دبي- إبراهيم الدسوقي:

تنافس 10 متسابقات ضمن فعالية اليوم الرابع لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها السابعة بمتابعة جماهيرية لقاعة الفعاليات بندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي بحضور ومتابعة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة وأعضاء اللجنة وعدد من المسؤولين وأولياء أمور المتسابقات ومرافقيهن، والجمهور المتابع للفعاليات القرآنية.

وقد تسابق أمام لجنة التحكيم في الفترة الصباحية كل من المتسابقات: ياسمين ولد داني من الجزائر وتسابقت في الحفظ برواية ورش، فيما تسابق برواية حفص كل من: سمية علي جمعة من تنزانيا، سندس بنت صالح بن خميس المحروقية من سلطنة عمان، عائشة قرغاش من البوسنة، وميليمبي مانجواو آسباتو من الكونغو الديموقراطية، فيما تسابق في الفترة المسائية في الحفظ برواية ورش هجر المرابط من المغرب، ورقية موتاري مالم أمدو من النيجر، وتسابق في الحفظ برواية حفص عائشة حميد محمد من الكاميرون، وسارة بلدي من غينيا كوناكري، وفاتوماتا سومري من الكونغو برازافيل، وقد أجادت المتسابقات في مقابلاتهن بالتنافس الشريف وأصواتهن الندية التي تصدح بآيات الله بأحكام القراءات والتجويد والتلاوة في هذا الميدان الشريف عملا بقوله تعالى: “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.

وحول الدور الإعلامي المعد للدورة السابعة قال عبدالعزيز المرزوقي نائب رئيس وحدة الإعلام بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم إن انطلاق فعاليات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم تم بجهود كبيرة أولتها اهتمامها اللجنة المنظمة للجائزة وبمتابعة المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وأعضاء اللجنة المنظمة، وقد أعدت وحدة الإعلام بالجائزة المركز الإعلامي بمقر المسابقة بندوة الثقافة والعلوم، وصاحب انطلاق الفعاليات تغطية إعلامية وجملة من الإعلانات عبر الإذاعة والقنوات الفضائية والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ويجدر بالذكر الشراكة الاستراتيجية للناقل الإعلامي لبث فعاليات المسابقة على الهواء مباشرة مؤسسة دبي للإعلام عبر قناة نور دبي الفضائية ، وبث الفعاليات على قناة الجائزة على اليوتيوب وحساب الجائزة على الإنستجرام وكافة وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن الرسائل اليومية لمجريات المسابقة التي تعرض على شاشة المسرح قبل بدء الفعاليات اليومية والتي ترسل إلى القنوات الفضائية.

وقد أشاد الدكتور سليمان بن علي بن عبيد المخمري عضو لجنة التحكيم من سلطنة عمان بارتفاع وتقارب مستويات المتسابقات في حفظ كتاب الله وتلاوته وتجويده وثقتهم العالية في أنفسهن أثناء تلاوتهن وسعيهن للتميز وتحقيق أفضل النتائج بتنافسهن الشريف في هذا الميدان المبارك وتمنى لجميع المتسابقات التوفيق واستمرار العطاء في حفظ كتاب الله وتدبر آياته، وقال إن نجاح مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في الدورة السابعة يرجع إلى نجاح الجهود الكبيرة للجنة المنظمة للجائزة برئاسة المستشار إبراهيم محمد بوملحه وأعضاء اللجنة المنظمة ولهم جميعا الشكر والتقدير وجزاهم الله خيرا.

وفي ختام فعاليات اليوم الرابع للمسابقة الدولية تم تقديم هدايا نقدية وعينية مقدمة من اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تم توزيعها بالسحب عليها إلى جمهور حضور المسابقة.

