RT Arabic:
2025-12-09@20:06:52 GMT

أزمة محرجة لأمريكا!

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

أزمة محرجة لأمريكا!

وقعت مشادّة دبلوماسية وسياسية بين دولتين حليفتين للولايات المتحدة ما وضعها في مأزق لحل الوضع المعقد. كيف يرى سايرا بانو القضية في ناشيونال إنترست؟

اتهم رئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، الهند بالتعدي على السيادة الكندية في الوقت الذي توفي فيه الزعيم الانفصالي السيخي، هارديب سينج نيجار. وطردت كندا الدبلوماسي الهندي الكبير كومار راي بذريعة ترأسه لوكالة التجسس الخارجية الهندية.

وبالمقابل طردت الهند دبلوماسيا كنديا.

أما خلفية المشكلة فهي أن ترودو دعم احتجاجات السيخ في بلاده الذين يطالبون بدولة مستقلة تدعى "خالستان". وزعم أن دعمه لهم كان بدافع حرية التظاهر السلمي. في حين عبّر ناريندا مودي، رئيس وزراء الهند، عن مخاوفه على سيادة الهند الإقليمية في قمة العشرين الأخيرة في بلاده.

ناقش ترودو القضية الشائكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وهم الحلفاء المشتركون للهند وأستراليا بذات الوقت. ويعتبر هؤلاء أن دعم الهند في غاية الأهمية وذلك بسبب الدور الذي يمكن أن تلعبه، بحكم موقعها الجيوسياسي على المحيطين الهندي والهادي، وبسبب تنوعها السكاني واقتصادها المتنامي، في موازنة الصعود الصيني والرعب من توسع نفوذ الصين في شرق آسيا وجنوبها.

وأول رد فعل للولايات المتحدة هو طلب التحقيق الفوري بالموضوع من خلال المعلومات الاستخباراتية. إذ ليس من مصلحة أمريكا ولا الحلفاء الآخرين خسارة الهند. كما أكدت أمريكا على أهمية الشراكة الرباعية مع الهند واليابان وأستراليا. وتخشى الولايات المتحدة والحلفاء من تفاقم الأزمة بين كندا والهند.

ويبدو أن الهند صعّدت الموقف؛ حيث طلبت من رعاياها عدم السفر إلى كندا، وعلّقت خدمات التأشيرات. ويرى الكاتب أن على الولايات المتحدة أن تبذل قصارى جهدها لإعادة التوازن بين هذين البلدين.

المصدر: ناشيونال إنترست

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا ناريندرا مودي أزمة دبلوماسية

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي

تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية.  وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.

إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.

أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.

ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.

وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.

ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.

رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.

خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.

في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.

مقالات مشابهة

  • كاتي بيري تكشف تفاصيل علاقتها مع رئيس وزراء كندا السابق جاستن ترودو
  • الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
  • عاجل| الملك يستقبل رئيس وزراء ألبانيا
  • رئيس وزراء كندا السابق وكاتي بيري يؤكدان علاقتهما رسميا على إنستغرام
  • ترحيل عشرات الإيرانيين والعرب على متن رحلة واحدة من الولايات المتحدة
  • بطلب من أمريكا.. رئيس وزراء قطر يكشف بداية علاقة الدوحة بحركة حماس
  • رئيس وزراء بولندا ينتقد الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة: أوروبا حليفكم الأقرب لا مشكلتكم
  • رئيس وزراء قطر: الانتهاكات الإسرائيلية في غزة تهدد بتوسيع الصراع
  • رئيس وزراء قطر: علاقتنا مع حماس جاءت بطلب أمريكي
  • حريق مروّع في ملهى ليلي بجوا يودي بحياة 25 شخصًا بينهم سياح