لون السماء تغير.. عاصفة كهربائية تضرب هافانا الكوبية وانقطاع الكهرباء (صور)
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
ضربت عاصفة كهربائية قوية هافانا الكوبية، ما تسبب في حدوث أضرار جسيمة وتسجيل صور مروعة، كما أثّرت على 20 دائرة كهربائية، وانقطعت عن النظام الكهربائي الوطني بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب ما ذكرته صحيفة «سيبركوبا» الكوبية.
عاصفة في العاصمة هافاناوشارك خبير الأرصاد الجوية، أرييل ماتوريل سالينا، صورًا رائعة للبرق الذي رصده خلال عاصفة في العاصمة هافانا، وعلق قائلاً: «هكذا أضاءت الأنوار الليل في العاصمة، ولذلك يجب أن تكون حذرًا للغاية عند التعامل مع الكهرباء، فأنت لا تعرف أبدًا أين ستسقط».
ومن جانبها، ذكرت الخبيرة إيلين كاريداد جوستيز أجيلا أنّ المنطقة متأثرة بأمطار غزيرة وصدمات كهربائية كما هناك رياح على العاصمة الكوبية الليلية.
العاصمة الكوبية هافانا تتعرض لعواصف قويةووفقًا للتقارير، تعرضت العاصمة الكوبية هافانا لعواصف قوية في الليلة الماضية، وأفاد مدير شركة الكهرباء في هافانا، ماريو كاستيلو سالاس، بأن العواصف تسببت في تعطل ما لا يقل عن 25 دائرة كهربائية في المدينة، واتخذت إجراءات لإصلاح الأضرار واستعادة التيار الكهربائي في الأماكن المتأثرة.
وأشار العديد من سكان هافانا على منصّات التواصل الاجتماعي إلى أن العاصفة أثرت على المدينة بأكملها، ووفقًا لتقرير المعهد الكوبي للأرصاد الجوية اليومي، من المتوقع أن تستمر العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة في هافانا حتى وقت متأخر من الليلة، ويُنصح السكان باتخاذ الاحتياطات اللازمة والابتعاد عن المناطق المنخفضة والتيارات المائية القوية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كوبية العواصف عاصفة هافانا البرق
إقرأ أيضاً:
الكوكب الذي غاب عن السماء.. زاهر البوسعيدي في ذمة الله
حمود بن علي الطوقي
لم يكن رحيل الأخ والصديق زاهر بن سالم البوسعيدي مجرد غياب جسد، بل كان لحظة فارقة، حملت معها الكثير من المعاني، وأيقظت فينا الحنين إلى زمن الطفولة وصفاء البدايات.
كان رحيله في يوم غير عادي، يوم جمعة مُبارك، اجتمعت فيه الأسرة كما اعتادت، على مائدة الغداء، في مشهد يفيض بأريج المحبة ودفء الأخوة. تبادلوا أطراف الحديث، تدارسوا القرآن الكريم، كما كانوا يفعلون في عهد والدهم، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمه الله. كأن الرحيل أراد أن يكون تذكرة بما كانت عليه الأسرة، وأن يختم حياة زاهر بجلسة عامرة بالألفة، بين اثني عشر كوكبًا، كان هو كوكبهم الأوسط.
ولعل من أعمق ما يربطني بزاهر، رحمه الله، أن علاقتنا لم تكن وليدة يوم أو صدفة، بل جذورها تمتد إلى جيل الآباء. فقد كان والدي، الشيخ الجليل علي بن محمد الطوقي الحارثي، يرتبط بصداقة متينة بوالد زاهر، الشيخ الجليل سالم بن خليفة البوسعيدي، رحمهما الله جميعًا. ومن تلك العلاقة الأبوية المُباركة نبتت علاقة الصداقة بيني وبين زاهر، فترسخت، واتسعت لتشمل إخوانه الكرام، أحبّتي أحمد وسعيد ومحمد وبقية الإخوة، علي وسليمان وحافظ وخلفان وخليفة حتى صرنا نعد أنفسنا أسرة واحدة، تربطنا محبة صادقة ووئام دائم، قَلَّ أن نجد له نظيرًا.
أكتب هذه الكلمات لا لأرثي زاهر فحسب، بل لأحيي ذكراه، وأخلّد أثره. فهو لم يكن صديق الطفولة فقط، بل رفيق الدراسة في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، وزميل حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جامع السلطان قابوس بروي. عرفته رفيق درب ذكيًا، وشابًا طموحًا، ورجلًا لا يعرف الكلل ولا الملل.
تميّز زاهر منذ صغره بحب الرياضة وروح القيادة، فأسس فريق كرة اليد في نادي فنجا، وبذل فيه من الجهد ما جعله فريقًا منافسًا على الساحة الرياضية، فكانت النتيجة أن أُسندت إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة اليد، وهو إنجاز لم يأتِ من فراغ، بل من عزيمة صادقة وإيمان راسخ بقدراته.
لكن زاهر، رحمه الله، لم يكن رياضيًا فقط، بل كان إنسانًا واسع القلب، له قاعدة عريضة من الأصدقاء الذين ظلوا أوفياء له حتى اللحظة الأخيرة، وقد لمسنا ذلك في مجلس العزاء، حيث توافد الأحبة من كل حدب وصوب لتقديم التعازي، واستحضار ذكراه الطيبة.
رغم أن لقاءاتنا تباعدت في السنوات الأخيرة، بسبب مشاغل الدنيا التي لا تنتهي. إلا أن زاهر ظل حاضرًا في القلب. والوجدان، أذكر أنني التقيته ذات مرة، فقلت له ممازحًا: "مختفي يا كابتن زاهر!" فكنت أحب أناديه بالكابتن فضحك وقال: "بعد التقاعد من مستشفى السلطاني، اشتريت مزرعة صغيرة في مدينة المصنعة.. فبعد التقاعد وجدت ضالتي في الزراعة أحب الزراعة، وأدعوك لتناول الخضروات الطازجة من مزرعتي." وما زال صدى تلك الدعوة يتردد في أذني، وقد حالت مشاغل الدنيا بيني وبين تلبيتها.
رحل زاهر، ولكنه ترك خلفه سيرة عطرة، وعلاقات طيبة، وإنجازات باقية. رحل بعد حياة حافلة بالعطاء، والطاعة، والعمل، تاركًا قلوبًا مُحبة، وذكريات لا تُنسى.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عنّا وعن وطنه وأسرته خير الجزاء.
وداعًا يا أبا سالم.. إلى جنات الخلد بإذن الله.
رابط مختصر