ذكرت المتسابقة ياسمين ولد دالي ممثلة الجزائر، والبالغة من العمر تسعة عشر سنة، أنها طالبة في السنة الأولى بكلية الطب، بدأت حفظ القرآن الكريم بسن السادسة، وختمته في الحادية عشر. شجّعها والداها وأستاذها على الحفظ، ولديها أربعة إخوة في طريقهم للختم. شاركت في مسابقات محلية كثيرة في الجزائر، وهذه أول مسابقة دولية تشارك فيها. حفظت القرآت الكريم في المسجد بمعدل الربع، فكانت  محفظتها تقرأ لها كل يوم وهي تعيد حتى ختمت، وفي المراجعة بدأت بثلاثة أحزاب، وبعد كل ختمة كانت تزيد المقدار. وقالت: القرآن يحتاج إلى مثابرة وتوكل على الله، وهو يحفظك ويبارك في كل شيء في حياتك. وختاما، جزاكم الله خير الجزاء على هذه المسابقة المباركة، فهي مسابقة تتمنى كل فتاة حافظة للقرآن المشاركة فيها.

أمّا المتسابقة سندس بنت صالح بن خميس المحروقية ممثلة سلطنة عمان أنها طالبة في السنة الرابعة بكلية التمريض، وعن حفظها للقرآن الكريم قالت: كانت رحلتي مع القرآن متقطّعة، ولو أجمع فترات الحفظ لكانت أربع أو خمس سنوات، فقد بدأت الحفظ منذ الصغر لكني كنت أحفظ متقطعا حتى عمر الخامسة عشر، إذ كنت أحفظ ستة أجزاء، وبعدها دخلت مركزًا صيفيًّا للتحفيظ، وفيه حفظت تسعة أجزاء في ستة أسابيع، فكانت هذه انتقالة في مرحلة حفظي، ودخلت الجامعة حافظة لخمسة عشر جزءا، وفيها أكملت الباقي من الحفظ. ومما ساعدني على الحفظ أيضًا أنّ والدتي معلمة للقرآن الكريم، فكنا محاطين بجو قرآني، وفانت تأخذنا معها إلى مدرستها التي تحفّظ فيها في الفترة المسائية بعد خروجنا من المدرسة الحكومية. وفي الواقع لم تكن فكرة الختم واردة في ذهني لكني لما دخلت الجامعة وجدت نفسي محاطة بالحفظة، فشعرت بالغبطة، والتحقت بحلقة لتصحيح تلاوتي فقط، ولم أتخيل أني سأختم أصلا. وهذه من بركة القرآن. لديّ ثلاثة إخوة في طريقهم لختم حفظ القرآن أيضا. وشاركت في السنة الماضية في مسابقة الجزائر التي أقيمت عن بعد. وأضافت: الحياة مع القرآن مختلفة، والذي يعيش مع القرآن يرى كل شيء بالميزان الإلهي، كما يريدنا الله أن نراه. كما أنّ القرآن لا يستحق فضلى أوقاتنا بل له الأولوية في حياتنا. وفي الختام، جزاكم الله خيرا على جميع ما قدّمتموه لنا خلال هذه الفترة، وأسأل الله أن يجعلها جائزة مباركة، وأن يُنشر القرآن بها وفضيلة التنافس فيه بين الشباب المسلم، وأن تعود الأمة بالقرآن إلى قوتها وعزتها.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مقدمة في الفقه الأخلاقي

«نظرية أصول الفقه».. قامت على البيان؛ على حد عبارة محمد بن عابد الجابري (ت:2010م)، أي أن الأحكام الفقهية تستنبط من خلال الدلالة اللغوية؛ بالمقام الأول، والفقهاء بين مُوسِّع ومُضيِّق في ذلك، بين مَن يعلل الأحكام ويأخذ بالمقاصد، ومَن يمنع التعليل ويأخذ بظاهر النص، والجميع متفق على الانطلاق من البُعد اللغوي. هذا؛ بالإضافة إلى اجتزاء الأدلة، وتعميم المجتزأ على الاستنباط في الأحكام بقواعد وضعوها، مثل: «العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب»، وهي قواعد لها وعليها في الاستنباط، بيد أنها تحتاج أن يُعاد النظر فيها في إطار «الرؤية الكلية للقرآن».

