أكد مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي في تقرير دولي حديث له ، أن استثمارات دولة الإمارات في الطاقة النووية السلمية تأتي في سياق الاهتمام العالمي بالاستثمار بالقطاع، حيث تعد الدولة من أوائل دول المنطقة في الاستثمار بمشاريع الطاقة النووية السلمية والرامية إلى بلوغ صافي انبعاثات صفرية 2050، ، تليها جهود واسعة من قبل السعودية ومصر والمغرب والأردن.


وحققت دولة الإمارات إنجازات غير مسبوقة في الاستثمار المالي والبشري في مجال الطاقة النووية السلمية على مستوى المنطقة والعالم، منذ تأسيس “مؤسسة الإمارات للطاقة النووية” في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان “رحمه الله”، بموجب المرسوم الصادر في ديسمبر من العام 2009.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في يونيو/ حزيران 2023 عن تسليم آخر المحطات الأربع للطاقة النووية في براكة، لفرق التشغيل، والبدء في الاستعدادات التشغيلية والاختبارات الخاصة بها، تمهيداً لحصول المحطة الرابعة على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة المسؤولة عن الأنشطة النووية في دولة الإمارات.
وتتولى “مؤسسة الإمارات للطاقة النووية” مسؤولية تنفيذ البرنامج النووي السلمي الإماراتي عبر تصميم وإنشاء وإدارة وتملك محطات براكة الـ 4 والعمل عن كثب لضمان توافق برنامج الطاقة النووية السلمية مع خطط البنية التحتية الصناعية للدولة وتطوير الموارد البشرية للبرنامج.
سوق عالمي كبير
وذكر “إنترريجونال” أن التوقعات تشير إلى نمو حجم سوق الطاقة النووية خلال السنوات الـ5 المقبلة من 406.15 جيجاواط 2023 إلى 433.67 جيجاواط بحلول العام 2028؛ بمعدل نمو سنوي مركب 1.32%، وعلى خلفية تسارع الخطى العالمية نحو تعزيز الانتقال للطاقة النظيفة للتخفيف من حدة ظاهرة التغير المناخي؛ فإن الطاقة النووية تعد من أهم مصادر الطاقة البديلة، في الوقت والتي تسهم في توليد نحو 10% فقط من الكهرباء عالمياً، فيما ترتفع إلى نحو 20% في الاقتصادات المتقدمة.
إمكانات هائلة
وأضح “انترريجونال” أن الطاقة النووية تتمتع بعدد من المزايا والإمكانات الهائلة التي تشكل حافزاً كبيراً نحو تنامي الصناعة وزيادة الاهتمام الدولي بها، فيما أعلنت مجموعة من الاقتصادات المتقدمة والناشئة مؤخراً عن استراتيجيات جديدة تفتح آفاق وحوافز مالية كبيرة لتعزيز الاستثمار في هذا القطاع كما فتح فرص استثمارية جديدة في عدة مجالات مثل قطاعات : الشحن والزراعة والغذاء والطب والفضاء وتحلية المياه.

مؤشرات الاهتمام
وأشار “انترريجونال” إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر مستهلك للطاقة النووية؛ حيث استحوذ استهلاكها على 30% العام 2022؛ بإجمالي 7.3 إكساجول من الاستهلاك العالمي
، تليها الصين التي ارتفع استهلاكها خلال 3 سنوات ماضية من 13.6% العام 2020 إلى 15.6% العام 2022، ثم فرنسا التي يُقدَّر استهلاكها بنحو 11% من الاستهلاك العالمي، تتبعهما روسيا التي حافظت على معدل متقارب من الاستهلاك للطاقة النووية خلال السنوات الثلاثة الماضية، من 8% في عام 2020 إلى 8.4% في عام 2022.
منافسة صينية
وتشهد أمريكا منافسة صينية كبيرة على إنتاج الطاقة النووية ؛ حيث أعلنت الصين عن خطط لبناء ما لا يقل عن 150 مفاعلاً جديداً في السنوات الـ 15 المقبلة، وهو أكثر من العدد الذي أنشأته باقي دول العالم في الأعوام الـ 35 عاماً الماضية وقد قُدِّرت تكلفة الطموح النووي الجديد للصين بنحو 440 مليار دولار.
تحديات
ورغم تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة النووية خلال السنوات الأخيرة، فإن تلك الصناعة تواجه العديد من التحديات التي من الممكن أن تسهم في الحد من نموها، ابرزها: التكاليف الكبيرة والمُهَل الزمنية الطويلة.
لكن رغم هذه التحديات، لا يمكن القول باحتمالية تراجع نمو ذلك القطاع؛ فبينما من المرجح أن تقود الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، الجهود الرامية لاستبدال الوقود الأحفوري، فإنها تظل بحاجة إلى استكمال تلك الجهود بمصادر طاقة بديلة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الطاقة النوویة السلمیة للطاقة النوویة

إقرأ أيضاً:

بـ370 ألف لوحة شمسية.. مشروع صيني رائد يجمع بين الطاقة الشمسية وتربية الأسماك

في خطوة مبتكرة نحو تحقيق التنمية المستدامة، أعلنت شركة "داجين للصناعات الثقيلة" الصينية عن بدء تشغيل مزرعة هجينة للطاقة الشمسية و تربية الأسماك، تمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين توليد الطاقة النظيفة واستغلال الموارد المائية بطريقة فعالة، وذلك وفقًا لما نشره موقع (interesting engineering). 

