أمريكا وروسيا والصين والحرب الباردة الجديدة (1)
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
الانعكاسات الدولية الراهنة والحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، والتى تطورت خلال الحرب الروسية الأوكرانية، الممتدة منذ أكثر من عام والنصف، تسببت فى حدوث تطورات مهمة فى التفاعلات السياسية العالمية بين الدول العظمى والكبرى حول العالم، والتى وصفها أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى فى خطاب له الأسبوع الماضى بأنها «مشهد دولى جديد يعكس نهاية لنظام ما بعد الحرب الباردة»، أى نهاية للنظام الأحادى القطبية الذى تشكل بعد تلك الحرب، ويفسر ذلك الإقرار الأمريكى الرسمى بذلك التحول، سياسة الولايات المتحدة الخارجية اليوم، والتى تكشفها تصريحات وأفعال الإدارة الأمريكية الحالية، والتى تجاوزت فيها الأهداف الإستراتيجية الخارجية المعلنة للولايات المتحدة لحقبة ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية، وعلى رأسها مواجهة التمدد الصينى.
تعد المشكلة الكبرى، التى تواجه صانع السياسة الخارجية الأمريكية اليوم، تعدد الأهداف الإستراتيجية الخارجية الأمريكية، والتراجع عن مواقف وسياسات سابقة، وظهور أهداف مهمة جديدة، بالإضافة إلى الهدف الإستراتيجى الأساسى، فهل ستنجح الولايات المتحدة فى تحقيق هذا الكم الكبير من الأهداف، فى ظل تغير النظام الدولى، بكل ما يحمله ذلك من معطيات دولية جديدة؟
وضعت أمريكا خلال السنوات الأخيرة الماضية، بدءًا من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، هدفًا إستراتيجيًا محددًا يتمثل فى مواجهة قوة الصين الصاعدة، وتطويقها فى آسيا، والتى وصفت فى الوثائق الأمريكية بـ«الالتفاف نحو آسيا». إن ذلك الالتفاف تطلب من الولايات المتحدة، فى ظل ضرورة زيادة تواجد قواتها وتحالفاتها فى آسيا، الانسحاب التدريجى من مناطق أخرى من العالم، خصوصًا من منطقة الشرق الأوسط، التى كرست لها الولايات المتحدة اهتمامًا كبيرًا، سواء خلال فترة الحرب الباردة أو بعدها، وبادرت الولايات المتحدة بالفعل، وفى إطار سياسة معلنة، للانسحاب من الشرق الأوسط، فعقدت أو سعت لعقد صفقة نووية مع إيران، سواء فى عهد أوباما أو بايدن، وقامت بالانسحاب من أفغانستان وقلصت وجود قواتها فى العراق وسوريا، وسعت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بهدف خلق التكامل الأمنى فى المنطقة، والذى بدأ منذ عهد ترامب واستمر بقوة كهدف إستراتيجى فى عهد الإدارة الحالية.
أجبرت الحرب الروسية الأوكرانية الولايات المتحدة على وضع أهداف إستراتيجية جديدة، إذ تعد هزيمة روسيا اليوم فى الحرب من بين أهم أهدافها، فى ظل عدم تراجع أهمية تطويق الصعود الصينى العالمى المتواصل، الذى يأتى على حساب المكانة والدور الأمريكى العالمى.
وكشف الهدفان السابقان للولايات المتحدة عن أهمية منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وخاصةً دول مجلس التعاون الخليجى مع تركيز الثروة النفطية والطاقة بها وموقعها الاستراتيجى المهم اقتصاديًا، وهو ما تسعى روسيا والصين خصوصًا ودول قطبية أخرى عمومًا لنسج علاقات إستراتيجية خاصة ومميزة مع دولها.
