طرطوس-سانا

تمكنت الشابة رهف شاش (من الأشخاص ذوي الإعاقة) من تطويع ألمها لتحوله إلى أمل مشرق قادته بصبر وتصميم من خلال المواظبة على قراءة الكثير من الكتب والاطلاع على مختلف أنواع الأدب الذي ساعدها فيما بعد على تنمية موهبتها الأدبية وخاصة في كتابة الروايات، لتجني ثمار صبرها بنتاجين أدبيين هما (نصف امرأة وجواد) و(قلب ثنائي الشغف).

رحلة العلاج التي قضتها شاش طويلة ومؤلمة، وذلك نتيجة مشاكل عظمية واجهتها منذ طفولتها، ففي الثالثة عشرة من عمرها توقفت عن الذهاب للمدرسة، وذلك بسبب أن قدميها لم تعودا إلى تحملانها، إلى جانب إجراء العديد من العمليات الجراحية لتعاني فيما بعد من إعاقة جسدية دائمة مصحوبة بالألم وتعب جسدي ونفسي.

شاش 35 عاماً من سكان قرية رأس الكتان بريف محافظة طرطوس أوضحت أنها بعد انقطاعها عن المدرسة مرت بمرحلة معمدة بالفراغ والألم كانت من أصعب مراحل حياتها إلى أن بدأت القراءة، حيث صنعت منها إنساناً مختلفاً.

وبدأت شاش الكتابة منذ عام 2017 معتمدة على نفسها مؤمنة بإمكانيتها مثابرة بطريق اجتهاد القراءة.

وتابعت شاش: إنها قرأت الكثير من الكتب وكان أقربها إلى قلبها الأدب الروسي وبالتحديد دوستويفسكي، مشيرة إلى أنها اتبعت أسلوبها الخاص وفق ما تقتضيه الحاجة الأدبية من تصوير للأحداث وتحفيز القارئ للمتابعة.

وعن نتاجها الأدبي ذكرت شاش أن روايتها الأولى التي حملت عنوان (نصف امرأة وجواد) صدرت عام 2020، وتحاكي فترة الحرب على سورية ودور المقاومة اللبنانية، راصدة التحديات والآلام والأحلام بلسان فتاة سورية اسمها راية لتعرّج الأحداث فيما بعد إلى قصة حب بينها وبين جواد مقاوم لبناني.

أما روايتها الثانية (قلب ثنائي الشغف) والتي أقيم حفل توقيعها مؤخراً في قريتها، فتجسد قصة حب استثنائية بين الماضي والحاضر وتعالج عدة مواضيع منها الفراق والمرض والأنانية القادرة على تغيير وصنع أي إنسان.

وتسعى شاش إلى مواصلة الكتابة لأن الاستمرارية بحد ذاتها تعتبر نجاحاً، داعية المواهب الشابة إلى عدم الالتفات للعثرات بل إكمال طريق الأحلام ورسمه بثقة.

هيبه سليمان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مباحثات سورية بولندية لتفعيل شراكات علمية وتدريبية متقدمة في مجال التراث والآثار التاريخية

دمشق-سانا

في خطوة واعدة لتعزيز التعاون الدولي لخدمة التراث الأثري السوري، بحث المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور أنس حج زيدان خلال زيارته إلى بولندا، مع كل من مدير معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات والأبحاث الأثرية في وارسو، ورئيس البعثة الأثرية البولندية في تدمر، آفاق التعاون العلمي بين البلدين في مجالات الآثار والتاريخ، وترميم الوثائق والمباني الأثرية.

وشدد الدكتور زيدان على أهمية تفعيل الشراكات العلمية بين المؤسسات الأثرية السورية والبولندية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في الأبحاث المشتركة وفتح آفاق جديدة، لتوثيق المواقع التاريخية السورية بما يعزز من دور العلوم الأثرية في حفظ الهوية الثقافية.

كما شملت الزيارة جولة في مخابر الترميم بجامعة وارسو، حيث تم الاتفاق مع الخبراء البولنديين على إعداد برامج تدريبية متخصصة، تستهدف رفع كفاءة الكوادر السورية في مجالات الترميم الدقيق والتوثيق الرقمي، باستخدام أحدث التقنيات العالمية.

من جانبهم، عبر المسؤولون البولنديون عن استعدادهم الكامل لتقديم الدعم الفني والتقني، مؤكدين أهمية هذه الشراكة في تبادل المعرفة وتطوير أدوات الحفاظ على التراث الإنساني المشترك.

وتأتي هذه الزيارة في إطار توجه سوري واضح نحو التشبيك العلمي الدولي، بهدف ترسيخ التعاون مع المؤسسات البحثية العالمية، بما ينعكس إيجاباً على الجهود السورية في حماية واستعادة كنوزها الحضارية، وتعزيز كفاءة كوادرها المختصة في هذا المجال الحيوي.

تابعوا أخبار سانا على

مقالات مشابهة

  • روبيو: ترامب لم يقدم أي تنازلات لـ بوتين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا
  • هيومن رايتس ووتش: هيئة العدالة الانتقالية في سورية تُفرّغ العدالة من معناها
  • الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن سورية تمامًا
  • بدء اجتماعات أردنية سورية في دمشق
  • مباحثات سورية بولندية لتفعيل شراكات علمية وتدريبية متقدمة في مجال التراث والآثار التاريخية
  • السيد القائد: أهم شيء بالنسبة للأمريكي الذي يورط نفسه أكثر فأكثر فيما لا فائدة له فيه وإنما يقدمه خدمة للصهيونية أهم شيء بالنسبة له أن يورط الآخرين معه
  • مع بدء موسم حصاد القمح … زراعة طرطوس تطلب من المزارعين عدم إشعال النيران بعد حصاد الحقول
  • الموساد يكشف أسراراً سورية.. استعادة الأرشيف الرسمي للجاسوس إيلي كوهين
  • “ترشيد استهلاك المياه لمواجهة التغيرات المناخية”… محاضرة في طرطوس
  • السعودية وقطر تسددان ديونا سورية للبنك الدولي