لسان حال النازحين من عين الحلوة: هل هي رحلة بؤس جديدة؟
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
في إحدى زوايا مدرسة "نابلس" للاجئين الفلسطينيين تستلقي طفلة فلسطينية على الأرض حاملة قلمها وتقرأ في كتابها ولكن عيونها شاخصة نحونا وكأنها تسألنا: هل سيكون مستقبلي هكذا أم أنها فقط بداية رحلتي في البؤس؟
وتحولت هذه المدرسة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" الواقعة في مدينة صيدا اللبنانية إلى مأوى لمئات النازحين من مخيم عين الحلوة عقب الاشتباكات الدامية الأخير التي استمرت لأسابيع.
الداخل إلى هذه المدرسة يشعر بحجم المصيبة التي حلت بعدد كبير من النازحين الفارين من جحيم القتال في "عاصمة الشتات الفلسطيني"، فهنا سيدة تصرخ: منزلي يحتله مسلحون ولا أستطيع العودة إليه وأخرى تسألنا هل يسرقون منازلنا ولن يسمحوا لنا بالعودة إليها؟ ومسن يطالب بترميم منزله بعد أن أحرق بفعل الاشتباكات.
قصص معاناة لا تنتهي في هذه المدرسة والتساولات تطير من الفصول الدراسية التي تحولت إلى غرف نوم: ماذا بعد؟ ومن سيعوضنا؟
ننقل هذه التساؤلات إلى المتحدثة الرسمية باسم "الأونروا" في لبنان هدى السمرا والتي قالت للجزيرة نت إن الوكالة تمر بأزمة مالية كبيرة.
وتابعت أن "كل الجهود التي تقوم بها الأونروا للاستجابة لهذه الأزمة ولا سيما في القطاع التعليمي مكلفة وخاصة أنها أمور مستجدة وطارئة ولم تكن مرصودة في الميزانية".
وأوضحت أنه "من بعد جولة الاشتباكات الأولى، أطلقنا نداء عاجلا بأكثر من 15 مليون دولار كتمويل لتلبية الحاجات الأولية والفورية للمتضررين من القتال ولكننا فوجئنا بجولة ثانية، لتزداد معاناة الناس وتتسع رقعة الدمار وترتفع كلفة وتقديرات التعويضات والتقديمات للناس، وحتى الآن لم يلق هذا النداء الإنساني الاستجابة المطلوبة والتمويل الكافي".
وأشارت إلى أن هناك خططا بديلة ومرحلة انتقالية ستكون مكلفة للوكالة ومرهقة للطلاب بهدف إنقاذ العام الدراسي ولكنها رفضت الكشف عن تفاصيلها.
المدرسة باتت مأوىفي خضم الزحمة والعمل الدؤوب في المدرسة، لاحظنا أن مديرة مدرسة "نابلس" رولا أيوب أصبحت مديرة اجتماعية ونفسية تنتقل بين فصول المدرسة ليس لتوجيه الطلاب أو إعطاء ملاحظات للأساتذة بل لسماع النازحين ومحاولة التخفيف عنهم من هذه المعاناة.
وتخبرنا أنه "رغم توقف الاشتباكات والاستقرار الأمني الهش في المخيم، فقد وصلت عائلة قبل أيام كانت مستضافة عند أقاربها ولكن الظروف وإطالة أيام الأزمة أجبرت العائلة النازحة للجوء إلى مدرسة "نابلس".
وتقول مديرة المدرسة للجزيرة نت، إننا "كنا كمدرسة وطاقم تعليمي ننتظر بفارغ الصبر انطلاق العام الدراسي واستقبال الطلاب لنفاجأ بهذه الاشتباكات فحولنا المدرسة إلى مركز لإيواء النازحين ومع الخطورة على حياة الكوادر التعليمية والطبية والأخصائيين الاجتماعيين، وخاصة عند اشتداد الاشتباكات ولكنهم أصروا على الوصول وفتح المدرسة لاستقبال الناس".
ويتحصّن مسلّحون من طرفي الاشتباك في 4 مدارس من أصل 8 تابعة "للأونروا" في مخيم عين الحلوة، وتقع المدارس في مجمعين تربويين منفصلين وهي توفر التعليم لنحو 6 آلاف طالب في مختلف المراحل التعليمية. ويعتبر إخلاء هذه المدارس من المعضلات التي تعوق استقرار الوضع الأمني في المخيم بعد وقف إطلاق النار بسبب موقعها على خطوط تماس بين المتقاتلين.