إن تلك التطورات فرضت على الولايات المتحدة التراجع عن قرارها السابق بالالتفاف بعيدًا عن الشرق الأوسط، فأعادت أمريكا وضع أهدافها الإستراتيجية ورسم سياساتها الخارجية بما يتناسب مع التطورات الجديدة، خصوصًا فى هذه المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية السياسية العالمية وزير الخارجية الأمريكى الولایات المتحدة الحرب الباردة الشرق الأوسط المتحدة ا
إقرأ أيضاً:
التمثيل التجاري ينسق الزيارة الترويجية الأولى لرئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى الولايات المتحدة الأمريكية
قام المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن برئاسة الوزير المفوض التجاري يحيى الواثق بالله بالإعداد والتنظيم للزيارة الترويجية الأولى وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 1 إلى 5 ديسمبر 2025، والتي شملت مدينتي واشنطن ونيويورك بهدف استعراض الفرص والحوافز الاستثمارية المتاحة أمام مجتمع الأعمال الأمريكي، والترويج لأهم القطاعات المستهدفة داخل المنطقة الاقتصادية.
وخلال محطة نيويورك يومي 1 و2 ديسمبر 2025، تم عقد مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع عدد من الشركات والمؤسسات الاستثمارية الأمريكية، شملت شركة Becton Dickinson لتصنيع الأجهزة الطبية، وشركة Boraie Development المتخصصة في التطوير العقاري والإنشاءات. كما تضمنت الزيارة عقد مائدة مستديرة مع شركة المحاماة الدولية DLA Piper، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية مع ممثلي شركات Climatic Co. العاملة في الطاقة المتجددة وDuffy Capital Partners المتخصصة في حلول الاستدامة وإدارة النفايات.
واختُتمت لقاءات نيويورك بعقد مائدتين مستديرتين مع بنك HSBC ومجلس الأعمال للتفاهم الدولي BCIU، بمشاركة شركات أمريكية متعددة من بينها:
Citigroup, TCW Group, Alvarez & Marsal, Data Dynamics, International Development, International Merchant Bank, Operator Fund I, Resecurity, Southshore Resources.
وفي العاصمة واشنطن، عقد وليد جمال الدين سلسلة موسعة من الاجتماعات مع كبرى الشركات الأمريكية، شملت لقاءً مع شركة Merck للصناعات الدوائية، وشركة Blumbergrain للأنظمة اللوجستية، وشركة Honeywell لأنظمة التحكم والتشغيل الآلي. كما شارك في موائد مستديرة مع مؤسسات أمريكية كبرى مثل McLarty Associates وغرفة التجارة الأمريكية وDLA Piper، بحضور عدد من الشركات الصناعية والتكنولوجية الكبرى مثل:
Bechtel, Chevron, SpaceX, Motorola Solutions, Caterpillar, Lucid Motors.
كما تضمنت الزيارة اجتماعاً مع الجمعية الأمريكية للمصدرين والمستوردين AAEI، ولقاءً مع جمعية الطاقة بالولايات المتحدة USEA للتباحث حول فرص التعاون في مجالات الطاقة والنقل المستدام. وشهد برنامج الزيارة أيضاً مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة التنمية الاقتصادية لمقاطعة برنس جورج بولاية ميريلاند، بالإضافة إلى اجتماعات متخصصة مع شركات أمريكية في مجالات حيوية شملت تحلية المياه مع AquaTech، والأمن اللوجستي مع OSI Rapiscan، فضلاً عن لقاءات مع شركات التكنولوجيا المتقدمة مثل ServiceNow، وشركة NVIDIA في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد اكد رئيس المكتب الاقتصادي والتجاري المصري في واشنطن متابعة المكتب لنتائج الزيارة والبناء على الاهتمام الكبير الذي أبدته الشركات الأمريكية لتحويله إلى شراكات واستثمارات فعلية خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا الصدد فقد اشار الوزير المفوض التجاري د. عبد العزيز الشريف – وكيل أول الوزارة رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري ان هذه الزيارة تعكس المستوى المتقدم من التعاون بين التمثيل التجاري المصري والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في الترويج لمصر كوجهة استثمارية جاذبة في واحدة من أهم الممرات البحرية عالمياً.
كما أضاف ان نجاح هذه الجولة في فتح حوار مباشر مع مؤسسات أمريكية كبرى وإبراز الإمكانات التنافسية للمنطقة الاقتصادية، بما يشمل البنية التحتية المتطورة، وسلاسل القيمة الصناعية، والإصلاحات التي اتخذتها الدولة لتحسين مناخ الاستثمار.