"جائزة نوبل للحرب" قبل 50 عاما.. لا تزال تثير الجدل
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يلاحق قرار منح جائزة نوبل للسلام للأميركي هنري كيسنجر والفيتنامي لى دوك ثو قبل 50 عاما، انتقادات شديدة إلى اليوم بعد أن رفضها طرف ولم يتسلمها الآخر وتسببت في استقالة عضوين من اللجنة آنذاك.
يرى المؤرخ النروجي المتخصص في جائزة نوبل آسلي سفين أنها تمثل "فشلا ذريعا"، ويتابع "هذه أسوأ جائزة في تاريخ جوائز نوبل للسلام".
كان تاريخ 16 أكتوبر 1973 بمثابة الصدمة حين أعلنت لجنة نوبل النروجية أن الجائزة مُنحت بشكل مشترك لمستشار الأمن القومي، الذي تمت ترقيته أيضًا إلى رتبة وزير للخارجية ولعضو المكتب السياسي لفيتنام الشمالية "لقيامهما بتفاوض مشترك على وقف إطلاق النار في فيتنام في العام 1973".
وفي 27 يناير من العام ذاته وقع الطرفان على اتفاقيات باريس والتي تنص على إقرار الهدنة في فيتنام.
ويشرح أسلي سفين لوكالة فرانس برس أنه "لم يكن اتفاق سلام بل هدنة سرعان ما فشلت".
وكان الهدنة بمثابة فرصة متاحة للأميركيين لسحب قواتهم من فيتنام، بينما تواجه الولايات المتحدة انتقادات قوية مناهضة للحرب.
وأثار قرار منح الجائزة إثر ذلك جدلا واسعا وسريعا.
استقال حينها ولأول مرة في تاريخ الجائزة اثنان من الأعضاء الخمسة في لجنة نوبل، بسبب عدم رضاهم عن القرار.
وفي الولايات المتحدة، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة افتتاحيتها تحت عنوان "جائزة نوبل للحرب"، كما دان أساتذة جامعة هارفارد العريقة الاختيار الذي "يتجاوز ما يمكن أن يتحمله شخص يتمتع بفهم بسيط للعدالة".
واعتبر المغني طوم ليرر أنه بهذه الجائزة "أصبحت السخرية السياسية من دون جدوى".
وأصبح كيسنجر الذي يناهز عمره 100 عام اليوم، هدفاً محدداً للانتقاد وتوجه له اتهامات بنقل حرب فيتنام إلى كمبوديا الدولة المجاورة وأعطى أوامره بشن عمليات قصف واسعة على هانوي كأداة لممارسة الضغط على المفاوضات.
كما دعم الانقلاب الذي قام به الجنرال بينوشيه في تشيلي ضد الرئيس المنتخب ديمقراطياً سلفادور أليندي.
أما شريكه في الجائزة والذي رفضها لى دوك ثو ولم يكن معروفا، فقد كان يستعد بالفعل لغزو فيتنام الجنوبية بعد ذلك بعامين.
وقال حينها في برقية: "عندما يتم احترام اتفاق باريس بشأن فيتنام، وتصمت الأسلحة ويعود السلام بالفعل إلى فيتنام الجنوبية، سأفكر في قبول الجائزة".
أما كيسنجر فاستدعى اجتماعًا لحلف شمال الأطلسي لتجنب القدوم لاستلام جائزته في أوسلو خوفًا من أن تستقبله التظاهرات المنددة بالقرار.
ويبين المدير الحالي لمعهد نوبل أولاف نيولستاد، أن الوثائق التي رفعت عنها السريّة بعد 5 عقود من الحظر تشير إلى أن اللجنة كانت تأمل في أن يكون قرارها قوة دافعة لاتفاقات باريس لتؤدي إلى سلام دائم.
فضلا عن أن عودة السلام إلى فيتنام من شأنه أن يقلل من التوترات بين الشرق والغرب في مناطق أخرى من العالم ويوقف الحرب الباردة.
ويبين المسؤول لوكالة فرانس برس: "كنت أميل إلى الاعتقاد بأنه كان قرارا سيّئا. بشكل عام، ليس من الجيد منح جوائز للأشخاص الذين يشنون حربا".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة فيتنام السلام جائزة نوبل جائزة نوبل للسلام هنري كيسنجر الولايات المتحدة فيتنام السلام جائزة نوبل
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للاتصال الحكومي» منصة تكرّم الإبداع
الشارقة: «الخليج»
تبرز جائزة الشارقة للاتصال الحكومي التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، منصة استثنائية تكرّم الإبداع، وتدفع حدود التميز نحو آفاق جديدة. وفي الدورة ال 12 حيث تُعاد صياغة مفاهيم التأثير والتواصل، تأتي فئة «صنّاع التغيير بالمحتوى الرقمي المتميز» برؤية اتصالية وإعلامية مبتكرة للعالم الرقمي.
وتفتح الجائزة أبوابها لاستقبال طلبات الترشح حتى 24 يوليو/تموز، مُقدمة فرصة للموهوبين والمؤثرين وأصحاب الرؤى الاتصالية الهادفة.
وتتضمن جائزة هذا العام 23 فئة موزعة على خمسة قطاعات «الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص» و«الفردية» و«الشركاء»، وأخيراً «لجنة التحكيم».
ويمكن للراغبين في المشاركة التقديم عبر الموقع الرسمي (https://gca.sgmb.ae) وتكمل فئة «صنّاع التغيير بالمحتوى الرقمي المتميز» أهداف الجائزة لتكريم صنّاع التغيير الإيجابي، عبر المحتوى، لأن التغيير الإيجابي يأتي بما تتركه الكلمات أو الصور من أثر، وما تتضمنه من تحفيز وإلهام.
ويتنافس في فئة «أفضل صانع تغيير دون 18 عاماً» و«أفضل صانع تغيير فوق 18 عاماً»، وتستند لجنة التحكيم في تقييمها إلى مجموعة من المعايير: الإبداع وجودة المحتوى وملاءمته، والتأثير الإيجابي للمتلقي، وقدرة الفهم التكنولوجي، وتحفيز التفاعل المجتمعي، والمساهمة في دعم التعلم، واستدامة المحتوى وأثره، والالتزام بالأخلاقيات الرقمية. وتركز الفئة على جوهر الرسالة وصدقية الأداء ومدى ارتباط المحتوى بقضايا حيوية مثل جودة الحياة والاستدامة.
في العام الماضي، كان الكويتي عيسى الحبيب، الفائز بفئة «أفضل صانعي المحتوى الرقمي الهادف» (فوق 18 عاماً) من بين النماذج الملهمة التي احتفت بها الجائزة.
وكان عيسى، اختار متابعة شغفه بسرد القصص وصناعة الفيديو، بدافع طفولي كبر معه منذ أن أهداه والده أول كاميرا. متخلياً عن دراسة الطب، ليخوض رحلته الإعلامية التي عدّت مغامرة، في وقت لم تكن فيه «صناعة المحتوى» وظيفة معترفاً بها.
أما عن عمر دون 18 عاماً، فسطع نجم الإماراتية عائشة الخيال، في الدورة الماضية. فقد أثبتت أن العمر ليس معياراً للإبداع. فصنعت محتوى هادفاً يخاطب الوعي، ويثير الفضول المعرفي، ويزرع الأمل في نفوس الشباب والأطفال.
وذكرت عائشة، «فوزي بالجائزة دفعني للاستمرار، وأكد لي أن الكلمة الصادقة والفكرة الهادفة لا تحتاج إلى سنوات من الخبرة، إنما تحتاج إلى شغف وصدق وإيمان بقيمة ما نقدمه».