مباحثات سورية بولندية لتفعيل شراكات علمية وتدريبية متقدمة في مجال التراث والآثار التاريخية
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
دمشق-سانا
في خطوة واعدة لتعزيز التعاون الدولي لخدمة التراث الأثري السوري، بحث المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور أنس حج زيدان خلال زيارته إلى بولندا، مع كل من مدير معهد البحر الأبيض المتوسط للدراسات والأبحاث الأثرية في وارسو، ورئيس البعثة الأثرية البولندية في تدمر، آفاق التعاون العلمي بين البلدين في مجالات الآثار والتاريخ، وترميم الوثائق والمباني الأثرية.
وشدد الدكتور زيدان على أهمية تفعيل الشراكات العلمية بين المؤسسات الأثرية السورية والبولندية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في الأبحاث المشتركة وفتح آفاق جديدة، لتوثيق المواقع التاريخية السورية بما يعزز من دور العلوم الأثرية في حفظ الهوية الثقافية.
كما شملت الزيارة جولة في مخابر الترميم بجامعة وارسو، حيث تم الاتفاق مع الخبراء البولنديين على إعداد برامج تدريبية متخصصة، تستهدف رفع كفاءة الكوادر السورية في مجالات الترميم الدقيق والتوثيق الرقمي، باستخدام أحدث التقنيات العالمية.
من جانبهم، عبر المسؤولون البولنديون عن استعدادهم الكامل لتقديم الدعم الفني والتقني، مؤكدين أهمية هذه الشراكة في تبادل المعرفة وتطوير أدوات الحفاظ على التراث الإنساني المشترك.
وتأتي هذه الزيارة في إطار توجه سوري واضح نحو التشبيك العلمي الدولي، بهدف ترسيخ التعاون مع المؤسسات البحثية العالمية، بما ينعكس إيجاباً على الجهود السورية في حماية واستعادة كنوزها الحضارية، وتعزيز كفاءة كوادرها المختصة في هذا المجال الحيوي.
تابعوا أخبار سانا علىالمصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
مصر على رأس اليونسكو.. صفحة جديدة في مسيرة الثقافة العالمية
شهدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فصلًا جديدًا في تاريخها، مع فوز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، بمنصب المدير العام للمنظمة، خلفًا لأودري أزولاي، في استحقاق دولي يعكس تقدير المجتمع الدولي لمكانة مصر الثقافية ودورها الريادي في حماية التراث الإنساني.
يُعدّ فوز العناني تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الأكاديمي والإداري والدبلوماسي، إذ يمتلك خبرة واسعة في مجالات الثقافة والتراث والآثار والسياحة، ويُعرف بجهوده في استعادة الآثار المصرية من الخارج، وتعزيز التعاون الدولي في مجالات حماية الهوية الحضارية.
وفي الانتخابات الأخيرة، تنافس على منصب المدير العام عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينها مرشح فرنسا، ومرشحة بنغلاديش، ومرشح المكسيك، ومرشح من إفريقيا الجنوبية، إلى جانب الدكتور خالد العناني الذي حظي بدعم واسع من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، لما يتمتع به من كفاءة علمية ورؤية متوازنة تجمع بين الخبرة الأكاديمية والقدرة الإدارية والدبلوماسية.
تأسست اليونسكو عام 1945، بهدف تعزيز السلام والأمن عبر التربية والعلم والثقافة، وتضم اليوم أكثر من 190 دولة عضوًا، وتعمل على دعم التعليم الشامل، وصون التراث العالمي، وتشجيع حرية التعبير والإبداع الثقافي.
ويرى مراقبون أن انتخاب العناني يمثل عودة قوية للدبلوماسية الثقافية المصرية إلى صدارة المشهد العالمي، ويعزز من حضور المنطقة العربية داخل أروقة المنظمة الدولية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه العالم في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي وحماية الهوية الثقافية من الاندثار.
ويُتوقع أن يركز المدير العام الجديد في ولايته على تطوير آليات التعاون بين الدول الأعضاء، وتوسيع برامج حماية التراث المادي وغير المادي، مع دعم التحول الرقمي في مجالات التعليم والثقافة، بما يتماشى مع تطلعات الشعوب نحو التنمية المستدامة وبناء مجتمعات المعرفة.
وبينما تحتفي مصر والعالم العربي بهذا الإنجاز، يُجمع المراقبون على أن هذا الفوز ليس مجرد نجاح شخصي، بل انتصار لرسالة الثقافة العربية وقدرتها على المساهمة في صياغة مستقبل أكثر إشراقًا للإنسانية.
وفي نفس السياق أكد السفير عبد الله الرحبي أن هذا الاستحقاق الدولي الرفيع يجسّد الكفاءة ويُبرز الحضور العربي المشرّف على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن هذا الفوز التاريخي تحقق بفضل التضامن العربي ووحدة الصف والموقف، بما مكّن من استعادة موقع عربي في قمة هذه المؤسسة الدولية العريقة.
وقال السفير أمجد العضايله
"يأتي هذا الفوز التاريخي متزامنًا مع احتفالات الشعب المصري الشقيق بذكرى نصر السادس من أكتوبر، ذلك الحدث المجيد الذي جسّد معاني الانتصار والعزة والكرامة لمصر والعرب جميعًا".