من أخطر ما في النظرية الأصولية هو «لغة الشدة»، التي ورثتها من الصراع بين المسلمين في الصدر الأول للإسلام، التي انعكست على الأحكام الصادرة عنها، إلى درجة التفسيق والتضليل في مسائل فرعية تفتقد لديهم إلى الدليل القاطع، فضلا عن تكفير المذاهب الإسلامية لبعضها البعض في مسائل الفروع وقضايا سياسية واجتماعية.

المقال.. يدعو لمبدأ ينبغي أن يصدر عنه الفقه، في إطار «نظرية معرفية جديدة» على مفكري الإسلام إنشاؤها، وهو «المبدأ الأخلاقي»، ولا أقصد به المواعظ التي يسديها الواعظ للناس، كالحث على الصدق والأمانة والوفاء، والتحذير من الظلم والكذب والنفاق، ولا الحِكَم الأخلاقية المستخرجة من الآيات ومعاني العبادات، فهذا أمر متقرر بالأساس، وإنما أقصد المنزع الأخلاقي الذي يجب أن تصدر عنه الأحكام الفقهية. فـ«الفقه الأخلاقي» لا يضع البيان اللغوي في مقدمة شروط استنباط الأحكام، وإن كان لا يهمل اللغة، ويضعها في موضعها، وإنما يقدم المبدأ الأخلاقي على البيان اللغوي، ويقدمه كذلك على الدلالات القريبة وزمن النزول، ابتغاء المقاصد العليا التي ترنو إليها الشريعة. فالمبدأ الأخلاقي.. يأتي ملازما للإيمان بالله في الاستنباط الفقهي، بكون الله هو خالق الإنسان ومنزل الشرائع، فلا يصدر الحكم إلا بإحِكامه أخلاقيا.

وعلى هذا الأساس.. يرتكز «الفقه الأخلاقي» على عنصرين قرآنيين: الآيات المحكمات، والأخلاق الفاضلة. ففي الآيات المحكمات يقول الله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) «آل عمران:7». وفي الأخلاق؛ فإن الله بعث نبيه محمداً، وجعل سَمْتَه الأخلاق: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) «القلم:4». وإذا كانت الآيات المحكمات؛ قد بدأ بعض الفقهاء المعاصرين الأخذ بها، وتفعيلها في استنباطهم الأحكام، فإن عنصر الأخلاق تركّز في استخراج الحِكَم والمواعظ، ولذا؛ فإن هذا الطرح يدعو إلى تأسيس الفقه على هذين العنصرين معا، فالقرآن بـ«رؤيته الكلية» يستدعي النظر فيه كله لاستنباط الحكم الشرعي.

ولأن المقال صُمِّم للحديث عن «المبدأ الأخلاقي»؛ فإنه يركّز على الرؤية الأخلاقية للقرآن، ولأن الإنسان هو المعني بالأحكام الفقهية؛ فهذه أهم العناصر الأخلاقية التي تقوّم سلوكه وتبني مجتمعه الفاضل بحسبما أسس لها القرآن:

- الأخلاق الإلهية.. الله خالق الإنسان ومنزل القرآن، فهو المرجع الأعلى للأحكام الصادرة عن تنزيله، فلابد من الرجوع أولا إلى الأخلاق الإلهية، وأقصد بها «الصفات» التي تجلى الله بها لخلقه في القرآن، وهي الأسماء الحسنى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) «الأعراف:180»، و«الحُسنى» من الإحسان، والإحسان.. مشتق من الحُسن ضد القبح، فالإحسان.. هو وضع الشيء في موضعه بإحكام على أكمل حال وأجمل صورة، ومنه: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) «التين:4». وكثير من آيات الأحكام ختمت بـ«أسماء الله الحسنى» كالغفور والرحيم والعزيز، وكل هذه الأسماء ذات دلالات أخلاقية عالية، ومنها: الجبار والمتكبر والمنتقم، التي لا تنصرف إلا على الظالمين والطغاة والمتكبرين على خلق الله؛ المفسدين في الأرض. ويكفي دلالةً على التأسيس الأخلاقي للإسلام أن سور القرآن تبتدئ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وذروة أمر الله قوله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) «النحل:90».

