- خبراء إعلام : التطور التقني لن يؤدي إلى اندثار الشاشات والقنوات التليفزيونية لصالح الإعلام الرقمي.

دبي في 27 سبتمبر/وام/ أجمع المشاركون في جلسة "مستقبل الشاشة في عصر الإعلام الرقمي" ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي على أن التطور التقني الذي تشهده الساحة الإعلامية حالياً لن يؤدي إلى اندثار الشاشات والقنوات التليفزيونية لصالح الإعلام الرقمي، ومنصات "السوشيال ميديا"، غير أن التحدي الأكبر في السنوات المقبلة سيتمثل في كيفية مواكبة قطاع الإعلام بمختلف أنواعه للتحول الرقمي الهائل.


شارك في الجلسة النقاشية التي تضمنتها الأجندة المكثفة لليوم الثاني من أيام المنتدى، خديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي في "دبي للإعلام"، وحسان الكنوني، رئيس تحرير "هسبريس"، وأحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للإعلام، وأدارها طوني خليفة، مدير عام قناة "المشهد".
في بداية الجلسة استعرض مدير الجلسة المراحل التي عاصرها في تطور استخدام التقنيات الحديثة في الإعلام بشكل عام والإعلام المرئي على وجه الخصوص، منذ أن بدأ حياته العملية كإعلامي في العام 1992، مشيراً إلى أن الفيصل في هذا الشأن هو كيفية تسخير التقنيات الحديثة لصالح تقديم محتوى إعلامي رفيع المستوى على الشاشات التليفزيونية، والاستعداد من الآن بشكل جيد لمواجهة هذا "الانفجار التقني"، معتبراً أن قناة المشهد التي يتولى إدارتها أخذت زمام المبادرة في هذا الخصوص، عبر تطبيق إعلام الموبايل أو ما يعرف حاليا باسم تطبيق " Mojo" حيث يستخدم كافة مراسلي القناة هذا التطبيق في تغطياتهم الإخبارية.
وحول ما إذا كانت الشاشات ستصبح شيئا من الماضي قريباً، قالت خديجة المرزوقي إن الشاشات التلفزيونية لن تندثر في السنوات المقبلة وستظل تحتفظ ببريقها ومحتواها المميز، مشيرة إلى أنه يتعين استخدام التكنولوجيا الحديثة لإثراء المحتوى الإعلامي للقنوات التلفزيونية والارتقاء بكافة فروع العمل التلفزيوني، وأنه يجب الوصول لحالة من التكامل بين المنصات الرقمية الإعلامية والشاشات ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما لصالح الآخر.

وتحدثت المرزوقي حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الصناعة الإعلامية، معتبرة أن التكنولوجيا بصورة عامة ومن أبرز مكوناتها الذكاء الاصطناعي ستساعد بصورة إيجابية في كشف الأخبار الكاذبة وتعزز قدرة الإعلام على التعامل معها بالصورة الملائمة بما يعود بالنفع على مصداقية الخدمات الإخبارية المقدمة من خلالها.
من جهته رأى أحمد الطاهري أن التكنولوجيا الرقمية لن تلحق أي ضرر بصناعة الإعلام بل أنها ستخدم هذه الصناعة وترتقي بها وبمحتواها، وضرب مثالاً على ذلك بلجوء بعض وسائل الإعلام إلى استخدام "الروبوت" حالياً في التدقيق على المحتوى، معتبراً أن الصناعة الإعلامية أمام عصر تكنولوجي يتسم بالارتباك، غير أنه من المهم استيعاب ومواكبة هذه التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها لصالح صناعة إعلامية "متطورة". وأضاف أن أي وسيط إعلامي جديد سيحقق النجاح طالما كان يلبي تطلعات المشاهدين والمستهلكين للمحتوى.
واستعرض حسان الكنوني تجربة منصة "هسبريس" المغربية في استخدام التقنية الرقمية في تطوير المحتوي الإعلامي الذي تقدمه، والذي لاقى استحساناً كبيراً من المتابعين، مؤكداً أنه لا يمكن لأي وسيلة إعلامية تجاهل التطور التكنولوجي المتلاحق، بل يتعين توظيف مواكبة هذا التحول الرقمي لصالح صناعة إعلامية متميزة.

عماد العلي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الإعلام الرقمی

إقرأ أيضاً:

تفجيرات لبنان وحرب العدو الإعلامية

مع اقتراب حرب الإجرام والإبادة على غزة من إكمال عامها الأول، أصبح واضحا أن الحرب الإعلامية كان لها دور بارز فيما حققته المقاومة من خلال التوثيق الحي والتصوير الدقيق.

هذا الإعلام المقاوم كشف هشاشة جيش العدو وهروبه وعدم قدرته على المواجهة، ومن ناحية ثانية كانت استراتيجية العدو الإعلامية تعتمد على أمور:

الأمر الأول، استهداف الصحفيين والمصورين، ولهذا فاق عدد الشهداء من الإعلامين العدد الذي قتل في أي حرب أخرى، بل إن العدو كما استهدف الإعلاميين استهدف بيوتهم وأسرهم.

