21 سبتمبر.. نكبة اليمن الأشد تدميراً وتخريباً
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أعدت الجماعة الحوثية الإرهابية عدتها في سبتمبر للانقضاض على ثورة 26 سبتمبر الخالدة، إلا أنها فشلت في ذلك، والتي كانت قد عملت في حسبانها أن تمحو بنكبتها الثورة الأم لليمن التي قضت على فلول الإمامة والكهنوت، وتخلد الـ26 من سبتمبر كيوم عظيم للشعب اليمني بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام.
تُعد نكبة 21 سبتمبر 2014م، النكبة الأشد تدميراً وتخريباً لليمن، فبالرغم من النكبات التي مرت بها اليمن، إلا أن نكبة 21 سبتمبر جاءت مدمرة لكل شيء، وجلبت معها الخراب والدمار والفوضى والتشريد والقتل، ومثلت النكبة الأكبر التي أصابت اليمن أرضاً وشعباً على مدى التاريخ.
جاءت الحروب الوسطى، وحرب 94م، والتي وصفت بالنكبات، وغيرها من الأحداث، ومع ذلك تم الانتهاء منها، وفي بداية العقد الماضي جاءت نكبة 11 فبراير أو ما عُرفت بالربيع العربي، ولكنها كانت تمهيداً للنكبة الأشد 21 سبتمبر، والتي تعتبر صفحة سوداء في تاريخ اليمن، ومن الواجب مواجهتها بمختلف الوسائل.
أرادت الجماعة الحوثية من نكبة 21 سبتمبر العودة إلى الحكم بوجه بشع تحمل مشروعاً لكهنوت الظلام الذي ما يزال في ذاكرة اليمنيين، ويتجدد في أوساط اليمنيين من جيل إلى جيل، وبعزيمة الشعب اليمني المناضل لن تستطيع نكبة 21 سبتمبر أن تمحو فجر ثورة 26 سبتمبر الخالدة.
توسعت الفوضى في اليمن، وانتشرت الأعمال الإرهابية، وحكم المجرمون، وتقلد الكهنوتيون المناصب الرفيعة في البلاد، وزادت حدة الاختطافات والاعتقالات، وسادت أعمال النهب والسلب والتجويع، وتدهورت الأوضاع المعيشية لكافة أبناء الشعب اليمني، وتربع الخارجون عن النظام والقانون في قيادة الدولة، ورغم فشلهم في إدارة البلاد، إلا أن ما تسميه الجماعة بالنظام السابق كان الهدف الأول لرمي الفشل عليهم، يليهم من تسميه بالعدوان كهدف آخر لفشل إدارتها في الحكم.
مساعي الجماعة الحوثية في اليمن مستمرة، عبر نكبتها في 21 سبتمبر، لكنها لن تصمد طويلاً، لأن الغضب الشعبي لن يستمر، وسيعلن الشعب ثورته المتجددة ضد فلول الإمامة والكهنوت الظلامية بنسختها الجديدة المتمثلة في الحوثيين، نتيجة ارتفاع نسبة الظلم والنهب والسلب وغيرها من الأعمال الإجرامية.
الأسعار في بلادنا شهدت ارتفاعاً كبيراً، والمليشيات الحوثية تجني مليارات الريالات شهرياً، من خلال فرضها للجبايات بمسميات مختلفة، علاوة على إيرادات الجمارك والمواني والضرائب وبسط سيطرتها على المنح المقدمة من منظمات دولية ودول أجنبية.
وفي 21 سبتمبر من كل عام، وعلى مدى تسع سنوات، احتفلت مليشيا الحوثي الإرهابية بهذا اليوم الذي يشكل نكبة تدميرية عند الشعب اليمني، فتستعرض بأسلحة متنوعة هي من مخزون الجيش اليمني، التي كانت في مخازن الدولة منذ عهد الشهيد الرئيس علي عبدالله صالح.
عملت الجماعة الحوثية على التنصل من دورها في دفع رواتب الموظفين المنقطعة منذ سنوات، وترفض دفعها من الإيرادات التي تتحصلها شهرياً، والكفيلة بدفع راتبين لكل موظف في الشهر الواحد، وفي عموم محافظات اليمن، وهذه هي أيضاً من نتائج نكبة 21 سبتمبر.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الجماعة الحوثیة نکبة 21 سبتمبر
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: حماس لا تزال تُمسك بالسلطة في غزة رغم ضراوة الحرب الأشد في التاريخ الحديث
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إنه رغم مرور ما يقرب من عامين على شن "إسرائيل" حربًا بهدف تفكيك حماس عقب هجمات 7 تشرين الأول / أكتوبر، إلا أن الحركة ما زالت هي القوة المهيمنة في غزة، حيث تواصل الحكم والقتال وحتى دفع رواتب مقاتليها دون أن يؤثر عليها كثيرًا الحصار الخانق وما أصاب بنيتها التحتية من أضرار.
وأضافت الصحيفة في تقرير مطول، أن "حماس مترسخة في المجتمع الغزي، وتكيفت ماليا وعسكريا لتتمكن من الصمود بعد اغتيال كبار قادتها وممارسة الجيش الإسرائيلي ضغطًا شديدًا عليها داخل الجيب المتمثل بقطاع غزة.
الصمود ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم: إن "صمود حماس ليس محض صدفة، بل هو نتيجة تنظيمٍ اندمج بعمق في نسيج مجتمع غزة، وتكيف عسكريًا، وطوّر أساليبه المالية للنجاة من أحد أشد الصراعات ضراوةً في تاريخ المنطقة الحديث".
