شاهد: بلدة أنترفو تفوز بلقب "أجمل قرية في فرنسا"
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
مُنحت قرية أنترفو في جنوب فرنسا اللقب المرموق، لتنضم بذلك إلى 174 قرية أخرى على هذه اللائحة في فرنسا ـ لقب يجلب لها الشهرة ويضمن توافد المزيد من السياح عليها.
حصلت قرية أنترفو الواقعة في إقليم "ألب البروفانس العليا" الفرنسي على اللقب المرموق "أجمل قرية في فرنسا". ولا يجلب هذا اللقب معه الصيت الحسن للقرية فحسب، بل يساهم في تعزيز ظهورها على المستويين المحلي والدولي، ويساهم في نشر سمعة عنها كوجهة ساحرة وذات أهمية تاريخية.
وبمنحها هذا اللقب تنضم أنترفو الواقعة في جنوب فرنسا إلى 175 قرية في فرنسا مدرجة على قائمة "أجمل قرية في فرنسا".
"رجاء، لا تأتوا إلى البندقية"... إحدى أجمل مدن العالم مهددة بسبب السياحة المفرطةتفتخر أنترفو بتراثها المنحدر من العصور الوسطى. وفي القرن السابع عشر صمم المهندس المعماري العسكري الشهير فوبان خلال حصن هذا القرية. ولا شك أن هذه الأهمية التاريخية، إلى جانب جمالها الطبيعي، لعبت دورًا محوريًا في حصول أنترفو على لقب "أجمل قرية في فرنسا".
بلدة ملكيةوتلقى سكان القرية والسياح على حد سواء هذا الخبر بحماسة كبيرة وفرح، حيث وصفته إحدى النساء من أهالي القرية بالعظيم.
من جانبه قال رئيس بلدية أنترفو، لوكا غيبير: "هذه أخبار ممتازة، وهي بمثابة مكافأة لشهور من العمل الشاق، ولكنها أيضًا اعتراف بتراثنا الطبيعي والمعماري الرائع. إنها بلدة تم تصنيفها بلدة ملكية في عهد الملك فرانسوا الأول. لذا فهي تتمتع بتاريخ قوي وتراث عريق والعديد من المعالم التاريخية."
فيديو: انتعاش السياحة في أسوان المصرية بفضل لاجئين سودانيين هربوا من ويلات الحرب في وطنهموحسب توقعات ماري تابيو، مديرة مكتب الاستعلامات السياحية في أنترفو سيكون هناك "تأثير كبير هذا الخريف، بدءًا من عطلة جميع القديسين فصاعدًا"، وأن تستفيد السياحة في القرية من هذا اللقب في الموسم المقبل.
المصادر الإضافية • FRFT
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وفاة "آخر عرابي المافيا".. ميسينا دينارو الذي طاردته الشرطة لـ30 عاما يُدفن في صقلية دراسة: ديدان الأرض تقدم مساهمة كبيرة في الإنتاج الزراعي سائحان أميركيان يختبئان للمبيت في برج إيفل جمال سياحة فرنسا سفرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: جمال سياحة فرنسا سفر أرمينيا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا فرنسا إيطاليا نساء ناغورني قره باغ المغرب الحرب في أوكرانيا أرمينيا أذربيجان منظمة الأمم المتحدة إسبانيا الاتحاد الأوروبي فرنسا الأمم المتحدة یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
مع السلامة زياد.. بلا ولا شيء
حمد الصبحي
في زمن الكاسيت عرفنا زياد الرحباني كما عرفنا فيروز، عرفناه كجزء من حياتنا، من أملنا، من انكساراتنا، من جوعنا، من صعلكتنا، من حبنا، من شهيتنا، من سخريتنا، من طفولتنا، من كل شيء، زياد كان كل شيء في الحياة.
عرفنا زياد وعرفنا الموقف، عرفنا السخرية والموقف السياسي، عرفنا لعناته، سخريته، نقده، قراءته السياسية، في أغنية امتزجت بالسواد، وعرفتنا يا زياد "لبكرا شو؟"، وعشنا معك في أحلك الظلمات في "فيلم أمريكي طويل"، و"شي فاشل".
كنت يا زياد أكبر من أغنية عندما سمعنا "نزل السرور"، وكنا خطوة بخطوة "بخصوص الكرامة والشعب العنيد" في زمن الحرب التي ذبحت الجمال وخنقت الهواء، وفي "كيفك إنت؟"، عدنا إلى الجذر، إلى الأم، إلى الكون كله، إلى فيروز العظيمة، أدخلتنا إلى زمن آخر، في إيقاع لم نعتاده، وأنت المبكر في أجمل أغنيات فيروز.
وفي "عودك رنان"، رقصنا لعذوبة اللحن، وكنا نسأل من أين جاء زياد، واصطدم السؤال في "بلا ولا شي"، ولكن يا زياد "شو بيبقى"، وفي كل هذه الأغنيات تحرر صوت فيروز من الإيقاع القديم الذي تعودت عليه الأذن العربية.
