هو واحد من القلائل الذين لا يحتاجون إلى تذكير بأسمائهم في ذكرى ميلادهم أو رحيلهم؛ لأنهم ببساطة لم يغيبوا لحظة عن وجدان الناس. تحلّ اليوم الأربعاء، 3 يونيو، ذكرى ميلاد الفنان الكبير محمود عبد العزيز، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1946، وترك خلفه إرثًا فنيًا لا يُقاس بعدد الأعمال فقط، بل بتأثيرها وعمقها وخلودها في ذاكرة أجيال كاملة.

 

كان حضوره على الشاشة يشبه السحر، يجمع بين دفء الأب، وخفة الظل، وغموض البطل، ودهاء الجاسوس. لم يكن نجمًا بالمعنى السطحي للكلمة، بل حالة فنية نادرة، تتلون دون أن تفقد بريقها، وتغامر دون أن تتنازل عن الصدق.

معلومات عن محمود عبد العزيز 

 

وُلد محمود عبد العزيز في حي الورديان الشعبي بالإسكندرية، وتربى في بيئة بسيطة صنعت لديه حسًا إنسانيًا عاليًا انعكس لاحقًا في معظم أدواره. تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، لكن موهبته لم تعرف طريق الصمت طويلًا، فقد انطلق من المسرح الجامعي ليبدأ أولى خطواته نحو الشاشة.

كانت بدايته من بوابة التلفزيون عبر مسلسل "الدوامة"، ثم شارك في فيلم "الحفيد"، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت عام 1975، عندما لعب دور البطولة في فيلم "حتى آخر العمر"، ليبدأ صعودًا صاروخيًا لا يعرف التراجع.

نجم لا يتوقف عند منطقة واحدة

 

في سنوات قليلة، أصبح نجم شباك، لكن الأهم من ذلك، أنه لم يسمح للنجاح أن يُقيده. ففي مطلع الثمانينيات، بدأ في كسر نمط الأدوار الرومانسية، واتجه إلى شخصيات أكثر تعقيدًا وعمقًا: الأب المكسور في "العذراء والشعر الأبيض"، الجاسوس المزدوج في "إعدام ميت"، والمواطن المنهزم أمام واقع مرير في "العار" و"الكيف".

 

كانت أدواره مرآة للمجتمع، تسكنها السياسة والمجتمع والهم الإنساني، دون أن تتخلى عن الجاذبية والقبول الجماهيري.

 

"رأفت الهجان": عندما يتحول الممثل إلى رمز

 

ربما لم يترك مسلسل مصري أثرًا كالذي تركه "رأفت الهجان"، العمل الذي قدم فيه محمود عبد العزيز شخصية الجاسوس المصري رفعت الجمال، فكان الأداء فوق التمثيل، أقرب إلى التجسيد التام. لم يعد الجمهور يراه كممثل، بل آمن أنه هو رأفت، وصار رمزًا وطنيًا وفنيًا لا يُنسى.

هذا العمل، الذي تم عرضه على مدى ثلاثة أجزاء، عزز مكانته كأحد أعظم ممثلي التلفزيون، ليس فقط بأداء متميز، بل بإحساس نادر وحضور يجعل من كل مشهد تجربة وجدانية.

الإرث الذي لا يموت

 

رحل محمود عبد العزيز في 12 نوفمبر 2016، لكن غيابه لم يكن رحيلًا عن القلوب أو الشاشة. فما زالت أعماله تُعرض، وتُناقش، وتُحفظ كدروس في الأداء والالتزام والبراعة، ترك أكثر من 100 عمل فني بين سينما وتلفزيون وإذاعة، لكنه قبل كل شيء ترك أثرًا لا يُنسى في الوجدان.

 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: في ذكرى ميلاده الفجر الفني محمود عبد العزيز آخر أعمال محمود عبد العزيز محمود عبد العزیز

إقرأ أيضاً:

رحيل لطفي لبيب عن عمر ناهز الـ78 عامًا.. السفير يغادر بلا وداع بعد صراع مؤلم مع المرض

كتب الموت آخر سطر في حياة الفنان المحبوب لطفي لبيب، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر ناهز الـ78 عامًا، بعد أن تغلب عليه مرض الالتهاب الرئوي الحاد، حيث تدهورت صحته ودخل العناية المركزة مرتين في أقل من أسبوع.

رخصت تاني.. انخفاض جديد في أسعار الدواجن وتوقعات بعدم الارتفاعرغم استقراره عالميًا.. تراجع كبير في سعر الذهب في السوق المحلي

نقابة المهن التمثيلية تنعي وفاة لطفي لبيب

فُجع الوسط الفني، صباح اليوم الأربعاء، بنبأ وفاة الفنان الكبير لطفي لبيب، حيث نعت نقابة المهن التمثيلية الفنان الراحل ببيان رسمي عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، أكدت فيه تدهور حالته الصحية قبيل وفاته.

وأشار البيان، إلى أن النقيب الدكتور أشرف زكي وأعضاء مجلس النقابة كانوا على تواصل دائم مع أسرته للاطمئنان ومتابعة حالته، متمنين له الشفاء العاجل، قبل أن يخطفه الموت في الساعات الأولى من صباح اليوم.