- الكمال الأخلاقي لخاتم الرسالة.. فالله وصف نبيه محمداً بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) «القلم:4»، وهو غاية الوصف وذروة سجايا النفس. أرسله الله رحمة للناس قاطبة: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) «الأنبياء:107»، وأخلاق النبي التي ذكرها الله عديدة؛ منها ما ذكرها في قوله: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) «الأعراف:157». إن كان القرآن نزل على النبي «صاحب الخُلُق الكامل»؛ فإن من يَرِد شريعته؛ لا يمكن أن يستقي منها دون أن يلحظ العمق الأخلاقي فيها، وأن يكرع في استنباطه الأخلاقَ الحميدة من هذه الشريعة.

- البُنية الأخلاقية للقرآنية.. جاء القرآن مشبعاً بالأخلاق في أحكامه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) «الإسراء:9»، وأقوم شيء في الإنسان بعد الإيمان بالله هو الأخلاق، وهي أصل لكل عمل صالح: (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى) «الكهف:88»، وكثيرا ما قرن القرآن العمل الصالح مع الإيمان؛ بكونه سبيلا للنجاة عند الله. وتتويجا للأخلاق.. فإن الله أنزل القرآن للعمل بقيمة التدبر والتعقل؛ وهي من أعظم قيم الكرامة الإنسانية: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) «ص:29».

- دين يسر.. جاء الإسلام بملة إبراهيم ديناً حنيفاً سمحاً لا حرج فيه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) «الأنبياء:78». فأحكام الشرع.. تبنى على اليسر ورفع الحرج عن الناس، فمثلاً؛ يقول الله.. في الوضوء: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) «المائدة:6»، وفي القتال: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) «التوبة:91». ورَفَع الله الحرج عن ذوي الحاجة في الأكل من بيوت المؤمنين: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ...) «النور:61».

إن أحكام القرآن كلها ذات منزع أخلاقي، وهذه بعض الأمثلة التي تتعلق بقضايا عظيمة في الشريعة:

- عفة اللسان؛ وإن كان في مقام الرد على المشركين: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) «الأنعام:108».

- عدم الاعتداء؛ وإنْ كان في أتون القتال؛ الذي يجيش فيه الغضب، وينحسر منه التعقل: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) «البقرة:190».

- التحلي بالعفو والصفح؛ وإنْ تعرّض المسلم إلى التشكيك في دينه: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) «البقرة:109».

- عدم نسيان الفضل بين الناس، وإنْ وصل الأمر بينهم إلى الفراق، كما هو الحال في الطلاق: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) «البقرة:237».

ختاماً.. إن البناء المعماري للأحكام الفقهية؛ ينبغي أن يتركب على قاعدة الأخلاق، ومن الأخلاق مراعاة الفقيه تغيّر الزمان والمكان، وعدم مراعاتهما يوقع الإنسان في الحرج والمشقة، وصدق الله حينما قال لنبيه: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) «طه:2»، إنه المقصد الأعلى لدين الرحمة.

مقالات مشابهة

  • التربية تبحث مع “الهجرة الدولية” عودة الطلاب السوريين اللاجئين
  • مقدمة في الفقه الأخلاقي
  • الأوقاف: بدء الاختبارات التحريرية للمسابقة العالمية الـ32 للقرآن الكريم بمسجد النور
  • مكافحة المنشطات: الألعاب المحسّنة نخالف المعايير الدولية والنزاهة الرياضية
  • محور جديد في التفسير وعلوم القرآن بالمنتدى الإسلامي
  • التضامن: اللجنة المركزية لمسابقة الأب القدوة تستعد لإعلان أسماء الفائزين
  • بالصور.. أشبال رائد القبة يتوّجون بلقب دورة تونس الدولية لأقل من 13 سنة
  • نيابة عن الشيخة فاطمة.. نورة الكعبي تشارك في ملتقى تمكين المرأة في الفضاء الرقمي بنواكشوط
  • نيابة عن الشيخة فاطمة .. نورة الكعبي تشارك في ملتقى تمكين المرأة في الفضاء الرقمي المنعقد بنواكشوط
  • وزارة الأوقاف تكرم الطلاب المتميزين في مراكز تعليم القرآن الكريم