«بنصف جسد».. غانم المفتاح يؤدي مناسك العمرة زاحفا: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها» (فيديو)
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
أيقونة ملهمة حققها غانم المفتاح، الذي اشتهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكونه رمزًا للإصرار والتحدي، إذ يعاني الشاب القطري صاحب الـ18 عامًا من متلازمة التراجع الذيلي فيعيش بلا أطراف سفلية، ليضطر زاحفًا أداء مناسك العمرة التي نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي «إنستجرام».
غانم المفتاح يؤدي مناسك العمرة (صور)حاز غانم المفتاح على شهرة كبيرة واسعة باعتباره نجمًا لليوتيوب والتيك توك، وزاردت شهرته مؤخرًا لتلاوته القرآن الكريم في واحده من أهم الفعاليات في حفل افتتاح كأس العالم بجانب الممثل الأمريكي الشهير مورجان فريمان، ليعود مرة أخرى إلى متابعيه بنشر صور عبر حسابه الرسمي على إنستجرام، في أثناء تأديته لمناسك العمرة.
View this post on Instagram
A post shared by Ghanim Al-Muftahغانم المفتاح (@g_almuftah)
شارك «غانم» متابعيه بنشر صور من داخل الحرم المكي، وظهر فيها وهو مرتديًا لبس الإحرام وظهر وهو زاحفًا على الأراض بالقرب من الكعبة، يستعد خلالها لاستقبال الكعبة وتقبيل الحجر الأسود، لتحصد الصور تفاعلا كبيرا من رواد التواصل الاجتماعي.
مرض غانم المفتاحالمرض الذي أصيب به الشاب القطري غانم المفتاح يصاب به واحد من 25 ألف شخص في العالم، ويؤدي إلى أن يعيش الشخص بنصف جسده طوال عمره بعد فقدان جزء من عظامه نتيجة للمرض، وولد غانم في شهره السادس وقد رفضت والداته كل النصائح التي وجهت إليه بأن تجهض الحمل لأن الطفل لن يكون مكتمل الأعضاء.
«لا يكلف الله نفسا إلا وسعها»، حرص «غانم» على إرفاقها في الفيديو الذي نشره عبر حسابه، مؤكدا أنه لم يفضل استخدام الكرسي المتحرك، لأنني أرى أن الله منحني القوة: «مكنتش عاوز استخدم الكرسي لأن ربنا أعطاني نعمة كبيرة وهي قوة إيدي بدل رجلي، ولرهبة وقدسية المكان».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غانم المفتاح مونديال قطر
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان.. الودق الذي يُطفئ الحروب
د. أحمد بن علي العمري
سلطنة عُمان… بلد الأمن والأمان والسلام والإسلام والاعتدال والحياد والأعراف والعادات والتقاليد وحسن التعامل والتسامح، حيث إن الأعراف والتقاليد لدى العُماني أقوى من أي قانون؛ الأمر الذي جعلها محل ثقة وتقدير واحترام العالم أجمع دون استثناء.
ومع ذلك؛ فالرأي مفتوح للجميع، وسقف الحرية مرتفع بحكم القانون العُماني. ولقد لفت انتباهي الانطباع الذي خرج به المشاركون في معرض مسقط الدولي للكتاب من زوار ومؤلفين وناشرين؛ حيث عبّروا عن الحرية التي وجدوها؛ فهناك الكثير من الكتب التي يُمنع نشرها في العديد من الدول وجدت حريتها في عُمان تنتظرها، وأكدوا أن في عُمان مجالًا رحبًا للرأي والرأي الآخر، وأفقًا للرأي الواسع، كما أشاروا إلى حفظ الحقوق واحترام وتقدير الآخرين.
لقد وجدوا التطبيق الفعلي لعدم مصادرة الفكر؛ بل حمايته وتهيئة الجو المناسب له، فقد قالها السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -: "إننا لا نصادر الفكر.. أبدًا"، وأتت النهضة المتجددة لتؤكد على استمرارها ونموها وتوسعها؛ فأضحت عُمان بلا منازع محل تقدير ومركز تسامح وموقعًا لثقة الجميع.
المعروف أن الودق هو المطر الذي يُنهي الجفاف ويحيي الأرض، وفي السياق الأدبي أو الثقافي يُستخدم كرمز للخير والسلام، وعندما نقول إنه يطفئ الحروب، فهو تعبير مجازي عن دور عُمان التاريخيّ في إخماد النزاعات بالحكمة والدبلوماسية، كما فعلت عبر تاريخها في الوساطة بين الأطراف المتنازعة.
إن سلطنة عُمان معروفة بسياسة الاعتدال والحوار؛ سواء كان ذلك في محيطها الخليجي أو العربي أو على المستوى الدولي، مما جعلها صانعة للسلام بامتياز. وهكذا فإن الودق العُماني ليس مجرد مطر مادي، وإنما هو إشارة للغيث الأخلاقي في البوتقة السياسية الذي تقدمه عُمان لتهدئة الصراعات ومسبباتها ووأد الفتنة في مهدها.
لقد وقفت السلطنة كعادتها الدائمة والثابتة والراسخة على الحياد؛ فلم تقطع العلاقات مع جمهورية مصر العربية إبان اتفاقية كامب ديفيد، وكذلك الحياد في اتفاقيات مدريد وأوسلو ووادي عربة، وبقيت محايدة في الحرب العراقية الإيرانية، ولم تتدخل في الحروب التي تستعر هنا وهناك من حينٍ لآخر؛ فلم تتدخل في حرب ليبيا، ولا الصومال، ولا اليمن، ولا السودان؛ بل أغلقت أجواءها أمام الاستخدام العسكري لأي من الطرفين المتنازعين.
وقد كانت الوسيط لإطلاق عدد كبير من المحتجزين للعديد من الدول، كما إنها كانت وسيط الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، وحاليًا تقوم بالوساطة ذاتها بين أمريكا وإيران للوصول إلى اتفاقية ثابتة وملزمة ومحكمة.
ومؤخرًا تدخلت السلطنة لإطفاء الحرب الملتهبة بين أمريكا واليمن، والتوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهي حرب بالغة في التعقيد، لكن الدبلوماسية العُمانية المعهودة كان لها التأثير السلس الذي يتواصل مع الفرقاء برقة النسيم، وعذوبة الودق، وشذى الياسمين.
كل ذلك بهدوء ودون صخب إعلامي أو ضجيج القنوات الفضائية أو جعجعة الحناجر، كعادتها عُمان تبتعد عن المنّ والأذى.
إن الطائر الميمون الذي يقلّ المقام السامي لحضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بين العديد من عواصم العالم بين الحين والآخر، إنما يحمل على جناحيه غصن الزيتون ومرتكزاته وأهدافه، هو نشر السلام والتسامح؛ فعُمان تلتقي ولا تودع، وتجمع ولا تفرّق، وتلمّ ولا تشتّت، وتمُدّ يد السلام والوئام والتسامح والأُلفة للجميع.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.