واشنطن لا تنوي دعوة بوتين لحضور قمة "أبيك"
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
ذكرت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة أبلغتها بأنها لا تنوي دعوة بعض الزعماء بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى قمة "أبيك" المقرر عقدها في سان فرانسيسكو، بسبب العقوبات.
إقرأ المزيدوقال سفير المهام الخاصة في الخارجية الروسية، مارات بيرديف اليوم الثلاثاء، في تصريح لوكالة "نوفوستي": "الولايات المتحدة أبلغتنا عبر قنوات اتصال ثنائية، بأنها لن تدعو عددا من القادة هذا العام، بسبب قيود مفروضة عليهم".
وأضاف أن الجانب الروسي يواصل العمل مع الولايات المتحدة لضمان تنفيذ التزاماتها كبلد مضيف لهذا الحدث، وطلب مجددا من واشنطن توجيه دعوة للرئيس الروسي.
ووصف الدبلوماسي عدم دعوة الرئيس بوتين لحضور قمة "أبيك" بأنه قرار "مؤسف"، يدل على "النوايا السيئة للجانب الأمريكي واستمرار الولايات المتحدة في اتباع نهج المواجهة تجاه قضايا التعاون الاقتصادي متعدد الأطراف ومحاولة إضفاء الطابع السياسي على منتدى اقتصادي بحت"
وفي وقت سابق، أشار بيردييف إلى أن الولايات المتحدة تضع عقبات خطيرة أمام مشاركة روسيا الكاملة في أعمال "أبيك" في إطار رئاستها للمنظمة. وأضاف أن موسكو ستأخذ في الاعتبار السلوك غير المناسب للولايات المتحدة كدولة مضيفة للمنتدى عند التخطيط للمشاركة في قمة سان فرانسيسكو المقرر عقدها من 15 إلى 17 نوفمبر المقبل.
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال في يوليو الماضي إن الرئيس بوتين لا ينتظر دعوة إلى قمة "أبيك" في الولايات المتحدة
من جانبها، قالت وقتذاك المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن واشنطن تعتزم العمل مع موسكو لضمان "مشاركتها المناسبة" في قمة سان فرانسيسكو.
ويضم "أبيك" منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي تم تأسيسه عام 1989، 19 دولة ومنطقتين، من بينها 12 دولة مؤسسة هي: أستراليا وبروناي وإندونيسيا وكندا وماليزيا ونيوزيلندا وسنغافورة والولايات المتحدة وتايلاند والفلبين وكوريا الجنوبية واليابان.
كما تشارك في المنتدي الصين (منذ العام 1991)، ثم انضمت إليه منطقتا الصين هونغ كونغ وتايوان عام 1991 أيضا، والمكسيك وبابوا غينيا الجديدة (منذ العام 1993)، وتشيلي (منذ العام 1994)، وروسيا وفيتنام وبيرو (منذ العام 1998).
المصدر: "نوفوستي"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا آسيا المحيط الهادي عقوبات ضد روسيا موسكو وزارة الخارجية الروسية الولایات المتحدة سان فرانسیسکو منذ العام
إقرأ أيضاً:
الولايات المشتعلة.. هل يقود قرار ترامب بطرد المهاجرين أمريكا نحو المجهول؟
في مشهد يعكس تصاعد التوترات الداخلية داخل الولايات المتحدة، تفجّرت موجة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في مدينة لوس أنجلوس، على خلفية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد المهاجرين غير الشرعيين، لاسيما من دول أمريكا اللاتينية. هذا القرار، الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والحقوقية، فتح الباب أمام مواجهة جديدة بين الإدارة الفيدرالية وعدد من حكّام الولايات، وسط انقسام حاد داخل المشهد الأمريكي الداخلي.
وفي هذا السياق، قدّم الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، قراءة تحليلية لأبعاد هذه الأزمة المتفاقمة، وتداعياتها السياسية والدستورية.
أكد الدكتور أحمد العناني، المحلل السياسي، أن تطبيق قرار طرد المهاجرين غير الشرعيين، لا سيما من دول أمريكا اللاتينية، يمثل تنفيذًا مباشرًا لتعهد انتخابي قطعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحت شعار "أمريكا أولًا". وأضاف أن ترامب يسعى إلى تقليص أعداد المهاجرين القادمين من دول مثل المكسيك وغيرها من دول أمريكا اللاتينية، خاصة أولئك المقيمين في ولايات بعينها.
وأضاف العناني في تصريحات لـ “صدى البلد”، إلى أن هذا القرار أثار موجة من الغضب والاحتجاجات العنيفة داخل الولايات المتحدة، إذ يراه المهاجرون قرارًا مجحفًا، وتضامنت معهم في ذلك أطراف عديدة داخل المجتمع الأمريكي، أبرزها أعضاء من الحزب الديمقراطي، ومؤسسات حقوقية، بل وبعض الشركات متعددة الجنسيات التي ترى في القرار تعديًا على المبادئ الإنسانية وتهديدًا للاستقرار الاجتماعي.
وأبرز الدكتور العناني أن الأزمة اشتدت بعد لجوء ترامب إلى نشر الحرس الوطني في عدد من الولايات، وعلى رأسها كاليفورنيا، معتبرًا أن هذا الإجراء يُعد تجاوزًا دستوريًا لصلاحيات حكّام الولايات، مما دفع حاكم ولاية كاليفورنيا للتصريح بأن ترامب تخطى حدود القانون الفيدرالي، خاصة وأن الصلاحيات الأمنية في الولايات متروكة دستوريًا لحكامها وليس للرئاسة.
واعتبر العناني أن ما تشهده الولايات المتحدة اليوم من اضطرابات هو منعطف حاد في تاريخها، مؤكدًا أن شخصية ترامب وتصميمه على المضي في قراراته التصعيدية، تجعلان من التراجع أمرًا مستبعدًا. بل على العكس، يرى أنه سيزيد من وتيرة التصعيد في مواجهة الاحتجاجات، رغم تصاعد حالة الغليان الشعبي واتساع رقعة المتضامنين.
وفي السياق ذاته، أشار العناني إلى أن الأزمة تعكس حالة من الانقسام العميق داخل النخبة السياسية الأمريكية، حيث يهاجم عدد من أعضاء الحزب الديمقراطي قرارات ترامب، سواء تلك المتعلقة بالهجرة أو بسياساته الاقتصادية، كفرض الرسوم الجمركية على الصين، وهو ما أدى إلى تباطؤ الأسواق العالمية وارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة.
وأضاف أن هذا التصعيد السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا ينفصل عن السياق الانتخابي، حيث يسعى الديمقراطيون إلى استغلال أخطاء ترامب المحتملة، سواء في الداخل أو في السياسات الخارجية، لتعزيز فرص مرشحهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وختامًا، حذر الدكتور أحمد العناني من خطورة تصاعد هذا الصراع الداخلي، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتجاجات العنيفة قد يؤدي إلى اضطرابات تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، وربما تُحدث تحولات عميقة على غرار ما جرى في التجربة السوفيتية. وفي الوقت نفسه، يرى أن ترامب لن يتراجع، بل سيواصل الاعتماد على الأدوات الأمنية، كالحرس الوطني، لتنفيذ سياساته، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من البيت الأبيض لمعالجة الأزمة بشكل جذري قبل أن تتفاقم أكثر.