وسبق هذه الخطوة اتصالات مكثفة تولّتها "القوى الإسلامية" الفلسطينية، بين حركة فتح و"الشباب المسلم" واللذين وافقا على الإخلاء المتزامن للمدارس، وكانت القضية طرحت قبل تجدّد الاشتباكات في جولتها الثانية في السابع من الشهر الجاري وتأجلت إلى مرحلة لاحقة.
نكبة لا تغيبولكن مخاوف الناس باتت في مكان آخر، فهناك من يحتل بيته المسلحون ولا يستطيع العودة إليه حتى لو توقف إطلاق النار وعاد الاستقرار.
وتقول مريم مزيان من سكان عين الحلوة إن بيتها في حي الصفصاف "أحد محاور القتال"، إنها وعائلتها وجيرانها لا يستطيعون الدخول إلى منازلهم ويخافون من الأسوأ إذا عادوا إليها ولا يعلمون إن كان هناك ذخائر غير منفجرة داخله".
وتسألنا إكمال مشرف من سكان عين الحلوة "برأيكم، هل سيبقون في المنزل؟ هل سنمكث هنا في المدرسة طويلا؟".
وبما أننا لا نملك الإجابة، تابعنا سيرنا في المدرسة لنقابل المسن السبعيني يوسف سمور الذي يتوكأ على عصا وملامح وجهه تشرح الأزمة المستمرة التي يعاني منها الفلسطينيون منذ النكبة وإلى يومنا هذا.
عصاه ووجهه ليسا الوحيدين اللذين يذكران بنكبته بل الخيمة التي ينام فيها والمرتبة التي ينام فيها على الأرض ورغم ذلك يقول "لا أحتاج إلى أحد".
ويتابع قائلا "إنني مريض، منزلي ومنزل ابني احترقا بالكامل وأنا أشعر بالإهانة وهذا ليس مكان رجل في عمري، إيجار الشقق في صيدا تجاوز 300 دولار، وما أطلبه تأمين بيت لأعيش بكرامة أو يرمموا لي منزلي ومنزل ابني".
وختم "لست مرتاحا وأطالب الأونروا بتأمين منزل لي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عین الحلوة
إقرأ أيضاً:
تهنئة لافتة من مبابي لسان جيرمان بعد الفوز بلقب أبطال أوروبا
وجه نجم ريال مدريد كيليان مبابي رسالة إلى فريقه السابق باريس سان جيرمان بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا السبت.
وسحق فريق لويس إنريكي إنتر ميلان بنتيجة 5-0 مساء السبت، ليحقق لقبه الأول في دوري أبطال أوروبا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكبر الانتصارات في نهائي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخlist 2 of 2سوء إدارة إنزاغي لنهائي دوري الأبطال يفضح إنتر ميلانend of listوكسر نجم ريال مدريد صمته بعد أن صنع العملاق الباريسي التاريخ في ميونخ.
وبمنشور من 16 كلمة، هنأ مبابي جماهير سان جيرمان بهذا التتويج التاريخي.
وعبر حسابه على إنستغرام، غرّد مبابي لمتابعيه البالغ عددهم 124 مليونًا "أخيرًا جاء اليوم المنتظر، نصرٌ، وبأسلوبٍ مميز، للنادي بأكمله. تهانينا".
???? Kylian Mbappé on IG:
“The big day has finally arrived,
Victory and with the manner of a whole club,
Congratulations, PSG.” pic.twitter.com/jY5kBBsXAI
— Madrid Zone (@theMadridZone) May 31, 2025
تعليق إنريكيسُئل إنريكي عن مبابي عقب فوز فريقه التاريخي يوم السبت فأجاب "كنا نتمنى وجوده، لكن قراره كان مختلفاً".
وأضاف "لقد أثبتنا أن لدينا نجوماً في خدمة الفريق، وليس العكس".
وأمضى مبابي 6 سنوات مع باريس سان جيرمان، حيث حاول النادي دون جدوى إنهاء عقدته الأوروبية.
وكان اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا أحد المتأهلين إلى نهائي عام 2020 عندما حطم بايرن ميونيخ قلوب الفرنسيين.
إعلانوغادر النجم الفرنسي النادي في ظل غموض الصيف الماضي وأثار رحيله عن باريس جدلاً واسعاً حول عدم دفع راتبه.
وبعد انتقاله الصيف الماضي، حقق مبابي انطلاقة قوية في البرنابيو. حيث سجل سجل 42 هدفًا في 55 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم. وتوج بجائزتي هداف الدوري الإسباني والحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية.
في المقابل لم يُحرز النادي الملكي أي لقب كبير، حيث خسر لقب الدوري الإسباني وكأس إسبانيا أمام غريمه برشلونة، وخرج من دوري أبطال أوروبا في ربع النهائي أمام أرسنال.