الأمر الثاني، هو تقليل ما يعلن عنه من قتلى العدو ومصابيه إلى الحد الأدنى، وفي هذا تتباين تقديرات الحكومة عن تقديرات الجيش عن تقديرات المستشفيات، وبدا واضحا ان العدو يريد هذا التباين ولا ينزعج منه بل ويبني عليه.

أما الأمر الثالث، فهو استخدام الإعلام في التشويش تمهيدا للقيام ببعض الهجمات أو تحقيق بعض الأهداف، وقد رصدت ذلك في ثلاث مرات على الأقل:

أولها، عندما اشتغلت الآلة الإعلامية على الخلاف بين نتنياهو وغالانت وأنهما لا يحضران مؤتمرات صحفية مشتركة بل يخرج كل منهما على حدة، وأن نتنياهو يريد الحرب وغالانت يريد الصفقة. وكان هذا للفت الانظار بعيدا عن عملية تخليص الأسرى التي نجح فيها العدو في النصيرات بعدما قام بمجزرته البشعة التي راح ضحيتها قرابة الألف من النساء والأطفال.

وكانت الحملة الثانية عن الخلاف بين نتنياهو وغالانت وعن الصياح وارتفاع الأصوات في مجلس الحرب واشتغال الإعلام بهذا، وحتى المحللين على الجزيرة ومعظمهم فلسطينيون اشتغلوا على هذه الإشاعة كثيرا، ثم تبين أن هذا كان تمهيدا وصرفا للأنظار عن محاولة لتخليص الأسرى، وهي المحاولة التي فشلت وقتل فيها الأسرى الستة وتسببت في اندلاع المظاهرات المطالبة بعقد الصفقة وإقالة نتنياهو.

أما ثالث المحاولات، فهي التي عشناها قبل عملية تفجير البيجرات في لبنان وإصابة الآلاف، ولأن هذه عملية كبيرة فقد احتاجت أن يكون الحديث عن مستوى أعلى من الصراع وإقالة غالانت وإدخال ساعر اليميني المنشق عن الليكود إلى الحكومة، واستدعت خروج رئيس الوزراء الأسبق المجرم باراك منددا بفشل نتنياهو. وربما كان قدوم المبعوث الأمريكي إلى المنطقة وكأنه لإطفاء نار الحرب، ليكون هذا جزءا من الخداع الصهيوني والحرب الإعلامية الموجهة لصرف الأنظار عما يتم التجهيز له.

هذا الأمر فكرت فيه أمس قبل تنفيذ عملية تفجير بيجرات لبنان وتساءلت بيني وبين نفسي: ما الذي يجهز له الاحتلال بالإعلان عن هذه الحرب بين نتنياهو ووزير حربه؟ وهل هي عملية لتخليص أسرى كما فعل من قبل وهل يعيد نفس السيناريو للمرة الثالثة؟ وهل وصل إلى هذا الحد من الغباء؟

والملاحظ ان المقاومة لا تنشغل بما يعلنه العدو، ولديها أدواتها الإعلامية وتصدر بياناتها تباعا وتصل مصداقيتها في هذا إلى الحد الأقصى.

والذي أريد أن أصل إليه أن جمهور المقاومة وداعميها لا بد أن يكونوا على وعي كامل بأبعاد هذه الحرب الإعلامية التي لا تقل ضراوة عما يحدث في الميدان، وأن يكون مصدر تلقي المعلومات هو المقاومة وما تعلنه ولا نقع فيما يروجه الاحتلال من شائعات، حتى نفوت عليه الفرصة ونجعله يخسر إعلاميا كما يخسر ميدانيا.

مقالات مشابهة

  • لطمأنة الأهالي.. محافظ أسوان يتناول كوب ماء بمنطقة أبو الريش
  • مجلس الشيوخ: مشاركة المنتدى بقمة المستقبل تعبير عن رأي الوطن العربي والقارة الإفريقية
  • عُمان تشارك في "منتدى الشباب حول مستقبل البيئة" بأمريكا
  • تعرف على اختصاصات مشروع قانون إنشاء صندوق مصر الرقمية لتوطين التكنولوجيا
  • تفجيرات لبنان وحرب العدو الإعلامية
  • وزير الاتصالات يستعرض دور التكنولوجيا الرقمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بنيويورك
  • كاتب صحفي: المواطن الفلسطيني يتناول وجبة واحدة خلال 24 إلى 48 ساعة
  • وقت الشاشة للآباء يؤثر على تطور اللغة لدى أولادهم الصغار
  • «الثقافة» تبحث نقل التكنولوجيا الرقمية لحفظ التراث مع الولايات المتحدة
  • كلية ليوا تطور استوديو مجهز بأحدث تقنيات الإعلام الرقمي