أظهرت لنا فيروز في شكل آخر، "حين يلحن زياد لفيروز"، نشعر أن الأم تغني والابن يكتب لها رسائل حب من نوع آخر، خاصة في أغنية سألوني الناس، تخرج الكلمات من فيروز كأنها بيان حب، وجاء اللحن عذبا يحمل الكلمات إلى زمن آخر، وننسلخ نحن من المكان ونذهب إلى أرض الفرح، صوت يرفع الكلمات إلى محراب العشق، أغنية من الأم للابن:
"سألوني الناس عنك يا حبيبي
كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا
بيعز عليّ غني يا حبيبي
ولأول مرة ما منكون سوا".
ما أجمل هذه الأغنية، نسمعها ونتعذب، تنام العين من سرها، فيها العذوبة، وفيها الشجن، "الأغنية تقول أكثر مما تعنيه، وتلمّح أكثر مما تصرّح"، هذا هو زياد في الحب والحنين، وهل هذا غريبًا وهو ابن فيروز رسولة الحنين.
وفي "بما إنّو"، عشنا كل الوقت في النقد والسخرية والفكاهة، نسمع ونعيد، ندخل إلى عالمك الذي رأيت فيه بأن الجوع كافر ونقدت الأحد والجمعة ومن يخطب فيهما، كنت الموقف في لغتك وأسلوبك الساخر، وما أجمل حواراتك الصغيرة المكثفة التي تخرج من لسان النار لتكسر التابوهات وتكفر بكل المحرمات والقضايا المسكتوت عنها.
لماذا رحلت يا زياد، ولماذا تتركنا في هذا الزمن، هل لأن قلبك تعب من هذه الحياة، وأنت الذي صنعت أجمل الألحان، "سألوني الناس" و"كيفك إنت" و"يا سارية" و"سلملي عليه" و"أنا فزعانه" و"ضاق خلقي" وغيرها، ألحانا أسطورية لن يكررها الزمان، لأنها التاريخ كله في جمال المفردة الموسيقية، صنعت وكرست كل هذا الجمال بما ورثته من عاصي الأجمل في الذاكرة.
لماذا رحلت يا زياد والأرض الجريحة تحتاجك أكثر في نقدك وأسلوبك، وكنا ننتظر المفاجأة، لكن جاء هذا الصباح مفأجاة ونحن نتلقى خبر رحيلك، وكأنه مزحة، أو كذبة مثل هذا الزمن الذي نعيشه.
وكيف لقلب فيروز أن يتلقى هذا الخبر الصادم وهي التي توشحت كل العمر بالسواد في الفقد والرحيل، كنت يا زياد أملها، ولكن ماذا نقول لهذا الزمن الذي يسرق منا أجمل الناس غذوا حياتنا، فكانوا كل الحياة.
ستبقى يا زياد خالدا، تركت الحب وأخذت الأسى، وأي أسى هذا الذي تشربته قطرة، قطرة، لكنك جمعت العالم في أغنية واحدة، وكلما اختنقنا سنسمعك، "كما كانت بيروت عندما تختنق بالحرية، اتجه الناس إلى مسرح زياد كأنهم يصلّون".
لا نقل وداعًا، لأنك في دمنا، في وقتنا، في كل شيء، أنت معنا يا زياد، يا سابق الظل والعصور.
كنت تريد وتريد أن تصنع من القبح وطنًا، و"كنت جناح الحقيقة الجارحة"، والثائر على الجمود، وما المسرح والموسيقى إلا لنضح الأمل والثورة على الجمود وفساد الأخلاق، كنت حالة، أو وطن آخر لوطن متعب ويئنّ، كنا نستمع إليك في جرحنا الطويل، في ليلنا، كنا نحلم معك بجملة تقول: "بعدنا طيبين... قولوا الله".
كنت يا زياد كل شيء، كنت تغني نشازنا، جرحنا، ألمنا، جوعنا، فقرنا، عجزنا، حتى في تسديد فاتورة الكهرباء، أو فاتورة الماء، أو غلاء الحياة، زياد نحن من جيل لا يفرق عن زمنك حين كنت "صديق الله" في شعرك، وقلت حينها:
يومٌ أذهبه إلى المدرسة
أحسه سفرًا يا أُمي
أحسه بعدًا عنك وعن أبي
وعن شباكنا المكسور
أذهب إلى المدرسة وأغمض عيني.
نحن الآن لا نودعك، لكننا نودع كل الزمن، نودع ما ذهب وحلمنا به معك، يقول صديقي الشاعر بأنك أكثر حظًا بأنك مت في بيروت، بيروت الحرية، وهذا صحيح يا زياد، لأن في مدينتك يوجد الشارع لتقول له كل شيء كما قلته في "العقل زينه".
شكراً زياد، جدًا جزيلًا، على طريقتك في السخرية والقفشات، وكما وصفك مرة محمود درويش (في إحدى المقابلات):
بأنك " شاعرٌ موسيقيٌّ، يسمع الواقع بشكل أفضل مما نراه".
وهكذا كنا نراك في وصف حالتنا "التعبانة"، أكثر من حالة ليلى.