وقال مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان: إن "حماس ليست مجرد جناح عسكري أو حزب سياسي، بل هي كيان أوسع نطاقًا، متجذر بعمق في المجتمع الفلسطيني , وتمكنت طوال العشرين عامًا الماضية، من بناء روابط قوية من خلال التعليم والأعمال الخيرية والمساجد ونوادي الشباب والجمعيات النسائية".
ويرى ميلشتاين أن البنية التحتية الاجتماعية للحركة هي السبب الرئيسي وراء استمرارها في التمتع بالدعم ، حتى مع تحدث أنباء بشأن خسارتها لألاف من مقاتليها.
وأوضح قائلاً: "إن جوهر تنظيم حماس مبني على المرونة والتكرار , وما زالوا القوة المهيمنة في غزة ويمتلكون آلاف العناصر والداعمين المستعدين للتدخل".
أما إحسان عطايا، رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية فيقول لصحيفة ميديا لاين: إن "قوة حماس تأتي من الالتزام الأيديولوجي والبنية العملياتية , وهو سر نجاحها في الحفاظ على سيطرتها السياسية في ظل حرب إبادة جماعية وحملة تجويع".
تواصل الهجماتوأضاف: "إنهم يعملون في إطار تنظيم محكم وجهاز أمني قوي يساعد في الحفاظ على النظام الداخلي حتى في ظل أشد الظروف قسوة , وعلى عكس ما يُشاع عن انقسام حاد بين قيادتها في غزة ومكتبها السياسي المنفي فأن تماسك هيكلها القيادي الموحد هو أبرز أسباب صمودها".
ومن ناحية التخطيط العسكري, قال ميلشتاين: إنه "منذ منتصف عام 2024، تبنت حماس مبدأ الاستنزاف , فلم يعد الأمر يتعلق بكتائب القسام فحسب ، بل بخلايا من ثلاثة أو خمسة أو سبعة مقاتلين على الأكثر ، ينفذون الكمائن والهجمات".
وعن ذلك أكد عطايا: "لا تزال العمليات العسكرية مكثفة ومنسقة ، حيث يزرع المقاتلون المتفجرات، ويجهزون الكمائن ، ويحافظون على التواصل التكتيكي بين وحداتهم , رغم الوجود الجوي والبري المهيمن لدى إسرائيل والذي يعد متقدما للغاية تقنيًا , هذه ليست أعمالًا معزولة، بل لا يزال هناك مستوى كبير من التنظيم وراءها".
ويشير الخبيران إلى أن شبكة أنفاق حماس تحت الأرض تظل أساسية لقدرتها على الصمود، حيث تمكن من نقل المقاتلين والأسلحة وحتى الشخصيات القيادية عبر مساحات شاسعة من غزة.
ولعلّ الأكثر إثارةً للدهشة هو أن حماس تواصل دفع رواتب أعضائها حتى في ظل الحصار المالي، وإن كان بطرق مبتكرة، فإن الحركة تجد طرقًا لضمان قدر من التعويض لأعضائها" وفق عطايا الذي أكد بأن هذا الأمر تسبب بإحباط كبير لدى القيادة الإسرائيلية.
قال ميلشتاين: "لا شك أن حماس تعاني من ضائقة مالية , لكنها لطالما اتسمت بالقدرة على التكيف وإيجاد حلول للأزمات , سواءً باستخدام الطائرات المسيرة ، أو طرق التهريب عبر شبكات البدو ، أو القنوات الخلفية في رفح، فإنهم يجدون طرقًا لنقل الأموال".
استنزاف "إسرائيل"
وأشار تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الذي أستند لتصريحات محللين مختصين، إلى أن استراتيجية حماس الآن تعتمد على الصمود أمام العدو , والأمر لا يتعلق بتحقيق نصر عسكري سريع ، بل بتقويض قدرة إسرائيل على الصمود وشرعيتها العالمية.
وهو ما أكده ميلشتاين بالقول إن: "حماس تراهن على الاستنزاف , حيث يدفعون باتجاه رفع التكلفة عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا حتى تعجز إسرائيل عن مواصلة الحرب , إنها لعبة طويلة الأمد".
أما عطايا فهو يرى بأن هذا هو الخيار الوحيد المُجدي في ظل الظروف الراهنة , قائلًا:" مع عدم وجود أفق سياسي , وتعطل محادثات وقف إطلاق النار وغياب البدائل ، فأن حماس مجبرة على خوض حرب استنزاف طويلة الأمد , معارك تُقوّض استقرار إسرائيل وصورتها وشعورها بالسيطرة والتفوق".
واختتم ميلشتاين بالقول: إن "حماس ما زالت صامدة وإن ضعفت بسبب الحرب , فهي تواصل عملها وأيديولوجيتها وخدماتها الاجتماعية , كما أن مرونتها العملياتية تُمكّنها من البقاء في منطقة حرب قد يجدها معظم الناس عصية على السيطرة , وهذا ما يُظهر مدى رسوخهم في واقع غزة".
وبعد فشل إسرائيل من تحقيق أهداف حربها ضد غزة والمتمثلة في القضاء على حماس واستعادة محتجزيها لدى الحركة , يسعى نتنياهو لاحتلال كامل القطاع في خطوة حذر منها رئيس اركان جيش الاحتلال إيال زمير بأنها ستكون "فخًا" , فيما نشر موقع "موندويس" الأمريكي تقريرا كشف أن إسرائيل قررت تجويع سكان غزة لكسر وقف إطلاق النار وإجبار حماس على الاستسلام.