بسبب موجة حر في المملكة المتحدة.. 7 نصائح لحماية هاتفك الذكي من التلفالروتين الصباحي وفقدان الوزن.. 7 عادات بسيطة تُحدث فرقًا كبيرًااستغلال ذكي للأراضي: طاقة من الأعلى وحياة من الأسفل

يقع المشروع في مدينة تانغشان بمقاطعة خبى، ويمتد على مساحة تبلغ حوالي 353 هكتارًا، ويعتمد التصميم على نموذج "توليد الكهرباء من الأعلى وتربية الأحياء المائية من الأسفل"، حيث تم تركيب 370 ألف لوح شمسي ثنائي الوجه فوق أحواض تربية الأسماك، وتعمل هذه الألواح على التقاط ضوء الشمس من الجهتين، ما يزيد من كفاءتها، خاصة في البيئات المائية التي تعكس الضوء.

إنتاج ضخم للطاقة وتقليل الانبعاثات

أوضحت الشركة في منشور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المشروع قادر على إنتاج 400 مليون كيلوواط/ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا، ويعادل هذا توفير نحو 120 ألف طن من الفحم القياسي، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 320 ألف طن، وهو ما يسهم في تحسين جودة الهواء المحلي وتقليل البصمة الكربونية.

فوائد بيئية مزدوجة

يمتاز المشروع بعدة مزايا بيئية، منها أن الألواح الشمسية توفر الظل لأحواض المياه، مما يقلل من درجات الحرارة السطحية في الأيام الحارة، ويحسّن عمليات الأيض لدى الكائنات المائية، كما يقلل من انتشار الأمراض، إلى جانب ذلك، تساهم الظلال في تقليل تبخر المياه، ما يساعد في الحفاظ على الموارد المائية.

كفاءة أعلى من النظم الأرضية

بحسب معهد دراسات البيئة والطاقة، فإن المزارع الشمسية المائية قد تتفوق في الكفاءة بنسبة تصل إلى 15% مقارنة بمزارع الطاقة الشمسية التقليدية على اليابسة، وذلك بفضل تأثير التبريد الطبيعي للمياه أسفل الألواح.

تجارب سابقة 

لم يكن هذا المشروع الأول من نوعه في الصين، ففي عام 2022 قامت شركة "كونكورد للطاقة الجديدة" بتركيب محطة طاقة شمسية بقدرة 70 ميجاوات فوق بركة أسماك في منطقة كانغتشو بمقاطعة خبى، كما أعلنت مؤخرًا شركة "إميلسن فيسك" النرويجية عن مشروع مشابه في مجال استزراع سمك السلمون، حيث تمكنت من خفض استهلاك الديزل بنسبة 90% باستخدام محطة شمسية عائمة.

نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات

تؤكد شركة "داجين" أن هذا المشروع يعكس التزامها بالمساهمة في التحول العالمي للطاقة، من خلال تبني نماذج مبتكرة وصديقة للبيئة تتيح استغلال الموارد الطبيعية بأقصى كفاءة ممكنة، في إطار رؤية عالمية لبناء مستقبل خال من الانبعاثات الكربونية.

طباعة شارك مشروع صيني الطاقة الشمسية تربية الأسماك لوحة شمسية التنمية المستدامة

مقالات مشابهة

  • بـ370 ألف لوحة شمسية.. مشروع صيني رائد يجمع بين الطاقة الشمسية وتربية الأسماك
  • «معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء
  • تركيب منظومتي طاقة شمسية في مركز الموارد المائية في السلمية بحماة
  • وزير النفط يبحث مع نظيره السعودي التعاون بمشاريع «الغاز والتدريب المهني»
  • تشمل 3 برامج.. أحمد عبد الحفيظ يكشف تفاصيل محطة الضبعة النووية
  • عبدالصادق يبحث مع نظيره السعودي التعاون بمشاريع الغاز والتدريب المهني
  • مصطفى بكري: محطة الضبعة النووية ستغير خريطة الطاقة في مصر
  • مصطفى بكري: «محطة الضبعة النووية ستغير خريطة الطاقة في مصر»
  • وزير البترول الأسبق: اتفاقيات الكوميسا والجافتا تعزز مكانة مصر كمصنع ومُصدر للطاقة
  • وزير البترول الأسبق: 60 جيجاوات و9 معامل تكرير تدعم تحول مصر لمركز طاقة عالمي