جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-31@00:46:15 GMT

ميثاق غليظ

تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT

ميثاق غليظ

 

أنيسة الهوتية

ميثاق- والميثاق هو العهد الموجب للالتزام به، وهو التحالف بين الأطراف الموقعين على هذا الميثاق أن يكونوا يدًا واحدةً لمُواجهة عواصف الأمور التي ستأتي عليهم غدرًا، وألا يهلعوا، أو يتراجعوا، وليتوقعوا سلبيات المضي في مشروع الميثاق كتوقع إيجابياته، وألا يتركوا الفتنة تتسربُ بين أصابعهم فتجرفهم إلى حل الثقة بينهم حتى يقوموا بإحلال العهد الذي بينهم.

غليظ- والغلظة في اللغة وصف للشيء استدلالًا على شدته، وقسوته، وصلابته، وقوته، ومتانته...إلخ

ووصف الخالق سبحانه الزواج بالميثاق الغليظ، لأنه يحمل كل تلك الصفات التي لايشعر بها الزوجان لانغماسهما في الحب، فنعمة الحُب تُعطي طاقة جبارة لتحمل سلبيات ومساوئ الزوجية، وتلصق الزوجين ببعض بمعجون الأُلفة والمودة والرحمة، التي تُخدر مشاعرهم الأنانية، وتُنعش مشاعر العطاء، حتى لا يشعرون بنكد الطرف الآخر ومشقة خدمته وطاعته وتوفير متطلباته! ولكن، إذا زالت نعمة الحب سيبدآن كلاهما أو أحدهما باستشعار ثقل الآخر على قلبه ويسعى للافتكاك منه.

ولأنه غليظ، لذلك لاينتهي بشكل نهائيٍ بسهولة، فإنَّ الله تعالى خلق لهذا الميثاق الغليظ أسبابًا وأعذارًا وجوازاتٍ شرعية للحفاظ على عهده طويلًا، وألا يُعاقب الإنسانُ طويلًا حين يقع ضحيةً للشيطان، ولكن هناك أفرادٌ استخدموا الشرع شماعة لتعليق أعذارهم ورغباتهم وهذا ليس إلا تلاعب بالدين وتحريم لما حلل الله وهو جُرمٌ ظاهرٌ كما تحليل ما حرم الله تمامًا.

وشرع الله سبحانه لإعاقة الطلاق أسبابًا كثيرة حفاظًا على إرجاع المتعاهدين إلى ميثاقهما الغليظ فلربما يعودان أفضل مما كانا عليه بعد تلك القرصة القوية المؤلمة التي وقعا فيها وحرمتهما من بعض! صونًا لهما من الوقوع في الفتنة.

لأجل ذلك كان تصنيف أنواع الطلاق بالطلاق السُني، والطلاق البدعي الذي يُوجب الكفارة ومنها ما كان يتم الحكم فيه أنه لم يقع في حال أن تكون المرأة حاملًا، أو نفساءً، أو حائضًا وهي الحالات الثلاث التي كنت أسمع عنها في مجلس أبي -رحمه الله- من أحكام القضاة الشرعيين السابقين في التسعينيات والثمانينيات أن الطلاق فيها بدعي ولايقع وإن كان الرجل مستقصدًا الطلاق فلينتظر زوجته كي تطهر ثم إن أراد إرجاعها فهي زوجته وإن أراد الطلاق فليطلق طلاقًا سنيًا على طُهر، أما الحامل فينتظرها حتى تلد ثم تطهر.

وبجانب الحالات الثلاث للمرأة التي تنقض نقض الميثاق الغليظ، كانت هناك حالاتٌ أربع للرجل أيضًا تنقضُ طلاقهُ وهي:

فقدان العقل- بسبب حالة سُكرٍ، أو التأثر بأدوية أو مواد مخدرة، أو مرض ذهني.  الغضب- ظاهرًا أم باطنًا، فليس كل إنسانٍ غضبه بركانٌ ثائر هناك أشخاص غضبهم كمثل البركان الراكد ظاهريًا إلا أنه في قلبه يثورُ ثوران الحمم التي تتلظى.

الإكراه- أن يكون مُكرهًا ومُجبرًا على الطلاق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهو في قلبه غير مقتنع بالفراق والانفصال.                                                 

الدهش: وهنا الأمثلة كثيرة ولكن إحداها هي أن يكون المُطلقُ مسحورًا سحرًا أفقده إدراكه ووعيه فبدأ يتنافر من زوجته، ولا يطيقها فجأةً ولايتحمل منها شيئاً! أو يغار عليها بجنون حتى يكاد يُجن فيتركها رحمة بنفسه.

