامية لتحقيق أهداف متطرفة خاصة بها. ولسوء الحظ، فإن هذا المشروع ليس إلا بداية لمخطط أكثر تعقيدًا.