بعد اللقاء الأول بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي،
هاجم سفير كييف دولة الاحتلال، متهما إياها الخشية من روسيا، في موقفها تجاه الحرب الأوكرانية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير للمراسل السياسي إيتمار آيخنر، أنه بعد أسبوع من لقاء نتنياهو- زيلينسكي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، هاجم سفير أوكرانيا لدى تل أبيب يفغين كورنيتشوك، دولة الاحتلال بشدة، متهما إياها بالخوف من روسيا، "لأنها تواصل باستمرار قصف القواعد الإيرانية في سوريا، وهي مضطرة لتنسيق جهودها معهم".



وأضاف السفير الأوكراني، أن "بقية الحجج المختلفة والغريبة التي نسمعها فلا تصمد أمام اختبار الواقع، خاصة بعد إعلان نتنياهو أنه لا يستطيع تسليم الأسلحة للأوكرانيين لأنها قد تنتهي في أيدي الإيرانيين عبر روسيا، لاسيما منظومات الدفاع الجوي، مع أن هذا السلاح يقع في عمق الأعماق، وليس هناك احتمال لوقوعه بأيدي الروس".

وتابع بأن "كييف راضية عن نتائج الاجتماع، لكنها لن تكون محسوسة إلا بعد فترة طويلة"، متوقعا بعض "النقاط المضيئة" مثل أنظمة الإنذار المبكر المزمع تطبيقها ميدانيا، فضلا عن تزويد الاحتلال لبلاده بالروبوتات لإزالة الألغام".

وزعم كورنيتشوك أن "مستوى التعاون بين إسرائيل وروسيا ظل مرتفعا، بل إن تجارتهما تزايدت، وآخرها اتفاق التعاون السينمائي الموقع بينهما بداية الشهر، وشرحنا لها أنها خطأ مؤسف، لكن واضح أنها خطوات متعمدة، ولذلك فإني لست راضيا عن تصرفات الحكومة الإسرائيلية، وأتحدث عن ذلك علانية، مع أنها تخبرنا من ناحية أنها تتعاطف معنا، وتريد أن تساعدنا، لكنها من ناحية أخرى تجري تعاونا كاملا مع روسيا الاتحادية، لم يتوقف ليوم واحد، وهو خطأ فادح من جانب الحكومة الإسرائيلية، والجمهور الإسرائيلي يحتج عليه، لأن الجميع يرى ما يحدث في أوكرانيا".

وأضاف: "لم ننتقد الجانب الإسرائيلي كثيرا، على سبيل المثال، لاستمرار الرحلات الجوية المباشرة إلى موسكو، رغم أنهم يزعمون أنها خاصة بإجلاء الإسرائيليين، ولنفترض أنها قضية إنسانية، لكن المشاورات السياسية الجارية هذا العام في تل أبيب وموسكو لا تصمد أمام الانتقادات اللاذعة، مع أن كييف راضية عن لقاء مع نتنياهو-زيلينسكي، وتمكنا من مناقشة القضايا التي لا يمكن مناقشتها عبر الهاتف، ومن ناحية أخرى، فإن الأمر سيستغرق وقتا طويلا حتى ترى أوكرانيا نتائج فعلية من الاجتماع، أهمها حماية المدنيين ومسألة تفكيك الألغام، وفي الوقت الحالي واضح أنه لا يوجد جدوى من مناقشة التعاون العسكري مع إسرائيل".


وأكد أنه "فيما يتعلق بحماية المدنيين، فإن أحد الوعود الكبيرة التي قدمتها إسرائيل لأوكرانيا هو توريد نظام "اللون الأحمر"، كاشفا عن تقدم كبير نحو تطبيق النظام على الأرض، لكن العملية لم تنته بعد، ولكن يجب إجراء التفتيش في نهاية سبتمبر في كييف، وأعتقد أن جميع المدن والبلدات ستكون قادرة على الاستفادة من هذا النظام، لأن مشكلتنا أن إخلاء هذه الأراضي الشاسعة سيستغرق وقتا طويلا، واصفا كيفية التعاون مع إسرائيل بأنه مجرد دعوة للتضامن الإنساني، مع أنه يجب البحث عن المصالح والتهديدات المشتركة، وهذا بالضبط ما يقودنا لتعاون وثيق".

وأكد أن "أحد المواضيع التي ناقشها لقاء زيلينسكي-نتنياهو التعاون ضد التهديد الذي تمثله إيران، زاعما أنه رأى من كييف طائرة انتحارية إيرانية بدون طيار قدمتها طهران لموسكو لأغراض الحرب في أوكرانيا، وأحضرت مكوناتها هدية لنتنياهو".

يتزامن حديث السفير الأوكراني مع احتجاجات لأعضاء الكنيست على ما اعتبروه موقف الاحتلال تجاه أوكرانيا، حيث ادعى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتاين، أن عدم وجود دعم كاف في كييف "يحفر حفرة" في مواجهة الولايات المتحدة، فيما رد عليه مسؤول كبير بوزارة الخارجية بأنه تم تخصيص 80 مليون شيكل لمساعدة أوكرانيا، وهناك توصية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارة كييف.

باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "ويللا"، أكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أعضاء الكنيست انتقدوا سياسة الحكومة تجاه أوكرانيا خلال مناقشة للجنة الخارجية والأمن، لكن نائب مدير أوراسيا بوزارة الخارجية يوفال فوكس ردّ بالقول إن لدينا اعتبارات أمنية واسعة، والواقع معقد، ومن المهم مواصلة الحوار البناء مع الروس، فيما ذكر عضو الكنيست زئيف إلكين أن "إسرائيل لا تفعل ما يكفي لمساعدة أوكرانيا، ونحن نعدها بأشياء لن تحدث، وردود الفعل فيها قاسية للغاية، لا ينبغي لإسرائيل أن تقف بجانب المجر فيما يتعلق بحرب أوكرانيا".


ونقل عن عضو الكنيست غدعون ساعر أن "الجميع يفهم أننا على الهامش في حرب أوكرانيا، وما يهم هو كيف يُنظر إلينا في الغرب، هناك زيادة في الأهمية للاحتياجات التشغيلية على الاعتبارات الاستراتيجية، ويلزم إعادة تقييم الوضع".

تجدر الإشارة إلى أن لقاء نتنياهو-زيلينسكي الثلاثاء الماضي هو الأول لرئيس وزراء إسرائيلي معه منذ اندلاع الحرب مع روسيا، وقال فيه إنه "يتوقع الكثير من "إسرائيل"، أما نتنياهو فأجاب عن توقعاته من هذا اللقاء بأن "الصمت يساوي وزنه ذهبا"، موضحا مواصلة مساعدة أوكرانيا في القضايا الإنسانية، بما فيها التعامل مع الألغام المضادة للأفراد، فيما أبلغ زيلينسكي نتنياهو أن "روسيا تهاجم المدن والموانئ والبنية التحتية الحيوية باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية، ونحن نشاطره القلق بشأن التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وإيران".

ويعد نتنياهو هو الزعيم الغربي الوحيد في العالم، باستثناء رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي لم يزر كييف، وقد تجنب الزيارة لأسباب أمنية، لكن الأوكرانيين يقولون إنه إذا تمكن بايدن من الحضور، فلا يوجد سبب يمنع نتنياهو من ذلك، فيما أوصته وزارة الخارجية الإسرائيلية بشدة بإجراء هذه الزيارة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة روسيا الإيرانية إيران روسيا الاحتلال الإسرائيلي اوكرانيا صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: كييف وبرلين تعملان بشأن مسألة إمدادات صواريخ “توروس”

أوكرانيا – صرح فلاديمير زيلينسكي بأن كييف وبرلين تعملان على موضوع توريد صواريخ “توروس” البعيدة المدى لأوكرانيا، رافضا الكشف عن تفاصيل هذا العمل.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع القناة الألمانية RTL: “تمت مناقشة مسألة صواريخ توروس في محادثتين بيني وبين المستشار. نحن نعمل في هذا الاتجاه، لكن لا يمكنني الكشف عن مزيد من التفاصيل – لقد وعدت المستشار بذلك وأنا ملتزم بوعدي”.

وفي يوم الأربعاء، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس بعد لقائه مع زيلينسكي أن ألمانيا ستدعم أوكرانيا في تطوير أسلحتها البعيدة المدى، دون التعليق على توريد صواريخ توروس.

وعلق المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف على هذا التصريح للصحفي بافل زاروبين من قناة “روسيا 1″، قائلا إن تصرفات ألمانيا تعيق الجهود السلمية، لكن موسكو تأمل في استمرار عملية التسوية الأوكرانية رغم استفزازات برلين.

ويوم الاثنين الماضي، صرح ميرتس في مقابلة مع محطة WDR التلفزيونية أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا ألغت القيود المفروضة على مدى الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، مما يتيح لكييف مهاجمة أهداف داخل الأراضي الروسية بأسلحة بعيدة المدى. وفي يوم الثلاثاء، أشار ميرتس إلى أن قرار رفع القيود على مدى الأسلحة الموردة لأوكرانيا تم اتخاذه قبل عدة أشهر.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أشارت سابقا إلى أن موسكو ستعتبر أي ضربة بصواريخ “توروس” الألمانية توجه إلى الأهداف الروسية بمثابة مشاركة من برلين في الأعمال القتالية إلى جانب كييف.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • من دعم الاحتلال للهجوم على نتنياهو .. تحول موقف الإعلامي بيرس مورجان من غزة
  • زيلينسكي: كييف وبرلين تعملان بشأن مسألة إمدادات صواريخ “توروس”
  • المتظاهرون يقتحمون قلعة نتنياهو.. الغضب ينفجر في تل أبيب بعد 600 يوم من الحرب على غزة
  • روسيا تعرض شروطها للسلام مع أوكرانيا الإثنين المقبل بتركيا
  • روسيا ترفض مقترحا من زيلينسكي وألمانيا تسلح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى
  • تعزيز الشراكة بين كييف وبرلين.. زيلينسكي بعد لقاء ميرتس: بوتين يماطل لإنهاء الحرب
  • تحولات استراتيجية في أوروبا تجاه اسرائيل
  • روسيا.. لافروف يكشف شروط موسكو لوقف الحرب مع أوكرانيا
  • الحرب في أوكرانيا.. زيلينسكي يقترح لقاءً ثلاثيًا مع ترامب وبوتين
  • عائلات أسرى إسرائيل بغزة تغلق طريقا بتل أبيب للمطالبة بإعادة ذويهم