وإن لم يكن أيًا من ذلك حاضرًا، فإن في الكتاب والسنة طلاق الثلاث إلى المليون في مجلسٍ واحد تُحسبُ واحدة ومازاد فيسقط بدعيًا وعليه كفارة، وذلك باب رحمة لا يجوز إغلاقه شرعًا.

نعم، لأجل ذلك وُصف بالميثاق الغليظ، فإنه ليس سهلًا نقضه... والطلاقُ هو إطلاق سراح الزوجة، وللزوج أن يردها بعد إطلاق سراحها مرتين حين تكون بائنة منه بينونة صغرى، أما الثالثة فهي الأخيرة التي لا إرجاع فيها وهي البينونة الكبرى.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

طبيب أسنان قتل زوجته لتجنب الطلاق.. حاول تصفية المحقق

كشفت السلطات القضائية في ولاية كولورادو الأمريكية، عن تفاصيل صادمة لجريمة قتل مروّعة، ارتكبها طبيب أسنان بحق زوجته، بعد أن أقدم على تسميمها تدريجيا بمواد قاتلة، في محاولة للتخلص منها، دون المرور بإجراءات الطلاق، حفاظا على سمعته وثروته.

ويواجه المتهم، جيمس كريغ (45 عامًا)، اتهامات بالقتل العمد من الدرجة الأولى، في واقعة وفاة زوجته أنجيلا كريغ، التي توفيت دماغيًا في 15 آذار/ مارس 2023، بعد أن وصلت للمستشفى في حالة تدهور صحي حاد، وهي المرة الثالثة خلال أسبوع واحد التي تُنقل فيها للمستشفى.

وبحسب ما أورده المدعي العام، فإن جيمس قام بتسميم زوجته باستخدام مادة "السيانيد" السامة، حيث دسّ الجرعة القاتلة لها وهي ترقد في المستشفى، مستغلاً انشغال الأطباء بمحاولة تشخيص حالتها، دون أن يعلموا أن المرض المصطنع كان جزءًا من مخطط قتل ممنهج.


تحقيقات معقدة ومحاولات تضليل
أظهرت التحقيقات التي قادتها شرطة ضاحية أورورا بالقرب من مدينة دنفر، أن كريغ سبق له تنفيذ محاولات فاشلة لتسميم زوجته، قبل أن ينجح في النهاية بإعطائها جرعة قاتلة، كما كشفت الأدلة أن المتهم حاول إخفاء آثار جريمته وتضليل المحققين، بل وحتى الترويج لاحتمالية انتحار الضحية.

الأكثر إثارة، أنّ وسائل إعلام أمريكية قد نقلت عن مصادر قضائية أن كريغ حاول من داخل السجن استئجار أحد زملائه من أجل قتل المحقق المسؤول عن القضية، وذلك في محاولة لعرقلة مجريات المحاكمة أو الانتقام من من كشف خيوط الجريمة.



خلفية عائلية وصدمة مجتمعية
كانت أنجيلا، التي أنجبت ستة أطفال من كريغ، بحسب روايات أقاربها وأصدقائها "زوجة وأما مخلصة"، ولم تكن تشك بأن شريك حياتها يخطط للتخلّص منها بدلاً من إنهاء العلاقة بطريقة قانونية. الجريمة أثارت ردود فعل واسعة في كولورادو، خصوصًا في الأوساط الطبية التي ينتمي إليها كريغ، حيث عبّر زملاء سابقون له عن صدمتهم مما جرى.

إلى ذلك، مازالت قضية جيمس كريغ مفتوحة أمام القضاء، ومن المتوقع أن تشهد محاكمته جلسات مثيرة خلال الأشهر المقبلة، في ظل ما وصفه الادعاء بأنه "مزيج مرعب من الخيانة والأنانية وسوء استخدام الثقة والسلطة الطبية".

مقالات مشابهة

  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • طبيب أسنان قتل زوجته لتجنب الطلاق.. حاول تصفية المحقق
  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • وائل أبو عرفة.. طبيب مقدسي قلبه معلق بغزة
  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني
  • ظاهرة الطلاق
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • إنقسام السنابل لا يسر وطني ولكن الأحزاب السودانية تتجاهل الدروس