إجازة ينتظرها المصريين.. هل يجوز الاحتفال بالمولد النبوي وحكم شراء الحلوى؟بسبب الحشيش.. جامعة الأزهر توقف سعاد صالح 3 أشهر وتحيلها للتحقيق.. ماذا قالت؟

تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياته

كان الفنان لطفي لبيب قد نُقل إلى المستشفى قبل أيام، إثر مضاعفات صحية طارئة، وسط اهتمام واسع من جمهوره وزملائه في الوسط الفني، خاصة بعد أن صرّح الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، بأن الفنان الراحل لم يلتزم تمامًا بتوصيات الأطباء، واستمر في الحديث مع من حوله رغم وضعه الحرج، تعبيرًا عن امتنانه لمحبة الناس، وهو ما أدى إلى تدهور حالته مجددًا.

وكشف مصدر مقرب من الفنان، عن معاناة لطفي لبيب من نزيف رئوي حاد أدى إلى فشل رئوي بنسبة مرتفعة، ما استدعى وضعه على أجهزة التنفس الصناعي بشكل عاجل، مشيرا إلى أن الحالة الصحية للفنان كانت حرجة للغاية، حيث واجه صعوبة شديدة في التنفس حتى مع استخدام أجهزة التنفس الصناعي، مضيفًا أن الفريق الطبي كان يدرس إجراء عملية "شق الحنجرة" لتحسين تدفق الأكسجين إلى الرئتين، في محاولة لإنقاذ حياته.

توقعات بعدم الارتفاع| استقرار أسعار الدواجن.. والفراخ الساسو مفاجأة

منع الزيارة وتقييم طبي عاجل

وأوضح المصدر، أن الأطباء قرروا منع الزيارة نهائيًا عن الفنان لطفي لبيب مؤخرا، عقب تعرضه للإجهاد شديد عند الحديث، مؤكدًا أن الفريق الطبي المشرف على حالته أجري تقييمًا شاملًا، لتحديد مدى استجابته للعلاج والتنفس الصناعي، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن التدخل الجراحي، إلا أن القدر لم يمهلم الوقت، ورحل بهدوء.

ضربة البداية أمام مودرن| الأهلي يدخل الموسم الجديد للدوري بمعنويات عالية.. ويعود للتديب غدا41 درجة في الظل| الأرصاد تحدد ساعة ذروة الموجة الحارة.. وهذا موعد انتهائها

ليست الأزمة الصحية الأولى

لم تكن تلك المرة الأولى التي يتعرض فيها الفنان لطفي لبيب لوعكة صحية، إذ سبق أن مر بعدة أزمات صحية في السنوات الأخيرة، أبعدته جزئيًا عن الساحة الفنية، إلا أن محبة الجمهور وحرصه الدائم على الاطمئنان عليه كانت دافعًا مهمًا لمواصلة الظهور والعمل رغم التحديات.

إحالة واقعة اللوحات للنيابة العامة.. الأعلى للإعلام يقرر منع مها الصغير من الظهور لمدة 6 أشهرعلى خطى صلاح.. ليفربول يعلن عن التعاقد مع لاعب مصري جديد.. من هو ؟

صاحب مسيرة فنية مميزة

يتمتع الفنان لطفى لبيب بتاريخ كبير في السينما والدراما، حيث عمل مع نجوم كبار مثل النجم الكبير عادل إمام فى عدد من الأفلام آخرها السفارة في العمارة، وقدم شخصية السفير الإسرائيلي، كما عمل مع مى عز الدين، وحسن حسنى ومحمد سعد وأحمد مكي، وعُرف عنه مساندة النجوم الشباب في ظهورهم في أولى بطولاتهم. 

قدم لبيب أكثر من 100 فيلم سينمائى، وأكثر من 30 عملا دراميا، ولم يكتفِ لطفى لبيب بالأعمال التى شارك في بطولاتها، إلا أنه قدم تقديم بعض المؤلفات في حياته سواء للأطفال أو غيرها، وكان قد قال في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلاً: «هذه مجموعة من مؤلفاتى الفنية، ومع ابتعادى عن التمثيل قررت كتابة بعض الأعمال الفنية أو الخواطر، ولعل من أبرز هذه الأعمال التى كتبتها سيناريو "الكتيبة 26"، والذى كشفت فيه كثيرًا من التفاصيل التى عشتها على مدار 6 سنوات هى مدة خدمتى كعسكرى بالجيش المصرى، وحضرت فيها انتصار حرب أكتوبر المجيدة.

طباعة شارك جراحة شق الحنجرة الفنان لطفي لبيب رحيل الفنان لطفي لبيب

مقالات مشابهة

  • هاتف فيفو الجديد.. منافس قوي بسعر ومواصفات مميزة
  • مصر وبلدان الطوق الغياب الفاضح .. تصاعد المسؤولية مع تصاعد الإجرام
  • نجم برشلونة السابق يغادر المستشفى بعد «عضة كلب»
  • تحولات في القطاع الصحي الأمريكي: براساد يغادر إدارة الغذاء والدواء وموناريز تقود مراكز مكافحة الأمراض
  • رحيل لطفي لبيب عن عمر ناهز الـ78 عامًا.. السفير يغادر بلا وداع بعد صراع مؤلم مع المرض
  • عودة موفقة لزفيريف بعد شهر من الغياب
  • المنتخب المحلي يغادر هذا الجمعة للمشاركة في “الشان”
  • مختص : 6 أسباب شائعة لنفاد بطارية الهاتف بسرعة
  • مشهد نادر لموكب الملك عبد العزيز قبل 80 عامًا .. فيديو
  • رحلة جديدة.. القطار الثاني يغادر القاهرة لإعادة السودانيين لوطنهم