الأزمات المصطنعة تملأ جيوب أحزاب الفساد.. مغارة علي بابا انموذجًا
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أصبحت الأزمات الاقتصادية التي يشهدها العراق سبباً مهماً في ملء جيوب أجنحة الاحزاب الاقتصادية، لاسيما عندما يتعلق ذلك بأزمة ارتفاع الدولار التي القت بظلالها على الاسواق العراقية، وكان المتضرر الوحيد هو الشعب، فيما حققت الأحزاب أرباحاً كبيرة.
أزمات مصطنعة ومغارة علي بابا
المحلل السياسي، عدنان التميمي أكد في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (22 أيلول 2023)، أن "الكثير من الازمات التي تضرب العراق هي مصطنعة من قبل جهات متنفذة تقف خلفها احزاب كبيرة ولو بشكل غير مباشر من اجل تحقيق الكثير من الاهداف منها المصالح المادية والحفاظ على النفوذ خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي ومنها سوق الدولار الذي بات بمثابة مغارة علي بابا للاجنحة الاقتصادية بكل عناوينها".
وتشهد أسعار صرف الدولار في الاسواق المحلية العراقية قفزات غير مستقرة حتى اقتربت لتلامس الـ160 الف دينار لكل 100 دولار، وذلك بالتزامن مع معلومات عن نوايا امريكية لفرض عقوبات على مصارف جديدة غير ملتزمة بشروط نقل وتمويل التجارة باستخدام الدولار.
واضاف التميمي، ان "ثراء بعض الاحزاب من خلال فتح قنوات ومكاتب وتجنيد الالاف، يظهر حجم البذخ المالي وماهو حجم الاموال التي تحصل عليها"، لافتا الى ان "اي مقارنة بين بدايات الاحزاب وحالها الان تعطي رؤية شاملة عن حجم الاموال التي حصلت عليها".
الأحزاب ولعبة الارتفاع والانخفاض
ويشير التميمي، إلى أن "أغلب الاحزاب تدرك أن بقاءها في المشهد السياسي مرتبط بمدى توفر الاموال التي من خلالها تحصد اصوات في مواسم الانتخابات وليس وفق برامج ورؤية شاملة لمعالجة مشاكل البلاد"، مؤكدا أن "سوق الدولار هو الصورة الاقرب لما تسببه القوى المتنفذة في لعبة الارتفاع والانخفاض الذي تجني من خلالها المليارات خلال دقائق معدودة".
وكان الخبير المالي في سوق بغداد للأوراق المالية حسام الخيزران، قد أكد في وقت سابق، أن "المضاربة المتواصلة بالعملة الصعبة، والتهريب ما زالا يهددان قيمة الدينار العراقي".
وأضاف الخيزران لـ"بغداد اليوم"، أن "شبكات التهريب والمضاربة وجدت طرقاً جديدة لتجنب إجراءات البنك المركزي"، داعياً "السلطات للقيام بخطوات جديدة لمعالجة أزمة تدهور قيمة العملة الوطنية".
واعتبر أن "الأسر تدفع الثمن الأكبر، لكون أغلب المواد الغذائية مستوردة وترتبط بالدولار وليس الدينار"، متوقعاً "ارتفاعاً جديداً في معدلات الفقر بحال استمرار حالة تراجع قيمة الدينار وعدم الاستقرار".
المصدر: بغداد اليوم
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
30 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: ارتفعت الأصوات الغاضبة من عمق الوجع الوطني بعد إعلان قائمة تعيين 112 سفيراً دفعة واحدة، وسط صمت حكومي مريب يراوح بين التجاهل والتبرير، ما ألقى بظلال قاتمة على صورة الدولة العراقية في أعين مواطنيها، وجعل من سفاراتها بوابات للغضب أكثر من كونها نوافذ للتمثيل الحضاري.
وانفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل من الانتقادات، حيث غردت الناشطة زهراء العتابي: “هل سقطت العدالة على بوابات السفراء؟”، بينما كتب الصحفي ناصر العكيدي: “كأن العراق أصبح مقاولة سياسية تتقاسمها الأطراف برؤوس أموال من دم الشهداء”.
وتصدّر وسم #سفراء_الصفقات الترند العراقي خلال الساعات الماضية، مترافقاً مع تسريبات تفيد بتورط بعض الأسماء في ملفات فساد أو أقرباء واصدقاء ومعارف وانجال الطبقة السياسية.
واستنكرت لجنة الشهداء النيابية وجود أسماء مرتبطة بأجهزة النظام السابق في قائمة السفراء، معتبرة أن ذلك “طعنة في خاصرة العدالة، واحتقاراً لدماء الذين واجهوا الجلاد يوماً دون سلاح سوى الإيمان بالوطن”. وعبّرت اللجنة في مؤتمرها الصحفي عن رفضها لما سمته بـ”الصفقات الدبلوماسية”، مطالبة بمراجعة عاجلة وشاملة لكل الأسماء وإعادة الملف إلى هيئة المساءلة والعدالة.
ووجّه مواطنون تساؤلاتهم إلى الحكومة عن المعايير التي أُعتمدت في التعيينات، في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن نسبة البطالة بين حملة الشهادات العليا في العراق بلغت 27% بحسب الجهاز المركزي للإحصاء، ما يزيد من حدة السخط الشعبي إزاء توزيع المناصب على أبناء النخب وأقارب المتنفذين.
وأكد محلل سياسي في بغداد أن “المؤسسات العراقية تُفرّغ من مضمونها الحقيقي حين تتحول المواقع السيادية إلى غنائم شخصية”، مضيفاً: “ما يجري هو قتل للثقة بين الدولة وشعبها، ولن تنفع الابتسامات الرسمية حين تنقلب السفارات إلى عناوين للذل لا للكرامة”.
واعتبر الناشط محمد رحيم أن “ما من دولة في العالم تعين أكثر من مئة سفير دفعة واحدة، إلا إذا كانت تسعى لشراء الصمت الخارجي لا لبناء العلاقات الدولية”، متسائلاً: “من سيمثلني في الخارج؟ ابن وزير أم ابن شهيد؟”.
وأبدى كثير من العراقيين خيبة عميقة، حيث لم يظهر أي تفسير رسمي واضح، ولا نُشرت السير الذاتية أو شهادات الخبرة للسفراء المعينين، ما يجعل القرار برمّته محاطاً بضباب الشك والإحباط، كأنما يراد للتمثيل الخارجي أن يتحول إلى مرآة داخلية لفساد الداخل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts