الذكرى العاشرة لهبة سبتمبر 2013
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
بقلم: تاج السر عثمان بابو
(1)
مضت عشر سنوات على ذكرى هبة سبتمبر 2013 التي كانت حلقة مهمة في سلسلة تراكم مقاومة شعب السودان حتى إسقاط رأس النظام في ثورة ديسمبر 2018. فقد جاءت الهبة امتدادا لسلسلة المقاومة ضد نظام الحكم الفاشي الدموي المتدثر بالدين ، هزت الانتفاضة أركان النظام وشكلت نقطة تحول مهمة في المقاومة ضد النظام الذي صادر الحريات والحقوق الأساسية وأشعل الحروب الطاحنة في الجنوب ودارفور وجبال النوبا وجنوب النيل الأزرق، مما ادي الي انفصال الجنوب، وسارت الحكومة في سياسة تحرير الأسعار والخصخصة وتشريد العاملين، مما أدي إلي افقار الشعب حتي أصبح أكثر من 95% من جماهير شعبنا تعيش تحت خط الفقر، ورفعت الدولة يدها عن خدمات التعليم والصحة و المياه والكهرباء ، والاستعداد لفصل الخريف والكوارث الطبيعية، مما أدي لمآسي السيول والفيضانات وخسائرها الفادحة في الأرواح والممتلكات مما زاد من معاناة الجماهير.
(2)
جاءت هبة سبتمبر ضد الزيادات في الأسعار، التي كان الهدف منها: تمويل الصرف البذخي لنظام الطفيلية الإسلاموية ، وتمويل الحروب التي أشعلها النظام في دارفور وجنوب وشمال كردفان وجنوب النيل الأزرق، ودعم ميزانية الأمن والدفاع التي تستحوذ علي 75 % من الميزانية العامة، وتمويل سداد ديون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي والتي تقدر ب 43 مليار دولار ( عام 2013) والتي تزداد ضغوطها واشتراطاتها علي النظام الحاكم. ورفضت الجماهير الأكاذيب حول دعم المحروقات، وأنه لا يوجد دعم، علي سبيل المثال: أن الحكومة تربح 12 جنية في كل جالون بنزين و7 جنية في كل جالون جازولين. الخ. علما بأن البديل لزيادة الأسعار واضح كالشمس في رابعة النهار، ويتلخص في : وقف الحرب التي تقدر تكلفتها ب 4 مليون دولار في اليوم، ووقف الصرف البذخي، وتقليل منصرفات جهاز الدولة المتضخم، واسترداد الأموال المنهوبة عن طريق الفساد، وتوجيه العائد للصرف علي التنمية وخدمات التعليم والصحة وزيادة الأجور والمعاشات. لكن نظام الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية لم يرغب في تلك الحلول.
(3)
بعد إعلان الزيادات في الأسعار كانت هبة سبتمبر 2013 ، التي شملت أغلب مدن السودان وامتدت لتشمل طلبة الجامعات والثانويات ومرحلة الأساس، وطرحت شعارات واضحة ” الشعب يريد اسقاط النظام”.
واجهت السلطة المظاهرات بالعنف المفرط الذي قامت به قوات الأمن والدعم السريع الذي أدي إلي استشهاد عدد كبير وما زال التحقيق جاريا في تلك المجزرة باعتبارها جريمة لا تسقط بالتقادم، ومئات الجرحى ، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من ألف شخص، كما أحدثت الهبة هزة عميقة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بمذكرة 31 من قادته التي استنكرت الزيادات والقمع المفرط، والتي أدت إلي انشقاق في الحزب الحاكم، كما أحدثت الانتفاضة تململا واضحا وسط قواعد الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) والتي طالبت معظمها بفض الشراكة مع النظام. أصيبت السلطة بهلع شديد كما تجلي في العنف المفرط ، وإغلاق الانترنت والصحف والقنوات الفضائية مثل ” العربية” و”اسكاي نيوز”. الخ ، أصدرت كل الأحزاب والحركات والنقابات والتنظيمات الديمقراطية وسط المهنيين بياناتها التي استنكرت الزيادات والقمع المفرط، وطالبت بمحاسبة مرتكبي جرائم القتل. تم تشييع مهيب للشهداء ساهم في توسيع الحملة ضد النظام ، وحدثت وقفات احتجاجية قام بها الأطباء وأسر المعتقلين والصحفيين، وطلاب الطب بجامعة الخرطوم، وقوي المعارضة خارج السودان، ساهمت تلك الحملات في الضغط علي النظام من أجل اطلاق سراح المعتقلين وقف القمع المفرط للمظاهرات السلمية.
(4)
ورغم انحسار الهبة الا أن جذوتها استمرت متقدة بمختلف أشكال المقاومة والاحتجاجات وفي هبة يناير 2018 ضد ميزانية الفقر الدمار وثورة ديسمبر التي أطاحت بالبشير ومازالت جذوتها مستمرة رغم الحرب اللعينة الجارية حاليا الهادفة للقضاء عليها.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
“التجاعيد الرقمية”.. علامات تظهر مع الاستخدام المفرط للهاتف
المناطق_متابعات
كشف خبراء أن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول، خاصة عند النظر المستمر نحو الأسفل، يسهم في ظهور ما يُعرف بـ”التجاعيد الرقمية” و”الذقن المزدوج”، ويُعجّل من شيخوخة الجلد في منطقة الرقبة.
ولفت الخبراء إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يولّد “الجذور الحرة”، وهي جزيئات تؤثر سلبًا على خلايا الجلد وتُسرّع من علامات التقدم في العمر فيما أكدت دراسات أن هذه الوضعية الخاطئة للجسم قد تؤدي أيضًا إلى مشكلات في النوم والعمود الفقري.
أخبار قد تهمك قريباً.. هاتفك يحذرك من تواجد أجهزة تتبع بالقرب منك 4 مايو 2023 - 6:48 مساءً هل الهاتف يستمع إلى ما تقوله خارج المكالمات؟ 19 أبريل 2023 - 11:11 صباحًابدورها أوضحت طبيبة الأمراض الجلدية في نيويورك، د. جانيت غراف أن التجاعيد الأفقية في الرقبة ترتبط بوضعية الرأس، مشيرة إلى أن النظر المتكرر للأسفل يعمّق هذه الخطوط بمرور الوقت ونصحت بتعديل سلوك استخدام الهاتف من خلال رفعه لمستوى العين لتقليل تلك الآثار وتجنب تسارع علامات الشيخوخة.
وأظهرت دراسة أعدّتها شركة “LYMA” زيادة تفوق 130% في عمليات البحث المتعلّقة بأضرار الضوء الأزرق وتمارين مكافحة التجاعيد، ما يعكس وعيًا متزايدًا بخطورة “التجاعيد الرقمية” وآثار الأجهزة على صحة الجلد.