رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال ولبنان في نوفمبر، تتزايد الدعوات الاسرائيلية لإعادة النظر في مستقبل الحدود الشمالية، بعد أن شكلت جبهة استراتيجية متفجرة في العقود الأخيرة، ووصلت لذروة جديدة من التوتر بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.

وكشف عوديد عيلام المسئول السابق في جهاز الموساد، عما أسماها "الإخفاقات المتأصلة في الترتيبات الحدودية الحالية، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1701 وقوات اليونيفيل غير الفعالة، التي سمحت لحزب الله بترسيخ نفسه كقوة عسكرية مهيمنة في جنوب لبنان، وتهديد أمن مستوطنات الشمال، وبناء على إنجازات الحملة العسكرية الحالية، يمكن اقتراح نموذج جديد لتنظيم الحدود من خلال مخطط تدريجي يتضمن إنشاء منطقة أمنية موسعة ومنزوعة السلاح، تحت إشراف قوة متعددة الجنسيات فعالة بقيادة الولايات المتحدة، مع الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلية حتى يستقر الوضع".



وأضاف عيلام الكاتب في مركز القدس للشئون الخارجية والأمن في مقال ترجمته "عربي21" أن "الانتصار العسكري الذي حققه الاحتلال ضد حزب الله في الحرب الحالية، خلق رافعة فريدة تسمح للحكومة اللبنانية، بدعم دولي، باستعادة سيادتها في الجنوب، مما سيكون له آثار بعيدة المدى على مطالب الاحتلال بتغيير الوضع القائم، لأن هجوم السابع من أكتوبر، والحرب التي اندلعت في عقابه، لم تكشف فقط عن مدى الضعف الشديد الذي تعاني منه حدود الاحتلال في الجنوب مع غزة، بل أظهرت بشكل دراماتيكي التهديدات المتصاعدة على حدودها الشمالية مع لبنان".

وأوضح أن "المعارك العنيفة التي اندلعت ضد حزب الله، وتضمنت إطلاق صواريخ كثيفة وطائرات بدون طيار ومناورات برية، أدت لإخلاء واسع النطاق للمستوطنات الشمالية، وأثبتت أن مفهوم الأمن القائم المستند لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، انهار تماما، وأصبح الخط الأزرق، الذي مثّل الانسحاب من لبنان، ويضمن نزع السلاح في جنوبه، بمثابة خط أمامي نشط في الواقع، مما يتطلب إعادة النظر بشكل شامل في الافتراضات الاستراتيجية التي شكلت سياسة الاحتلال تجاه لبنان في العقود الأخيرة".

وأشار إلى أن "الضعف الاستراتيجي للمستوطنات الشمالية مثل المطلة وكريات شمونة وشلومي والمنارة وغيرها عاشت ظروفا مأساوية منذ أكتوبر 2023، وأصبحت نيران مضادات الدبابات والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار روتينا يوميا، ما تسبب بأضرار جسيمة للممتلكات، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية، وشل حياة المستوطنين، وقد شكل إخلاء عشرات الآلاف منهم من منازلهم لعدة أشهر ضربة قوية لسيادة الاحتلال، مما كشف عن إخفاقات أساسية في ترتيبات الحدود الشمالية، وفشل منهجي لتثبيتها".



وأردف أن "الاحتلال دخل حرب الشمال بموقف مفاده أن الوضع الذي ساد مساء السابع من أكتوبر لن يستمر، والافتراض أن هذه الحملة انتهت بإنجازات عسكرية كبيرة، بما فيها إبعاد حزب الله عن الحدود، وإلحاق أضرار كبيرة بقدراته العسكرية، وتقليص كبير في هيمنته على لبنان، واستعادة الشعور بالأمن لدى مستوطني الشمال، صحيح أن هذا النصر لم يؤد للقضاء الكامل على الحزب، لكنه خلق واقعاً استراتيجياً جديداً له آثار قانونية وسياسية بعيدة المدى، مما يستدعي الحاجة لتغييرات جذرية في الترتيبات الأمنية الحدودية".

كما دعا الكاتب للقيام جملة مراحل تدريجية لتثبيت الوقائع الحدودية بما يتناسب مع نتيجة المواجهة العسكرية، تقوم أولاها على خلق واقع أمني جديد وضمان حرية عمل الاحتلال في لبنان، وتطبيقاً صارماً للتحرك العسكري بطريقة تضمن إبعاد كل قوات حزب الله وبناها التحتية العسكرية لمسافة كبيرة من الحدود، على الأقل حتى نهر الأولي، وأبعد من ذلك، وتدمير كافة بناه التحتية السرية، ومخازن الأسلحة الاستراتيجية في مختلف أنحاء لبنان، وصولا لإنشاء آلية أمنية بديلة ذات مصداقية، لمنع الحزب من إعادة تأسيس نفسه".

ولفت إلى أن "المرحلة الثانية تتمثل بإنشاء منطقة أمنية منزوعة السلاح وخاضعة للإشراف بقيادة قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، أوسع بكثير بدءاً من الخط الأزرق، الممتد من خط الحدود الدولية شمالاً، على الأقل حتى نهر الليطاني وما بعده في المناطق ذات الأهمية الطبوغرافية، وإعلانها منزوعة السلاح تماما من أي وجود عسكري أو مسلح، باستثناء الجيش اللبناني وقوة متعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة ودول الخليج والأردن ومصر، بجانب منطقة دفاع متعددة الطبقات داخل دولة الاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الحدود لبنان حزب الله الحرب لبنان حزب الله الاحتلال الحدود الحرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله

إقرأ أيضاً:

حرس الحدود.. مهام متعددة لسلامة المتنزهين بالواجهة البحرية في الخفجي..فيديو

المنطقة لشرقية

تبذل قيادة حرس الحدود بمحافظة الخفجي جهود مميزه في متابعة المتنزهين ومرتادي الكورنيش خلال هذه الأيام حيث تتواجد الدوريات البحرية وبشكل متواصل في كورنيش الخفجي.

وتقوم الدوريات بعمل جولات على طول الشاطيء وفي البحر ومتابعة مرتادي البحر للتأكد من سلامتهم ، كما حددت قيادة حرس الحدود عدد من النقاط المسموح فيها السباحة والأخرى الخطرة من خلال عدد من اللوحات المنتشرة على الشاطيء.

كما تم نشر لوحات ارشادية على الشواطئ لتوضيح الأماكن المخصصة للسباحة والتعليمات الواجب اتباعها إلى جانب اللوحات التحذيرية التي تنبأ من الأماكن الخطرة والممنوع السباحة فيها.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/X2Twitter.com_qLbpjxo18R9lcE5r_720p.mp4

مقالات مشابهة

  • الخروقات تتصاعد .. 3 شهداء بغارات إسرائيلية على جنوبي لبنان والاحتلال يتحدث عن اغتيال قيادي بـ”حزب الله”
  • تبادل الأراضي على طاولة المفاوضات المقبلة بشأن ترسيم الحدود البريّة
  • دعوة إسرائيلية للتخلص من المسؤولية عن غزة.. ونقلها إلى مصر
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • الاحتلال يزعم وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية.. وممرات آمنة لقوافل الأمم المتحدة
  • استشهاد شاب بغارة إسرائيلية قرب صور جنوب لبنان
  • قتيل في غارة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنان
  • حرس الحدود.. مهام متعددة لسلامة المتنزهين بالواجهة البحرية في الخفجي..فيديو
  • كيف يعرقل الاحتلال وصول المساعدات على الحدود إلى داخل قطاع غزة؟
  • خور عبد الله.. ممر العراق المسلوب أم ترسيم أممي مجحف؟